أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((مصلحة لا مصالحة)) . غيابٌ مقصودٌ للإصلاحِ السّياسِي فِي العِراقِ .














المزيد.....

((مصلحة لا مصالحة)) . غيابٌ مقصودٌ للإصلاحِ السّياسِي فِي العِراقِ .


مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثرثرَ السّياسيونَ كثيراً حولَ ملفِ المُصالحةِ الوطنيّةَ ، وخُصّصتْ لها أموال كثيرةٌ، لكنّ الشّعبَ العِراقِي إلى الآن؛ لمْ يعرفْ ما هو المرادُ بهذهِ المُصالحةِ ؟، هلْ هي مُصالحةٌ سياسيّةٌ بينَ السّياسيينَ ؟ ؛ كَي يعيشُوا حالةً منِ الوئامِ الوطنِي؛ ليسيرُوا بالعراقِ إلى التّقدمِ، والتّطورِ!، أو المقصودُ بها مصالحةٌ اجتماعيّةٌ بينَ أطيافِ الشّعبِ المختلفةِ التِّي فرّقتْهم يدُ الطائفيّةِ الباطشةِ بهم قَتْلاً، وتفجيراً ، أو المقصودُ بها المصالحةُ معَ البعثيينَ المُبْعدِينَ منِ الحياةِ السّياسيّةِ المشمولينَ بقانونِ المساءلةِ، والعدالةِ الذينَ طردُوا منْ وظائفِهم، والذينَ عليهم أحكامُ قضائية؛ لكونِهم من رموزِ البعثِ المقبورِ، وقدْ تلوّثت أيديهم بدماءِ العراقيينَ، أم هي مصالحةٌ لتبرئةِ الإرهابيينَ الذينَ سفكُوا دماءَ العراقيينَ بمفخخاتِهم المملؤةِ حقداً، وحنقاً على هذا الشّعبِ المظلومِ .
كلُّ هذهِ المعاني قد قيلت في هذه المصالحة المزعومة ، لكن ما يلفت النظر في هذه المصالحة التي طال عمرها، وتعقّدت خطواتها، هو إنّ كل طرف من أطراف السياسة العراقية قد اتخذها دعاية انتخابية لتسقيط المنافسين، فالقوى السّنية المتحمسة لهذه المصالحة التي حملت لواءها، اتهمت المتصدّين لها في الدورات السابقة بالتقصير في تطبيقها، وعدم الاهتمام ، مضلّلين جمهورهم إنّها ستكون لديهم أهمّ ملف لو صوّتوا لهم ، وأعني بجمهورهم (البعثيين) .
والقوى الشيعية المناهضة لهذه المصالحة فعلوا كذلك، فهم أيضاً حملوا لواءها، واتهمت المنافس لهم بأنّهم يحاولون إرجاع البعثيين، وعدم أخذ القصاص منهم، وهذه هي خيانة لدماء الشهداء، واستهتار بمشاعر عوائل الشهداء، وكلام كثير عرفه كل من شهد الدعايات الانتخابية الصاخبة .
بعد كل هذا والسياسيون في العراق عازمين على تنفيذ المصالحة، وهم من أوصل هذه البلاد لما هي عليه الآن بسبب تنافسهم السياسي غير الشرعي، وبسبب دعاياتهم الطائفية، فهم من عمّقوا الطائفية في الوطن، وبعد ما تسلّموا المناصب، والمغانم، يأتون للشعب؛ ليقنعوه بوجوب العيش بسلام مع الآخر شريكي بالوطن، ولنقل : (عفا الله عمّا سلف) .
وما يدفعهم إلى هذا الموقف ليس إيماناً منهم بهذه المصالحة، بل هوس مجنون للحفاظ على السلطة التي حصلوا عليها بشتى الوسائل، ونسوا أنّهم هم المشكلة في هذه النقطة بالذات، والدليل على ذلك إنّهم للآن عاجزون عن تطبيقها للأسف، والأولى من ذلك كلّه هو (الإصلاح السياسي) للعملية السياسية، وقوانينها، ودستورها .
طريق المصالحة في العراق طويل جداً، وهو أسفع أي (مظلم) بسبب الصراعات التي حدثت، وتحدث بين القوى السياسية، وبسبب خلافاتهم الجوهرية حول خطوات هذه المصالحة المقعدة المشلولة، فلكلّ طرف رؤيته ، وفهمه السياسي المؤدلج الخاص لها .
ولا قيمة معتبرة للمبادرات، والمؤتمرات التي تعقد من أجل تطويع، وتزويق هذه المصالحة في محاولة إلباسها ثوب المقبولية، والوحدة، والتعايش السلمي في ظلّ ظروف لا تشجّع على ذلك، وهذه الظروف تزيد من حدّ الفرقة، والخلاف؛ لحساسية ما يلقى فيها من فتن طائفية تحاول إبعاد المكونات المجتمعية للمجتمع العراقي عن بعضه في محاولة خبيثة لترسيخ الطائفية أكثر فيه، وللأسف السياسيون بمواقفهم، وخلافاتهم يعملون على تحقيق هذا الغرض .
والمفارقة المضحكة في ملف (المصالحة الوطنية) هي إنّ أمر هذه المصالحة غريب، فهي قد أوجدت تبايناً في الرؤى داخل المكوّن السياسي الواحد، فزادتهم تقاطعاً، فوق تقاطعاتهم، وتأزّماً فوق أزماتهم، وبعد ذلك تخرج علينا قيادات تلك المكوّنات تتغنّى بــ (المصالحة الوطنية) دون استحياء !!! .
حقيقة هذه المصالحة هي مصلحة حزبية فئوية ضيّقة لمن يمسك بملف هذه المصالحة المغلّفة بغلاف الوطنية؛ ليغطّوا على أغراضهم، ونيّاتهم السياسية الماكرة .
يبدو لي أنّ إياد علاوي يهدف من خلال ملف المصالحة إلى إصلاح تاريخه السياسي، ولملمة ما تناثر منه بسبب الانقسامات التي شهدها ائتلاف الوطنية .
أمّا الأطراف الأخرى، فقد اتخذت هذه المصالحة إحدى أدواتها للتقرّب من كتلٍ سياسية على حساب الكتل الأخرى على وفق مبدأ التوافق، والمقبولية .
فجوهر هذه المصالحة هو مصلحة حزبية كتلوية ضيّقة؛ لا مصالحة وطنية .



#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( أُسسُ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الدينيّةِ)) . السّ ...
- ((ما بين مسعودكراد، وستالينغراد)) .
- ((أسرار، وأسوار حول، وفي سقوط الموصل)) . نظرة على سير تحقيقا ...


المزيد.....




- السعودية.. شقة سكنية تستخدم للدعارة وضبط 5 نساء و6 رجال
- تظاهرة إسرائيلية نسائية بالقرب من حدود غزة للمطالبة بإنهاء ا ...
- عودة البريميرليغ: هل يحافظ ليفربول على لقبه أم يغرق في طوفان ...
- السودان يواجه أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ سنوات وسط الحرب والنزوح ...
- ترامب وبوتين خلف الأبواب المغلقة.. -خطر غير قابل للتنبؤ-
- قطر ـ السجن لزعيم البهائيين بتهمة -التشكيك في أسس الدين الإس ...
- من ذكر إلى أنثى والعكس.. علماء يوثقون تحولا في جنس بعض الطيو ...
- -إسرائيل الكبرى- بين أحلام نتنياهو وصمود المقاومة ومطالبات ب ...
- روسيا تفرض قيودا على مكالمات واتساب وتليغرام
- إسرائيل تعتزم استدعاء 100 ألف عسكري لاحتلال غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((مصلحة لا مصالحة)) . غيابٌ مقصودٌ للإصلاحِ السّياسِي فِي العِراقِ .