أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحيم رجراحي - الدولة والحق في الفضاء العمومي














المزيد.....

الدولة والحق في الفضاء العمومي


عبدالرحيم رجراحي

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 10:27
المحور: حقوق الانسان
    


نهدف من هذا المقال إلى بيان علاقة الدولة بالفضاء العمومي ومسؤوليتها في ضمان هذا الحق والنتائج المترتبة عن إهمالها له. وقد يعترض علينا معترض بالقول: إن علاقة الدولة بالفضاء العمومي علاقة بديهية لا تحتاج لبيان؛ إعتقادا منه أن الدولة وليدة فضاء عمومي يتيح للناس ممارسة حقوقهم، والذي تسهر الدولة نفسها على تنظيمه، لتحقيق الأمن والاستقرار. غير أن هذه البديهة سرعان ما تتهافت إذا علمنا أن الدولة، في بعض الأحيان، تتواطؤ مع الدهماء، سعيا منها للاستقواء على  أنصار حقوق الإنسان الكونية وجعلهم يقبلون بالأمر الواقع، والحال أن هذا الواقع يهدد بزوال الدولة كذلك؛ لأن إهمالها  لحقوق الناس الكونية، على اختلاف مللهم ونحلهم، في الفضاء العمومي، يفتح الباب على مصراعيه للفتنة والتسيب والفوضى. فما هي إذا علاقة الدولة بالحق في الفضاء العمومي؟ وما مسؤوليتها في ضمان هذا الحق؟ وما النتائج المترتبة عن إهمالها له، إن جهلا منها أو تواطؤا؟

يتمتع الإنسان بمجموعة من الحقوق الكونية التي تحفظ له إنسانيته من الأخطار المحدقة بها؛ وهي على سبيل الذكر لا الحصر: الحق في إبداء الرأي والحق في الاختلاف والحق في التنقل...إلخ؛ وهي حقوق تؤهل أصحابها، في نهاية الأمر، للتمتع بالحق في الفضاء العمومي، بما هو فضاء حر ترعاه مؤسسات الدولة وفق القانون.
وعليه، فعندما يتعرض حق الناس في الفضاء العمومي للانتهاك، فمعناه أن الدولة تهمل ضمان هذا الحق، بل باقي حقوق الإنسان؛ ذلك أن الحق في الفضاء العمومي لا تقوم له قائمة دون أن يتمتع أصحابه بالحق في التعبير والتفكير والتنقل والاختلاف...إلخ، بما يسمح به القانون، بل إن الحق في الفضاء العمومي هو مجال لامتحان حرص الدولة على ضمان باقي الحقوق.

بناء عليه، فمن محاذير إهمال الدولة  لحق الناس في الفضاء العمومي إسقاط سيادتها، ولا سيما أن من هذا الحق تكتسب شرعيتها وعن طريقه يعترف بمؤسساتها وفي ضوئه تدوم صلاحيتها؛ لأن من شأن إهمالها هذا  أن يفتح المجال للدهماء أن تستأسد على الفضاء العمومي، مما يهدد كل الحقوق الضامنة  للسلم والأمن والتعايش؛ وفي مقابل ذلك، يفرض الرأي الواحد، باعتباره الحقيقة الوحيدة التي لا شريك لها، والويل كل الويل لمن يجادل في قيمتها !!

ما معنى التسامح من دون القبول بالاختلاف ورعايته وحسن تدبيره وضمان الحق فيه؟ وما معنى العدل من دون تمكين كل أفراد المجتمع من حقوقهم دون تمييز بينهم باسم الدين أو العرق أو الجنس وغيرها من المحددات الضيقة؟ وما معنى الحرية من دون الحرص على ضمان مجال للتعبير والتفكير؟

إن الحديث عن قيم من قبيل ما تقدم في ضوء دولة تكيل بمكيالين وتميز بين أفرادها وتضيق الخناق عليهم  وتسلب حقوقهم، لَهُوَ زور وبهتان وتواطؤ مع الدهماء أو هو ضرب من ضروب الفصام.

يتحصل مما تقدم أن الحق في الفضاء العمومي هو الضامن لباقي حقوق الإنسان؛ وأن حرص الدولة عليه دليل على حرصها على باقي الحقوق وتزكية لشرعيتها؛ في حين أن إهمالها لهذا الحق، إن جهلا منها أو تواطؤا،  دليل على إهمالها لباقي الحقوق وتعجيل بزوال سيادتها، وكأني بالدولة، ها هنا، تحمل حفار قبرها.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة: إسرائيل ترفض تجديد تأشيرات رؤساء الوكالات الت ...
- تجدد الاشتباكات في السويداء والأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق
- أكثر مشجعي الأندية تعرضا للاعتقال في البريميرليغ
- أبو عبيدة: المقاومة تستنزف الاحتلال وتعرض صفقة شاملة.. ونتني ...
- ألمانيا تعيد فتح ملفات طالبي اللجوء من غزة بعد تجميد طويل
- حرمان ملايين اللاجئين من مساعدات الغذاء والدواء والسكن والتع ...
- ترامب، مطاردة المهاجرين
- العفو الدولية تنتقد دعم الاتحاد الأوروبي لـ-إسرائيل- ورفضه ت ...
- نحن نموت ببطء.. شهادات من غزة بشأن تفاقم المجاعة
- منظمات المساعدة: الآعانة المالية لطالبي اللجوء لا تكفي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحيم رجراحي - الدولة والحق في الفضاء العمومي