أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد العربي - قراءة في رواية سراب بري















المزيد.....

قراءة في رواية سراب بري


أحمد العربي

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


الـروايــة شـهـادة إدانـة للأنـظـمـة الاســتـبـدايـه، تـضـاف لـغـيـرهـا مـن الـشـهــادات
____________________________________________________

تبدأ الروايه من وجود الطيران المروحي فوق الغوطه الشرقية، يقوم بإلقاء براميله المتفجرة على الاحياء الشعبيه. الناس بين قتيل وجريح، والبعض يركض بحثاً عن ناجين أو جرحى بين الأنقاض والبعض يلم أشلاء الضحايا الشهداء.. عامر العبد الله بينهم يتحرك مثقلاً بما يحصل، يراقب الشباب وهم منهمكين في بحثهم.. ويلاحظ كثيراً ممن صدفهم في معتقله . وكلهم يحاولون أن يفعلوا شيئاً في مواجهة آلة الموت الجهنمي..
تنتقل الروايه بعد ذلك مع عامر في عام 2002، عندما اعتقل في بلد عربي ما.. سنكتشف بعد حين انه ليبيا.. وسنتعرف على عامر العبد الله الكاتب والذي يعمل مع أصحاب أعمال كبار .. وينتقل من مكان لاخر يتابع عمله .حياته مريحه وله عائله: زوجه شام وولديه الصغيرين.. يعتقل، ويتفاجأ باعتقاله فليس هناك سبب مباشر لاعتقاله.. لكنه يكتشف رويداً رويداً.. ان هامش الحريه الذي استثمره كان ضئيلاً، وكان يكتب وينتقد ولكن توريه. لم يكن بعيداً عن المتابعه.. وهو لم يستجب لبعض التحذيرات التي أتته.. كتب عن موضوعات حقوق الانسان، وانتقد سياسات الدوله العليا وقام بدراسات عديده اعتبرت انتهاكا للصالح العام والدولة التي وجد بها ليبيا..
عامر سوري خرج من بلاده بعد أن ضاقت به السبل، وحاصرته الملاحقات الأمنية ..فأبيه يمكن تسميته معارض بالفطرة وكذلك عامر .اكتشف مبكراً خدع البعث وألاعيبه وسطوته، فخرج عنه برفض الظلم والفساد.. وزع بيانات سراً وجدها على ناصية الطريق .حاول ان يجد فرصته في الحياة ويحصل على حقوقه. فوجد نفسه بين براثن البعث والأمن، مطلوب منه أن يكون متعاونا مع الأمن يعني مخبراً .استدعاه ضابط الأمن عندما عين مديرا.. وقيل له: كن معنا نجعلك في احسن حال..لكنه لم يستطع التأقلم وسرعان ما استبعد من الادارة لانه يناقش بالسياسه ويستقبل بعض المعارضين ولم يكن متعاونا..يعني يكتب تقارير الوشاية بمن حوله.. وامام اشتداد التضييق الأمني عليه، ضاقت الدنيا به، فهاجر إلى ليبيا ووجد بها عملا وحياة جيده. لكنه لم يترك اهتمامه العام.. قررت الاجهزة الامنيه اعتقاله لانه خطر ولسانه طويل وقلمه ضار.. اعتقل وضع في شروط قاسية جدا..الزنزانة القبر والمعاملة الممتهنة لانسانية الانسان.. الاساءة والاهانة واي مطلب انساني اصبح من المستحيلات .اكل تسكنه الحشرات، لا خروج للمرحاض الا باوقات تطول، ويصبح عبداً لحاجات انسانيه غرائزيه، كالتبول او الطعام او النوم..
