أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غيث وطد - شكري بلعيد و ابداع التكتيك















المزيد.....

شكري بلعيد و ابداع التكتيك


غيث وطد

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 03:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقدمة حول مفهوم التكتيك و الاستراتيجيا

يكتسي مفهوم التكتيك و الاستراتيجيا أهمية بالغة في استيعاب مجمل المناضلين للمهام الملقاة على عاتقهم و في تبيان حركتهم و في مدى صحة الخط الاديولوجي و السياسي للحزب و في ممارسة النقد و النقد الذاتي بطريقة صحيحة وعلمية تتيح تصليب العود و توحيد الممارسة و تجذيرها والارتقاء بها بما يمكن من تجاوز العراقيل و تقوية التنظيم وهو ما يغيب عن مجمل الشيوعيين في القطر التونسي نتيجة ضعف الوعي و ضعف التأطير التنظيمي واتجاه التنظيمات نحو التفسخ و الفوضى الفكرية و الانخراط في الفعاليات السياسية الليبرالية التي طمست الجوانب النظرية الكفيلة بقراءة الواقع علميا و التعاطي معه نحو تغييره جذريا عن طريق منظمة الثوريين المحترفين الذي يرتبط مدى احترافهم بمدة قدرتهم على استيعاب التكتيكات و التعاطي الخلاق معها وهو ما يغيب للأسف للأسباب التي ذكرناها انفا...وفي اطار مزيد توضيح الخط السياسي و الاديولوجي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي كان للرفيق الشهيد شكري بلعيد بالغ الأثر في بلورته و الدفاع عنه نورد لعموم الرفاق أحد أهم ابداعاته التي وضعها في علاقة بالمهام الملقاة علينا في القطر التونسي و اسسها النظرية
1-ماهو التكتيك وماهي الاستراتيجيا؟

