أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - المنازلون















المزيد.....

المنازلون


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشبه المعركة التي دار رحاها في مركز الليكود بين بنيامين نتنياهو وأريئيل شارون نزالا بين منازلين في حلبة رومانية، ناهيك عن أن جزءا من أعضاء مركز الليكود كانوا يشبهون الحشود الرومانية الغفيرة التي كانت تصرخ، تُعربد وتريد أن ترى الدم.

كان نتنياهو في هذه المعركة يشبه "رطياريوس"، وهو منازل كان يلبس جلبابا خفيفا فقط وكان مزوّدا بشبكة ورمح ثلاثي الشّعب. كانت وظيفته أن يصيد خصمه الـ "سكوطور" بشباكه وأن يقتله برمحه، الذي كان يلبس درعا ثقيلا ويحمل سيفا وترسا. كان الأول يمتاز بخفته وبمرونة حركته، وأما الثاني فكان يتحرّك ببطء ولكنه كان محميا بشكل جيّد.

كثيرون هم الذين تنفسوا الصعداء حين هزم نتنياهو في اللحظة الأخيرة، خلافا للتوقعات ولاستطلاعات الرأي. ولأن نتنياهو قد انتهج خطا عنصريا متطرفا، ووقف إلى جانب المستوطنين وعارض أي انسحاب، كان شارون يبدو رجل سلام حقيقي. ولكن هذا كان وهما بطبيعة الحال. الفرق بين الاثنين، إن وُجد كهذا، هو فرق صغير. لو كان نتنياهو رئيس الحكومة، لكان سيتصرف مثل شارون بالضبط، بينما كان شارون سيتصرف كما تصرف نتنياهو بالضبط.

يصرّح شارون الآن بتصريحات حربية وتصريحات سلام – وذلك حسب الجمهور الذي يتوجّه إليه. في الأمم المتحدة وأمام الأمريكيين، يبالغ شارون بالثناء على السلام، ولكنه يَعد أعضاء الليكود بأنه من الآن فصاعدا لن يتخلى عن أي شيء. كل هذه التصريحات لا تساوي شيئا – يجب ألا نصدق كلمة واحدة مما يقوله شارون، والمهم هي أعماله. إنه يضم، في هذه الأثناء، بواسطة جدار الفصل، مناطق أخرى، ويوسع المستوطنات، يستفزّ، يفجر ويعتقل.

لذلك، لا يبدو للعيان أنه قد حدث أي شيء في مركز الليكود يمكنه أن يؤثر على احتمالات السلام. إنها مجرد معركة بين منازلين في حلبة، غبار كثير ولا شيء آخر. ولكن هذا خطأ بصري.



لقد أحرز السلام، من الناحية الفعلية، نصرا كبيرا في حلبة الليكود.



إنه غير متعلق بشخصية شارون أو بنواياه، بل يتعلق بجوهر الحسم.

صحيح أنه لم توضع، من الناحية العملية، أي أيديولوجية في كفة الميزان. لقد صوّت أعضاء المركز، لأول وهلة، على موضوع هامشي فقط: هل يجب إجراء الانتخابات التمهيدية ("برايميريز") لمنصب زعيم الليكود في الشهر القادم، أم أنه يجب إجراؤها في موعدها بعد نصف سنة.

إلا أن السؤال الحقيقي كان: هل يجب إقصاء شارون، لأنه خطط ونفذ اقتلاع المستوطنات والانسحاب من قطاع غزة. لقد ركز الهجوم عليه على هذه النقطة. قيل أن شارون خان مبادئ الليكود، التي تقضي بأن الليكود يعارض التخلي عن أجزاء من الوطن للعدو العربي، وأن أي إخلاء للمستوطنات هو بمثابة جريمة. هذا ما دارت حوله المعركة.

لذلك توجد لهذا الحسم أهمية تاريخية. الليكود هو نسخة معاصرة عن الحزب التعديلي الذي تأسس قبل 80 سنة تحت شعار "ضفتان لنهر الأردن – هذه لنا، وهذه أيضا!" لقد عبّر اسم الحزب عن هذا التطلع. أراد المؤسس، زئيف جبوطنسكي، إلغاء القرار البريطاني الذي فصل الضفة الشرقية عن فلسطين. كان هذا "تعديل" أراد إجراؤه.

حتى عندما تخلى الحزب، في مراحله المختلفة، عن الضفة الشرقية، أصرّ بشدة على فكرة "أرض إسرائيل الكبرى"، من البحر إلى النهر. ولتحقيق هذه الفكرة أقام المستوطنات وطوّرها في كافة مناطق الأراضي المحتلة، أنكر وجود الشعب الفلسطيني وأحبط أية عملية من شأنها أن تحلّ السلام.