اعتقل ولا يعرف لماذا، وعندما واجهوه وبدؤوا يكيلون اليه التهم عن التجسس على الدوله وكتابة تقارير للاعداء في الخارج. .. كانت تهماً جاهزة تحتاج فقط لانهياره وقبوله بها.. هذه مهمة الاعتقال..اعتبر جزءاً من أعمال تضر بالمصلحة العليا للوطن.. وضع في شروط تعذيب قاسيه جربت به كل ادوات التعذيب والاذلال. وهو مريض بالربو وكثيرا ما وضع بين الحياة والموت ليوقع على ملف معد سلفاً يتنامى بخطورته كل يوم. يقضي عليه مطلقا.. الضرب والاهانات والشبح كل مايخطر على البال ..واخيرا انهار واعترف بكل مانسب اليه.. وكان لا بد ان يصل خبره لعائلته وزوجته التي فوجئت ولم تستطع ان تفعل شيئا. اكتمل ملفه وحول لمحكمة الشعب .وحول للسجن وهناك وجد احوالا اسوأ من الاعتقال .سجناء منتهكي الانسانيه. بعضهم سياسي والاغلب جنائي. غابة صغيره فيها كل الموبقات من مخدرات حشيش وهيروين ومشروب وحبوب هلوسه، عالم كامل من الرذيلة ترعاه الدولة بشكل غير مباشر. في المعتقل والسجن هناك قرار عند المسؤولين: العمل الدائم على اذلال الانسان وكسر كرامته وامتهانه... وبعد محاكمة صوريه حكم عليه بالمؤبد لم يستوعب الصدمه .ولم يتأقلم مع العيش في السجن وسط اناس في قاع المجتمع وقد امحيت انسانيتهم.. كان يلوذ ببعض السياسيين أو تجار المخدرات الميسورين.. عمل على تعليم السجناء ان يسترجعوا حقوقهم .كان يفشل احيانا وينجح في أخرى .. ويعاقب بشده. وبعد سنوات تزيد على تسعٍ في حياة اقرب للجحيم وسط هدر لإنسانية الانسان، وفي ارتدادات الربيع التونسي وبداية الثورة في ليبيا.. يخرج من السجن ..ويعمل للعودة لسوريا، وتساعده سفارة النظام السوري للصعود في الطائرة وليصل الى دمشق ويكتشف أنه مقبوضاً عليه..
هنا تنتهي الروايه ..
في الرواية أسلوب للسرد اقرب للمتابعة المباشرة للمعاش، كشاهد عيان منفصلاً نسبياً عن محيطه المجتمعي وأحوال الدوله أو تغيرات العالم..سوى بعض الشذرات لنعرف نحن في اي زمان كاحتلال بغداد بعد اعتقاله بسنتين مثلا.. وسيكون السرد مغرقاً في الذاتيه الوصفيه وكأننا أمام كتابة مذكرات منها لرواية تريد التحدث عن الاعتقال والسجن في بلد عربي وقع ضحية الاستبداد الوحشي لاربعين عاما..والحديث عن ليبيا.. وأيضا دون غوص بالعمق لقراءة العصر الذي غطته الروايه. وهي العشريه الاولى من القرن الواحد والعشرين.. لم يغير من هذا الاقتراب مما حصل في الربيع العربي في نهاية الروايه.
نحن مطلعون على الرواية السياسيه والاعتقال السياسي على وجه الخصوص. بدءاً برواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف، وبعدها بأكثر من عشرين عاماً روايته الثانيه شرق المتوسط مرة اخرى.. ورواية التعتيم الفاضح للطاهر بن جلون، التي تحدثت عن أسوأ اعتقال سياسي حدث في المغرب العربي وغيرهم كثير .. وكلها روايات ابنة عصرها.. ممتلئه بما حصل مع أبطالها وما حصل بعصرهم.. كنا ننتظر ذلك في هذه الروايه..
.بكل الاحوال ..الرواية شهادة إدانة للأنظمه الاستبدايه، تضاف لغيرها من الشهادات .فاضحة الأنظمة الهادرة لآدمية الإنسان في دولها.. ومفسرة جزئياً اسباب الربيع العربي .الذي أثمر ثورات مستمره انتصاراً لانسانية الانسان، وحقه بالحريه والعداله والكرامة والديمقراطيه والحياة الافضل.

- - سراب بري – رواية
- المؤلف عبد الرحمن مطر
- دارجداول للنشر والترجمة والتوزيع – بيروت/ الطبعة الأولى2015 .
- صفحة 304من الحجم الكبير، الغلاف : محمد ج. ابراهيم

_____________
- كاتب من سوريا



#أحمد_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقصلة المصرية


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد العربي - قراءة في رواية سراب بري