أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نور الدين بازين - الانتساب أقوى من المواطنة














المزيد.....

الانتساب أقوى من المواطنة


نور الدين بازين

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 10:51
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن الحملة الشرسة التي ينتهجها بعض الطفيليين والتي تستهدف بلادنا، يبدو أنها وضحت وبالملموس واقع حال سياسة متردية وهشة، تتخبط فيه هذه الجهات المعادية لوحدتنا الترابية، وأكدت سلوكياتها الصبيانية أن واقع سياستها التي لم تتأثر بالمتغيرات المناخية للعالم، أنها واقعة لا محالة في وحل مستنقع الأيام وزبالة عفونة التاريخ، وان الانتصار هو حليف كل الشعوب التواقة إلى مستقبل جميل، يعلو فيه المنطق والاحترام المتبادل والإحساس بالمسؤولية ويخبو فيه الحقد الدفين والمرض النفسي للزعامة والأنانية. ويبدو أن زميلنا مدير تحرير جريدة الصحراء المغربية، والمعتقل السابق الحقوق امحرزني تنبها قبليا إلى ضرورة إشعار المجتمع المدني بكل شرائحه واتجاهاته السياسية والفكرية، بتوكيد إحياء هذا الشعور النبيل من خصيصتنا التاريخية والنسبية، التي تضع من ضمن أولويتها أحقية التماهي في الانتماء لمواطنة حقة وصريحة. ولهذا كان الزميلان المذكوران سالفا يدعوان إلى عقد ميثاق المواطنة، توسع من مدارك الهوية ويضطلع بمهام جسام، هي الرابط بين الذات والوجود، ككيان متوحد لمواطنة ناصحة ورشيدة.
والجلي في الأمر أن فكر الاستعمار والقائمون على سياسته، والذين يتقوتون بمنهجياته مثل مصاص الدماء، يبدو أنهم ضاقوا بفكر الانفتاح والتحرر والتطور الذي صار يؤمن به بعض أبناء هذا الوطن، في الداخل و الخارج، وأشاعوا الحقد والانتقام الدفينين عن طريق استعمال أدوات الجبناء والرعاديد في تمرير سياساتهم المريضة، حيث كان التناقض صارخا بين التصريحات وبين نيل المكاسب.
وضمن هذا الإطار، يبدو أن حظ هذا الوطن حظ غير سعيد، وإذا حضرنا تاريخ أعدائه والذين يقفون اليوم ضد مصالح أبنائه، ليدعونا إلى مراجعة انتماء هؤلاء الأعداء، لوجدنا أنهم مغاربة 100%، فمثلا عبد العزيز المراكشي فهو مغربي ابن مدينة مراكش، إضافة عبد العزيز بوتفليقة المغربي ابن مدينة وجدة، والقاسم المشترك بينهما هو الاسم الشخصي ( عبد العزيز).. ومن هذا الفعل الإجرامي الذي اعتنقه الخونة، والذين لم يعطوا حق مغربيتهم أحقيتها المقدسة وتجلياتها العقائدية، لا يسعنا إلا الاشمئزاز منهما ومن أفعالهما القبيحة ومن تنكرهما لوطنهم المغرب.
وفي ضوء إشكالية مصطلح( المواطنة)، التي أضحت جوانبها السلبية بادية من خلال أفعال طائشة لشرذمة عاثت في الأرض فسادا، وعانينا معها الأمرين، فقد لزب علينا إعادة النظر باعتبار صياغة قراءة جديدة في مفهوم المواطنة، من اجل كشف محدودية هذا المصطلح المتجاوز، عن قرب من خلال هاتين الشخصيتين السالف الذكر، وذلك بتركيب أسئلة آنية تخص تراكيب مجتمع المواطنة، و وضع مقاربة لاستعاب هذا المصطلح وتجاوزه إلى مصطلح عميق يدعى فكر مجتمع الانتساب، وهذا ما عبر عنه شعبنا بالخارج أمام سفارات الجزائر عن طريق احتجاج مشروع ومنظم إضافة إلى الوقفة التاريخية للمواطنين بمطار مدينة العيون أمام طائرة تقل رهطا من الأسبان الأغبياء. ومن هذه الصور تكون حكمة الانتساب إلى الوطن هو انتساب إلى التراب وإلى الهواء وإلى التاريخ والحضارة وحتى وإن غادر هؤلاء المواطنين المغرب فإن المغرب لم يغادرهم، حيث سرى في دمهم ولبوا نداء الانتساب من دون أي خلفية تذكر وصاروا حماة الوطن بدون مقابل، فالجسد حينما يتعب أحد أعضائه ويصيبه ضرر، فقد ترى جميع أعضائه تشتكي، لأن انتساب الأعضاء إلى الجسد أقوى من توطينها وزرعها.
و لا يسعني إلى أن أعيد ما قالته مجموعة لمشاهب في أغنية ( الخوت):
الخوت لزمان ظنتهم / حاجة أبنادم
كيف جرونا ما نستهل / قدام لحاكم
ياك ضربونا بنكران / وألف شاهد عالم / والعالم كل عالم.
ما فكر فيام شلى / قضيناها في ذل حباب
وزعنا ف جنان غلى / واقسمنا بنا لطاب
وحنا زادنا صبر / وهم ف ضد والنكير
عرفناهم قلوب لحجر / في ظلهم ما يكر خير.



#نور_الدين_بازين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر الإنجليزي: دنيس جونسون ديفيز
- مجتمع القردة و المقاربة الفكرية
- النخبة المثقفة بالمغرب بين: سلطة الفكر وفكر السلطة.


المزيد.....




- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب


المزيد.....

- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نور الدين بازين - الانتساب أقوى من المواطنة