أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - احذروا الكلب فهو ينهش!















المزيد.....

احذروا الكلب فهو ينهش!


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه أمر غير مرض أن يعاملوك وكأنك كلب روطوايلر مربوط بحبل، وأن شخصا ما سيحثك على مهاجمة أعدائه. إلا أن هذا هو الوضع الذي وصلنا إليه فعلا:

نائب رئيس الولايات المتحدة، ديك تشيني، قد هدد قبل عدة أسابيع أنه في حال استمرت إيران في تطوير قدراتها النووية، فإن من شأن إسرائيل أن تهاجمها.

الرئيس بوش كرر هذا الأسبوع التهديد ذاته. فقد أعلن أنه لو كان هو زعيم إسرائيل لسيكون قلقا جدا من أعمال إيران. ولمحدودي ألاستيعاب، شرح الرئيس بأن أمريكا ملزمة بالدفاع عن أمن إسرائيل في وجه ما يهدد أمنها.

كل ذلك زيادة على التهديد الواضح: في حال لم تنصع إيران لأوامر الولايات المتحدة (وربما حتى لو انصاعت) فستقصف إسرائيل، بمساعدة من الولايات المتحدة، منشئات إيران النووية، كما قصف سلاح الجو الإسرائيلي عام 1981، المفاعل النووي العراقي.

في الأسبوع ذاته حدث أمر مفاجئ: لقد نحى أريئيل شارون رئيس الأركان، موشيه يعلون، , عن منصبه. ووريثه، على ما يبدو سيكون الجنرال دان حالوتس.

حالوتس طيار كما هو معروف. وقد كان له نصيب في قصف المفاعل النووي العراقي، وإذا تم تعيينه بالفعل رئيسا للأركان، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يعين فيها فرد من سلاح الجو رئيسا للأركان. إنه أمر غريب للغاية. من شأن الجيش، في الأشهر القليلة المقبلة، أن يدير حملة ميدانية قاسية لم يسبق لها مثيل: إخلاء المستوطنات في قطاع غزة. إن تعيين فرد من سلاح الجو رئيسا للأركان يرمز إلى أن الجيش يستعد لإنجاز عملية أكبر بكثير، وفي الجو بالذات.



(فاصل قصير: لن يذرف الدموع أحد على إقصاء يعلون، فهو كرئيس للأركان يتحمل مسؤولية كافة الأعمال الوحشية التي نفذها الجيش في السنوات الثلاث الأخيرة، ابتداء من التحقق من قتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاما، وانتهاء "تعليمات الجار" (استخدام شخص ليقود الجيش إلى المطلوبين). ولكن إذا تم تبديله بحالوتس فعلا، فهذا يكون بمثابة مصادقة على الفكرة المتشائمة القائلة بأنه عوضا عن الشخص السيئ سيحل محله من هو أسوأ منه.

ونذكر من كان قد نسي: لقد أثار حالوتس زوبعة بعد قيام سلاح الجو بإلقاء قنبلة تزن طنا على بيت زعيم حماس وقتل، إضافة إليه، 15 مواطنا، ومن بينهم تسعة أولاد. عندما سئل عن إحساسه عند إلقائه لمثل هذه القنبلة قال بأنه "يحس برجة طفيفة في جناح الطائرة"، وأنه ينام قرير العين بعد ذلك. (وفي نفس تلك الفرصة يفتري على "كتلة السلام" وعلى نشاطها ضد جرائم الحرب ويطالب بمحاكمتنا بتهمة الخيانة.)



لنعد الآن إلى قضية كلب الروطوايلر التابع لبوش وتشيني:

عند اعتلاء بوش السلطة في المرة الأولى، طرح عليه المحافظون الجدد برنامجا كاملة لتوسيع الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد اشتمل هذا البرنامج على ثلاثة فصول:

أولا، احتلال العراق بهدف السيطرة على موارد النفط فيها ومرابطة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على المفترق الواقع بين نفط بحر قزوين والنفط السعودي.

ثانيا، كسر النظام في إيران ودمجاها من جديد في المنظومة الأمريكية.

ثالثا، كسر النظام السوري وضم سوريا ولبنان إلى المنظومة الأمريكية. لم يكن من الواضح فيما إذا كانت إيران ستسبق سوريا أم العكس.

كان من الممكن لنا أن نعتقد بأن نتائج المغامرة العراقية ستعرقل إنجاز الفصول التالية. لم يستقبل الشعب العراقي الجيش الغازي بالورود، كما تنبأ المخططون. ذريعة الغزو بوجود سلاح دمار شامل لدى صدام حسين، كشفت عن أكذوبة، وقد استمرت الثورة المسلحة. إن مستقبل الدولة العراقية مثير للشكوك حتى بعد إجراء الانتخابات هناك. من شأن البلاد أن تتجزأ إلى ثلاثة أجزاء وأن تحدث قلقلة في كافة أرجاء الشرق الأوسط.

لقد آمن السُذّج بأنه بعد كل ما حدث لن يخاطر بوش بالخوض في مغامرات أخرى. ولكنه أخطئوا

أولا، شخص رجعي ومتكبر مثل بوش لن يعترف بالفشل أبدا. عندما تفشل له مغامرة، فإن هذا يدفعه للخوض في مغامرات أكبر منها حجما.

ثانيا، صحيح أن الفشل يكلف ضحايا كثيرة ويدمر بنية الحياة في العراق، إلا أنه من وجهة نظر مخططي الحرب فهذا أمر غير مهم. الهدف الأساسي هو تمركز الجيش الأمريكي بشكل دائم في الدولة، كان قد تحقق. أما خارج العراق فلا أحد يطلب من الجنود الأمريكيين المغادرة. رغم العمليات الانتحارية أصبح النفط العراقي تحت إمرة الأمريكيين. أصحاب شركات النفط الذين تقف عائلة بوش على خدمته، يمكن لهم أن يكونوا راضين للغاية.

صحيح أن أوروبا وروسيا تقفان هما أيضا في طريق بوش. وها هو الآن قد عقد العزم على زيارة الاتحاد الأوروبي وحلف شمالي الأطلسي بهدف محاولة إقناعهم، بالكلام المعسول وبالتهديد، للانضمام إلى مغامراته.

لذلك علينا النظر بجدية إلى تهديدات بوش وتشيني بإلقاء حبل الروطوايلر على غاربه. في اللحظة التي سيشعران فيها بأن الطريق أمامهما خالية، سيضيئان الضوء الأخضر لشارون. شارون سيقوم بوظيفته بكل سرور، مقابل الحصول على موافقة أمريكية بضم بعض الشرائح الأخرى من المناطق الفلسطينية.

هل يمكن لعملية عسكرية أن تقوض نظام حكم آيات الله؟ أنا شخصيا أشك في ذلك. صحيح أنه من غير الممكن عدم النفور من هذا النظام، ولكن عند الحديث عن هجوم خارجي، وخاصة من قبل "الصليبيين والصهاينة"، فإن الشعب الإيراني بالذات سيتكتل خلف هذا النظام. شعب أبيّ، له تاريخ عريق كالشعب الإيراني لن ينكسر بسهولة.



أما القصة السورية فمختلفة. خلافا للعراق وإيران، لا توجد لدى سوريا موارد نفطية. لكنها ضرورية للاستمرارية الجغرافية للإمبراطورية الأمريكية وهي تضايق إسرائيل كثيرا.

لقد احتلت إسرائيل في حرب عام 1967 هضبة الجولان التي كانت تسمى حتى ذلك الحين في إسرائيل "الهضبة السورية". وقد أقيمت مستوطنات إسرائيلية بدل القرى السورية التي محيت عن بكرة أبيها. لم تتخل سوريا في يوم من الأيام عن تطلعاتها لإعادة المنطقة إليها. لقد حاولت عام 1973 فعل ذلك ولكنها منيت بهزيمة، رغما نجاحها الباهر في أول الأمر. منذ ذلك الحين تغيرت موازين القوى العسكرية أكثر لصالح إسرائيل. لذلك تحاول سوريا استخدام وسيلة أخرى: إرهاق إسرائيل مستخدمة حزب الله ومنظمات الرفض الفلسطينية، التي يتواجد زعماؤها في دمشق.

