أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البسفي - البحث في جذور -السيسي- التاريخية! (1)















المزيد.....

البحث في جذور -السيسي- التاريخية! (1)


محمد البسفي

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلا شك أن الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" – من وجهة نظري - قد جاء محملاً بالكثير من الأعباء والمثقلات التي ينوء تحتها إنسانياً كثيراً .. سواء من ناحية وضعه الإستراتيجي الذي إختارته له الثورة المضادة – بوجهها العسكري - كـ"رجل" تنتصر به وترجع لإستلام مقاليد الحكم من جديد في مراحل خطتها الرادعة الأخيرة لـ"الثورة". أو من حيث كونه "رجل" أُريد له أن "تمحي" بواسطته آثار ثورة شعبية نزفت دماً لشهداء وشوقاً لأحلام عدالة إجتماعية مرتكزة علي قوانين "إشتراكية علمية ديمقراطية".
ولكن سرعان ما تنقشع سحابة تلك الشفقة علي "الرجل" حينما ندرك "القوي الدافعة" له – سواء كانت كيانات مؤسيسية أو أجهزة تنفيذية – وهي تجتهد في تمهيد الطريق أمامه و"تحرك" له الأحداث بما يضمن "إخراج" مشهداً كاملاً قدر إستطاعتها!
ففي المراحل الأولي للثورة "المضادة" – كمثال ليس للحصر - للإجهاز علي الثورة الشعبية – في يناير 2011 – ووأدها بأسلوب "الحرق" وإستنزاف مطالبها وقواها بـ"إختلاق" صبغة و"وجه" ديني لها لتمييزها وتجزير الفرُقةَ بين قواها الشعبية, أكد مؤخراً اللواء حسين فؤاد، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، لمقدم البرنامج الرئيسي لأحد القنوات الفضائية المملوكة لرجل الأعمال الأشهر "طارق نور" – الذي يشغل منصب المستشار الدعائي للرئيس السيسي منذ بداية حملته الترشحية لمقعد رئاسة الجمهورية في 2014 – بأن: "السماح لجماعة الإخوان بتسلق السلطة عبر البرلمان والرئاسة؛ كان جزءًا من مخطط الدولة، نظراً لتعاطف عدد كبير من المصريين معهم، إلي أن تأتي اللحظة المناسبة للانقضاض عليهم". مستطرداً إن نظام المخلوع مبارك إنهار في 18 يومًا خلال إندلاع ثورة 25 يناير، وليست الدولة المصرية, ممثلة في قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية(1)!.
وهذا, كما قلنا, مجرد مثال للتدليل وليس للحصر, لمراحل دفاعات "الثورة المضادة" في مجابهتها للثورة والغضب الشعبيين وتطورها لمراحلها المختلفة من الدفاع للهجوم للإنقضاض, والتي قادها "النظام" الحاكم سواء بإستبدال قناعه من وجه عسكري إلي ديني مرحلياً لتهيأة "المناخ" الموائم لعودة الوجه الأساسي "العسكري/الديني", مستخدماً آليات وتكتيكات متباينة حسب ما أقتضت الظروف وإتجاهات الأحداث .. تلك المراحل المتتابعة التي عَنيت برصدها وتحليلها دراسات آخري, ليست محل هذا المقال, وإن أردنا بهذه الإستهلالة "إستعراض" غاية في الإيجاز لتوضيح مسيرة "الثورة المضادة".
وإن إستعانت "الثورة المضادة" لأسلوب "الأرض المحروقة" كأحدي تكتيكات النظام الحاكم لإستعادة توازنه, وهو أسلوب مخابراتي/سياسي قديم يرجع تاريخياً إلي بداية الحرب الباردة في أعقاب الحرب العالمية الثانية ومازال منتهجاً ومتبعاً علي أرض مصر للآن, إلا وأن تلك "القوي الدافعة" والمديرة لتلك الثورة المضادة لجأت إلي تكتيكات وآليات متعددة بالتوازي لخلق صبغة أيديولوجية أو شبه أيديولوجية – إن شأنا الدقة – لتلعب دور الوجه أو"القناع" لما درج علي تسميته بنظام 3 يوليو, وذلك لسببين رئيسيين شكلا "أزمة شاملة" لهذا النظام وقواه الدافعة والمساندة له ربما تستمر معه كالعيب الخِلقي لجنين ولد ناقص النمو!
*خلق ملامح لجنين "ناقص"!
وكانت أول الأسباب الحتمية لـ"صنع" ملامح ملموسة "هيكلياً" لذلك الجنين الناقص, هي جذب أكبر عدد ممكن من القاعدة الشعبية من أبناء الطبقات البرجوازية الصغري والدنيا, ذوات المساحة العددية الأكبر والمتَلقتين لأكثر المشاعر الإنسانية سوداوية وتشوهاً منذ العقود الستة الماضية ربما يكون أقلها "الإحباط" و"اليأس", خاصة بعد أن نجحت تلك القوي الدافعة للثورة المضادة في وأد وإجهاض المطالب الإجتماعية ذات الوجه التقدمي الإشتراكي لثورة يناير ممثلة في هتافها المطلبي "عيش, حرية, عدالة إجتماعية, كرامة إنسانية", بالإستعانة – أولاً – بجناحها الليبرالي فتوسعت في إنشاء الأحزاب السياسية وغازلت مثقفيها ونخبتها من أبناء الطبقة البرجوازية الكبري والوسطي تاركة لهم منابر الإعلام والمنصات الشعبية بغية تفتيت القوي الجماهيرية وإرهاقها في مطالب سياسية وثقافية أتخذت الصبغات النخبوية والفئوية العليا أكثر مما أقتربت من إحتياجات القاعدة الشعبية الواسعة في الوقت الذي بثت – تلك القوي الدافعة عبر نخبتها الليبرالية – المخاوف والأهوال حول "المطالب الثورية الحقيقية", بصك التعبيرات والمسميات المنفرة والمفتتة للقوي مثل: "ثورة الشباب" لتجزير قوي الثورة وتفريغها من مضمونها الإجتماعي والسياسي, و"المطالب الفئوية" لتهميش وإخراج جميع الحقوق والإستحقاقات الوظيفية والعمالية لقوي اليد العاملة المصرية في مطالبها بآليات حقيقية للعدالة الإجتماعية, و"ثورة الجياع" للترويع والتفزيع من مطالب الفقراء وأبناء الطبقات الدنيا بحقوقهم الصغري منها والكبري والتخوف من مسير الثورة لو أتخذت "صبغتها الطبقية" .. وغيرها الكثير من المسميات والتحريفات اللفظية التي لا تستند علي أي أساس علمي, بثتها أجهزة "القوي الدافعة" كـ"شفرات" مرسلة عبر حناجر وأقلام نخبتها الليبرالية لتفريغ "الثورة" من محتواها وحراكها الثوري وقولبتها في محدداتها "الإصلاحية" تمهيداً لتسليمها لتنظيم عتيد في إصلاحيته وديماجوجيته وهو تنظيم "جماعة الإخوان المسلمين", والذي يمثَل دور "الشريك الغريمي" لنظام الحكم العسكري منذ تدشين "صفقة" تزاوج الجماعة بالنظام وإدخالها كأحد ركائزه المحورية خلال اللقاءات المتتابعة التي أستغرقت بدايات وأواسط عقد السبعينيات بين الرئيس الراحل أنور السادات ومرشد جماعة الإخوان المسليمن السابق عمر التلمساني وبرعاية مباشرة من الولايات المتحدة إبان "العصر الأمريكي" لمصر.
فمنذ أكثر من أربعة وأربعين عاماً, وبالتحديد مع مستهل عقد السبعينيات, حينما أختار أنور السادات "الخيار الأمريكي" بعد فترة قصيرة جداً من توليه الحكم في الصراع الدولي المستعر آنذاك بالحرب الباردة, ليس فقط كحليف يتمتع بمزايا الطرف الأغني مادياً وهو الولايات المتحدة, بل أقحم "مصر" كمحارب ضد الطرف الآخر, يضرب – بأوامر مباشرة وموحَية من سيدته – في جميع الميادين بدءاً من العسكرية وحتي الثقافية والإجتماعية .. وفي إطار الميدانين الأخيرين, كانت التوجهات للسادات بإستدعاء جماعة الإخوان المسلمين – المصرية فقط حتي هذا الوقت – للمشهد السياسي والأهم للمشهد الإجتماعي المحلي – أولاً – لإحياء الدور الديني وإستدعاء الروحانيات(2) في مواجهة ما أطلقوا عليها – ظاهرياً – روح العلَمنة وإنتشار الإلحاد التي تفشت في مجتمعات العرب عموماً ومصر خاصة, وتحويل دفة المجتمع عن الصراع الطبقي كمحرك – حقيقي – وأساسي لتلك المجتمعات "الغنية" التي تنتزعها أمريكا من براثن الإتحاد السوفيتي حينها .. وبرغم الصعوبة الحالية في تفنيد الأدلة والأسانيد علي ذلك لكثرتها وتشعب تفاصيلها التي مازالت تفرج عن أسرارها وخفاياها أجهزة الإستخبارات العالمية وآلات المطابع الدولية, بكل تأكيد تحتاج لدراسات ومقالات أخري, إلا وأننا نكتفي الآن بتسجيل النذير من الشهادات والمشاهد التي تدلل علي بداية "تزاوج" الجماعات الإسلامية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين بنظام الحكم العسكري لمصر, حتي تشعبت "خيوطها" وخرائطها وخلاياها بجميع دول الوطن العربي "ذات الموارد الغنية" لتصل لذروتها المنفجرة حالية الملقبة إختصاراً بـ"داعش" ..
ففي أحدث دراساته التي نشرها تحت عنوان "الصراع في مصر هل هو طبقي أم صراع علي الهوية", يؤكد الباحث عمرو إمام عمر(3) علي أنه: "تحاول التيارات الإسلامية نقل الصراع من صراع طبقي إلي صراع علي الهوية الدينية, فيقول دكتور رفيق حبيب في مخطوطته "الدين أم الطبقة, من يشكل الهوية السياسية؟" .. "فصورة المجتمعات العربية والإسلامية, لا تكشف عن التشكيل الطبقي الإقتصادي الموجود في الغرب, حيث تظهر العديد من الإنتماءات القوية, والتي تبدو أقوي من أي إنتماء طبقي إقتصادي". لذا فيلحظ الأستاذ عمرو أن الباحثون الإسلاميون: "درسوا جيدا طبيعة الصراع الطبقي في مصر وأن التداخل معه بنفس المفهوم لن يخدم مصالحهم فكان لابد من تفريغه من الشكل الطبقي وتحويله إلي صراع ديني ومذهبي ...", ويمضي الباحث في رصده لتحولات شكل الصراع الإجتماعي داخل الشارع المصري من صراع طبقي واضح المعالم إلي صراع ديني وطائفي غائم الدروب والمتاهات, حتي يصل الأستاذ عمرو إلي "بداية" تغلغل هذه الصبغة الدينية إلي الجامعات وأعترافه بأنه بتدخل الدولة المباشر, بكل ثقلها, لدعمه وإذاعته بين طلاب الطبقات الدنيا والبرجوازية الصغري, مقتبساً شهادة حية وصريحة للأستاذ غالي شكري الذي رصدها في كتابه "الثورة المضادة في مصر", قائلاً: «عقـد أول معسكر إسلامي للطلاب في كلية طب جامعة القاهرة في صيف 70/71 ، ثم اقامت جامعة القاهرة أول معسكر طلابي على مستوى الجامعة ككل ، ثم عمت الفكرة في باقي الجامعات ، و قد أتيح لي فرصة الإشتراك في المعسكر الإسلامي لجامعة عين شمس في صيف دراسة 75/76 أثناء الدراسة بكلية التربية ، و كانت هذه المعسكرات تعتبر إحياء للمعسكرات الصيفية التي كان يعقدها الأخوان المسلمين قبل حل الجماعة 1954 ، و كانت بمثابة مدرسة إعداد كادر المستقبل للحركة الإسلامية ، فالبرنامج اليومي في المعسكر كان محاولة لخلق مجتمع إسلامي بتأسيس إرادة المفاصلة مع المجتمع الكبير خارج المعسكر كمحاولة للعودة للمجتمع الإسلامي الأول ، النموذج الفاضل و الأسطوري ، كان يومنا في المعسكر يبدأ قبل صلاة الفجر بساعة على الأقل و بعد الصلاة تعقد حلقات حفظ و ترتيل للقرآن ، ثم طابور الرياضة و الذي ظهر فيه ما يعرف بالشورت الشرعي ، و اثناء تناول الطعام كان قطاع كبير من أعضاء المعسكرات يرفضون تناول طعامهم على الموائد و يصرون عل أفتراش الأرض و تقطيع الخبز و جعله طعام جماعيا و يرفضون أستخدام أدوات المائدة بحجة أن النبي لم يستخدمها ، و كان هناك نظام صارم لمتابعة أداء الصلاة و مراقبة سلوك الأعضاء ، فالراديو لم يكن مسموحا به و قيل لنا أنه فتنة و كان الدعاة يحاضروننا في القضايا الدينية و المجتمعية و ممنوع إقامة حوار مباشر مع المحاضر حتى لا نثير الجدل لأنه فتنة و مدعاة للفرقة ، و كان هؤلاء الدعاة يقدمون حلولا إسلامية للمشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري ، و أذكر أنني بعد مرور اربعة أيام فقط تم إخراجي من المعسكر بحجة عدم إلتزامي بقواعده و تمردي على هذه القواعد».
