أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غاده جمشير - الكرش المكتظ... والحمق البغيض














المزيد.....

الكرش المكتظ... والحمق البغيض


غاده جمشير

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هناك من له فكر كهنوتي، ورأي يعتقد أنه خال من الشوائب والانحرافات لأنه ينظر للحياة بمنظور ضيق، ومن نافذة محكومة الإغلاق ليس بها إلا خروق بسيطة بالكاد ينفذ منها الهواء، فهو متمسك بما أملى عليه الدهر، أو بما أملي عليه من فكر وعظي ترسب في مخيلته، فلا يستطيع تغيير مفاهيمه، فينشأ على ذلك ويرفض كل أمر يخالفه، ويقصي كل فكرة لم تطرق سمعه، وينظر إلى الناس على أنهم لا وظيفة لهم سوى الإذعان لخطبه ونصائحه المكررة المملة، ويا ليت تلك الخطب مما تهذب النفس، وتصقل العقل، ولكنها خطب معتقة وممزوجة بالحقد والبغض للناس والتهديد والوعيد، وتعبر عن آرائه الشخصية وعن سخطه وغضبه، وعن آماله وخيباته وبأسه وأحلامه، وكأن المنبر موضوع لبث الهموم الشخصية، ناهيك عما يقال على المنبر مما يخالف الواقع الذي هو عليه، ويتحدث عن الفضيلة وهو بعيد عنها، ويبغضون الطائفية وهم الطائفيون المتعصبون، فهناك من يحاول تطعيم جموع المصلين بجرعات مخدرة ليستكينوا إلى فكره وهواه، ويكونوا أتباعه المقربين، ويتبنوا أفكاره ويكونوا مريديه المخلصين المدافعين عنه.

