علم أنت، يا سيدتي...

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 13:16
المحور: الادب والفن
    

علم أنت...
يا سيدتي...
في كل زمان...
في كل مكان...
لا تسألين لماذا...
علم أنت؟...
ولا تكتبين غير قرار نجاحك...
في هذي الحياة...
فأنا إن بحثت في عالم...
لا توجدين فيه...
لا يوجد العالم...
ولا أوجد...
فوجودك قهر...
لكل الأولي ينكرون وجودك...
ووجودك إنكار لكل المنكرين وجودك...
يا سيدتي...
يامن وقفت وراء احتداد الشعور...
وراء انبثاق المشاعر...
وراء التعبير الجميل...
يؤلف شعرا فشعرا...
يمجد كل جمالك...
يجسد كل آيات الجمال فيك...
يعلمنا أن الحياة جمال...
وأن شرط الجمال تحرير الإنسان...
وأن تحرير النساء عطاء للوجود...
تكريم للإنسان...
وأن تحرير النساء وسيلة...
لبروز الشواعر في عالمنا...
وبدون عقد...
يتلمسن كل فضاءات الجمال...
ليصير ما ينتجنه شعرا جميلا...
لتزداد الفضاءات جمالا...
بجمال الصور...
بعمق الأفكار في فضاءات الجمال...
اليتوهج...
بشعر الشواعر...
اليعتبرن ملائكة في قول الشعر الجميل...
في ديوان شاعرة مناضلة...
{من يجرؤ على العشق..؟}...
في هذا الزمن...
الننام فيه على جرف التراجع...
لكل الحقوق...
باسم {دين الإسلام}...
باسم {الله أكبر}...
ليموت الإنسان فينا...
في كل النساء...
لتصير الشواعر منا منعدمات...
بتكريس الاستعباد...
بفرض استغلال النساء / الرجال...
بغياب العدالة...
في قوانينا...
في محاكمنا...
في واقعنا...
ليصير الاستبداد حكما...
ويصر الحكم قمعا للحريات...
حرمانا من كل الحقوق...
من قراءة شعر الشواعر...
في هذا الوطن...
اللا يغادره الاستعباد...
اليثأر فيه الاستبداد من كل حرة...
تناهض الاستعباد في واقعها...
من أجل امتياز الإنسان فيها...
في أفق تكريم الإنسان...
في عالمنا...
في عالم كل النساء / الرجال...
حتى تصير الحقوق لكل النساء / الرجال...
***
يا سيدتي...
يا شاعرة تنتج شعرا جميلا...
تعشق قول الشعر الجميل...
فأنت حرة...
لا يرقى إليك العبد الذليل...
لا يتذوق شعرك...
من يختار فضاء الاستعباد...
من لا يتحرر...
من لا يقاوم الاستبداد...
من لا يتذكر...
أنه من امرأة جاء...
أن مربيته امرأة...
أن زوجته امرأة...
أنه قد ينجب منها النساء...
ومن نام، وفي عقله...
ذرة من استعباد النساء...
صار عورة...
وعورته في عقله...
اللا يفكر...
إلا في تكريس دونية للنساء...
في جعل النساء مجرد متعة...
إلا في رؤياهن...
مجرد عورة...
***
فهل يستفيق الرجال يوما؟...
على أمل في الإدراك...
أن الفساد في واقعنا...
ليس من طبع النساء...
ليس من طبع الرجال...
إنه إنتاج السياسة...
إنتاج حكام نشر الفساد...
إنتاج أحزاب صنع الإدارة...
إنتاج فساد الإدارة...
إنتاج فساد السياسة...
إنتاج تسييد الاستغلال...
وليس إنتاج العمال / الأجراء...
وليس إنتاج الرجال النساء...
والنساء الشواعر...
يحاربن كل أشكال الفساد...
على أمل...
في أن يصير في ذمة التاريخ...
والتاريخ يعاني...
من فكر اللا تاريخ...
من مطلق يتعمد...
أن يعيش في كل العصور...
لإلغاء التاريخ...
لفرض حكم داعش...
لقطع الرؤوس...
لجعل الفساد جهاد نكاح...
لتفجير النساء / الرجال...
بعد إيهامهن / إيهامهم...
بجنان الخلد يوم القيامة...
بتحويلهن إلى حوريات...
للرجال أصحاب اليمين...
ليصير من أقنعهن / أقنعهم...
حاكما مطلقا...
في دولة إسلامية مختصة...
بقطع الرؤوس / الأطراف...
بتطبيق {الشريعة}...
اللا وجود فيها لتاريخ الإنسان...
فاللا تاريخ من سمات الاستعباد...
من سمات تكريس الاستبداد...
من سمات استغلال العمال / الأجراء...
من سمات استغلال النساء / الرجال...
حتى لا يبرز في واقعنا...
شواعر أو شعراء...
***
يا سيدتي...
يا شاعرة...
في فضاء التحرر...
ألا تسالين...
لماذا أنت شاعرة؟...
لماذا تنتجين شعر التحرر؟...
لماذا تنتجين جمال الفضاءات؟...
لماذا تنتجين حب التحرر؟...
لماذا الإنسان في شعرك يحضر؟...
لماذا ألام على قراءة شعرك؟...
لماذا لا يتألم...
من لا يقوى على قراءة شعر التحرر؟...
على قراءة شعرك؟...
يا سيدتي...
يا شاعرة تملكين المجال...
تحتاطين من تعب التخلف...
في واقعنا...
في واقع كل النساء...
في واقع كل الرجال...
اللا يعانون من تحرير النساء...
في عالم القهر البئيس...
لإعلان أن التحرر...
يبدأ من جنس النساء...
قبل جنس الرجال...
اليعتقدون...
أن جنس الرجال مفضل...
وأن جنس النساء دون جنس الرجال...
والإنسان إنسان...
لا فرق فيه...
بين جنس النساء، وجنس الرجال...
يا سيدتي...
يا شاعرة...
{ما أروعك...
وأنت تلملمين جراح هذا الوطن...
وتقسمين بالعهد...
عهد العمال / الأجراء...
عهد الطليعة...
وتعانقين الحريق...
ما اروعك...
حين تزحفين على الجمر...
جمر احتراق العمال في مصانعهم...
بالاستغلال...
كي تنتشلي كل العمال...
من الاحتراق...
هذا الوطن...
من جرف السيول...
اليرسلها المستغلون...
لإغراق من يخالفهم...
من لا يقبل...
ما يمارسه المستغلون...
فما أروعك...
وما أروعك...
يا شاعرة...
يا رفيقة...}

***
محمد الحنفي

***
ابن جري في 25 / 05 / 2015

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات