أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جيفارا سامي - موسى وعيسى ومحمد في شارع ديزنجوف















المزيد.....

موسى وعيسى ومحمد في شارع ديزنجوف


جيفارا سامي

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 17:04
المحور: الادب والفن
    


موسى وعيسى ومحمد في شارع ديزنجوف
قصة بقلم: جيفارا سامي
أصبح تقليدا يوميا ان يلتقي كل صباح ابرز شخصيات الجنة وأقربهم لقلب الخالق، يحتسون قهوة الصباح سوية ويتبادلون انطباعاتهم عن واقع البشر في هذه الأيام.
في ذلك الصباح جلس موسى في شرفة منزله ينتظر زميليه عيسى ومحمد، وقد اعد القهوة ، وإبريق مليء بالماء المثلج مع قطع من الليمون.
بعد لحظات وصل عيسى ثم تبعه محمد.
مزج موسى ثلاثة فناجين من القهوة، وعرض عليهما الماء المثلج مع قطع الليمون، شارحا لها انه استمع من إحدى الإذاعات التي تبث لأهل الأرض ان الليمون له خواص صحية هامة إذا شرب مع الماء المثلج. فرد عيسى عليه انه ليس قلقا على صحته لأن أباه لا يمكن ان يضر بصحة ابنه الوحيد.
علق محمد على ذلك ان عيسى ما زال يعيش في وهم قديم، لم يتخلص منه رغم ان المساواة بين ثلاثتهم في الجنة كاملة تماما.. وان حب الله له لا يختلف عن حبه لعيسى ولا عن حبه لموسى، رغم تثاقل همة الأخير بسبب الجيل واضطراره لحمل ألواح العهد معه حتى يواصل تذكير شعبه بوصايا الله، حيث أنهم سريعي النسيان.. وأصبحوا أكثر شعوب الأرض ابتعادا عن الدين.. حتى عيسى لم يقنعهم برسالته رغم ادعائه انه ابن الله..
قال عيسى لمحمد : أنت تصر على إنكار أهم حقيقة ربانية .. أحذرك، لا أريد ان تعرض نفسك لحساب عسير عند أبي!!
سارع موسى واضعا حدا للنقاش بينهما الذي مضى عليه مئات السنين. قال موسى: لا استطع ان أكون حكما بينكما ليبقى كل منكما على عقيدته، المهم يا أحبائي ان الله يشملنا بمحبته وثقته. ثم أضاف مغيرا الحديث: انه راقب أمس ما يجري في ارض الميعاد وقد هاله ان يكتشف أن الحياة التي كان يعرفها قبل اختيار الله له ليرشد شعبه ويخرجهم من مصر، ويهبهم لوحات العهد، حيرته، فلا الملابس كانت كما هي في أيامه، ولا عربات الخيل والحمير ، بل عربات لامعة بألوان مختلفة ومتنوعة لا تجرها الخيول، وأبنية مرتفعة لا يعرف كيف يصل سكانها للطبقات العليا.
قال عيسى: ألا تعرف يا عميدنا ان هناك مصاعد تعمل بقوة الجن التي يسمونها في الأرض بالكهرباء، قادرة على فعل عجائب تتفوق على عجائبي؟ ألا تعرف ان هذه الكهرباء قادرة على رفع من يشاء من الطبقات الأرضية السفلى إلى أعلى الطبقات في الأبنية، حتى تلك التي تسمى ناطحات سحاب بلغة أهل الأرض؟
قال محمد: لو كانت هذه الطبقات في زماني مع تلك التي تسمى كهرباء لوضعت كل نسائي في عمارة واحدة لتسهيل انتقالي من سرير إلى سرير.
قال موسى: أهذا ما يشغل بالك؟ الكهرباء غيرت حياة البشر، حولت الليل الى نهار وأنت تفكر في أسرة نسائك ؟ الم تكتف بما وفره لك الرحمن من نساء في خيامك هنا في ملكوته؟
ضحك عيسى وقال: أخبرني أبي ان صديقنا محمد قدم طلبا لمضاعفة عدد حور العين في خيامه.
رد محمد بعصبية: أنا لست عيسى لأعيش بدون امرأة واحدة.
قال عيسى: كسبت آلاف النساء إلى ديني وهذا أهم لي من التفكير كل يوم بالمضاجعة وقد أمرني أبي بأن أُلزم شعبي بامرأة واحدة...
قاطعه موسى: كفى .. لا تنسوا أننا مسئولون عن أتباعنا حتى اليوم. تعالوا ننظر في أمورهم لنرى ما نستطيع ان نمدهم به من أسباب القوة.
قال عيسى: رسائلهم تصلني ، لقد التزمت ان استجيب لهم إذا قرعوا بابي.. لكنهم في هذا الزمن لا يطلبون .. بل يشترون ما يرغبون .. إني أمد يد الرحمة للمعذبين والفقراء والمظلومين.. لكنهم أصبحوا من أهل الكفر بسبب جوعهم!!
قال محمد: ماذا تنفع الرحمة مع المرتدين؟ يجب عقاب المغضوب عليهم والضالين من الذين لم يقروا بأني خاتم الأنبياء ؟ لو كانت لكم دواعش لما ضل الناس عن دينهم!!
قال موسى مقاطعا عيسى الذي كان مستعدا للرد: سنعود مرة أخرى إلى نقاش عقيم. هل تعلمون انه لو بعثنا اليوم لطردنا من الأرض او ربما نصلب مثل صديقنا عيسى؟ .. او يتم حجزنا في مستشفيات الأمراض العقلية؟
أكد المسيح ان الحياة اختلفت، وأصبح من الصعب ان يفهم الكثير من أتباعنا معاني رسالتنا لأنها حسب ما يعتقدون انها أفكار قديمة وغير حضارية؟
قال محمد: اعتقد ان القوة تخدم الإيمان ... من يخرج عن ديني يجب عقابه.
اردف موسى: بئس تفكيرك يا صديقي، لقد طالبنا الله ان نبشر برحمته.
قال محمد : لكن الرحمة تحتاج إلى إيمان، من يترك الإيمان يجب فصله عن أمتي حتى لا يفسد الآخرين.
قال عيسى: هذا ليس إيمانا بل ضحك على اللحى.. من لا يقبل رسالتي بقناعته لا أريده من أمتي.
قال محمد: لا يمكن نشر الدين الا بحد السيف. البشر يهابون القوة والويل لنا إذا تراخينا.
قال موسى: يا إخوتي في الجنة، نحن نتحاور عن زمن مضى، ليتنا نبعث اليوم في رسالة لهذا الزمن الجديد، ترى هل سنستقبل بحب ونكسب أتباعا أم نرجم بالحجارة ونفر عائدين إلى السماء؟
قال عيسى: زمن الإرسال قد ولى، بشر اليوم يريدون حقائق ملموسة، إذا أُرسلنا اليوم سنخرب ما أنجزنا.. صار صعبا ان نقنع حملة الشهادات العليا بكلام منمق ، وحديث الوعود التي لا نملك أي طريقة لجعلها مؤكدة وليس مجرد وعود تنثر مثلما ينثر السياسيون الوعود الانتخابية اليوم.
قال محمد: يمكن جعلها مؤكدة حين يعرف الضالين والمغضوب عليهم والمرتدين ما ينتظرهم من قطع الأعناق .. اساليبكم يا أصحابي متخلفة.
قال موسى: لدي فكرة ان نتنكر وننزل الى الأرض لنتفحص عن كثب ما يجري هناك، ما رأيكم؟
قال عيسى: سأقنع أبي بمنحنا إذنا للنزول الى الأرض لكي نرى ما يجري عن كثب؟
قال محمد بعصبية: أتصر انه والدك..؟
قاطعه موسى: دعونا من هذا النقاش.. لن يبدل من واقعنا شيئا، أنت قادر يا عيسى أن تتخذ قرارا لأنك كما تدعي الأب والابن والروح القدس اله واحد؟
قال عيسى: هذا صحيح لكن احترام الوالد واجب.. انتظروني.
بعد لحظات قليلة عاد وقد غير ملابسه إلى ملابس حديثة، واضعا نظارات شمسية، ويحمل كيسين.وقال :غيرا ملابسكما ، تلقيت إذنا من أبي.
فتح محمد فمه ليقول شيئا لكن موسى سارع إلى جره من يده: تعال نغير ملابسنا.. كفانا خلافا اليوم.
بعد ان التقى الثلاثة بملابسهم الجديدة تساءل موسى عن الوسيلة التي سينزلون بها الى الأرض؟ ضحك عيسى وقال : هذه مهمتي، ثوان وتلامس أقدامنا الأرض، لكننا لم نختر بعد الموقع المحدد؟
سارع موسى يقول: لنبدأ أولا في دولة شعبي..هو شعب عيسى أيضا الذي ترك دينه وأقام دينا جديدا.
قال محمد: يعني مرتد ... هل تعرف عقاب المرتد في ديني؟
قاطع موسى: الخلافات مستمرة بينكما؟ سننزل إلى الأرض لنرى أحوال..
قبل ان ينهي جملته، وجد الثلاثة أنفسهم وسط شارع عريض مليء بالبشر.
سال موسى: أين نحن؟
قال عيسى: هذه هي ارض الميعاد، وهذا أهم شارع في دولة شعبك، يسمونه شارع ديزنجوف، حيث يقع في أهم مدن شعبك واسمها تل أبيب.
قال محمد لافتا أنظارهما: لم أشاهد مثل هذا الجمال النسائي، انظرا إلى الفتيات شبه العاريات، بلا غطاء للرأس .. بلا غطاء يخفي عوراتهن..
قال عيسى بعد ان تأمل نساء شارع ديزنجوف: لو أرسلني أبي في هذا العصر لسمحت لأتباعي بالزواج من عشرة نساء..
ضحك محمد: صرت تنافسني الآن.. انا حللت أربعة وما ملكت الأيمان.. لكني في مثل هذا الوضع وهذا الإغراء لسمحت ب ..عدد بلا نهاية!!
قاطعه موسى: لم ننزل لنتحدث عن شهواتنا!!
مرت بمحاذاتهم شقراء، تتوهج مثل الماس، لا يغطي فخذاها الرائعتان إلا قطعة قماش تظهر أكثر مما تخفي.. مما يجعل المخفي مثيرا أكثر في إغرائه. غمزتهم بعينيها وضحكتها التي تبرز أسنانا كاللؤلؤ.
أصيب محمد بالصمت ولم يجد كلمات ليعبر عما أصابه من سحر لم يتعود عليه في صحراء العرب.
أوقف عيسى الشقراء وفتح معها حديثا شيقا كما يبدو من حركاته وضحكاتها، تابعا موسى ومحمد الشقراء وعيسى دون أن ينبسا ببنت شفة. الجمال النسائي الذي يغص به شارع ديزنجوف أخرسهما. بعد لحظات تحرر لسان محمد وقال: لماذا أرسلني الله لشعب في الصحراء، الم يكن أفضل لديني لو بعثني في هذا الزمن ولمثل أولئك البشر؟
نظر عيسى لزميليه وطلب إذنا من الشقراء. اقترب منهما وقال إنها تشتغل بالمهنة القديمة، هل تريدان ان نشتري خدماتها ؟
قال محمد متحمسا: وهل يحتاج هذا الشيء إلى سؤال؟.. هيا لم اعد أطيق الصبر.
قال موسى: على شرط ان أكون الأول، فأنا أول المرسلين وأولويتي يجب ان يحافظ عليها!!
قال عيسى: أنا أحق بالأولوية، فانا الذي أقنعتها ان تقبل بكما..
أصر محمد: بل أنا لأني أكثركم خبرة بالنساء.
اقترح عيسى: لنوقف الخلاف.. ما رأيكم ان نقذف حجرا زهر ومن يحصل على أعلى رقمين يكون هو الأول ويتبعه الثاني حسب نتائجه ؟
قال موسى ومحمد بصوت واحد: يبدو انه الحل الأفضل.. لكن من أين لنا حجرا زهر؟
رفع عيسى يده ، ثم انزلها وفتح كفة يده فإذا بها حجري زهر.
علق محمد: أنت أبو العجائب..
قال عيسى : تفضل يا موسى وجرب حظك أولا.. فأنت كبيرنا.
قذف موسى حجري الزهر فإذا به يحصل على خمسة وأربعة.
اخذ محمد الحجرين، وغرق في توسلات لله ان لا يجعله من الخاسرين، وقذف حجري الزهر، فإذا به يحصل على ستة وستة، فضحك جزلا..
قال عيسى: دوري الآن..
قال محمد: المنافسة الآن بينك وبين موسى.. أنا سأبدأ معها.
قال عيسى تمهل، لم ننه المنافسة، وسنذهب إلى مكان معزول وليس أمام الناس في الشارع!!
أطبق عيسى على حجري الزهر بكفة يده، نظر الى السماء وقال : ساعدني يا ابي.
قذف حجري الزهر فإذا به يحصل على رقمي سبعة وسبعة.
احتج موسى ومحمد غير مصدقين انه يمكن ان يكون في حجري الزهر أرقام تزيد عن الستة وقالا بصوت واحد وباحتجاج: ما هذا ... الآن وقت نكاح أم وقت عجائب؟!
قاص فلسطيني
[email protected]









#جيفارا_سامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جيفارا سامي - موسى وعيسى ومحمد في شارع ديزنجوف