المقاومة الوطنية والإرهاب (1)

هيرا دعمس

الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 15:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

الإرهاب..(الجزء الأول)
• سيكون هذا المقال الجزء الاول من سلسلة مقالات ستشرح بالتفصيل الإرهاب وعوامله ودوافعه وسأتطرف فيما بعد إلى مواضيع مثل حركات المقاومة والارهاب ، الإرهاب عند الجهاديين ، الإرهاب والمراة الوقاية والعلاج .
الارهاب ظاهرة معروفة في أزمان كثيرة مختلفة وفي أماكن متعددة .وقد عرف الارهاب كظاهرة لها علاقة بالحياة الاجتماعية السياسية .إلا انه أخذ في عصرنا الحالي أبعاداً جديدة ، إذ تداخل مفهوم الارهاب مع مفاهيم أخرى في ظل أوضاع اقتصادية سياسية مختلفة وفي ظل عالم تغيرت فيه أدوات الانتاج وأساليب الاتصال .كما تم أستخدام الارهاب لأهداف سياسية من خلال ايجاد رابط بينه وبين عقائد ومبادئ بطريقة تلقي ضلالاً من التساؤل والشك في الدافع والهدف .كما جرت وتجري محاولات للربط بين الارهاب ومجموعات بشرية معينة لأهداف سياسية أيضاً .
والمثال البارز على ما تقدم أن دولاً كبرى نظرت إلى حركات التحرير بإعتبارها حركات تمرد تمارس العنف والإرهاب .في حين رأت الشعوب التي انطلقت منها حركات التحرير انها تعبير عن الكفاح من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير وأنها تقاوم القهر وارهاب المستعمر
وقبل تعريف الارهاب تجدر الاشارة إلى علاقة الارهاب بمفهومين عادة يتصف بهما الارهابي وهما : التطرف و التعصب ، علماً أن التطرف يتضمن التعصب لأتجاه فكري .
1.التعصب :
يمكن تعريف التعصب أنه اتجاه اجتماعي سلبي نحو جماعات معينة أو نحو أعضاء تلك الجماعات ويتضمن انفعالات سلبية كما يؤدي إلى سلوكات تعبر عن تلك الانفعالات السلبية وللتعصب صلة بالتمييز الاجتماعي الذي يتضمن سلوكات تتسم بالتحيز والسلبية نحو جماعات معينة او اعضاء تلك الجماعات .
قد يكون التعصب متوجهاً نحو جماعات مثل (أقلية دينية ، أو عرقية ،أو حتى ضد الجنس الاخر )أن التمييز ضد هذه الجماعات قد يتم عبر عدم المساواة أو العزل الاجتماعي وقد يصل إلى درجة الاساءة الجسدية واساءة التعامل وفي الحالات المتطرفة يصل إلى درجة الإبادة أو التطهير


2. التطرف :
يشير التطرف إلى اسلوب في التفكير يتصف بالجمود وعدم القدرة على تقبل الرأي الآخر وضعف في معالجة الامور بطريقة عقلانية مبدعة .
أن المتطرف على سبيل المثال يعاني من الإغراق الشديد في الأخذ بظواهر النصوص الدينية دون معرفة عميقة بمقاصدها وأحياناً بسوء فهم لها قد يصل بصاحبه إلى الغلو بالدين . أن المتطرف يتجاوز حد الاعتدال ويتخذ مواقف متصلبة في في وجه الظروف المتغيرة التي تتطلب مرونة في التفسير والتطبيق .أن التطرف يقود إلى مواجهة مع الآخرين .
العلاقة بين التطرف والارهاب :
التطرف يقوم على التعصب الفكري والتشدد ورفض الرأي الرأي الآخر .أما الارهاب فيقوم على العنف الفكري والمادي ، بمعنى أن التطرف يرتبط بأفكار بعيدة عن المألوف والمقبول دون ان يرتبط بسلوك العنف ضد فئة من المجتمع أو ضد المدنيين أو ضد الدولة .فإذا إرتبطت الافكار المتطرفة بسلوك العنف فإنها تصبح إرهاباً .أن الارهاب الذي يقوم على العنف يعمل من خلال أساليبه لفرض الافكار المتطرفة .وتجدر الاشارة إلى أن غالب الذين يدعون إلى العنف هم من المتطرفين .أن العقيدة المتطرفة تتضمن مجموعة من القواعد التي توجه السلوك وهي :
1. توفر مجموعة من القواعد التي تسوغ السلوك وتوجهه
2. هذه القواعد والمعتقدات غير قابلة للتساول ولا يمكن خرقها .
3. السلوك يكون موجهاً نحو هدف يخدم المعتقد
4. أن الهدف الذي يوجه السلوك قد يقود إلى العنف ضد المخالفين في المعتقد والذين يعارضون قيمه .
يعرف واردلو (Wardlaw)الارهاب السياسي بانه استخدام العنف أو التهديد باستخدامه من قبل فرد أو جماعة تعمل لصالح سلطة قائمة أو ضدها ،عندما يكون القصد من خلال ذلك الفعلخلق حالة من القلق الشديد لدى مجموعة من الناس أكبر من ضحايا الفعل العنيف وذلك بهدف تحقيق أهداف سياسية معينة .
وعرف توم ماليسون الارهاب الاستعمال المنسق للعنف والتهديد باستعماله من أجل تحقيق اهداف سياسية .سواء قامت بذلك الدولة او جماعات معارضة .فيما يعرف الإرهاب دوليا بأنه (اعتداء يصل إلى حد العمل الإجرامي ولكن المستهدف بهذا الإرهاب وطبيعته السياسية هو الذي يفرق في الطبيعة القانونية لهذا العمل بين الجريمة السياسية والجريمة الإرهابية).
حتى نحكم على السلوك بأن إرهاب أو لا فيجب ان تتوفر فيه مجموعة محكات
العنف ،الأثر النفسي المتمثل بالرعب ،وجود هدف سياسي ،هناك تعمد في استهداف المدنيين الذين لا علاقة لهم بالصراع بهدف تعميم الخوف . يجب أن يقع الفعل الارهابي خارج نشاطات الحروب والعمليات الحربية .أن الفعل مضاد للقانون الانساني لا سيما عند استهداف المدنيين او الذين يكونون خارج دائرة الصراع ، القصد (النية في إيقاع الإذى ) الغاية (الهدف الذي يهدف لتحقيقه الفعل الارهابي)

#هيرا_دعمس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل