القيادة السنّية ما بعد داعش..!!

سلوان الاعظمي

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

القيادة السنّية ما بعد داعش..!!

سلوان الاعظمي
كثيرون هم الذين يسخرون من الحديث عن مرحلة ما بعد داعش؛ ويعتبره كلاما مترفا جدا، او ربما في غير اوانه.
ولكن المراقب عن كثب لمجريات الاحداث التي سبقت او التي وافقت ظهور داعش في العراق تحديدا يعي اهمية الحديث عن مرحلة مابعد داعش وعن القيادة المتوقعة لسنة العراق على اعتبار ان داعش موجودة في المحافظات السنية حصرا.
ان ظهور داعش في العراق انبثق من نظرية حماية السنة من ظلم وتهميش الحكومة الشيعية، وساعد في ترسيخ هذه النظرية سياسات متزمتة اقنعة السنّة بطريقة غير مباشرة ان نار داعش اهون لهم من جنة الحكومة الشيعية.
كما ان هناك ارادات دولية استغلت الوضع للولوج الى المشهد واعادة ترتيب اوراقها التي بعثرت في العراق بطريقة اربكت الغرب واجبرتهم على استخدام طرق هي الاخطر من اجل اعادة ترتيب المشهد العراقي.
بعد ما تقدم نرجع للقول كيف ستدار المناطق السنّية بعد ان ادرك الجميع ان مرحلة داعش يجب ان تنتهي، وهنا نبدأ الحديث عن قيادة مناسبة يمكن لها اعادة الهدوء والاستقرار لهذه المناطق بطريقة العاقل الحكيم الذي يمكن ان يكون نقطة التقاء تجمع كافة الاطراف دون تصادم او توتر. فمن هي هذه الشخصية التي يمكن ان تلعب هذا الدور الحساس والمعقد؟.
ربما يكون ظهور شخصية سليم الجبوري المفاجىء كقائد سني قد خرق قواعد اللعبة السياسية، لاسيما وانه يمتلك مقومات ربما غابت عن غيره من الشخصيات السنية، ومن ابرز هذه المقومات هدوئه في التعامل مع النظراء في العملية السياسية، وطريقة تعاطيه مع الاحداث وادراتها بالشكل الذي يجسد نوعا من الثقة والتقارب ،وهو ما غاب تماما عن غيره من القادة السنّة.
لكن هذه الشخصية لاتزال تواجه مشكلة المزاج السني الجاهل سياسيا، والذي لا يزال يرى قياداته بمنظار واحد سلبي طبعا، وهو ما جعل السنة يخسرون قادة كثر.
اعتقد ان الامتحان الاصعب لهذا الرجل يكمن في قدرته على اقناع جمهوره بأن عدم الالتفاف وراء القادة السنة هو المشكلة، وان الحل في منح الثقة بقيادة رشيدة يمكنها التعاطي مع الاحداث بهدوء، تنهي حالة الارباك والتشظي التي يشهدها الواقع العراقي والواقع السني بشكل خاص، وربما يكون الجبوري هو الاقرب والانسب لتوليها لاسباب كثيرة.. ابرزها ان بامكانه التعاطي مع الاطراف الاخرى دون شد او تشنج او وجل، وقد يتمكن من كسب بعض النجاحات اسرع من غيره، وربما بطريقة اكثر تماسكا وهدوء وسلما.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات