أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لبرون سيمون - القرى تهرب الى القمر















المزيد.....

القرى تهرب الى القمر


لبرون سيمون

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


تغرّب عن قريته طوال سني الحرب الثمان لم يحسب من عمره الثلاثيني سوى أيام عصيبة غادر ترف الحياة لم يذق من السعادة شيء الا تلك السنين التي قضاها بين ثلة من الجنود خلال
معايشته في الوحدات العسكرية المختلفة كأختلاف الأنتماءات الدينية والجغرافية .
واحد من البصرة والآخر من نينوى ومن بابل فواسط وميسان والكوت من كل أنحاء العراق
ضاع الجميع في فوضى الحرب وآتونها الحارق ،وبين جنازير وسرف الدّبابات الرّوسية المصنّفة وأخرى حديثة الطراز وهدير المدافع الذي لاينقطع ليل نهار والتقوا في فوهة بندقية كلاشنكوف من أجل ان يصنع الكبار نصرهم الواهم يتفاخرون أمام عدسات التلفازالذي سقط من أجله المئات بل الألوف من خيرة ابناء العراق.
لفّ يطغه بعناية فائقة ولملم حاجاته الخفيفة بدءا من أدوات الحلاقة وأنتهاءا بقلم الباركر(51) ومحبرته وأقلام القوبيا استعدادا للرحيل سيفارق وحدته العسكرية الى غير رجعة اثنى عشر
عاما قضاها متنقلا بين الوحدات العسكرية والرتب المملة .
جندي أول ثم نايب عريف وعريف الى أن أثقل كتفه برتبة رأس عرفاء وحدة .
سنوات طوال من السّهروالتّعب كرّست بمجموعة خيوط سوداء سلخت من عمره أجمل لجظات و سرقت منه سعادة كان من حقه أن يعيشها .
تقدّم من مجموعته الذين انتشروا حوله لتوديعه بكلمات فيها شيء من الحسد والكراهية الغير معلنة كونه قد تسرّح من الخدمة في ظروف والحرب لازال مشتعل سعيرها الى اللحظة هذه
حيث كان التسريح مستحيلا ويثير الكثير من الشكوك ولان المتطفلون يثيرون أسئلة فيها
من الريبة والشك اكثر مما فيها من الصدق والأمانة فالوساطة والمحسوبية وصلة القرابة
والعصبيات القبلية الجرافية كانت جواز المرور الى برّ الأمان والخروج من دائرة الموت هذه .
أما البعض الآخرفقد لمح في وجههم احساس من المرارة المشوبة بالألم والفرح الفاتر .
صافحه أحدهم يربت على كتفه :روح الك خبزه بالدنيه .
اعتصره الألم أحس بشيء غريب يحاول أن يشدّه الى اصدقائه وبين هذا التجاذب للبقاء وبين محاولة الأفلات من دائرة الموت كان القرارالصعب يتأرجح بين القبول والرفض أن يحسم النتيجة النهائيةفي كل الأحوال لصالحه.
هتف في الجّميع وكانه يلقي بخطبته الأخيرة :أبروني ألذمه يا اخوان هاي دنيه ويمكن ما نلتقي مرهّ ثانيه ؟ .
رددعباراته بصوت مخنوق تكاد حشرجة الحنجرة تسمع بوضوح .
فالوداع في مثل هذا الموقف صعب جدا ،وخصوصا حينما يعايش المرء أناس فترات طويلة شاركهم فيها الحلوة والمرة لابد أن الأحزان تطفح على السطح قبل كل الأشياء الوداع فيه شيء من القسوة والألم لكن النسيان اكبر نعمة وهبها الله لللأنسان .
هذه سنة الحياة .لفظها أحدهم يحاول بذلك مدارات خواطر الآخرين هي لحظة امتحان المشاعر،هتف شاعرالمجموعة ليدخل شيء من المتعة والسرور على أجواء الحزن تقدم في
الدّائرة وهو يرتجز.
نزلنا هنا وغدا نرتحل وهكذا الدّنيا نزولا وارتحالا
سائق سيارة الواز على أحرمن الجمر للأنطلاق .
كسرطوق الصّمت يحاول الأفلات من دائرة الموت ودقائق الفراق لازالت ملتصقة به لاتفارقه الى الأبد .
صعد الى السّيارة واندس بين مجموعة من الجنود الذاهبين في اجازاتهم الدّورية والحقائب تزاحم الجالسين وأكداس من الورق والسجلات تحوي بين طيّاتها أخبار الحرب وأسرارها
وبعضا من التقارير السريّة بشأن مواقف بعض الضبّاط من ذوي الرتب الكبيرة انتظارا للبت
فيها استعدادا للمحاسبة القريبة .
تحرّك السائق بسرعة جنونية أثار غبار المكان ليسدل الستارعن مشهد آخر من مشاهد الحرب القاسية ويغيّّّّّّب الرؤيا عن الذين تركهم أنصاف موتى ينتظرون أقدارهم التفت صاحبنا الى الخلف محاولا القاء نظرة أخيرة الى وحدته العسكرية يفتش في زحمة الغبارعن وجوه أقرانه
الذين تستحق أن يحفظها في ذاكرته لللأيام القادمة غير أن الجندي الجالس قبالته قال وبسخرية:أمعود على شنواتباوع .عوفهم ياكلهم التراب هذوله ولد الخايبه وقود المعارك لاتحتار بيهم الهم الله...
أطلق الجنود من جرّائها قهقهات عالية كسرت صمت الجّميع غير أن أحد الجنود ردّ عليه وبحذر شديد: امعود شلك ابهل الحجي السياره الها أذان تسمع .عوفنه يرحم أبوك خلينه نوصل
لأهلنه ابسلامه؟
لم يعرأهمية لحديث الجندي لأنه يعرف الكثيرعن البطولات الزّائفة والهتافات الفارغة التي يكررها بعض الجنود أمام اصحابهم طامحين بأن يصنعوا من أنفسهم أبطالا حينما تفرغ ساحات
القتال من البطولات الفردية.
بينما حاولت سيّارة الواز الفراربأقصى سرعتها من دائرة الموت كذلك حاول عصفور في طيرانه الأفلات من طائر الباشق. لوّح بيده الهزيلة مودعا من خلف زجاج النافذة الجنود بعضهم تسّمرّ في مكانه والآخرلازال يمني نفسه بأنه ذات يوم سيغادر هذا المكان و يلعن صانعي الحروب وتجّارها في كل الدّنيا..
قطعت السّيارة مسافة طويلة بين تعرجات الأرض من تلول وكثبان الرّمال العالية وصوت
الماكنةيكاد يوقظ طيورالقطى غفت تحت أفياء الشّجيرات الصغيرة، وبين ثرثرة الجنود وصمت
الآخرين لاحت مداخن معامل الطّابوق في مدينة العمارة معلنة عن شجاعة كافية للبقاء أطول .
مسح السائق جبهته بمنديله .هاهي مدينة العمارة مبشرا الجميع والذين راحوا يتنفسون الصعداء كونهم اخترقوا حاجز الموت بأمان لأن المدفعية الأيرانية تقصف مدينة العمارة وأيضا
تدك المقرات الخلفية لقطعات الجيش العراقي.
بعدما أنهكها الطريق التّرابي وعواصف الغباردخلت الطريق المعبد الذي يربط مدينة العمارة بالبصرة وبدت مريحة في سيرها ،الطريق يذكره بشركة (مورسن كندسن) الأمريكية التي
قامت بأنشائه منذأكثر من ثلاثين عاما لكنها خسرت في المشروع بعد أن قتل ابن مديرالشركة
و ضجّت على اثرالحادث الأوساط الحكومية في البصرة والعمارةولملمت الشركة ما سلم من ايدي السرّاق والعاملين فيها.
:ـ الحمد لله طلعنا أبسلامه .
قالها صاحبنا بثقة كبيرة بأنه نجى بأعجوبة بعدما مرّت عليه كل تلك السنين في جبهات
القتال دون أن يصاب بمكروه .غير أن السائق ردّ عليه : أذبح نذر أنكتبلك عمر جديد ؟
غالبا ما كان السائقون يتصرفون تصرفات تدلل على اللأمسؤلية ولمجرد استفزاز الآخرين .
تركت سيارة الواز مدينة العمارة متجهة صوب البصرة تمر بين نواحي وقصبات منتشرة على
جهتي نهردجلة تنساب مياهه بكل هدوء ووقار حتى لاحت احدى القرى القريبة من الشّارع
العام هتف صاحبنا بقلق زائد: يمّك نزلني اهنانه؟
أوقف السّائق السيارة يتطلع بكل فضول نحو يمين الشارع ويساره وكأنه يفتش عن شيء فقده بين تلك الصرائف وأشجار النخيل .
سحب صاحبنا جسده بعناء للتخلص من قفصه الصغير. نزل من السيّارة محاولا وداع من في داخلها.
انطلقت السّيارة لتضيع بين سراب الشّارع وظلال النّخيل يحجب الرؤيا لأقرب مسافة
وقفة طويلة استنشق من خلالها هواء القرية مدّ قامته نحو السّماء وكأنه يغرف أكثر
مساحة من الهواءالى صدره مستعيضا عن رائحة البارود ورائحة السواتر الترابية التي
استنشقها كل تلك السنين في جبهات القتال .

راح في غيبوبة جعلته يستذكرصورا سريعة مرّت لحظتها في خاطره وأصوات المدفعية الثقيلة
وانفلاق القنابل لازال يرسل ضجيجه في صوّان الأذن.
استعرض أطراف الطّريق وتسائل بأستغراب : أين القرى .أين أبناء القرية .أين النساء أين
الأطفال ؟ا الطرقات لماذا هكذا موحشة وخالية ؟.
كثيرة الأسئلة التي لم يجد لها جواب لتعود الى نفسه الظمأنينة ،أخذ يفتش في لحظات
الصمت وهذا الهدوء المشوب بالخوف والحذرعن قريته .عن أهله وأعمامه وأصدقائه
الذين غادرهم منذ سنين طوال عن كل الأشياء التي أفتقدها .
بدأت الشكوك تتزاحم في رأسه .لابد أن هناك أمرما قد حصل أدّى بالجميع الى ترك القرى ؟
ربما. ربما .. لكن لا أعتقد أن الحرب وصلت الى هنا .... لا اطلاقا ربما غادرت الناس
خوف أن تجتاحها القوات الأيرانية تحسبا من الهجوم المتكرر.
كل هذه الأسئلة والخيالات التي شغل نفسه بها لم تنفع أبدا ولم يصل الى نتيجة تدخل الطمأنينة
الى نفسه .أستدار بحذركبيردورة حول نفسه يتفحص المكان وليطمئن قلبه أكثر جال ببصره
ثانية وثالثة في كل الأتجاهات لعله يجد بين سكون النخل من يخبره عن كل الذي حصل أسئلة
وحيرى لم يجد لها اجابات صريحة وواضحة .
ا نحنى بهدوء التقط حقيبته التي التصقت بالأرض تأبى أن تفارقها عدّل بيريته استعدادا
للسير.
أطلق العنان لقدميه بين زحمة السّواقي وكثافة الحشائش والأدغال ثم انتظم الطريق
باصطفاف النخيل قاربت الشّمس أن تنتصف السماء تبعث بحرارتها اللافحة على المكان
بدا التعب جليا عليه فراح يمسح العرق المتصبب من جبهته على وجهه وأصبح منديله قطعة
من الماء .
لاحت بقايا الصّرائف والجدران الطينية التي أبت أ ن تنحني ووقفت مزهوّة بين زحمة الخرائب تعلن عصيانها عن الرحيل .
وبين تلك الأنقاض وزحمة الخيالات المخيفة امتزجت صورة باهتة لأنسان عيناه ذابلتان ترسلان شعاعا ضعيفا من الأمل الكاذب .شيخ في الخامسة والثمانين من العمررفع بعناء يده ملوحا نحوصاحبنا مفادها من أنت وماذا تريد ؟
اقترب من الشيخ اختلطت صورته بلون التراب وبقايا لون الرّماد مسح جبهة الأشياء من حوله .
تمتم بين شفتيه هذا طالع نحس اشارة للموت .نعم لون الرّماد يعني لون الموت .. لو كان الجميع موتى فما الذي أبقى هذا الشيخ على قيد الحياة ؟ .
: السلام عليكم .
: وعليكم السلام بويه . ردّ الشيخ متفحصا .
: بويه وين السلف وين أهل الديره ؟ وين الوادم وين أهلي؟ٍ
لم يجب الشيخ على هذه الأسئلة السريعة لأنها أخذت منه جهدا كبيرا ظلّ صامتا مثل بقايا تلك الجدران اقترب من الشيخ وهزه بقوة :بويه تسمعني ؟
:ها اي أسمعك .
:أشوأسألك عن الديره عن الوادم ما أتجاوب ؟
أزاح الشيخ جسده بأمتعاض والكلمات تتساقط من شفتيه بعناء بالغ : الوادم جلت وأهلك جلت وياها .
سأله وبأستغراب :لوين جلت ؟
الشيخ : ما أعرف .جا آنه دليل الوادم ؟
:عمي ليش جلت وشنو السالفه اشما أسئلك أتكلي ما أعرف أشبيك أتخاف ؟
رد الشيخ في شيىء من التحدي : أخاف . ومنمن أخاف هو ظل عمر يسوه حته أخاف عليه .
وبين الحيرة وبين لحظة صمت قصيرة سأله الشيخ : أنت ياهو ابن من ؟
: آنه لفته ريس عرفاء لفته أبن مهاوي .
: أنت موبالجيش اشجابك ؟ جاي بأجازه لو بمأموريه لو جايب شهيد ؟
: لا آنه أتسرّحت .
: بيك بخت وخلصت امن الموت هاي الشهداء على كفه من يشيل .
:عمي وين أهلي ؟
: شالت الوادم وأهلك شالوا وياهم .
:شالوا لوين ؟
: شالوا للكمر .
: للكمر ؟ ربما مسّ الرجل شيء من الجنون كيف يمكن أن يحدث هذا .
: اي بويه جا التشيله الحرب بعد وين اله مجان أعلى الكاع موش يروح للسمه ويدور اهناك
مجان ؟.
استدار صحبنا حوله وألقى نظرة أخيرة على المكان وودّع الشيخ : في امان الله
: لفته أنت راد ردود للجبهه ؟
: لاعمي رايح أدور على أهلي بلكت أطيح بيهم .
تحرّك تاركا المكان وقد قاربت الشمس من المغيب وبدأت الظلمة تخفي آثار الطّريق
ألقى نظرة على خرائب القرية وبقايا الصرائف المحترقة نظر الى وجه القمروهو
يبتسم : صدك يمكن أهلي أهناك لأن الوطن ما بي مكان آمن نسكن بيه .
وضاع بين الظلمة ووحشة سيقان النخل المحروقة الى الأبد .



#لبرون_سيمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعر الاشوري آدم دانيال هومه


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لبرون سيمون - القرى تهرب الى القمر