ولأن نظام الجنين الناقص – لحكم السيسي – ما هو إلا إمتداد لحكم المؤسسة العسكرية المتقلب علي "المُسوخ" العقائدية والإيديولوجية لمدة فاقت ستة عقود كاملة متصلة, بإستثناء سنة واحدة حكمها الإخوان المسلمين, وأصبح يمثل في تاريخ حكمها "آخر الطبعات الحديثة" للمؤسسة, التي لم يكن نجاحها في 3 يوليو من عام 2013 في إزاحة "الجماعة" عن "كرسي الحكم" أول نجاح لها بل كان, في حقيقة الأمر, الإنتصار الثاني لها بعد إستغلالها لوقائع ثورة الغضب الشعبية, التي أرادت أن تُدخَل "الشعب المصري" لأول مرة في تاريخه الحديث كلاعب جديد وإضافي علي "لعبة" إختيار وتحديد شخصية شاغل كرسي الحاكم والتي إحتكر لعُبها ثلاثة لاعبين أساسيين ومزمنين, منذ عَقد السبيعينيات, وهما بالتراتُب: الإدارة الأمريكية والمؤسستين العسكرية والرئاسية المصريتين, في حسم "صراع الأجيال والرُتب" في إزاحة "مبارك" والإطاحة بمشروع توريثه, الذي كان يقف عائقاً كأوداً أمام المستقبل السياسي لأجيال الصفوف الثانية وما تلاها داخل المؤسسة نحو "الحكم", وبالتالي كان الإطاحة بالصف الأول من الرُتب وكبار السن داخلها سهلاً .. ولأن نظام المؤسسة العسكرية – في طبعته الآخيرة – لا يتعارض مع شريكته الغريمية جماعة الإخوان المسليمن سواء في إنتمائها الإجتماعي والإقتصادي "التابع" للرأسمالية العالمية الغربية أو حتي في إنتمائها "التلاحمي" بالولايات المتحدة الأمريكية سياسياً, قمة هرم المنظومة الرأسمالية الدولية, فهو بالطبع إمتداد طبيعي لنظام المؤسسة في عهد "مخلوعها" حسني مبارك .. والذي ورث نظامها في بداية عقد الثمانينيات الضبابي الذي شهد تَكون أكثف الطبقات غمامية إجتماعياً وسياسياً طوال ثلاثة عقود متوالية حتي الإنفجار الشعبي في 2011, نتيجة تحمله لتبعات تحويل "بوصلة" الحكم من إشتراكية الدولة الناصرية إلي رأسمالية السوق الحر المفتوح علي ضوء توجهات وأوامر سيدة العالم الأولي "أمريكا" .. ومن هنا كانت أزمة نظام "المؤسسة العسكرية" في طبعته السيساوية الحالية, والذي كان من المفترض أنه قد جاء علي هامات "ثورة شعبية", أجتهد كثيراً في إقناع الولايات المتحدة والقوي الغربية بها أكثر مما حاول إقناع الرأي العام المحلي, من منطلق إعتماد أوراقه كـ"وسيط" معتمد لتكملة سياساتهم وتنفيذ ما إعتمدته الإدارة الأمريكية علي كاهل "الجماعة" لتنفيذه في تحويل مصر إلي مجتمع إقتصاديات "السوق الحر المفتوح" المستهلك لصناعاتها وشركاتها ومنتجاتها, في محاولات الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي و"الدول الكبار" بمنظومة الرأسمالية العاليمة المتوحشة للخروج من "سلسلة" أزماتها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي وصلت لحد الإنهيار في عام 2008 ومازال مستمراً حتي الآن بشكل إنحداري جارف, بعد أن فشلت تلك المنظومة – النيوليبرال - في تحقيق أهم أهدافها التي تعهدت بها منذ بزوغها إبان الحرب العالمية الثانية أو طوال سنوات إزدهارها منذ عقد التسعينيات في القضاء علي مشاكل الفقر وتبيعاته وإسباغ الرخاء الإقتصادي والإجتماعي علي البشرية, مما دفع أمريكا إلي سرعة "إحتواء" الثورات الشعبية لـ"الربع العربي" بالصبغات الدينية والطائفية التي حولت مسارها .. ومن هنا كان السبب الثاني الدافع لنظام السيسي – الثورة المضادة – لإسباغ وجه إيديولوجي مغاير عن صبغته "الإخوانية" أو طبعته "المباركية!!

.....................................................................................
(1)حوار اللواء حسين فؤاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق, لبرنامج "القاهرة 360" ومقدمه أسامة كمال بقناة "القاهرة والناس" الفضائية حلقة يوم السبت 18 أبريل 2015.
(2) بدأ نظام السادات, الذي أمتد عبر سنوات حكم مبارك والذي تزعم الثورة المضادة في مواجهة ثورة الغضب الشعبية وأنتصر عليها بوصول الإخوان ثم السيسي لمقاليد الحكم من جديد, في بث روح الغيبيات وتعزيز "منهج" الكهانة الوهابي في المجتمع المصري واللعب علي أوتار العنصرية والتمايز الديني داخله, بتحصين وإبراز دور "رجال الدين" وإفساح المنابر الإعلامية لهم, مع محدوديتها في هذا الوقت, فظهرت "إذاعة القرآن الكريم" – كمثال – بالتوازي مع التوسع في ما يسمي بالإعلامي الترفيهي أو "إعلام الملهاة", بإنتشار مبارات كرة القدم وظهور الأفلام والأعمال الفنية التي تخاطب الغرائز وتُمهي العقل الجمعي, بل وإنتشار الشرائط المهربة للأفلام الإباحية الغربية داخل المجتمع المصري مع إستيراد جهاز "الفيديو" في "ثورة الإنفتاح الساداتية", في نفس الوقت الذي إنفجرت منابر المساجد تسب وتلعن جميع أبناء الديانات الأخري وتتناول بالآيات والبراهين من السنُة جميع مناحي الحياة اليومية للمسلم, المساجد التي توسعت رقعتها أكثر من عشرة مثيلاتها في أقل من خمسة سنوات فقط خلال أواسط السبعينيات نتيجة قانون بسيط أعفي بمقتضاه ملُاك العقارات السكنية الحديثة من رسوم وضرائب البناء بعد تجهيز الطابق الأول منها كمسجد للصلاة! .. تزامناً مع إقرار المناهج الدينية داخل المدارس الحكومية المجانية وإلزام طلابها بدرجات تحسب في تقديرهم العلمي, والأهم "تُميز" بين الطالب المسلم والطالب المسيحي منذ الصغر, والحال كذلك كان من الطبيعي أن تنتقل بالتبعية روح العداء للجانب المسيحي المقابل, فأنفجرت الأحداث الطائفية في "الزاوية الحمراء" وغيرها .. نفس السيناريو الإجتماعي المنتهج حتي اليوم, رغم إنفجاره دولياً بثورات الهوس الديني المفتعلة التي مثلت "داعش" ذروتها!
(3) "الصراع في مصر هل هو طبقي أم صراع علي الهوية", عمرو إمام عمر, الموقع الإلكتروني "الحوار المتمدن", العدد 4790, المنشور بتاريخ 28 إبريل 2015.



#محمد_البسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام المصري وثورة الغضب -مفترق- هامشي .. (1)
- دستور .. طبقة -السيجار الكوبي الفاخر- ! (1- 2)


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البسفي - البحث في جذور -السيسي- التاريخية! (1)