إن الاستماع والانصياع لكل أمر يقال من الخطورة بمكان، وهما يؤديان إلى تعطيل العقل وعدم التريث والبحث والمناقشة، فلا يقوى إلا على الاستماع فقط لأن القراءة والبحث لا يقوى عليهما لأنهما تتعبان فكره وعقله فكان الاستماع هو الوسيلة الوحيدة للثقافة، وأنه إذا ما تم ذلك فإن القلوب تمتلئ بالأحقاد، والنفوس تتحامل على بعضها بعضا، لذلك كان من الواجب الوقوف ضد هذا التيار العاتي الذي يريد الدمار والفساد في البر والبحر، وإنا لا نعدم الطرق السليمة والقوية التي نستطيع بها أن ندحض فكر المتزمتين الذين يخفون في صدورهم ما لا يبدونه بأفواههم.
إن الواجب علينا تنظيف وتطهير الترسبات الفكرية الخاطئة والمعتقدات التي حسبوها من الدين وما هي إلا موروثات وعادات ابتدعها الناس من واقعهم الاجتماعي.
لابد من العمل من الآن حتى لا تكون تلك المنابر لكل ساقط ولاقط، ولكل صارخ وناعق، وما أظن إلا أن الجهة المسئولة غافلة عنه، أو أنها تتستر عليه وتغطيه بثوب الفضيلة والاستحسان.
إن البعض بحجة التدين يريد أن يسيطر على عقول الناس وأفكارهم، ويريدهم أن ينضووا تحت أفكاره ومعتقداته، لذلك ظن أن ترشيحه في البرلمان سيلقى إقبالا وقبولا كبيرا من قبل المواطنين الذين يستمعون إلى مواعظه وخطبه، وأنه سيعيد - فيما إذا وصل إلى البرلمان - الوعي ويحيي الهوية الثقافية لدى الناس، وظن أن غالبية الأصوات ستكون من نصيبه ورصيده، فإذا به يفاجأ أن الجميع أداروا ظهورهم له وتركوه خائبا خاسرا وحيدا طريدا، فلم يصدق نفسه، وأخذ يتمتم ويهذي فأصابه إعصار في رأسه، ولحقته وساوس الشيطان، وخالطه شعور مليء بالحسد والبغضاء، وسافر إلى رحلة سياحية باسم أداء العمرة، وبعد رجوعه أخذ يتباكى أمام عتبات أهل الحظوة والمكانة لعله يجد متسعا ومكانا يسند إليه ظهره ويتحصل ورائه أموالا طائلة، ويكون الآمر والناهي، فحصل له ما أراد بعد طرق الأبواب، فأصبح جذلا فرحا بهذا المنصب، حتى أصبح ينظر إليه على أنه خفيف طائش غير سوي، ناهيك عن أنه منذ أن تولى هذا المنصب وهو يتخبط تخبط العميان، إضافة إلى أنه استعاد عافيته فأخذ مكانه على المنبر وأخذ يهاجم خصومه ومخالفيه، شاهرا عليهم السيوف والأسواط وكأنه يريد أن ينتقم منهم، مثيرا بذلك الطائفية والفرقة من دون وضع حد لذلك، وكيف يمكن أن نبني وحدة وطنية متماسكة وهناك من ينبش خلافات الماضي، ويعمق هوة الخلاف؟
إذا أردنا الإصلاح وبناء مستقبل مشرق سعيد فإنه يتعين علينا أن نعيد الاعتبار والنظر في الأشخاص الذين يتكلمون باسم الدين وباسم الوحدة الوطنية، وأن تكون هناك مراقبة على أفعالهم وتصرفاتهم، فمثل هؤلاء ليسوا أهلا لهذه المناصب ولا يتناسبون مع الفكر الجديد والوضع الإصلاحي في البلاد، لأنهم متعصبون، ولن يكون الإصلاح إلا بالإخلاص في المقصد والعمل الجاد، ونبذ العصبية التي يحتكر فيها المتعصب وجه الحق، ويلغي بذلك جميع الآراء، على أن هذا الطريق ميسر للتخلص منه إلا أن كثيرا ما تفعل فعلها الممقوت "العصبية" في تقطيع أواصر الترابط بين جميع فئات المجتمع. ولاشك أن مرد ذلك إلى التعصب للرأي الفردي وحب الذات، ولابد من السعي للقضاء عليه لتحقيق نسيج الوحدة الوطنية، لأن الوحدة أساس كل خير في الدنيا والآخرة.
* رئيسة لجنة العريضة النسائية



#غاده_جمشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناشطات بحرينيات يطالبن بقانون للأحوال الشخصية
- خطاب التخلف
- من أحرقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته
- عبدالكلام وعقده النفسية
- الوجه الآخر للقضاء
- لا لتسييس القضاء الشرعي
- لن أتنازل عن المبادئ التي أنادي بها منذ العام 2001
- رأي القوى النسائية الشعبية ضروري في -الأحوال الشخصية-


المزيد.....




- ريبورتاج: عاملات أجنبيات في لبنان وجدن أنفسهن في الشوارع عرض ...
- لا علاقة لغيابه بتهمة الاغتصاب في السويد.. مدرب فرنسا يكشف س ...
- السيد الحوثي: الامم المتحدة اعترفت بالعدو الاسرائيلي القائم ...
- باكستان: نساء القبائل الباشتونيات يتظاهرن للمطالبة بالمخفيين ...
- نزيف العدوان على غزة والضفة الغربية لا يتوقف
- قوات قسد تعتقل معلمات في مدينة الرقة لاحتجاجهن على المناهج
- التعذيب بالأمراض والأوبئة.. أسلوب استعماري بين بريطانيا وأمي ...
- لبنان يتقدم بشكوى ضد الكيان الصهيوني لدى منظمة العمل الدولية ...
- Bitget تطلق مسابقة تقديم الأفكار الموجهة للنساء خلال مؤتمر D ...
- بيوتي – وجهة الجمال الأكثر جاذبية تفتح أبوابها في بغداد


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غاده جمشير - الكرش المكتظ... والحمق البغيض