أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزالدين الحجاجي - بعض مظاهر التحول في المجتمع المغربي















المزيد.....

بعض مظاهر التحول في المجتمع المغربي


عزالدين الحجاجي

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 12:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعرف المجتمع العالمي بشكل عام، و المجتمعات النامية بشكل خاص مجموعة من التغييرات في بنياتها الاقتصادية والاجتماعية، سياسية، ثقافية ، هذا التغيير الذي يمكن رصده و ملاحظته من خلال ما يعرفه مفهوم المؤسسات من تغيير في بنياتها و كذلك من خلال طرق التنظيم والتسيير، الهادفة بالدرجة الاولى الى وضع نماذج ضابطة للمجتمع، وفق ما يسمى بالعقد الاجتماعي حسب روسو، تماشيا وطبيعة المجتمع والعلاقات الاجتماعية السائدة والمسيطرة فيه على مر تاريخه.
المفاهيم الأساسية
لا يمكن بأي حال من الأحوال التعرض لإحدى الموضوعات أو الظواهر التي لها علاقة من قريب او بعيد بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، دون التركيز على المفاهيم التي لها بعد ابستمولوجي مهم ان لم نقل انه يتعذر وجود هذه العلوم دون انو جاد المفاهيم، وهذا ما نحاول وضع أساس له، بخصوص مؤسسة العائلة في بداية هذا المقال الأولي والذي نعتبره ثمرة لمجهود متواضع.
1) مفهوم التغيير
مفهوم التغيير مخالف للتغير فالأول يحتاج الى الى أداة مادية من اجل وقعنته على الواقع الاجتماعي بشكل ملموس على سبيل المثال حزب سياسي ، جمعية ، حركة اجتماعية على شاكلة الانتفاضات العربية سنة 2011 ، اما التغير فهو ناتج عن حركة الطبيعة، حيث انه قانون يسري داخل الطبيعة و المجتمع خارج عن أي إرادة إنسانية ( فبلوغ الماء درجة معينة يتغير ويتحول الى عنصر أخر، وهذه العملية هي قانون لا يمكن التدخل فيه او تغييره وسيظل كذلك. والتغيرات الكيفية او ما يسمى بقانون نفي النفي يعتمل بأسمى تجلياته في النبتة التي تتحول في سيرورة تطورها من بدرة الى نبتة ناضجة، تخضع لتغير في شكلها وجوهرها نظرا لعوامل الداخلية والخارجية، هذه النبتة التي غالبا ما تكون مختلفة عن التركيب السابق للبدرة السابقة. ونجد ان من بين المقاربات التي أعطت أهمية كبيرة لمفهوم التغير هي المقاربة الماركسية، حيث اهتمت بمفهوم التغيرات بشكل كبير خاصة من خلال قوانين المنهج المادي الجدلي، فهي تقدمه على اعتبار انه نتاج انتقال من حالة الى حالة مناقضة حيث التغيرات تحدث كنتاج للتناقضات التي توجد في المجتمع
2) مفهوم الاسرة

