أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سارة شريف النطار - -الساحر٢-;--














المزيد.....

-الساحر٢-;--


سارة شريف النطار

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقف الساحر ممشوق القامة .يضع يداه في خصره. ناظرا للعرض بحفاوة و .ابتسامه ماكرة.
يتابع بنظرات حادة ما يحدث.
العرض مثير للغاية .لا تكاد تمر دقيقة دون أحداث مهولة التاريخ يتشكل كالقشرة الأرضية تماما.
لكنه سريع للغاية.
ترتفع جبال وتسقط هضاب متهدمة
تتسارع الريح و تزيل الطبقات الميتة من التاريخ .
إنها الحرب
غضب التاريخ .
يتحرك الساحر بعصاه ليعيد تغيير مجري التاريخ.

-النتائج الحتمية لتلك العشوائية والخرف
إنها كلمات هتلر (أنا لا أرحم الضعفاء حتي يصبحوا أقوياء وإذا أصبحوا أقوياء فلا داعي لأن أرحمهم).
أظن أن الغباء لا يجني سوي الموت.
و لا ظلم في هذا.

_لكن ألا تنتهي أحلام دون وجه ذنب
ألا تقتل أطفال لم يقرروا بعد.
حساباتك خاطئة صديقي.

يتفوه بتلك الكلمات الشاب المتسائل دوما فيلتفت إليه الساحر مرحبا كالعادة.

-التاريخ أكبر منك ومن غيرك
فلا داعي للغضب من بعض التضحيات.
أم أنت تتعجب أن إلهك لم يتدخل في ذلك بعد.

_أعتقدت أنني وجدت الحقيقة .لكنها بعيدة بعيدة كل البعد.
جئت إليك ثانية اتسائل .

-كنت أنتظرك بشغف.
تعال معي فلدينا الكثير من الحديث لنكمله سويا.

علي أنقاض خربة و رياح محملة بالحصي و بقايا الحياة هنا .
سماء ملبدة بالغيوم علي وشك أن تمطر.
و لحن الموت يعزف بشجن !

-إنه المكان الأنسب لنبدأ .
أنسجم مع اللحن والمكان وتخلص من آثار الغباء و خرف الواقع بعض الوقت.

_أريد ذلك حقا .
يقولها مغمض العينين مستسلما بالم.
رافعا رأسه لأعلي في انتظار المطر.

-أسترخ الآن ولنبدأ.
لماذا لا يتدخل الله ويرفع الظلم عن الناس؟

_إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.

-هل تريد أن تقنعني أن كل هؤلاء المشردين ظالمين؟

_لو اتحدوا و اجتهدوا سيتخلصون من عدوهم حتما.

-إذن وما دخل الله في ذلك.هم فعلوا بمفردهم.

_البركة والتوفيق وإزالة العوائق.

-أنا من ازيلها حتما. إذا اجتهدت وإذا لم اجتهد لا تزال. فما دخل الله إذن!

_الظروف المقدرة لك والتي ساعدتك في ذلك. أليست قدرا من الله.

-و الظروف السيئة كانت ايضا قدرا من الله.

_أنت تستغل الظروف السيئة و تستفيد و تصبح أفضل ما عندك.

-كيف لي أن استغلها وأنا مقتول؟!!

_قدرك انتهي إلي هنا.

-إذن فما فائدة كل ذاك. و قد انتهيت .
أين الله إذن

_سيعوضك بالجنان

-و ما أدراني بوجودها.
و حتي لو وجدت ما أدراني أنها كما وصفت لي .
ربما تعود أرواحنا إلي الله ونندمج بذاته و كفي ذلك.
و حتي كما وصفت الجنان.فأي حياة تلك وهي منافية لطموحي ومثابرتي.

_ربما ليست تلك الحقيقة التي نعرفها!
ربما الله لا يساعدنا بتلك الطريقة التي ادمنا التحدث عنها والاعتقاد فيها.
إذا كان الله يتدخل مباشرة سنعدم حريتنا.
أتعرف ربما يكون الله سلحنا بقوي خاصة وترك لنا حرية استخدامها أو تركها والسقوط في الوحل.

-اتقصد الروح و العقل والكون.
ربما كلام مقنع. لكن الكثير لم يأخذ تلك الفرصة لينجو و يستغلها .توفي صغيرا.
كان برعم في تلك الحياة حينها.

_كلامك مقنع ربما.
لكن لا استطيع أن اصدق أن الإرادة والتطلع وحب المعرفة للمعرفة ذاتها هي خلق كوني .مادة و شحنات كهرومغناطيسية.
إلخ.

-الحقيقة الوحيدة الآن هي الحياة والموت ولو عرفت الحقيقة الأكبر لما أصبح للحياة معني.
إنها النهاية.

أمطرت أخيرا .
وقف الشاب و انطلق ليرقص تحت المطر و يغني غناء عبثيا يبكي ويسقط أرضا .
لاااااااا لست أنا
لست أنا الفناء
أنا الخلود .كيف أن أشعر بكل ذلك وأفني
كيف أن أشعر وأتطلع لكل هذا وانا مجرد منشأ عبثي صدفة بلهاء ألقت بي في ذلك المكان.لتعطيني كل تلك القدرات .
إنها تلك الحياة .
مهزلة البشرية.
أقترب الساحر منه و أمسك رأسه بين يديه
أنت و من مثلك من يصنع التاريخ .
قدراتك ليست عبثا.
و خلودك سيحرك التاريخ من وراء قبرك.
برقت عين الشاب .و أسدل الستار.



#سارة_شريف_النطار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة شباب متوحشة!!
- رسالة إلي الله
- دماء تنذر بالسعادة!!
- الساحر (مسرحية من فصل واحد)


المزيد.....




- 7 ولايات أمريكية تعتمد رواية المستوطنين: «يهودا والسامرة» بد ...
- مصر: الداخلية تكشف تفاصيل -مخطط عناصر الإخوان- لاستهداف منشآ ...
- الطاقات الشبابية.. ورقة قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية الوقوف بوجه الكيان الصهيوني ...
- السلطات السورية تعلن وقف القتال وروبيو يطالبها بمنع تنظيم -ا ...
- لأول مرة بالتاريخ الحديث.. عاصمة إسلامية على وشك الجفاف
- المسجد الإبراهيمي.. صمود في وجه محاولات التهويد
- الرئاسة الروحية للدروز في سوريا تطالب بفرض حماية دولية مباشر ...
- الفاتيكان يشكّك في تصريحات الاحتلال بشأن الهجوم على كنيسة في ...
- مليونية حاشدة للجماعة الإسلامية ببنغلاديش وقادتها يوجهون مطا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سارة شريف النطار - -الساحر٢-;--