أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فنر الشمري - كلنا طائفيون














المزيد.....

كلنا طائفيون


فنر الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 03:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ فترة شاهدت فلم أجنبي يتكلم عن قصة حياة الفيلسوفة الرائعة ( هيباتيا ) وهي فيلسوفة تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وتعد أول امرأة في التاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات ولمعت أيضاً في تدريس الفلسفة وعلوم الفلك، كما عرفت بدفاعها عن الفلسفة والتساؤل، ومعارضتها للإيمان المجرد.

في الفلم حدث صراع دامي في الإسكندرية بين اليهود والمسيح هناك بعد جولات وصولات من رهبانهم في بث العداء والأفكار المسمومة وزراعة بذرة الكراهية بين الطرفين وبمباركة شيوخهم، والحكومة هناك كانت تشهد قبلها وتسمع ما كان يقوله رهبان الطرفين من تغذية عقول العوام في كراهية بعضهم البعض دون أن تتدخل أو تضع حداً لمن يبثون الكراهية، حتى حدثت الكارثة والصراع بينهم مما أدى إلى سفك الدماء وتدمير وخراب المدينة ومكاتبها وكل آثارها وكل ذلك كان بسبب صراع ديني كان يمكن أن لا يحدث لو أن الحكومة وضعت حد وحاسبت الرهبان ، ولكن ما حدث قد حدث والكل خاسر في هذا الصراع.

يقول المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد تويبني: إن الذين يقرأون التاريخ و لا يتعلمون منه هم أناس فقدوا الإحساس بالحياة وإنهم اختاروا الموت هرباً من محاسبة النفس أو صحوة الضمير والحس.

في ديننا الإسلامي يتواجد هذا النوع من البشر وبكثرة ، لدينا صراع ديني بين قطبي الإسلام الشيعي والسني منذ ما يقارب 1400 سنة ، مع العلم تكرر هذا الكلام وكثير تكلموا عن هذا الصراع ولكن لا حياة لمن تنادي يبدو أن هذا الصراع لن ينتهي حتى يصفي أحدهم الآخر.

أنا هنا لست لوضع حلول للطرفين لأنه أساساً لا حل لصراع نشب من مئات السنين، لكن فقط تخمين عما هو سيكون مصيرنا وخصوصاً بدأنا نرى المذابح في الجوار ، ولنكن واضحين أكثر الصراع ليس ديني بل سياسي بحت فمجرد تغيير أماكن بعض الأشخاص سلفاً ما كنا نرى هذا الصراع.

في الكويت مؤخراً وما حدث في تفجير لأحد مساجد الطائفة الشيعية وراحت ضحيته العشرات من الأبرياء والجرحى، وما حدث من دراما إعلامية مضحكة عن الوحدة الوطنية حيث انتشرت في الإعلام ( شيعة – سنة ، كلنا واحد ) هذا التقسيم بحد ذاته طائفي وما حدث من بعده أيضاً.

لنتكلم بواقعية أكثر هل تتوقعون أحد من أسر الضحايا ينسى ما حدث، أو يسامح بمجرد هذه الإعلاميات !!.. الكراهية بين الطرفين شديدة جداً و تكونت بمباركات رجال دين المذهبين وصمت الحكومة وعدم اتخاذها لإجراءات تتصدى للعابثين في أمن البلد وكانت النتيجة تفجير دامي وهو بسيط أمام ما يحدث في الدول الأخرى لأن ما زال لدينا رجال عاقلون أساساً وأخشى أن ينفذ صبرهم قريباً.

الكراهية بين الشيعة والسنة موجودة ومتأصلة والكثير يخدع نفسه بشعارات الوحدة الوطنية وهو مشحون أساساً بالكراهية كما قلت سلفاً بمباركة رجال الدين الذين هم متسلحين بكافة الأسلحة مما قال الله وقال الرسول التي تثبت أنه هو على صواب والآخر على خطأ ( ليس على خطأ فقط بل كافر أيضاً ).

وهذا يؤكد أن كثرة الصراعات الدينية بين المذاهب ومختلف الطوائف وحتى الجماعات الإسلامية من نفس المذهب الواحد تشير إلى تفكك الإسلام، فكل طرف منغلق على ذاته ومعتقده ينفي الآخر ولا يعترف له بحقه في الحياة ووجوده ما هو إلا تهديد له.

منذ فترة زرت أحد أصدقائي الشيعة وكان في استقبالي أخاه الصغير وهو يدرس في أحد المدارس الابتدائية وسألته في أي مدرسة أنت وأجابني باسم المدرسة ( كان اسم أحد الصحابة ) وسألته تعرف هذا الشخص ( أقصد الصحابي ) فأجاب بسرعة لا أعرفه لكن الله يلعنه !!.

هذا مثال حي لما قصدته في زراعة الكراهية منذ الصغر، مما أدى إلى إنتاج جيل يرفض الآخر.. هذا هو اجتهاد متطرفونا وهذا ما نجنيه من حصادهم والذي هو للأسف صواب في نظر الكثير.

إذا استمر الوضع ولم يتم وضع حد له من خلال تنقيح الأفكار وتنظيف العقول والقلوب ومحاسبة كل من تعدى في طرحه ونشر سياسية الكراهية.. حتماً سيتكرر مشهد المذبحة الدينية كما حدثت في الإسكندرية في عهد هيباتيا.



#فنر_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فنر الشمري - كلنا طائفيون