شاعرة أنت لا كالشواعر...

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 10:19
المحور: الادب والفن
    

إلى:

الرفيقة الشاعرة العظيمة حكيمة الشاوي.
بمناسبة صدور ديوانها:
(من يجرؤ على العشق).
من أجل أن يصير الشعر في خدمة قضايا الكادحين.
من أجل استمرارها في تكريم الإنسان.
من أن يتحول الشعر إلى منارة الوعي المتقدم والمتطور.

محمد الحنفي

***
شاعرة أنت لا كالشواعر...
قلت شعرا لا يرقى إليه...
غير شعرك...
ولا تستطيع الشواعر أن تنشئن مثله...
إنه شعر النضال...
شعر شاعرة طليعية لا تتردد...
في أن يصير الشعر منتميا...
إلى حزب الطليعة...
إلى عمال المصانع...
إلى عمال المناجم...
إلى باقي الأجراء...
إلى كل الكادحين...
فها أنت يا شاعرة حزب الطليعة...
تجيدين القول الجميل...
تعدين القول البليغ...
كما عهدناك...
كما يعهدك كل القراء...
كما يصير قارئ شعرك...
من الشعراء...
وجمال شعر الشواعر...
لا يردده إلا الواعون...
من قراء شعرك...
يا باقة الورد من الشعر الجميل...
إنني لا أتمالك نفسي...
حين أقرأ شعرك...
حين أرسم وردا...
على جنبات كل قصيدة...
في ديوانك...
(من يجرؤ على العشق)...
في رياض هذا الوطن...
في ذكرى آيات الجمال العظيم...
اليرمقه قارئ شعرك...
اليؤلفه عمق خيالك...
يا شاعرة...
في جبال هذا الوطن...
في كل السهول...
فها أنت في شعرك...
لا تعشقين غير هذا الوطن...
غير المضحين من أجل هذا الوطن...
غير المناضلين اللا ينامون...
جراء حمل عمق الهموم...
من أجل كل إنسان...
في هذا الوطن...
أعانق الشعر أتذوقه...
حين يصير مصدر طاقة...
حين يرصد كل الدواخل...
من كل من يحمل هم هذا الوطن...
من كل عوالمنا...
حتى نتذكر...
أن الشعر الجميل...
يلامس كنه واقعنا...
يصور منا الوجدان...
ليبرز عمق الجمال...
وعمق آليات الصراع...
اللا توجد إلا في عمق المناضل...
اليوظفها...
لإذكاء صراع الطبقات...
الآتي إلى كل العمال...
من تفعيل آليات الاستغلال...
في مصانع هذا الوطن...
في مناجمه...
وفي كل مزارعه...
لتحويل طاقات العمال...
إلى أرباح طائلة...
يهربها المستغلون...
إلى ملك العقار...
في هذا الوطن...
إلى حسابات الأبناك...
خارج هذا الوطن...
وأنت يا شاعرة لا كالشواعر...
لا بد أن تملئي الكون شعرا...
حتى يصير سلاحا...
لمن يعاني من الاستغلال...
من ظلم المستغلين...
من ظلم المستبدين...
من ظلم المستعبدين...
في هذا الوطن...
في بلاد العرب...
وفي كل هذا الكون...
اللا يصير جميلا...
بهذا العذاب الأليم...
اليعاني منه الإنسان...
التعاني منه النساء...
اليعاني منه الأطفال...
التعاني منه الشعوب...
من قهر نظام الرأسمال...
من قهر عمق استغلال نظام الرأسمال...
فشعرك يا شاعرة لا كالشواعر...
يطمئن الشعب على عمق المصير...
يطمئنني...
على أن للشعر دور...
في إيقاظ الهموم...
في تحريك عمق الوجدان...
في انبثاق الوعي في كل النفوس...
في إعداد العمال الأجراء...
لخوض المعارك...
ضد الاستغلال في كل مظاهره...
ضد نهب الثروات...
ضد الفساد...
ضد منابعه...
لإحلال الآمال محل يأس الشعب العزيز...
يا شاعرة تتقدم...
يا شاعرة تتطور...
في اتجاه الالتزام...
في اتجاه رؤيانا للحياة...
في اتجاه تأكيد وجود الإنسان...
في كيان العمال الأجراء...
في كيان كل الكادحين...
في كيان الشعب العظيم...
إنني لا أتلمس العذر لي...
حينما أبتلى بقراءة شعرك...
حينما أتلمس عمق المعاني...
حينما أتردد...
على صور الشعر الجميل...
التحرك مني الشعور...
حتى لا أستطيع التجاوز...
بدون تذوق كل الصور...
يا شاعرة قائدة...
يا متمثلة لمعاني الصدق الجميل...
يا معانية من عذابات العمال...
يا ملامسة عذابات النساء...
فأنت أنت شاعرة...
لا ككل الشواعر...
ولا ككل الشعراء...
فهنيئا لنا بشاعرة متميزة...
طليعية عمالية ملتزمة...
بقضايا الإنسان...
في عمقنا...
في عمق العمال الأجراء...
في عمق كل الكادحين...
في هذا الوطن...
وفي كل العالم...
سعيا إلى فرض احترام الإنسان...
في يومنا...
في غدنا...
حتى لا نفقد كنه الإنسان...
حتى لا نصير مرضى...
بتلاشي الإنسان في عمقنا...
لأن من يقرأ شعرك...
يعشقه...
يعيد قراءته...
حتى يتمكن منه عشق الإنسان...
وعشق شعرك عشق الإنسان...
وعشق الإنسان عشق الوطن...
وأنت يا شاعرة قائدة...
لا بد أن تجعلي كل القراء...
يعشقون شعرك...
تعبيرا عن عشق هذا الوطن...
فما أروعك...
وأنت تلملمين جراح المتعبين...
جراح العمال وكل الكادحين...
وأنت تقسمين بالعهد...
وأنت تعانقين الحريق...
ما أروعك...
حين تزحفين على الجمر...
كي تنتشلي...
عمال المصانع...
وعمال المناجم...
وعمال المزارع...
من بؤس الوعي المقلوب...
حتى لا يصيروا غرقى...
في بحور الاستغلال...
ما أروعك...
يا شاعرة...
يا رفيقة...
***
محمد الحنفي

***
ابن جرير في 15 / 05 / 2015

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات