أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ديميتري داكالاكيس - اليونان: لابد من القطيعة














المزيد.....

اليونان: لابد من القطيعة


ديميتري داكالاكيس

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 13:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



لا يكف ضغط “المؤسسات” على اليونان عن الارتفاع. بعد كل تراجع من قبل حزب سيريزا، تنهال ضربات جديدة، ومع كل تنازل تظهر متطلبات جديدة… ولا يتردد “الحلفاء” الزائفون الذين عول عليهم حزب سيريزا لمواجهة شيوبله –وزير مالية ألمانيا- في إدارة ظهرهم له. على هذا النحو يقف أولاند و لاغارد ويونكر في جبهة متحدة مع الوزير الألماني لبعث رسالة واضحة: لا رحمة!

إنهم يطالبون حزب سيريزا بتطبيق برنامج تقشف أشد من المفروض في المذكرة الثانية التي طبقتها حكومة اليمين. ويبدو أن بيدهم كل أدوات تحقيق ذلك.



إنهم يسعون إلى إفقاد اليسار اعتباره



لكن، ما الذي تغير منذ يوليو 2014 – عندما فتح البنك المركزي الأوربي على نحو اسهل الصنبور لحكومة ساماراس- ومن شانه تبرير هكذا شراسة من جانبهم؟ الديون لم تتحرك، و الفوائض الأولية ما زالت في مكانها، و الأداءات تمت بانتظام إلى هذا الحد أو ذاك. في الواقع، الشيء الوحيد المتغير هو ان الحكومة لم تعد تحظى برضا البرجوازية، لأنها تنتسب على اليسار.

المقصود البرهنة على افتقار اليسار إلى أي حل سياسي، وأن التقشف والنيوليبرالية طريق لا مفر لكل الشعوب منه. لكن هذا لا يكفيهم. إذ يسعون أيضا إلى إبراز تعذر أن يكون حزب سيريزا مخاطبا فيما يخص “خطة الانقاذ” الجارية، وأن لابد من تشكيل حكومة مؤيدة صراحة لمشروعهم و لنموذجهم. باختصار، إنهم يودون إغلاق قوس اليسار.

بوجه هذا الهجوم، يبدو أن حزب سيريزا اختار لعب ورقة التلميذ النجيب. إلا ان هذا يستدعي تخليه عن برنامجه الانتخابي، ومعه آمال ملايين اليونانيين الذي صوتوا له. و لتبرير هكذا خيارات، يجري اعتماد عدة حجج.

papavassileou-troikq

تنازلات لأي غاية؟



أولا، يجب إيجاد حلفاء، والبحث عن ارتباطات جيدة داخل “المؤسسات” (الاتحاد الأوربي، البنك المركزي الأوربي، صندوق النقد الدولي)، بل أيضا ضمن رأسماليي اليونان. ليس هذا المنطق أعمى وحسب، إذ لا يرى أن تلك الارتباطات لم توجد أبدا منذ خمسة أشهر، بل إنه لا يدرك من هم حلفاء شعب اليونان الحقيقيون. هؤلاء هم في ألمانيا الأجراء الذين يخوضون نضالات أرغمت جريدة الغارديان على أن تعنون ما يلي:”الإضرابات الكاسحة لألمانيا ستدوم”. وهم في اسبانيا المناضلون/ات بالقاعدة الماسكون بمقاليد التجمعات السكانية الكبرى، وهم في ايرلندا، البلد حيث تسود الكاثوليكية، عالم الشغل الذي يصوت لصالح حقوق المثليين/ات.



لذا لا يكفي قول إن عمال أوربا وعاملاتها يعوزهم وعي طبقي متطور كفايةً. فليس دور أحزاب اليسار قياس درجة الوعي، بل حفز النضالات، ونسج صلات بين الحركات و مفاقمة أزمة النظام من أجل انبجاس مقاومة اجتماعية على صعيد دولي. ومن المؤسف أن حزب سيريزا لا يسير وفق هذا التوجه.



برأي الحكومة، يتعين على اليونان أن تستفيد من دورها الاستقراري إقليميا، وحتى أن تنعشه. على هذا النحو، ُتصرف اليوم 500 مليون في شراء طائرات مقاتلة، و تجري مناورات بحرية مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وثمة لقاء قمة بين تسيبراس والديكتاتور المصري، السيسي، من أجل إرساء “محور استقرار” جديد بحوض المتوسط. هذا مع أنه من غير المقبول التعاون مع من قصفوا غزة، ومن يقمعون الثورة في مصر ويسجنون رفيقتنا المحامية ماهينور المصري.

ob_563505_troika

يجب أن نرفض فصلا تعسفيا بين الاقتصاد والسياسة: لا تقتصر مواجهتنا مع المؤسسات الأوربية على الديون، بل تشمل مواضيع أخرى. إذ تنسى الحكومة إن اعتصامات حركة “الساخطين” في سانتاغما، الذين دفعوا سيريزا الى السلطة، قد استلهموا الثورات العربية. و الحال أن لخيارات أثينا السياسية عواقب عملية غير مقبولة: فبقصد القيام بدورها “الوسيط” في شرق المتوسط، يتعين على اليونان أن تنفق ملايير من أجل تسلح جديد، وتتعلم التعامل المعقد مع بؤر التوتر السياسي الإقليمية ومع النزاعات بين الامبرياليات. و ليس للعمال و لعاملات ما يربحون من هكذا التزامات. على العكس، سيخسرون فيها الكثير، من موارد مالية أولا، يمكن استعمالها في المستشفيات ومعاشات التقاعد والتأمينات الاجتماعية.



القطع مع اليورو وتاميم البنوك



لا يمكن لأوهام إمكان القطع مع أوجه الرأسمالية التي تغيظنا، مع إبقاء ما يمكن العيش معه، ومحاولة تحسين الوضع تدريجياـ أن تكون مرشدا للحركة اليونانية. أليس دور اليسار تبديد تلك الأوهام؟ لذا يمثل تقديم خيارات براغماتية بما هي برامج تتيح رفض الأمالي الرأسمالية مجرد تزوير. يجب أن يكون الهدف الرئيس لهكذا برنامج، في حقبة الأزمة التي نعيش، الرقي بالوعي الطبقي عبر التجربة، بربط النضال من أجل حاجاتنا اليومية بمشروعنا الاشتراكي.



القطع مع الاتحاد الأوربي، والتخلي عن اليورو، وتأميم البنوك تحت رقابة الأجراء و الأجيرات، تلكم هي الحلول القابلة للحياة بالنسبة لشعب اليونان، كما انها القاعدة الأدنى لبرنامج سياسي يضع الأسس التي لا غنى لتحرر طبقة عمال اليونان عنها.



ديميتري داكالاكيس



جريدة Solidarités – سويسرا

عدد 270 (11/06/2015).


تعريب المناضل-ة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسلسل -Severance- يتصدر قائمة ترشيحات جوائز -إيمي- الـ77
- لبنان.. 12 قتيلاً بغارات إسرائيلية على مواقع لقوات النخبة في ...
- جيل المهارات الجديدة: الذكاء الاصطناعي في حياة الشباب العربي ...
- حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع
- قص شوارب وتحريض طائفي.. انتهاكات بحق أهالي السويداء رغم الت ...
- كيف تدخّلت الحكومة السورية لمحاصرة أزمة السويداء؟
- من القائل -قل للمليحة في الخمار الأسود-؟ وما قصته؟
- أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد
- مقررة أممية للجزيرة: إسرائيل وأميركا تحاولان إبادة الشعب الف ...
- برقيات تقنية.. -آيفون 17? بمعالج غير متوقع و-تيك توك- تقتحم ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ديميتري داكالاكيس - اليونان: لابد من القطيعة