وها هو مركز هذا الحزب، يؤيّد، يوم الاثنين المنصرم، 26 أيلول 2005، زعيما اقتلع لتوّه 25 مستوطنة ودمرها كاملة، استخدم "جيش الدفاع الإسرائيلي" لكي "يطرد اليهود" وتخلى رسميا عن جزء من أرض إسرائيل. من الآن فصاعدا لن يكون الليكود ما كان عليه حتى الآن.



هناك من لا يولي أهمية لهذا الانتصار لأنه قد أحرز بفضل عدة أصوات فقط، 52% مقابل 48%. إلا أن هذا غير مهم. ما يثير العجب هو تواجُد أعضاء في مركز الليكود صوّتوا لصالح الرجل الذي قام بذلك.

هناك من يقول أن هذا الحسم لم يكن حسما أيديولوجيا بل حسما "كرسَويا". لقد صوّت أعضاء المركز خلافا لما يختلج في قلوبهم، وذلك للحفاظ على السلطة. تفيد استطلاعات الرأي أن الليكود سيُهزم في الانتخابات المقبلة إذا تم إقصاء شارون. لقد تغلب العقل على القلب، وحب السلطة على الوفاء للمبادئ.

إذا كان هذا الأمر صحيحا فإنه يزيد من أهمية الانتصار. 3060 عضو مركز الليكود يأتون من كافة المدن والبلدات في دولة إسرائيل. إنهم يضربون جذورا لهم بين كافة طبقات الشعب، وليس بين "عليّة القوم" فقط. إنهم يشعرون بما يشعر به الجمهور الواسع. وإذا توصلوا إلى الاستنتاج بأن الوفاء للمستوطنات ولـ "أرض إسرائيل الكبرى" سيؤدي إلى هزيمة في الانتخابات، فإن لذلك معنى بعيد المدى.ا يشعر به الجمهو رو رالوليس بين "عليّة القوم" فقط. إنهم يشعرون بما يشعر به الجمهو رال

لقد كتبت أنه خلال عملية الانسحاب "صمد مركز الجمهور". لقد اتضح الآن أن أغلبية الجناح اليميني ما زالت موالية لشارون. يواجه خصومه، "أمناء أرض إسرائيل"، عملية من الانهيار. بعد حسم المعركة في المركز انهارت المعارضة أيضا لدى 100 ألف من منتسبي الليكود. تفيد استطلاعات الرأي أن أغلبيتهم تؤيد الآن شارون. يتصرّف الوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود الآن كجنود في جيش مهزوم، وعند سماع الأمر "كل لنفسه!" – يزحف كل منهم على حدة إلى كانوسا.



هذه ليست النهاية. بل على العكس فأمامنا سنة صعبة. سيحاول شارون تجميد كل العمليات، فيما عدا بناء الجدار وتوسيع المستوطنات. والذريعة هي أنه يجب انتظار الانتخابات الفلسطينية التي ستجرى في شهر كانون الثاني 2006، لكي نعرف "مع من نتعامل". بعد ذلك ستأتي الانتخابات في إسرائيل في شهر تشرين الثاني 2006، على ما يبدو، ولا أحد يتوقع من شارون "أن يقوم بأعمال لا تحظى بالشعبية قبل الانتخابات". الرئيس بوش، وهو أيضا حيوان سياسي، سيتفهم ذلك بالتأكيد. من شأن الجمود أن يؤدي إلى كوارث جديدة.

رغم ذلك، لقد خطت مسيرة السلام الطويلة، هذا الأسبوع، خطوة أخرى. خطوة قصيرة ولكنها خطوة هامة.



من كان ليصدق أن هذا سيحدث في مركز الليكود بالذات؟



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجماع جديد
- مسمار جحا
- من قتل عرفات؟
- بضربة قاضية أم بنحيب
- المستوطنون الغاليون
- هذا هو اليوم
- مسيرة القمصان البرتقالية
- ثلاثة في سرير واحد
- نهاية عهد بوغي
- طريق مرصوفة بالنوايا السيئة
- ماذا نتذكّر؟ كيف نتذكّر؟
- الحملات الصليبية الجديدة
- احذروا الكلب فهو ينهش!
- والنتيجة كانت التعادل
- من يحسد أبا مازن؟
- قبل الكارثة المقبلة
- إكليل بلير
- الجبل والفأر
- أعطني فرصة
- تحطيم أبي مازن


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - المنازلون