لابد أولا من التأكيد على أن التكتيك و الاستراتيجيا مرتبطان بالحركة العمالية و التي تتشكل من عنصرين وهما العنصر الذاتي و العنصر الموضوعي الذي يتلخص في مجمل التطورات التي تحصل في استقلالية عن ارادتها و عن وعيها وهي مجمل الظروف الاقتصادية وفعلهم العفوي و حركة الطبقات المحيطة بهم وتنعكس مجمل هته التطورات العفوية على وعي الطبقة العاملة لتشكل وعيها الذاتي وهو العنصر الهام وهو ما يتيح للاستراتيجيا أو التكتيك توجيه هاته الحركة و تسريعها وفقا لمدى صحتها وبالتالي فان الاستراتيجيا تأخذ الظروف الموضوعية في الحسبان و تحاول قرائتها بالشكل الصحيح فيما تشكل قراءة الظروف الذاتية لهاته الحركة مهمة الماركسية اللينينة التي وضعت برنامجها انطلاقا من دراسة الرأسمالية و حتمية انهيار البرجوازية و انتصار الطبقة العاملة و بناء نظام اشتراكي فيما يخوصص هذا البرنامج في تونس كقطر شبه مستعمر شبه اقطاعي بانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية باعتبارها البرنامج الأدنى للطبقة العاملة بالقطر التونسي
يقول ستالين:"هم اهداف الاستراتيجيه يعتبر تحديد الاتجاه الذي يجب ان تسلكه حركة الطبقه العامله ، والذي فيه يكون من مصلحتها توجيه ضربه اساسيه للخصم من اجل تحقيق اهدافها ،المقرره في برنامج عملها .خطة عمل الاستراتيجيه - هي عباره عن مشروع او خطة عمل المنظمه لتوجيه الضربه الحاسمه في ذلك الاتجاه، والذي على الأرجح يمكن ان تعطي الضربه فيه النتائج القصوى "(ستالين حول موضوع الاستراتيجيا و التكتيك للشيوعيين الروس).
بالنسبة للتكتيك فانه جزأ من الاستراتيجيا يتبعها و يدفع باتجاه تحقيقها عبر تهيئة الظروف لها فان كانت الاستراتيجا انتصارا في المعركة ككل فان التكتيك هو انتصار في معركة ابن لحظة زمنية معينة من النضال في المعركة ككل.
يقول ستالين:"اهم اهداف التكتيك هو تحديد تلك الطرق ، تلك الوسائل والاشكال وطرق النضال ، التي تعتبر اكثر ملائمة لوضع معين في لحظة زمنيه معينه ، و بشكل اكبر تحضر للنجاح الاستراتيجي .لهذا عمل التكتيك ونتائجه تستدعي التقييم ليس من خلال نتائجه بحد ذاتها ولا من وجهة نظر التأثير المباشر وانما من وجهة نظر خدمته للاهداف و الامكانيات الاستراتيجيه "(المصدر السابق)
و ما اثبتته التجارب الثورية في العالم و في القطر التونسي فان التكتيك يصب دائما في خانة الاستراتيجيا وعليه الخضوع لها سواء بتحقيق أهدافه أو التراجع وفقا لما تتطلبه المعركة فتحقيق الانتصار في التكتيك يجب يصب في مصلحة الأهداف الاستراتيجية وليس من أجل الانتصار الأني الذي قد يعرض كامل الحملة الى الخطر فما يحدد صحة التكتيكات هو ارتباطها بالاهداف الاستراتيجية وهو ما حدث تاريخيا في أحد سجالات اليسار التونسي ابان انقلاب بن علي حيث اتخذ حزب العمال الشيوعي التونسي تكتيكا ينادي بالحريات السياسية مقابل تكتيك الثورة حيث ذهب المنادون بالحريات السياسية من نظام بن علي الى امكانية قبوله بنظام"ديمقراطي و تعددي" يكون مجالا للتنظم و تعبئة الجماهير من أجل الثورة وهو ما يعتبر لهثا وراء وهم و خداعا للجماهير حول طبيعة النظام الناشئ و انضماما للجوقة التي هللت بقدومه و ساهمت بالتالي في تثبيت أركان حكمه وهو ما يعتبر تكتيكا خاطئا اثبته الواقع حيث تم انتزاع هامش من الحريات السياسية عبر النضال الثوري للجماهير الشعبية لا عبر احراج النظام" و طلبها منه
(راجع ضد الاصلاحية-الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة)
2-شكري بلعيد و ابداع التكتيك
لابد من الانطلاق من الواقع و حيثيات الصراع الطبقي عبر القراءة العلمية في التعاطي معه و فهمه و صياغة مجمل التكتيكات وهنا لابد من تحديد استراتيجيا الطبقة العاملة(الضربة الحاسمة التي يتوجب عليها توجيهها نحو خصمها الطبقي) وهي الثورة الوطنية الديمقراطية في اتجاه تحقيق الاشتراكية حيث أن الطبقة العاملة و حلفائها تعيش صراعا متواصلا مع الائتلاف الطبقي الحاكم الممثل لمصالح الامبريالية و يشهد القطر خلال هذا الصراع تفجرا متواصلا للانتفاضات و الحركات الاحتجاجية و التمرد الجماهيري منذ انتصاب دولة الاستعمار الجديد في مارس 1956 جسّد ما يصطلح على تسميته ثورة 14 جانفي 2011 طفرته باسقاط نظام بن علي و الظفر بهامش من الحريات السياسية و يتواصل نضال الجماهير الشعبية الى الأن وهو ما يمثل منطلقا لرسم التكتيك في علاقة بتحقيق الاستراتيجيا حيث أن معركة 14 جانفي المتواصلة الى الان عنونت نضال الجماهير الشعبية من أجل الحريات السياسية و الحقوق الاقتصادية أمام توسع دائرة التهميش و قضم حقوق الكادحين أمام الهجمة المسعورة للنظام وهو ما ارسى اجابة لنضال الجماهير المرحلي في اتجاه انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية وهو"الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية"
3)حول مفهوم الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية
يمثل النضال من اجل ارساء الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية تكتيك حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي يصب في صالح تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية حيث أنها تعتبر قاعدة لتهيئة زروف انجاز الثورة من حيث أنها تعزز نضال الطبقة العاملة و تسهل مرورها نحو أهدافها الاستراتيجية وهي تتكون من جانبين:

المسألة الديمقراطية:
تتمثل المسألة الديمقراطية في الحفاظ على هامش الحريات المكتسب و تعزيزه نظرا للطبيعة الاستبدادية الملازمة للنظام الذي سيعيد عصا القمع التي وجب تقليمها عبر النضال بكل الوسائل المتاحة و الراهنة من خلال المشاركة في مختلف المؤسسات التي يمكن الوصول اليها من برلمان و مبادرات يتم خلالها صد كل المشاريع الرجعية في الالتفاف على هاته المكاسب اضافة الى تأطير كل التحركات الجماهيرية التي تصب في هته الاتجاهات و جذب كل القوى السياسية الحاملة لنفس المشروع الديمقراطي خاصة أمام تجنيد الامبريالية لقوى الاسلام السياسي الفاشستي بمختلف تعبيراتها من اخوان في الحكم وميليشيات سلفية لقمع الجماهير و طلائعها و تثبيت النظام الذي تحلحل نتيجة الضربات التي وجهتها له الجماهير خاصة و أن الاتلاف الطبقي الرجعي الحاكم لا يمكنه الحكم الا بعصا القمع التي تجسدها دولة الاستعمار الجديد نظرا لتناقض مصالحه مع مصالح الجماهير الواسعة و الذي هندس خطة قمع المسار الثوري وشهد التصدي لهاته الخطة صراعا دمويا وصل الى اغتيال الرفيق شكري بلعيد و الشهيد محمد البراهمي من قبل الميليشيات الاسلامية و اعتصامات و نضالات قادتها القوى الديمقراطية(رغم مختلف دوافعها الى ذلك)و التي استطاعت الجبهة الشعبية جذبها الى صف اسقاط الاخوان المسلمين في الحكم و طيف واسع من الجماهير الشعبية وخاصة النساء لما تمثله مكاسب النساء في تونس و الدفاع عنها من ضرورة أمام الاسلاميين الذين يمثلون اجلى صور العداء للمرأة..هذا الصراع تم بانخراط واسع لمختلف القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني ضد الاسلاميين حيث أن ادارته مثلت مهمة القوى الوطنية و على رأسها الجبهة الشعبية حيث انها استطاعت توجيه النضال ضد الاخوان المسلمين و كشف طبيعتهم الدموية و عزلهم بهدف اضعافهم و جذب القوى الديمقراطية وتوحيدها على اسقاطهم من الحكم واضعاف مواقعهم في مفاصل الدولة و المجتمع وهو ما نجحت فيه نسبيا و يتواصل النضال الديمقراطي الى اللحظة الراهنة مع ملاحظة تحقيق جملة من المكاسب الديمقراطية في علاقة بالقوانين القائمة و في موازين القوى السياسية من حيث اضعاف مواقع الاسلاميين وتتواصل المعركة الى هاته اللحظة

االمسألة الاجتماعية:

تتمثل المسألة الاجتماعية في النضال الذي تخوضه الطبقة العاملة و مختلف الطبقات الوطنية المضطهدة من أجل حقوقها الاقتصادية من حيث أن النضال الاجتماعي يمكن من التصدي للنمط الاقتصادي القائم و الطفيلي و الذي همش الطبقة العاملة عدديا في مقابل توسع المهمشين و اشباه البروليتاريا فالنضال من اجل نمط اقتصادي اجتماعي سيمكن من توسيع الطبقة العاملة الطبقة الأكثر ثورية طليعة الثورة الوطنية الديمقراطية اضافة الى أنه سيمكن الجماهير الشعبية من كسب خبرات النضال و التهيكل و المواجهة وسيراكم لديها الوعي بمصالحها و بحقيقة أعدائها الطبقيين في اتجاه تحقيق الاستقلال السياسي لذلك كان لابد من الانخراط الواسع في كل أشكال النضال الطبقي من أجل التشغيل و تحسين ظروف العمل و تحقيق المزيد من المكاسب للعمال و التصدي لكل عمليات القمع و فضح النظام وطبيعته المعادية لمصالح الطبقات الوطنية المضطهدة

جدلية المسألة الديمقراطية و المسألة الاجتماعية:

لا يمكن الحديث عن نضال ديمقراطي دون الحديث عن نضال اجتماعي فالنضال الديمقراطي سيمكن من تحسين ظروف النضال الاجتماعي و بالتالي فعاليته كما أن النضال الديمقراطي سيمكن من توسيع مجال وعي الجماهير الشعبية بحقوقها و بشكل الدولة الذي يصب في مصالحها.
الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية و موقعها من الثورة الوطنية الديمقراطية:

ان انجاز الثورة رهين ببناء حزب الثورة و توفر شروط الثورة حيث ان الحزب الطليعي مطالب بفوز بمعركة الديمقراطية الاجتماعية التي تمثل الاجابة عن مطالب الجماهير الانية و ستسرّع انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية حيث أنه ابان هاته المعتركة يحدث الاحتكاك الجسدي بين الجماهير و طليعتها التي تؤطر نضالها و توجهها في معركتها لتقوم بنقل الوعي الثوري اليها و استقطاب العناصر النيرة منها كما أن الطلائع تختبر مجمل أفكارها و تتمرّس على الاحتكاك بالجماهير و تخوض صراعها بمختلف أشكاله ليكتسب الحزب عناصره التي اختبرت الواقع و مطباته عليه فان الحزب الذي يطرح على نفسه انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية يبني نفسه ابان معركة الجمهورية الجديمقراطية الاجتماعية في انسجام مع الجماهير ليكون طليعتها تمهيدا ليكون جسر نقل الوعي اليها /



#غيث_وطد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكري بلعيد وعيا و ممارسة
- اغتيال الرفيق شكري بلعيد-الدوافع و الدلالات-(الجزء الأول)
- وهْم البورقيبية
- رضا بلحاج وحزب التحرير..
- لم علينا دعم السبسي؟


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غيث وطد - شكري بلعيد و ابداع التكتيك