أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب أوذاير - أوراق مبعثرة على سرير الموت الورقة 1-بداية البوح أم نهاية الصمت-














المزيد.....

أوراق مبعثرة على سرير الموت الورقة 1-بداية البوح أم نهاية الصمت-


عبد الوهاب أوذاير

الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


ــ الورقة الأولى: " بداية البوح أم نهاية الصمت"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعرف أنك لم تسمعي بخبر موتي الوشيك، ولم تقرئي عنه في صفحات الجرائد التي لا تهتم أصلا لأخبار التافهين أمثالي، ولم تشاهدي مقدمة الأخبار ببذلتها الأنيقة وصدرها العاري تذيعه على شاشة التلفاز، وأعرف أنه بعد موتي لن أُذْكَرَ كما لم يُذْكَرْ العديد من موتى هذا البلد، ولم تحصل عائلاتهم وأسرهم على فرصة طبع آخر قبلة على جباههم الطاهرة، فبعضهم صاروا لقمة سائغة في فم الأسماك المفترسة وهم يحاولون الهرب من "جنة الجحيم" إلى جنة النعيم التي لم يتذوقوا أيا من ثمارها هنا بل رأوا فقط ثمارها المتدلية بعيونهم المغرورقة بدموع الحرمان. وآخرون ماتوا مقبورين في "أقباء" المناجم وهم ينتزعون باستبسال قطعة خبز جافة من فم الكلاب الجائعة، وآخرون نهشت الوحوش الضارية أجسادهم وهم يذودون عن شرف الأرض وعرضها....
عادٍ أن لا يذكرني أحد بعد موتي، ما دمتُ مجرد رقم بلا قيمة، لكن ليس عاديا أن ألاقي نكرانا وإجحافا منك، لذا ودرءاً لكل نسيان قد يصيب ذاكرتك، قررت أن أكسر قيود الصمت المطبق على شفتي منذ شهور وأعوام، وأطلق العنان لكلماتي وأحرفي، وأضع حدا لهذا الصراع الذي كان يمور داخلي ويقضّ مضجعي وكأنه شوكة تغص في حلقي وتعقد لساني، قررت أن أواجه الكتمان الذي اضطررت أن أفترشه وأنام فوقه رغم أنه لم يكن سوى سكاكين تغرز في جسدي كل ليلة تاركة ندوبا غائرة فيه، نعم سأجابه الكتمان بسلاح البوح الفتاك، سأكتب حتى يجف ينبوع الكلمات، وتعلن الكتابة إفلاسها واندحارها، آنذاك سأموت وقد تركت لك ورائي أوراقا بالتأكيد لن تكون عادية، أوراق طبعت بحبر دمي القاني..
" أنا الآن مستلق على سرير الموت الوشيك، أرى الرغبات تسقط أمامي تباعا، أرى الأحلام تُحْملُ على المحفات وهي مدثرة بدثار أسود حالك إلى مثواها الأخير، لم تعد فرائصي ترتعد من رؤية مشاهد الموت، لم أعد أهابه كما كنت من قبل، ربما اكتسبت مناعة قوية تجاهه، لا أدري؟؟...
أحمل قلمي بين يدي ومفكرة من الحجم الكبير لكي تسع صفحاتها لكل هذا السيل الجارف من الأفكار التي تجمعت داخل العقل...ها أنا سأكتب لك وعنك، سأكتب لك لأشتكي قسوة الحياة وجبروت الواقع.. وأكتب عنك لأوثق كل اللحظات التي عشتها في كنفك، وكل الأوقات التي عشناها معا أو عشتها معي في خيالي فقط أو التي كنا مقبلين على عيشها قبل أن ينسفها الفراق...
ها قد أعلنت معركة البوح عن بدايتها "...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب أوذاير - أوراق مبعثرة على سرير الموت الورقة 1-بداية البوح أم نهاية الصمت-