أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بازغ عبد الصمد - الأمن الوطني: المفهوم، المقومات و المهددات















المزيد.....

الأمن الوطني: المفهوم، المقومات و المهددات


بازغ عبد الصمد

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 08:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعتبر الأمن الوطني من الأسس العظيمة التي تعتمد عليها الدول في الحفاظ على استقلالها و أمنها و تطورها، و مقومات و مهددات الأمن الوطني تختلف من دولة لأخرى، لكن مع ذلك هناك قواسم مشتركة بين الدول فيما يتعلق بالأمن الوطني في معناه العام، و هو مواجهة المشاكل الداخلية و الخارجية التي تضر بمصالح الوطن و المواطن سواء في ثقافته، سلامته، إقتصاده، صحته...و منع الاستقطاب و توحيد الكلمة و تعزيز الولاء للوطن .
1. الأمن الوطني: المفهوم
يعرف الأمن من الناحية اللغوية على أنه نقيض الخوف و هو يعني السلامة، أما المعنى الإصطلاحي له، فهو الشرط الأساسي لنمو الحياة الإجتماعية و ازدهارها، و هو العامل الضروري توفره لنجاح أي نشاط بشري بل و يتعدى ذلك إلى لزومه للحفاظ على كيان الدولة و إستقلالها. و قد عرفت دائرة المعارف البريطانية الأمن بأنه حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية . أما هنري كسنجر فقد عرفه بأنه تصرفات يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء 1.
و يقسم الأمن من الناحية الموضوعية إلى قسمين هما، الأمن العام و يشمل كافة مناحي الحياة و فروعها. و الأمن الخاص، هو المعني بعلوم الأمن و يشمل أمن الأفراد و أمن العلومات و أمن المكان و المؤتمرات2.
من جهة أخرى فمفهوم الامن إرتبط لدى علماء الإجتماع عموما، بقدرة الدولة على حماية كيانها من مختلف التهديدات الداخلية أو الخارجية، بغض النظر عن تلك التهديدات، لذلك عرفوه على أنه مجموعة من الإجراءات التي يتعين على الدولة أن تتخدها في حدود قدراتها لتوفير أكبر قدر من الحماية و الإستقرار للمجالات: السياسية الإقتصادية و الإجتماعية و الإيديولوجية و العسكرية و البيئية 3 .
و باختصار فإن التطور التاريخي لمفهوم الأمن الوطني، إرتبط بظهور الدولة القومية في أوروبا في العصر الحديث، خلال القرنين 16 و 17 الميلاديين، و يعتبر كمصطلح من المصطلحات السياسية الحديثة نسبيا، التي لازال يكتمل نمو مفاهيمها و تطور عناصرها و ثبوت قوانينها و نظرياتها، فما زالت تتغير و تضاف لها تعريفات و عناصر، يتسع معناها و يضيق بظهور حالات جديدة4، و نشير هنا إلى خطر الإرهاب الحديث و الأمن المعلوماتي...،إضافة إلى أن الأكاديميين لازالوا مختلفين فيما بينهم، على كثير من أسس و مبادئ و نظريات هذا المصطلح.
بما أن العلاقة بين المصطلحات تتأثر بالبيئة المحيطة بها، و هي التي تمكن من إستيعابها بشكل صحيح، فإن محاولة فهمها خارج تلك البيئة قد لا يعطي الانطباع السليم و الفهم الصحيح للمصطلح. لذلك فالأمن كمفهوم إرتبط بالعديد من المفاهيم الأخرى، أهمها مفهوم القوة Strength و هي امتلاك الموارد و السلاح و السكان و القدرة Power على تحويل هذه المصادر إلى عناصر ضغط و تأثير و حماية 5. و هناك مفاهيم و مصطلحات عديدة ترتبط بمفهوم الأمن الوطني، كالردع و الإكراه، الحماية، الهيمنة، التأثير، القهر، النفوذ، السيطرة، السلطة...
كما نشير في هذا السياق إلا أنه قد يثار الحديث حول الفرق بين مفهوم الأمن الوطني و الأمن القومي، هل الثاني بديل للأول أو العكس؟ هل هو مرادف له أم لا؟ ما ذهب له أغلب الأكاديميين إلى أن مفهوم الأمن الوطني، يتعلق بأمن البلد داخل حدوده بعيد عن أي تهديد يعرض وجوده للخطر بصورة مباشرة أو غير مباشرة. أما مهفوم الأمن القومي فله نظرة أكثر شمولية للأمن ترتبط بما هو داخلي و خارجي.
و للأمن الوطني أبعاد و مجالات، إجتماعية و سياسية و إقتصادية و دينية و إعلامية...و له خصائص، أحدها مادي موضوعي يمكن تحديد مكوناته بدقة و حساب إنجازاته و إخفاقاته بسهولة، عبر إجراء مقارنة بين الأمن الوطني للدولة و نظيراتها من الدول، و يمكن كذلك معرفة عناصر قوته و الوقوف على نطاق ضعفه. و ثاني هذه الخصائص معنوي يتعلق بنفسية المجتمع و مدى ارتباطه بالنظام السياسي القائم وولائه، و إحساسه بالأمن و تكاتفه.
2 المقومات و المهددات:
لكي يتحقق الأمن الوطني وفقا للمفهوم العام فإن ذلك يستلزم العناية بمتغيرات تتصل بمجالات مختلفة من مجالات اهتمام الإنسان، و هذه المقومات تتأثر بقوة الأمن الوطني و استقراره أو ضعفه أو اضطرابه و ابرزها 6:
الإيمان: و هو ما يؤمن به الإنسان، و يعقد عليه ضميره و يتخذه دينا و مذهبا، و هذا الإيمان هو المحرك الأساسي للإنسان فكلما زاد الإيمان عند الفرد كلما أحب وطنه أكثر و هذا ما يحقق الأمن بمفهومه الشامل، و يساهم في ظبط الخلافات الإنسانية.
الاقتصاد: فقدرة الدولة على توفير احتياجا المجتمع، و تجنب فرض قيود أ تهديدات من خارج الدولة، فضلا عند قدرتها الاقتصادية في دعم قدرتها السياسية و العسكرية، يحول دون تحولها الى دولة فاشلة أمنيا.
المجتمع: نفسية المجتمع و توجهاته سلبا أو إيجابا تؤثر تأثيرا بالغا بالأمن الوطني، فكلما أشبعت حاجات المواطن، و تحققت العدالة الإجتماعية و الديمقراطية، زاد الترابط الإجتماعي و إحساس الإنتماء و التضامن و تقوى الأمن الوطنيو العكس بالعكس.
السياسية : أفعال أفراد الدولة و المحسوبين عليها من أهم المؤثرات على الأمن، فإن كانت هذه التحركات إيجابية بعيدة عن منطق المواجهة و تصفية الحسابات و المصالح الذاتية لأصحاب النفود، زادت قوة الأمن و العكس صحيح أيضا.
القوة العسكرية و التسلحية: و هي أهم مقوم من هذه المقومات، حيث تهتم بتأمين الدولة و السير العادي لمؤسساتها من الأخطار الداخلية و التهديدات الخارجية و فرض النظام الأمن، و عليه كان لزوما على أصحاب القرار في الدولة تزويد أجهزة الأمن المختلفة و دوائر الإستخبارات بكل ما يلزم من رجال و عتاد و ظروف إشتغال مناسبة للوصول للهدف المنشود.
و قبل الحديث عن مهددات الأمن، نود الإشارة إلى مرحلة مهمة عند دراسة معطيات الأمن الوطني، بناء عليها يتم بناء قواعد التعامل مع هذه المهددات، و هي مرحلة الإدراك لمصادر التهديد و تحليلها، إذ أن مصدر التهديد الذي لا يكتشف لن يحسب له حساب، و بالتالي لن توضع قواعد للتعامل معه و هذا في حد ذاته إخفاق لدوائر الأمن و فشل في جمع المعطيات، فمهمة حماية الأمن الوطني تتطلب وضع أساليب و خطط إستباقية للتغلب على التهديدات، تعتمد على التوقع و جمع المعلومات، كما أن هناك مستويات لتحديد مصادر التهديدات7 :
1 مستوى صناعة القرار: و يشمل الأجهزة الرسمية العاملة في مجال الأمن الوطني، وزارة الداخلية، الأمن، الدرك، أجهزة المخابرات...
2 مستوى النخبة: يضم قادة الرأي إن صح التعبير في المجالات الأمنية من خبراء و باحثين و أكاديميين و حتى كتاب و صحفيين، كل منهم يعبر عن رؤيته للشأن الأمني، من أحداث محلية و دولية، مما يجعل لرأيهم قيمة عالية تمكن أصحاب المستوى الأول –صناع القرار- من الإستفادة من رأيهم و توضيح المهددات الأمنية و توعية المجتمع. و قد أبانت هذه المعدلة عن كفاءتها في مواجهة الإرهاب و خلاياه النائمة في بعض الدول.
3 مستوى الرأي العام: و يمكن قياس إدراك الجماهير للأمن بعدة طرق تختلف من دولة لأخرى، حيث يعبر إرتفاعه عن حاسة الإهتمام الجماهيري بأمن الوطن و هذا بلا شك بالغ الأهمية و يحتاج لقوة الإنتماء للوطن و رفض كل ما من شأنه أن يمس إستقراره و طمأنينته سواء كان مصدر أشخاص أو أحزاب أو تيارات....
و مهددات الأمن الوطني للدول في وقتنا الحالي مع استشراف مستقبلي لها أيضا، يتلخص عموما في المهددات الأخطار التالية:
- العولمة: فآثارها السلبية تسهم في تعميق التفاوت الإقتصادي و الإجتماعي داخل البلد الواحد فتحدث تركيزا للثروة و زيادة البطالة و الفقر، مما ينتج عنه مخاطر على الإستقرار الإجتماعي و الأمني، فالشعوب المحرومة و المهمشة هي وقود الإنتفاضات و حركات العنف و التمرد و الجريمة و الفساد8 .
- الإرهاب: دون شك في العنف الأصولي-العقائدي و السياسي، من أبرز المهددات الأمنية في وقتنا الحالي فلها تأثير بالغ على زعزعة الأمن و خلخلة الإقتصاد و نشر الرعب و الإضرار بميزانية الدولة و قد يصل خطره إلى تفكيك الدول و تقسيمها.
- الفساد: إن القطاعات الحكومية كجهات معنية بتنفيذ السياسيات العامة للدولة و تقديم الخدمات الأساسية للمواطن و تحقيق التنمية و تعزيز الأمن الوطني، يمكن أن يشكل الفساد بداخله تهديدا خطيرا للأمن و الإقتصاد، كونه سيكون محفزا لمعدلات البطالة و من تم الجريمة بمختلف أنواعه، لذلك وجب مواجهة الفساد الإداري و تجفيف منابعه بإعتباره مهددا من مهددات الأمن.
- الجريمة المنظمة: و يمكن أن تكون وقودا لمهددات أخرى للأمن الوطني سبق ذكرها كالإرهاب و الفساد، و أبرز صورها تجارة السلاح و التهريب و غسيل الأموال، تزوير العملة و تجارة الرقيق...

مراجع:
1 هايل عبد المولى طشطوش، الأمن الوطني و عناصر قوة الدولة في ظل النظام العالمي الجديد ، دار الحامد للنشر و التوزيع عمان، ص 18.
2 نفس المرجع، ص 19.
3 نشير في هذا السياق إلى أن ما يهمنا أكثر في هذه الورقة هو التطرق إلى مفهوم الأمن الوطني في شقه الداخلي (مكافحة الإرهاب، الأمن الديني، أمن المعلومات و البيانات...). و إن أصبح مفهوم الأمن لا يتجزأ، فما هو خارجي يؤثر فيما هو داخلي و العكس.
4 يسمى أيضا في بعض الدول العربية بالأمن القومي، و ترجمته بالإنجليزية National Security، و بالفرنسية Sureté Nationale.
5 محسن عبد الصاحب المظفر، المسرح البيئي العسكري-بداية الجيوبولتيكية و نهاية الجيوستراتيجية ، شركة العرفان للأعمال، الطبعة الأولى، ص 413 و 414.
6 محمد سعيد الشهراني، أثر العولمة على مفهوم الأمن الوطني ، دراسة مسحية لإستكمال درجة الماجستير في القيادة الأمنية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية-كلية الدراسات العليا، ص 67. http://repository.nauss.edu.sa
http://www.moqatel.com/openshare/behoth/.index.htm 7
8 محمد سعيد الشهراني، مرجع سابق، ص 77.



#بازغ_عبد_الصمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب في مواجهة مشروع الهيمنة الإيراني
- مقدمة في الإندماج الإقليمي العربي
- صندوق النقد الدولي
- منظمة التجارة العالمية
- المجلس الإقتصادي و الإجتماعي للأمم المتحدة
- القوة الناعمة لأوروبا الشرقية - النموذج الأوكراني
- دور الموظف الدولي في نزاع الصحراء
- تقييد السيادة المغربية من خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906
- العقوبات الإقتصادية الدولية
- بنية الفاعلين في التحول بعد الحرب الباردة
- معاهدة إنشاء إتحاد المغرب العربي- مناقصها و نواقصها-
- ورقة تعريفية بمنظمة العفو الدولية
- النزاعات المسلحة غير الدولية - ماستر العلاقات الدولية و القا ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بازغ عبد الصمد - الأمن الوطني: المفهوم، المقومات و المهددات