يعتبر تنظيم الاسرة من بين التنظيمات القديمة في تاريخ المجتمع الإنساني حيث يمكن تصنيفها من ضمن المؤسسات الاولى التي ظهرت على مسرح التاريخ، ونجد ان لها من التعاريف الكثير لكننا سنكتفي بالتعريف السوسيولوجي فقط نظرا لما له من أهمية كبيرة:
نجد ان هناك تعار يف مختلفة للآسرة من بينها " ان الأسرة هي الجماعة الاجتماعية النظامية المسؤولة عن تكاثر السكان". اضافة الى كون الأسرة عبارة عن "منظمة" دائمة نسبيا تتكون من زوج وزوجة مع أطفال أو بدونهم، أو تتكون من رجل و امرأة على انفراد مع ضرورة وجود أطفال في هذه الحالة ".
لكي ننتقل الى ميدان، يهما أكثر أي المجتمع، حيث تعتبر جل التنظيمات الحالية، والتي لها أشكال تنظيمية وعلائقية وبنيات متنوعة لم تكن كما هي اليوم بل هي نتاج لمجموعة من التغيرات الحاصلة في مختلف المجتمعات؛ فكلما تقدم المجتمع في اقتصاده.... كلما تطلب ذلك تنظيمات ومؤسسات تتماشى مع التطورات التي عرفها مستوى العيش داخل كل مجتمع، إذ نجد ان مختلف المؤسسات (مؤسسة الزواج، اللغة، القبيلة، الجيش، العائلة،...) لم تكن ساكنة بل عرفت الكثير من التطورات والتحولات كما اتخذت أشكال و أوجه، متعددة، هذه المسيرة الطويلة من التبنين والتشكل لا يمكن الحسم فيها بشكل قطعي إذ لا يمكننا رصدها في الزمان والمكان، وبكافة تمظهراتها خاصة الأشكال المؤسساتية التي لا تتوفر أي معطيات تاريخية حولها او لقلتها.
ولو حاولنا رصد ما لحق مؤسسة الاسرة من تغيرات وتحولات عبر سيرورة تشكلها، سنلامس ان العلاقات التي كانت سائدة في الاسرة تكاد لا تعترف بأي شكل من أشكال التنظيم كما هو معروف في المجتمعات الحالية حيث نجد ان الزواج لم يكن خاضع الى قوانين تنظيمية بعينها. إلا من خلال مختلف الطقوس الحالية التي كانت تعوض وتحل محل القوانين الحالية، كما ان الزواج كان مبني على مصالح القبيلة او العشيرة. ولعل قانون القبيلة في مختلف أرجاء المعمور عبّر عن نفسه بشكل يتماشى وطبيعة المجتمع والدرجة التي وصل إليها من التطور؛ حيث سادة المشاعة الجنسية، وكل الأطفال تتبناهم القبيلة باعتبارهم أفراد من العشيرة ، وليس تمت من أب محدد، خاصة في المرحلة الوحشية والمرحلة البربرية كما اقرها لويس مورغان. وبالتالي لم يكن للقرابة أي معنى مقرون بالغيرة فالأفراد هم أبناء العشيرة وليس من تمييز بينهم ، وخلال نفس المراحل وخاصة المراحل العليا ستعرف الاسرة نوعا من التغير في مستوى العلاقات فالاسرة البونالوانية (بدء في هذه الاسرة بشكل تدريجي يمنع الزواج من الأخت ليتم في مرحلة لاحقة مُنع حتى الزواج من القريبة، وصولا الى اسرة الزواج الحديث).
الأسرة وتختلف الرؤيا الى هذا التنظيم حسب كل باحث، وحسب خصوصية كل حقل معرفي. ونجد الباحث السوسيولوجي إميل دوركايم احد مؤسسي علم الاجتماع، يضع أربعة مراحل لتطور مؤسسة الاسرة بدءا من الاسرة الطوطمية: حيث ان جميع أفراد القبيلة يؤمنون كونهم ينحدرون من جد واحد، وخلال هذه الفترة كان أفراد العشيرة يطلقون اسم احد الحيوانات على عشيرتهم و إذا كان الاسم هو سلحفاة فان كافة أفراد العشيرة هم سلاحف...اما الاسرة الإميسية ؛ هنا تنقسم الكلمة الى رئيس+ ام أي انه خلال فترة معينة من تاريخ تطور مؤسسة الاسرة كانت الأم هي المسير الفعلي للشؤون الداخلية للمنزل، كما ان الأطفال كانوا ينسبون الى الأم التي كان لها الحق ان تطرد الزوج في الوقت الذي ترغب فيه.
فالاسرة الإبيسية وتنقسم هذه الكلمة الى رئيس + أب حيث أصبح للرجل مطلق التحكم في المرأة خاصة من خلال الثروة التي كونها من الماشية ، ومن المعلوم انه لم يكن من الممكن في ظل نظام الاسرة الاميسية ان يخرج الإرث من القبيلة ، لكن الرجل بعدما كون تلك الثروة (قطعان) أصبح من الضروري ان يرثها الابن وليس العشيرة ، من هنا بدأ النظام الأبوي في التوغل داخل هذه المؤسسة ، كما ان المرأة ستصبح أداة مساعدة على مراكمة تلك الثروة الحيوانية دون ان تملكها وهنا كانت قد بدأت الملكية في الخروج من طابعها الجماعي المتمثل في العشيرة كأقصى وأرقى تنظيم وصلت اليه البشرية في مرحلة معينة من تطورها. وصولا الى اسرة الزواج الحديث حيث ان كل فعل أصبح يُنظر اليه كونه فعل شرعي أو فعل مؤسس، بحيث تم الاعتماد على الوثيقة بشكل كبير من اجل الضبط الصارم لكافة سلوكيات افراده.
وبات من المعلوم ان أي تنظيم مجتمعي في تغير مستمر رغم ما يبدو من سكون سطحي. فالمؤسسات المجتمعية تتغير، فالباحث عبد الله إبراهيم يقول بخصوص التغير الذي تعرفه المؤسسة ، "إنها قابلة للتبدل المستمر وتمر في سيرورة التحول والتبدل على الرغم مما قد يخدع البعض من المظهر الراكن للمؤسسات المجتمعية، وقد يتخذ التغير المؤسسي شكل التغير النوعي الجذري في المؤسسة المجتمعية، وقد يتخذ شكل التبدل الداخلي حيث تبقى الصيغ المؤسسية وإنما تحصل تغيرات في البنية المؤسسية أي في القواعد وممارستها ".
بما ان التغيير لا يحدث إلا بأشكال متفاوتة ، اما ان يكون جدري حيث ان المؤسسة او الموضوع الذي وقع عليه فعل التغيير يفقد بنيته السابقة على مستوى الشكل والمضمون، أي حدوث قطيعة بين القديم والجديد على سبيل المثال، كانت القبيلة كتنظيم مجتمعي يضم أفراد محدودين على مستوى العدد ، ويتقاسمون نفس الحيز الجغرافي ، لهم تقريبا نفس طرق العيش ونفس الأدوات الإنتاجية خاصة الأرض و الماشية، ويخضعون للقبيلة ويأتمرون بأوامر شيوخها وزعمائها، ولهم امتدادات بيولوجية من خلال الانتساب الى نفس الأب او الاعتقاد بذلك. أما الدولة في المجتمعات الحالية فهي تناقض القبيلة بشكل جدري ، على مستوى الشكل و المضمون حيث : اصبحت مكونة من مجموعة من الأجهزة والمؤسسات (جيش، حكومة، برلمان، جامعات ، مستشفيات...) وتهتم بمجال جغرافي أوسع، والأفراد نظموا من خلال مجموعة من العلاقات والروابط والأدوار المجتمعية (دور الرجل في الاسرة نوع من الاختصاص في الأدوار لتي حلت محل العلاقات الدموية والأبوية، ومن خلال هذا الانتقال من مؤسسة الى مؤسسة بديلة لها، حسب درجة التطور التي وصل لها المجتمع، يمكن الحديث عن تغيير جذري والذي تمثل في عملية القطع الكلية ما بين القبيلة والدولة.
اما بخصوص الاسرة فإن هذه المؤسسة عرفت تطورات متلاحقة عبر التاريخ ، طبعا دون إغفال نوعية هذا التطورات والتي تتسم بطابع من الخصوصية والمحلية، حسب الثقافة السائدة داخل المجتمع، حيث ان الاسرة في المجتمعات الغربية ليست هي نظيرتها في المجتمعات الإفريقية والمشرقية. حيث نجد ان مؤسسة الاسرة بالمغرب، بشكل خاص قد عرفت عدة تحولات ، لكن دون قطائع مابين الجديد والقديم، فالعائلة الممتدة لا زالت حاضرة بشكل كبير ، كدلالة على مرحلة اقتصادية معينة (يتبع) .



#عزالدين_الحجاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البنتاغون: انتصار روسيا في الصراع الأوكراني سيكلف الولايات ا ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في رفح (فيديو)
- زخارف ذهبية وعرش خشبي.. مقاطع مسربة من -قصر بوتين- تكشف عن ...
- ممثلة إباحية تدلي بشهادتها عن علاقتها الجنسية بترامب في المح ...
- غموض يحيط بمقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر، ما الذي نعرفه عن ...
- محيطات العالم تعاني من -ارتفاع قياسي- في درجات الحرارة هذا ا ...
- بعد أشهر من المماطلة.. اتهامات تطال فون دير لاين بتجاهل وعرق ...
- اتفاق أوروبي على استخدام الأموال الروسية المجمدة لتسليح أوكر ...
- وزير مصري سابق يوضح سبب عدم تحرك جيش بلاده بعد دخول إسرائيل ...
- كيم جونغ أون يودع -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزالدين الحجاجي - بعض مظاهر التحول في المجتمع المغربي