وبهدف تدعيم السيطرة على هضبة الجولان بشكل نهائي، تحتاج حكومة إسرائيل إلى كسر سوريا. والمحافظون الجدد في واشنطون يحفرون وصولا إلى الهدف ذاته. والذريعة هي: تواجد بعض الآلاف من الجنود السوريين في لبنان.

لبنان هي جزء من سوريا من الناحية التاريخية. ولم تتقبل سوريا ذات مرة حقيقة نزع لبنان عنها من قبل الاستعمار الفرنسي في النصف الأول من القرن العشرين. إنها تتقبل، على الأكثر، لبنان كدولة تحت الوصاية السورية.

لقد دخل الجيش السوري إلى لبنان عام 1976، في أوج الحرب الأهلية الضروس التي دارت هناك. لقد كان المسلمون والدروز، بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية، على وشك احتلال المناطق المسيحية. المسيحيون (تذكروا هذا) هم اللذين طلبوا من سوريا آنذاك مساعدتهم. ومنذ ذلك الحين يرابط جنود سوريون في لبنان. العديد من اللبنانيين يتخوفون من تجدد الحرب الأهلية إذا غادر السوريون لبنان.

عام 1982 جرت محاولة لطردهم، وقد كان هذا الهدف الرئيسي في قيادة أركان الجيش الإسرائيلي عند اجتياح لبنان (خلافا لهدف وزير الدفاع شارون، الذي أراد بالأساس طرد الفلسطينيين من هناك). إلا أن هذه العملية لم تحقق أهدافها: لقد طرد الجيش الإسرائيلي من لبنان في نهاية الأمر، وأما السوريون فما زالوا هناك.

لقد اغتيل رفيق الحريري هفا الأسبوع في لبنان، وهو زعيم مسلم عارض مؤخرا التواجد السوري في لبنان. ليس من الواضح بعد من هو المسئول عن عملية الاغتيال، المنظومة الإعلامية الأمريكية الهائلة، المدعمة بوسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى السوريين على الفور. إذا اتضح بأن السوريين هم المذنبون بالفعل، فإن تلك هي حماقة لا تغتفر – لمن الواضح أن عملية الاغتيال ستسهل على الأمريكيين عملية بناء المعارضة وإثارة موجة غضب مناهضة لسوريا. لقد أتت هذه العملية في اللحظة المناسبة لمن هو معني بالانقضاض على سوريا، تحت شعار: ة لمن يعتبر هل هي المن لبنان في نهاية الأمر، وأما س "إنهاء الاحتلال السوري".

هناك ما يضحك في هذه المطالبة، حين يكون مصدرها دولتان محتلتان: الولايات المتحدة في العراق وإسرائيل في فلسطين. إلا أن كلاب الروطوايلر لا تشتهر بروح الفكاهة البارع، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يقبض على حبالها.



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والنتيجة كانت التعادل
- من يحسد أبا مازن؟
- قبل الكارثة المقبلة
- إكليل بلير
- الجبل والفأر
- أعطني فرصة
- تحطيم أبي مازن
- لا تفرح بسقوط عدوك
- مميّز في عصره
- أنهى دوره
- على طريق حرب أهلية
- شكرا لك، يا دوبي
- لا تصدقوا كلمة واحدة
- كل البيض في سلة واحدة
- مفجرو المساجد
- هذه إرادة الله!-
- على اللاعنف السلام
- حرب أحادية الجانب تماما
- قحط في تكساس
- ترتيب الفوضى


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - احذروا الكلب فهو ينهش!