أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالواحد حركات - داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...!!!















المزيد.....

داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...!!!


عبدالواحد حركات

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نسف حقائق التقادم , وإعادة هندسة التاريخ من وجهة نظر المهزوم , أو تجريد المنتصر من هالاته الغير مؤكدة يعد عمل جنوني ونزق غير محمود , ولكنه مطلب ضروري وهدف خفي لكل تغيير حدث مذ كانت الخليقة إلي يوم البعث ..!!
كل الثورات " المحمودة والمذمومة " تمثل حالات قلب لطاولة الواقع بشكل مميز ..!
كانت الأجيال الوارثة لشريعة "موسى / عليه السلام " تحكم قبضتها على الرقاب بعدما خاضت حروب التأسيس وصاغت هويتها على مدى قرون طويلة , وعاشت فترات متناوبة بين الرخاء والعسر , وبين القوة والضعف , وبين صعود وهبوط كعادة الدول .. وقد ساهم الزمن والانغلاق الثقافي لقدماء اليهود في ترسيخ أيدلوجيات العداء للآخر والعنف كوسيلة للبقاء والتعبير عن الوجود ..!
بعد زمن .. وبعدما أصبحت اليهودية هوية والعنف والعداء منهج , جاءت " مريم بنت عمران " علامة فارقة في زمن ومكان متخم بالمرارات والعقد والهوس , ومسكون باضطرابات ورفض معلن للنبي " زكريا / عليه السلام" , وجهابذة نفاق مدثرون بشريعة وتوراة " موسى " التي حرفوها , وأخرجوها بعد سني تيههم بصيغة مطابقة لهواجسهم ورؤاهم وعقدهم ..!
جاءت " مريم " وكفلها " زكريا " وأحاط بهم العداء والأعداء من بني إسرائيل .. وظلت سنوات طويلة عاكفة على محبة ربها وعبادته , فلما جاءتها البشارة وحبلت ازداد عداء اليهود لها واتهموها بالبغي , ولكنها ظلت صابرة حتى أتمت حملها ووضعت " المسيح /عليه السلام " وسط غضب واحتقان اليهود وحنقهم ..!
يعلم اليهود جيداً حقيقة " المسيح " وقدومه , ولكنهم بعدما مات عنهم " موسى " بالتيه , وقادهم " يوشع " إلي بيت المقدس وأسسوا دولتهم , وصارت للكهان والأحبار والمعبد سلطة موازية ومشاركة لسلطة قيصر روما , لم يشاءوا أو يرغبوا بقدوم نبي جديد مصحح لشريعة " موسى " , وبعدما أحاطوا حياتهم بالطقوس والتابوهات وانغمسوا في الرذيلة والفساد بات وجودهم وهويتهم كأمة مصاغة وفق التعاليم المحرفة لا يحتمل أي تغيير أو تصويب .!
مجتمع اليهود الذي استقبل " المسيح " موسوم بثقافات العنف والعداء , ومسلح بالخرافات المقدسة التي ترسبت خلال عقود وسنوات امتدت من زمن " موسى " وسني التيه حتى مولد المسيح " 1220- 1400 سنة " .. ولقد كانت ولازالت تلك الطقوس والمعارف التي تأسست على التوراة بعد تحريفها وانبثقت منها, المنبع الأساسي لكل المقدسات والمرجع الأول للتاريخ , ولعل التوراة التي سكب بها يهود جيل التيه وما بعد التيه بعض أمانيهم ورؤاهم وعقدهم حددت توجه الفكر , وشكلت أهم أنوية الأيدلوجيات الإنسانية وأسست قواعد اللاهوت وحكمت نمط وتصور علاقة الإنسان " المخلوق " بربه " الخالق " ...!!
بلا ريب .. التوراة تمثل الدستور العقائدي الأول لجميع الديانات الإبراهيمية " السماوية " .. ولكن ...!
ظهور " المسيح " شكل صدمة لأحبار اليهود ’ ودليل إلهي على اقترافهم للرذيلة وتشويههم لشريعة " موسى " , وابتعادهم عن الله الذي أحسن إليهم وأعزهم , وأخرجهم من التيه , ومكن لهم في الأرض , واحتجاج " المسيح " على أفعالهم ومواجهته لهم تم بأمر الله وتأييده , وكانت حجج المسيح وأفعاله وما جاء به مخيبة لليهود وطاعنة في افتراءاتهم على الله وعلى عباده من عامة الشعب اليهودي ومن الأمم الأخرى .. فقد أوقع المسيح هزائم عقائدية كبيرة بأحبار وكهان معبد اليهود , وسلبـهم قداستهم الزائفة واحدث تغيير كبير في مجتمعهم وسحب من تحت أرجلهم بساط السلطة ...!!
