معضلة الإرهاب بتونس وسبل الحل

زينب عبد العزيز الغيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الوطن .. الأرض .. الحدود .. الآقاليم ... هي مفردات حساسة لها معنى واحد يضم الجميع يثير الهوايات، الجذور، الإنتماءات ،العرق ،العادات و التقاليد ... ولكن ، مع ذلك فإن هذه المفردات تعني آيضا العنف ،الإختلاف،السيطرة،التميز،ورفض الآخر .. وللأسف هذا ماشهدته تونس منذ سنة 2011 من فوضى و مطالبات و أعمال إرهابية . فلقد أصبح من البديهي اليومي بأننا لن نفشي سرا إن قلنا أن ظاهرة الإرهاب تمثل هاجسا ،شبحا على وطننا خاصة بعد تأثيره السلبي على بعض شبابنا فآفة الإرهاب تنضاف إلى سجل الآفات الخطيرة التي تحصد في آرواح هذه الشباب الحالمين بحياة آفضل في الدنيا و ضمان الجنة في الآخرة ... ولكن الأمر المعقد أن "تونس" لاتخلو صباحا و مساء من آخبار صحفنا اليومية و مواقعنا الإلكترونية من الإعلان عن وفاة "التونسيين" في سوريا الذين يتقاتلون أي "يجاهدون" في ضنهم أن هذا الجهاد ، والإنضمام إلى تنظيمات المقاتلين و رفع الرايات السوداء هي قضية عادلة يتركون لأجلها عائلاتهم ، آمهاتهم، زوجاتهم ، آبنائهم.... إذن مامصدر هذه الآفة ? آيعني أن الإرهاب هو مستقبل الشباب ? أيعقل أن عقول "شبابنا" هو سر نجاج هذا الإرهاب في تونس ? العمليات الإنتحارية يعني هو المسلك الوحيد لدخول رحاب الجنة ? لجوء الشباب إلى هذه التنظيمات المتطرفة أو ليس له أسباب حقيقية واقعية يجب معرفتها ?
إن خيبة الأمل الذي حصلت للشباب بعد الربيع العربي و إنهماك الأحزاب السياسية في صراعات لاتتوقف على مواضيع هامشية أفقدت ضياء شعلة الثورة و لم تعطي آملا لطموح الشباب .. حتى الوضع الجيوستراتيجي لموقع " تونس " المحاذي حدوديا لليبيا جعلها تتأثر كثيرا للآحداث و الصراعات داخل هذا البلد حيث لجأ العديد من "الشباب" إليها للتدريب على القتال و تهريب الأسلحة داخل وطننا وإن المناطق الحدودية التي تهمشت في العهد السابق لم تنال حظوظا في زمن الثورة بل أصبحت حاضنة أكثر من المناطق الأخرى للتنظيمات الإرهابية .. فداخل هذه التحديات الكبرى منها الإقتصادية و السياسية و الوضع الجغرافي المعقد يتطارء لنا سؤال هام كيف و متى الخروج من هذه الأزمة ? لن يكون الحل الأمني هو الحل الوحيد لهذه الأزمة إنما الحل في الإهتمام بالشباب من حيث الدعم و التكوين و التشغيل .. فلا بد من تشكيل وعي جديد ثقافي لمواكبة التطورات العلمية و الثقافية و الإجتماعية لنقتبس منها حلولا لآفاتنا و مشاكلنا و آزماتنا يستفيد منها شرائح المجتمع و خاصة الفئة الشبابية التي تبقى دائما هي مستقبل و شعلة لثورة تونس ..
إذن الوطن .. الأرض .. الحدود .. الآقاليم ..... لآجل هذه الكلمات ، بإسم الشباب نعلن الحرب ضد الإرهاب ، نقتل الجهل ، نخاطر بحياتنا ، نقيم الجدران .. سنرسم وطننا بألوان شعاره .. سندافع عنه رفقة أولئك الذين يناضلون من أجل بنائه لا لتخريبه ... لأن الشباب هو واقع هذا الوطن .. لأن الشباب هو مستقبل تونـــــس ..

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات