أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ناصر اليونس - عن العقوبات البدنية














المزيد.....

عن العقوبات البدنية


ناصر اليونس

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 23:08
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    



إن العقوبة هي الجزاء الذي يطال الفرد لقاء مخالفته نص قانون يحرم عليه الإتيان او الامتناع عن فعل معين بناء علي حكم قضائي مبرم .
لا اريد الدخول في تاريخ العقوبات وتطورها عبر التاريخ وعلاقة الأديان بها والآلية التشريعية التي تبنتها الأديان لأن ذلك خارج إطار موضوعي .
ما يجب فهمه عن العقوبة في إنها جزاء للمجرم قام بجريمة ما يعاقب عليها وذلك لإصلاح هذا الشخص باعتباره معتدي على حقوق غيره من البشر او اعتدى على حدود الله كما في جرائم شرب الخمر والزنا وما إلى ذلك في الإسلام , وللعقوبة طابع ردعي للغير لردعهم عن ارتكاب الجرائم او مخالفة القانون .
وما يجب فهمه عن العقوبة إنها ليست للتشفي من المجرم وإيلامه وتعذيبه وهذا يدعى تمثيل وهو منهي عنه بكل الشرائع وحتى الشريعة الإسلامية وليس فقط التمثيل بالبشر بل بالحيوانات أيضا , وقد وردت احاديث عن النبي تؤكد ذلك .
وحتى أقسى العقوبات التي جاءت في حد الحرابة يمكن العفو فيها وتخير أهل القتيل بالعفو عن الجاني وأورد المالكيون بأنه لا يقتص المرتد إن استتاب .
إذا العقوبة بحد ذاتها هي لتطهير الجاني وتبرئته من ذنبه الذي اقترفه ليكون بعده نقيا تائبا والقصة التي وردت عن المرأة الزانية التي سلمت نفسها للنبي ليرجمها فأمرها أن تضع حملها ثم عادت فأمرها ان تتم رضاعة ابنها وثم عادت له مرة ثالثة لكي ينفذ الحكم بها , هذه القصة تؤكد دلالة العقوبة وهي توبة الجاني لا التنكيل به .
وما دام بالإمكان اصلاح المحكوم كي يعود إلي المجتمع مرة أخرى بعقوبات مشابهة لا تخالف جوهر عدالة الشريعة فلا مانع من ذلك وخاصة في قضايا السرقة التي عقوبتها قطع اليد في الإسلام او الحبس في القوانين الوضعية وهي إصلاح المحكوم كي لا يعود مرة أخرى الى مخالفته , ومثل ذلك حد الحرابة نفسه المعاقب عيه في القوانين الوضعية ويصل الى الإعدام في اغلب القوانين والحرابة لمن لا يعرفها هي القتل بدواعي السرقة .
هؤلاء الجاهلين بالتشريعات وأهدافها وغاياتها لن يتقبلوا فكرة أن قبل 1400 عام لم يكن هنالك إمكانية لبناء سجون وإصلاحيات تستوعب أعداد المجرمين ولسنين طويلة أن الإمكانيات والموارد باتت متوفرة لتطبيق جوهر النص لا بل تحقيق غايته بطريقة أكثر كفاءة وهي إصلاح المجرم عبر حجز حريته وإعادة تأهيله مرة جديدة ليعود للمجتمع مرة اخرى بمؤهلات جديدة كحرفة وعلم وتأهيل نفسي جديد لا قطع يده ورميه منبوذ من قبل المجتمع .
والأنظمة التي حكمت الدول العربية و الإسلامية حديثا كانت وبالا على القضاء وإدارة السجون حيث كانت تتعامل مع السجناء بأساليب وحشية بقصد الإذلال والانتقام وخاصة تجاه السجناء السياسيين من المعارضين وغيرهم , فبقيت العصبة القبلية بحسب توصيف ابن خلدون هي الشريعة السائدة في الحكم , ولم تتجذر فكرة المجتمع المدني المبني علي المساواة والعدالة بين جميع افراده , بل تم افساد مقصود بالمنظومة حقوقية كاملة من مشرعين وقضاء وإدارة سجون .
عندما ندين الجرائم البدنية التي لم تعد مقبولة لا أخلاقا ولا قيما فاننا لا ندعوا للرزيلة ولا لهدم المجتمع وإطلاق مجرميه بل العكس تماما نهدف إلي حماية المجتمع وأفراده بما يخدم تطوره و قيمه ومعتقداته , وتنفيذا لروح النص وجوهر عدالته.



#ناصر_اليونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب وخلفيات الحركات الجهادية في سوريا
- الفيتشية من الخفاء إلى العلانية تطور الرموز ودلالتها


المزيد.....




- السعودية: إعدام مصري -تعزيرا-.. والداخلية تكشف عن اسمه وما ف ...
- نتنياهو يشترط نزع سلاح غزة ويهاجم احتجاجات ذوي الأسرى
- المئات يتظاهرون في السويداء للمطالبة بـ-حق تقرير المصير-
- نتنياهو يشترط نزع سلاح غزة ويهاجم احتجاجات ذوي الأسرى
- الشرع يتهم إسرائيل بـ-التدخل- عقب مطالب -بتقرير المصير- في ا ...
- تحركات فلسطينية مكثفة بالأمم المتحدة لدعم حل الدولتين قبل ال ...
- اعتقال 25 متظاهرا في احتجاجات تل أبيب المطالبة بإنهاء الحرب ...
- الاحتلال يفرج عن 6 معتقلين من قطاع غزة
- تصاعد موجة احتجاجات في كيان الاحتلال تطالب بإعادة الأسرى
- الاحتلال يفرج عن 6 معتقلين من قطاع غزة


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ناصر اليونس - عن العقوبات البدنية