كان " المسيح " عطوفاً محباً للخلق منتمياً إلي البسطاء والمطحونين داخل مجتمع اليهود , وكانت علانيته وصدق قوله وبيان حججه ومعجزاته قاهرة لمكائد الأحبار ومفحمة لهم , وكانت منقذة للبسطاء من سياط الكهنة ومحاكمهم بشكل جمع على " المسيح " العديد من المريدين والأحباء , وحشد له الأعداء والمعارضين من أحبار معبد اليهود وخدامهم , وباتت معركة السلطة محتمة على ساحة المعتقد والشريعة بدوافع ومحركات وجودية للطرفين , فانتصر المسيح بالسلام في مواقف ومواقع كثيرة , ودخل معبد اليهود يقود الجموع الهاتفة بسلطانه , فطرد الذين يبيعون ويشترون داخل المعبد وقلب مناضد صيارفة النقود وهز مجتمع اليهود بهذا الانتصار الكبير ..!
الداعشلوجيا المفترسة بكامل عتادها كانت متوثبة ومعدة للإيقاع بالمسيح ومحاصرته وإدانته ’ والداعشلوجيون من أحبار وكهان معبد اليهود يتقنون صناعة الوهم وتزييف الحقائق ومدربون على التحالف مع أي شيطان يضمن لهم تحقيق أهدافهم ويمدهم بما يقهر عدوهم .. وكانت حقيقة الداعشلوجيا تتجلى كسموم ومضادات قاتلة للحقيقة ومناصرة للظلام ومعول هدم منهجها العنف والإقصاء ...!
احتشد أعداء المسيح الداعشلوجيون وصادقتهم وحالفتهم الخيانة وانضم لهم الغاسقون .. واعد كل شيء للقضاء على المسيح وطمس النور ومكافحة الحقيقة والانتصار للخداع , وتحتم على الطرفين " المسيح والداعشلوجيون " خوض معركة أخيرة , كلاً وفق قناعاته ومعتقداته ويقينه ..!
افتتحت خيانة " يهوذا الاسخريوطي " المعركة فوشى بالمسيح مقابل ثلاثين قطعة فضية , ودلهم عليه واخذ أحبار اليهود وخدامهم وجند الرومان إلى البستان وبقبلة سلمه لهم , وكان كل شيء معد لإدانة المسيح من قبل الداعشلوجيون في محكمة صورية رخيصة غير نزيهة محشوة بكل بُـنى ومفردات الداعشلوجيا الملوثة , وبعد ضرب المسيح في البستان من قبل متعصب متشيطن أخذوه مقيداً إلي كهنتهم " حنانيا وقيافا " فحكموا عليه بالموت كعادة الداعشلوجيون , ولأنه الآخر والمعارض والمختلف لمبادئهم ورؤاهم كانوا مجتهدين في إقصائه والقضاء عليه ’ فحاكموه بعد منتصف الليل رغم مخالفة ذلك لعقائدهم وطقوسهم , واقروا بتجديفه على الله , وكان وفق شريعتهم المحرفة كذلك , لأنهم لم يصدقوا نبوته ولم يؤمنوا برسالته ولم يقنعوا بمعجزاته , كانوا صماً لا يبصرون مسلحون بالظلام في وجه النور وبالعنف في وجه السلام وبالضلال والزيف ضد الحق والحقيقة التي مثلها المسيح ..!
إسقاط موقف كهان اليهود وأحبار " السنهدرين/ مجمع أحبار اليهود " على واقع اليوم , وتفحص تفاصيل مكائدهم ومواقفهم يوضح لجوء أصحاب عقيدة العنف ومنهج الإقصاء الأعمى على التجاهل الكامل لمبادئ شرائع الله , وتغافلهم عن أي حق أو حقيقة لا تطابق أهوائهم ولا تنبثق من معتقداتهم أو تلائم تفاسيرهم , فالإدانة للجميع تنبع من رؤى وقناعات الداعشلوجيون ولا تحتاج إلي منطق , ومحاكماتهم وإداناتهم تنطلق وتعمل وتجري وتتم في الظلام المادي والمعنوي , فوراثة الظلام مسألة وجودية للداعشلوجيون عبر الزمن والحضارات ..!!
يجب أن نركن لحقائق أساسية ومطلقة .. وكما أن سراج النور ومنبع الديانات واحد فإن ما يحدث من تشويه للمعتقدات وما يطرأ على مناهجها متناقل ومتوارث لا يمكن تجاهل ارتباطه واستمراره في الأمم .. ولعل الداعشلوجيا " بجميع تفاصيلها " تعد مرحلة عمرية أو حضارية للعقائد تمر بها الأمم في فصل أو موسم فكري وجودي محدد .. !!!
أراد داعشلوجيو اليهود تجريم المسيح أمام سلطات الرومان فاتهموه بمنع إعطاء الجزية لقيصر روما , وانه يعتقد أنه ملك اليهود ويشكل تهديد لسلطة روما , وصاحوا أمام الحاكم الروماني " بيلاطس " مطالبين بصلبه , ودفعوه إلي الموافقة وتحقيق مطلبــهم بعدما اصدر بحقه أحبار هم حكم الموت , واتفقوا على أن هلاك رجل واحد من الشعب أفضل من هلاك الأمة .. هذا لأنهم رأوا في وجودهم وبقاء سلطتهم بقاء الأمة ..!
المحاكمات الست التي تمت بحق المسيح بعد الثانية صباحاً وقبل منتصف اليوم وإدانته , هدفت لمنع نور الحقيقة من التسرب إلي قلوب العوام وسعت جاهدة لقتل التغيير والتصحيح واغتياله في المسيح , بعدما رصدوا له صفات الآخر المناقض المخرب عدو الأمة .. وصار هذا ديدن الداعشلوجيا مذ ذاك الحين ..!
الوهم والتلوث العقائدي الذي أسس له ورسخ جيل اليهود الخارج من التيه , وأدلجة شعب اليهود وكل من اعتنق ديانة " موسى " عليه , كان ولازال يشكل محرك المعارك العقائدية والحروب المقدسة المعلنة باسم الدين .. ولازلنا حتى اليوم نشعر بظلال أحبار " السنهدرين "الذين حاكموا المسيح , ولازال للاسخريوطي ولبيلاطس ورثة يفعلون فعلهم ويخوضون معركتهم ...!!
أحداث محاكمة " المسيح " الدينية التي أقامها الأحبار والكهان وخدامهم تجاوزت المكان , وعبرت الزمان ,وألقت بظلالها على العالم , وقد انتقل تأثيرها سريعاً مع الحواريين إلي إمكان كثيرة , وحضور الليبيون لذاك الحدث الرهيب علامة فارقة في التاريخ , فوجود "مرقص وسمعان " أبناء قورينا , ومشاركة " سمعان القوريني " في حمل صليب المسيح يدلل على وجود الليبيون وتلاحمهم مع ذاك المجتمع الذي ظهر فيه المسيح , وهي حقيقة وارفة ألقت بظلالها على ارض ليبيا ودست تأثيراتها في فكر المنطقة المحيطة بالقدس بالأمس البعيد واليوم...!!
اعتقد أن محاكمات المسيح تمثل جزء أساسي من الداعشلوجيا الغازية للأمم .. وأن رواسبها تسربت عبر الفكر والزمن ووجدت لها ورثة مهيأين ومتحفزين لحمل أعبائها والقتال باسمها وتحت شعاراتها وراياتها .. وكان المسيحيون ورثتها اللاحقون لمؤسسيها من بني إسرائيل ...!!



#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الداعشلوجيا
- فايروس الزير
- هويات سقيفة - طورابورا -


المزيد.....




- لِيلي غرينبرغ.. مسؤولة يهودية استقالت من إدارة بايدن احتجاجا ...
- فيديو.. فلسطينيو 48 يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى
- “انسي الملل وفرحي عيالك” ضبط ترددات قناة طيور الجنة على جميع ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. سورة بالقرآن يستشهد بها نجيب ساويرس: -تعارض أن الدين ع ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف هدف حيوي في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف -هدف حيوي- في إي ...
- موقع أميركي: ما الهدف الحقيقي للأحزاب الدينية في إسرائيل؟
- بابا الفاتيكان: الديكتاتوريات لا تعترف بالتعددية
- استقبل Toyor AlJanna تردد قناة طيور الجنة نايل سات 2024 لمتا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالواحد حركات - داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...!!!