أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - لاهوت العقل التجريبي














المزيد.....

لاهوت العقل التجريبي


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن الاقلاع صوبَ العقل النقدي قد مرَ بمدرج العقل اللاهوتي،هذا الاقلاع لم يكن اقلاعاً فردياً بقدر ما انه كان اقلاعاً جماعياً عبر احداث قطيعة اولية مع التفسير الوحيد للنص المقدس و فتحه على فضاءات تفسير اكثر تحرراً و تقبلاً للتعدد، هذا الامر لا ينفي البته أن ادراك العقل النقدي قد حدث بموازاة العقلين الاخرين " الملغى" و "اللاهوتي" و لكنهُ كان فعلاً فردانياً و معزولاً،خائفاً و مختبيئاً لأن كل العقلين كان في اوج الاستعداد للانقضاض عليه و اضطهاده.
هذا العقل النقدي كان اقلاعاً فردياً مبكراً من غابات الظلام الرهيبة التي تسبب فيها النص و العقول التي تبنته،هذا العقل كان الشمعة المضيئة المتقدة بين غابات من العقول الملغية و النصف ملغية.
و كان عليه أن ينتظر اكثر من خمسة عشر قرناً حتى يعترف به و يقودُ البشرية الى حضارتها ألأنية!!
أن التاريخ السخي لم ينسى تلك الاسماء النقدية المبكرة التي ظهرت،لأن عصر الانوار استلهمها في كتابة تاريخه و في احتفائيه العميم بأصالة ذلك العقل النقدي و قدمه و ثباته بين رياح الالغاء العواتي و امواجِ اللاهوتِ الضواري.
لكننا اليوم و بعد ثلاثة قرون مضين من انتصار العقل النقدي نرى أن النافذة قد بدأت تضيق امامه شيئاً فشيئاً،و بدا و كأنه بدأ في الشيخوخة خصوصاً و أنه ادرك قمة مجده في القرن العشرين.
هذا سيضعنا مباشرة امام السوأل الذي "نلهثُ" على حد قول "يوسف زيدان" للتفكير فيه!!
و هو هل استنفذَ العقلُ التجريبي اغراضه؟؟ هل أن اوانُ موته على يدِ جيناته؟؟
من هنا تدورُ عجلةُ اطروحتنا في ضرورة اخراج ذلك العقل من انسداد نصه "الرياضي" الى برأح عقله التاؤيلي و التعامل مع المعرفة التجريبية وفقَ افاقٍ عقليةٍ اكثر تحرراً من فكرة البرهنة و التسليم.
لأن حركة التاريخ علمتنا أنه في اللحظة التي تخلينا فيها عن قدسية النص و اتجهنا لحرية العقل تغيرت حياتنا ايما تغير.
أن حركة الكشوفات الاوروبية و انفتاح العقل البشري امام مغامراتٍ جديدة تجاه العالم و الخروج من جدران "كنيسة العالم القديم" لأكتشاف العالم الجديد هو الذي بلورَ و مهد الطريق للعقل البشري على الخروج من فلك النص الى فلك التوليف بينه و العقل و تقليص صلاحياته البيتوتية لجعله الرفيق المهون في رحلاتِ اكتشاف العالم و تسلق جباله!!
لاخراجه من ضيقِ المأذن الى رحاب الصحارى و السهول!! و هنا تمكنت البشرية من الافلات من اسر المكان و بالتالي من اسر النص، لأن النص هو المكان.
في اخر ظهورٍ لعالم الفيزياء الاشهر "ستيفن هوكنز" طالب "هوكنز" البشرية بالبحث عن كوكب جديد صالح للسكنى غيرَ الارض،لأن نهايةً وشيكة بأنتظار الارض وفقاً للقوانين المعروفة في ميلادِ الاجرام و المجرات و عمر المادة فيها.
أن انهماكنا اليوم في العلم الارضي المحض و محاولاتنا الخجولة تجاه الخارج الكوني هو انهماكُ شبيهُ جداً بأنهماك قسسة القرونِ الوسطى في علوم غرفهم المقفلة في الكنائس و ابداءُ لا مبالاةٍ كبرى بما يجري خارجها، لأن كل ما يريدونه و يفكرون فيه هو قابعُ في الداخل،في حدودِ ما وصلتهُ السلطة البشرية و الوجودِ الأدمي،هذا العلم الانكفائي الذي حرمنا لألف عام من التطلع الى الخارج،لنضع ايدينا في دهشةٍ متحسرة على ما اضعناه و فرطنا فيه لأنشغالنا بطبيعة المسيح من وقت ثمين في معرفةِ الخارج الثر و المتحرك.
و مع سفن كريستوفر كولومبس و انفتاح الغرف المغلقة ليخرج منها المؤمنون الى ما هو اجد و اعقدُ من "اقانيمِ المسيح" كان لا بد من حدوثٍ ثورةِ جديدة داخل الدين ليواكب الغابات الجديدة و الثقافات و المعارف و الاثار التي كان يجهلها كليةً.
هذا هو ما يجب عليه ان يحدث تجاه علمنا التجريبي،تجاه مسلماتنا الرياضية و الهندسية!!تجاه الصمت الخانع و التجاهل الخانق تجاه حقيقة كالموت!! كاعقد الظاهر الميتافيزيقة التي تمتحنُ العلم.
تحتاجُ البشرية لرحلةٍ جديدة خارج الكرة الارضية لتتصل بمعطيات اجد و اعقد تجاه ما تراه و تسجنُ نفسها داخل جدرانِ معطياته.
و لكن الى حين حدوثِ تلك الرحلة المرتقبة ما الذي يمكننا الأن فعله على الاقل في كوكب الارض؟
لا شك ان العقل التجريبي الغى الكثير من العقول الاخرى عبرَ عبارته المميته :
هذا امرُ غير علمي.
في ظني أن اهمَ تلك العقول و هو مصدر توجسي الدائم هو العقل "الغانص" هذا العقل الموصوف بالدروشة تارة و بالاستقالةً تارةً اخرى ربما لديه ما يقوله!! ربما لديه تجاربهُ الخاصة في التوصل الى انجازاتٍ عملية للطبيعةِ البشرية تفوقُ ما انجزناهُ نحنُ بقرون!!
ربما لو اعدنا اليه بعضاً من الاعتبار ليحول تجاربه الذاتية الى تجارب جماعية تستفيدُ منها البشرية نكون قد حققنا شيئاً يذكر بدلاً عن تلك القطيعة المتبدية في ابتسامته الساخرةِ مما نفعل و تأففنا المستمر منه و تعالينا عليه،هؤلاء الغانصون ربما يمتلكون طرقاً اكثرَ تطوراً.
العقل الثاني هو العقل "المُتخيل" ، أن هذا العقل المقضي عليه بحصره في المجالِ الادبي ربما يمتلكُ ايضاً طرقاً سباقة لادراك اقصى درجاتِ التحضر و التطور.
تبقى كلها محضُ مقترحات "غير علمية" كما سيحلو لقراء هذه الخاطرة من المستنيرين تسميتها لكن علينا الا ننسى أن دوران الارض حول الشمس لم يكن علمياً ذات يوم.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد ان تبقى و لا بد ان تتمدد
- خمس دقائق في عالم الواقع...مقال في العزلة الجديدة
- الهوية القلقلة
- تثوير الليبرالية
- المرأة و عبودية المنزل
- ليبرالية العقل و ليبرالية النقل
- الاطروحة الحضارية للتقنية
- عيد العمال و ليس عيد الشيوعين
- هتلر الصحراء
- محاولة النفاذ من عنق النص
- على من اُنزلتِ الديموقراطية ؟؟؟
- على من ازلت الديموقراطية ؟؟؟
- في نقد الليبرالية
- مقاربة بين الالحأد و التصوف...
- فض الاشتباك بين الدين و الاحلاق
- مافيا ام مسلمون ؟؟؟
- في التخفيف عن هبرماس
- الاسلام و اليهودية....التوائم الاعداء
- الشيطان في الاسلام -دراسة تحليلية-.
- قتلتك الكيمياء و ليس الله


المزيد.....




- قد تعرض حياتك للخطر.. كيف تتفادى الاصطدام بغزال شارد في أمري ...
- نواب ديمقراطيون يطالبون بالضغط على إسرائيل لزيادة مساعدات غز ...
- تعزيز الإجراءات الأمنية في القدس قبل انبثاق النار المقدسة
- سياسي فرنسي يحذر من تداعيات إرسال قوات من بلاده إلى أوكرانيا ...
- الجيش الأوكراني يشتكي من الحالة التقنية السيئة لراجمات الصوا ...
- ابتكار -بلاستيك حي- يحتوي على جراثيم تمكنه من التحلل
- طبيبة توضح فوائد وأضرار القهوة الصباحية
- وفد حماس ومدير CIA يصلان إلى القاهرة في إطار مفاوضات غزة
- رئيس لاوس يزور روسيا للمشاركة في احتفالات عيد النصر يوم 9 ما ...
- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت تكشف دوافع استقالتها من وزا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - لاهوت العقل التجريبي