أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - المعرفة وجماهيرية العمل الثقافي















المزيد.....

المعرفة وجماهيرية العمل الثقافي


هاني أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 16:37
المحور: الادب والفن
    



التكوين الثقافي وقصور الثقافة:
يحتاج جماهيرنا في ريف مصر وصعيدها إلى نظرة تفكيكية لمهجية الفكر الإداري لمنظومة العمل الثقافي ، فنظرة منظارية معقعرة لمسيرة العمل الثقافي في غياب أثرها ودورها الذي ترك الساحة فرارا أمام جحافل التجهيل وتصحير الفكر ووتهميش العقل تكشف بوضوح عن غياب العمل الإداري للفعل الثقافي ومن ثم إنتفاء منهجية لللتكوين الثقافي . أصبح العمل الثقافي بين الجماهير بعيدا عن الجماهير ؛ لذا فإن منظومة العمل الثقافي في قصور الثقافة وبيوتها تحتاج إلى وقفة منهجية تعيد تفكك المنظومة القديمة المهلهلة وتراتبيتها الوظيفية وتعيد بنائها خلال منظومة تعتمد المثقف المدير نواة لبنيانها القيادي ؛ ليصبح فيها المثقف الفنان والمثقف الأديب والمثقف الناقد من شباب خريجي معاهدنا الفنية وكلياتنا المتخصصة في مواضع القيادة الفعلية العملية للعمل الثقافي من خلال الحركة مع الجماهيرالحركة بالجماهير من خلال التعبير عنها بالعرض المسرحي وبالمناظرات الشعرية والزجلية في أماكن عامة خارج المباني الثقافية ؛ ليكون الاتصال الثقافي شأنه شأن اتصال البشر الحميمي بعضهم بعضاً ، اتصال يجسد حالة من حالات الحدث اليومي بحثاً عن حاجة أو عن معنى أو تغليباً لقيمة ما على أخرى ؛ فالفعل الجماهيري اتصال بشري متناقض الأهداف أو متقارب الأهداف ومتقاطع في آن واحد . وقد يكون اتصالاً سلبياً في الغالب . ومن خاصية الدراما التفاعل الحي مع ذلك كله .
ولأن العمل الثقافي مقيد في كل الأحوال بعدد من المبادئ ؛ حيث يتصف بالدينامية وبالحتمية وبالتطور وبالرمزية وبالتفاعلية ؛ لذا يتحتم وضع تصور منهجي إعادة بناء منظومة الفعل الثقافي ليس في هيئة قصور الثقافة وحدها ؛ بل في غالبية مؤسساتنا الثقافية المتصلة بالعمل الجماهيري .
العمل الثقافي ومنهجية مبادئ الاتصال الجماهيري
أولاً : الدينامية
إن اتصال إدارة العمل الثقافي في مجمله ليس إلاّ بحثاً عن المعنى meaning المتأصل في ذوات الجماهير ككيانات واعية ، أي عن هوية الذات مدخلا لتكوين هوية الذات الفردية في إطار الذات القومية . وهو فعل دائم التغيير dynamic بوصفه نشاطاً حركياً متسلسلاً ضمن منظومة واحدة . ومعنى ذلك أن أي تغيير يحدث في أي عنصر من عناصر تلك المنظومة التعبيرية الاتصالية سيؤدي إلى تغيير في علاقة عناصر تلك المنظومة بعضها بعضاً . وعن طريق ذلك النشاط الحركي المتناغم في تطوره بحكم عدم استقرار عناصر المنظومة الاتصالية تتم
المحافظة على هوية التفاعل الثقافي. فالفعل الثقافي تعبيرياً كان أم
تشكيلياً أم معرفيا عبر الكتاب يأخذ أشكالاً وتعبيرات وأنساق متعددة ذات إيقاعات متناغمة تتوافق مع التوقعات الآنية – غالباً – والخبرات السابقة للأطراف المنخر
في الحدث الثقافي نفسه .
إن دينامية التفاعل الثقافي – خاصة في المجال الثقافي الجماهيري على امتداد خريطة القصور والبيوت الثقافية في ربوع مصرأقاليم ثقافية ومحافظات ومراكز وقرى لا تقتصر على تفاعل ذات فردية بذات فردية أو ذوات
اجتماعية حاضرة أو غائبة ، حقيقية أو متوهمة أو متخيلة ولكن دينامية
التفاعل الثقافي تمتد لتدمج طاقات الجيل الجديد الصاعد مع معطيات جيل آباء الفكر والفن المثقفين والمبدعين والمفكرين.
ثانياً : الحتمية: تتسم العملية الاتصالية سواء أكانت تعبيرية أم تشكيلية أم إعلامية
بالقصدية internationality حتى مع وجود حالات قسرية
تكمن حتميية العمل الثقافي الجماهيري في التواجد مع الجماهير ؛ وليس التقوقع في المقار الثقافية للبيوت والقصور بل العمل حيث يتواجد الجماهير في الأحياء وفي الميادين والأسواق بصفة منهجية متكررة ومبرمجة لتحقيق الأثر المعرفي المتطلع للمستقبل البناء.
ثالثا: آنية الاتصال الثقافي:
إن فعالية العمل الثقافي بثين الجماهير تحقق أثرها في حساسية إدارة العمل الثقافي في بيوت الثقافة وقصورها من خلال التحرك الآني في عملية الاتصال الثقافي بالإحساس بنبض الناس في المدن وفي القرى ، وملء فراغ يومهم الذي استحوذت عليه الزوايا وثرثرات جلسات المصاطب بتفاسير ولا تهويمات اجتذبت شباب ريفنا لمستنقعات ماضوية تحرف النصوص وتفتأ عليها..
وسواء اتخذت آنية الفعل الثقافي مع الجماهير في اتجاه نبضها متوسلة بإتاحة الكتاب المقروء أو بالتعبير عبر الأداء بالألفاظ أو الحركات أو الإشارات والإيماءات من خلال عروض مسرحية حوارية أو راقصة أو عروض بانتو ميمية هي أسرع فعل ثقافي حاضر الإرسال والاستقبال .ففي المسرح يتم عرضالمسرحية في جو من التفاعل الوجداني أو الإدراكي والوجداني معاً بين الحدث على المنصة والجمهور في قاعة العرض ، و الفيلم السينمائي المستلهم لعمل أدبي من منتخبات أعمال أدبائنا الكبار إلى جانب الفيلم الوثائقي والتاريخي أيضا له دور فاعل في نفوس جماهير ريفنا وصعيدنا . وقصور الثقافة تفتقر إلى هذا اللون من ألوان العمل الثقافي التي يمكن توافرها عبر التواصل مع هيئة الاستعلامات وهيئة التليفزيون وقطاع السينما الذي خرج من منظومة هيئات وزارة الثقافة .
رابعا: رمزية الاتصال:
إن الاتصال ظاهرة رمزية symbolic خلقتها المجتمعات البشرية فسواء على مستوى اللغة المنطوقة أو اللغة غير المنطوقة (الجسدية) فإن محتوى الفعل الاتصالي ومضامينه لا تكاد تخرج عن عالم الرموز
والإشارات signs ؛ التي يكمل بعضها بعضاً . والرموز الاتصالية للفعل الثقافي تعد منظومة متكاملة في المنتج الأدبي والمنتج الفني وبإيقاع متناغم . ففي مواقف الغضب والفرح نجد أن سلوكنا الثقافي يحتوي على تعابير لفظية وحركات جسدية تجسد هذه المواقف أو تصورها فالسلوك الاتصالي للإنسان بعامة ؛ والثقافي الأدب والفني بخاصة ؛ يعد كتلة من الرموز التي يكمل بعضها بعضاً للتعبير عن حالاتالإنسان اليومية معايشته لعوالمه الأسرية والمجتمعية الصغرى وعوالمه الكبرى ونظرته للعالم وقدرته على التفاعل مع الرسالة الثقافية اللفظية وغير اللفظية يساند بعضها بعضاً ، وفي إيقاع متجانس يصور الحالة السيكلوجية والفسيولوجية المعيشة بين طرفي العملية الاتصالية الواحدة . والتناقض بين هذه الرسائل يحدث إرباكاً لسلوكنا الثقافي. وممثلو الشخصيات المسرحية وكذلك السينمائية والتلفازية فشأنها شأن




ثمار التكوين المعرفي
للتكوين المعرفي وفق المنهج المقترح ثمار ونتائج منها ( الأثر المعرفي ، الأثر العاطفي ، الأثر الإدراكي ) .
أولاً : الأثر المعرفي cognitive : هو كل اكتساب ذهني لمعرفة أو معلومة أو مهارة أو أداة كنتيجة للتفاعل مع الآخرين أو بسبب التعرض لرسالة اتصالية جماهيرية أو عامة
ثانياً : الأثر العاطفي affective : وهو ما يعرف بالمشاعر والعواطف الذاتية الناتجة عن الفعل الاتصالي. مثل مشاعر الحب والكراهية وما يخالج ذواتنا عند التعرض لمضامين الرسائل الاتصالية
ثالثاً : الأثر الإدراكي Perceptual motor skills :ويتمثل في الاستجابة الجسدية واللفظية تجاه الرسائل الثقافية ومضامينها . إذ تتفاوت استجاباتنا للرسائل الثقافية بحسب الأثر الذي تخلفه في وجداناتنا أفرادا؛ خاصة في الفنون التعبيرية و في الفنون التشكيلية بشكل أكثر خصوصية؛ فقد تكون الاستجابة جزئية محصورة في نطاق المعرفة الخاصة بكل فرد- على حده – لأن المعرفة الثقافية تراكمية ومتفاوتة بين جمهور المدينة وجمهور القرية.



#هاني_أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الصورة بين المسرح وفنون الشاشة
- صناعة الصورة في الفنون الأدائية
- المسرح أم السينما - مقال عن كتاب (جماليات الإخراج بين المسرح ...
- نصوص مسرحية في بؤرة التحليل
- الوجود والماهية - فاروق حسني بين عالمين -
- الكتابة المسرحية - موقف من العصر -
- توفيق الحكيم يفكك التراث في (سوق الحمير)
- المعارضة التفكيكية في المسرح المصري
- المثقفون المصريون وغواية المسرح
- جمالية الإضحاك في العرض الكوميدي
- دور التقنية في صناعة الصورة المسرحية
- لغة النص المسرحي الاحتفالي بين ثقافة المحاكاة وثقافة الحكي
- جماليات المؤثر الصوتي في إخراج الدراما الإذاعية
- تقنيات الممثل وتحليل دور مسرحي - أنتيجوني -
- أنظر حولك في غضب
- يوليوس قيصر بين النص والتصور الإطاري للعرض المسرحي
- دلالة اللقطة الأولي بين التكثيف والجمالية
- لغة الصورة في الإعداد الدرامي بين المسرح وفنون الشاشة
- -برشيد- يرى أمرئ القيس في باريس
- سوق المسرح


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - المعرفة وجماهيرية العمل الثقافي