لعبة الإعلام والسياسة والإقتصاد

مهري شفيقة

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لعبة الإعلام والسياسة والإقتصاد حلبة تتنافس فيها النرجسيات الأداتية المسيطرة على الإيديولوجيات والمفاهيم والقيم والمعتقدات ، لعل أسلوب السيطرة والتفتيت بدل التاسيس شكل رمزا من رموز هذه اللعبة الثلاثية التي اصبح في ظلها الإنسان لعبة تسبح به إلى اللاواقع والزيف ، بعيدا عن الحقيقة ، التي تشكل ثورة راديكالية مكبوتة ، ربما القهر الذي تمارسه هذه السلطات جعلت من حياة الإنسان "أو المحكوم" ، حياة منسوجة من خيوط وهمية يتناقلها ايدي الإعلام والسياسة والإقتصاد، فلو نظر الإنسان إلى واقعه لن يراه إلا بمنظار الإعلام وما تشكله صناعة الإعلام وصناعة العقول وتشكيلها وتخذيرها على تيارات مرسومة محددة، ولو نظر الإنسان بعين السياسة لن يرى إلا شبابيك تقيده لكي يكون تحت نقطة الضوء مترصدا، بعيدا عن شعارات الديمقراطية الرنانة التي خنقت العالم بمكياجها السرابي ، وبعيدا عن شعارات الحقوق " الحق في الحياة ، الحرية ، العمل ، التنقل، الحق في الأمن ....." لن نجد إلا دمار تؤثث فيه أجساد الضعفاء وأشلائهم ليمر فوق جسرهم ويأخذ حقوقهم عنوة الأقوياء الذين لا يهمهم العبور فوق جسر من الجثث إلأ الوصول إلى غاياتهم، ولو نظر الإنسان بعين الإقتصاد لن يرى إلى موارد تشتنزف ، وطاقات تهدر ومستقبل لا يخطط جيدا وحاجات تتنامى معها الندرة ، إفتح عينيك أيها الإنسان على إقتصاديات قائمة على الفقر والتخلف سوف تعرف مصيرك، أنظر أيها الإنسان في حديقة جزء فيها جنة خضراء ، وجزء فيها أقحل وشبه جاف هذا هو حالنا بين من يملك ومن لا يملك هناك فرق .
لعبة الدومينو تسيطر أطراف تتهاوى وأطراف ترتفع ، ومثلث برمودا يسرق ألاف الأماني ، إنها لعبة القدر بين الثلاثي "إعلام، سياسة، إقتصاد" ، أغمض عينك وأنظر للحقيقة من فوق العالم سترى أنك قزم لا تصنع شيئا ، تحرك ولا تحرك ساكنا، لست فاعلا ايها الإنسان وإنما مفعول بك في لعبة الثلاثي المسيطر" إعلام ، سياسة ، إقتصاد" ، سترى أنك مخذر بمساحيق الحياة وسد رمق العيش وفقط ، ستكون مسلوب الهوية ، ستكون مسلوب القرار، ستكون مسلوب العقل ، ستكون أداة تنفذ بها مشاريع وسياسات وخطط ، ستكون جسرا يمر عليه الجميع ولكنه لا تستطيع أن تمر منه
عندما تفهم هذه اللعبة سوف تبصر جيدا وترى الحقيقة التي أخفيت عنك يا إنسان بمكياجات ساخرة بمكياجات مؤثثة ومجمدة لذاتك

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل