أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الطريحي - مشروع اتحاد الأدباء الجان















المزيد.....

مشروع اتحاد الأدباء الجان


صادق الطريحي

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 08:55
المحور: كتابات ساخرة
    


حدثنا من نثق بروايته، قال :
اجتمع نفر من الجن المتأدبين في الموضع كذا ما بين الأرض والسماء، ليؤسسوا لهم اتحادا للأدباء والكتاب من الجان، فقد هالهم أن يجدوا أن الأنس قد سبقوهم لهذا الأمر الجليل، فأسسوا لهم اتحادا يعرف باتحاد الأدباء والكتاب العرب، مثلا، والأمر الذي أحزنهم ايضا، أنهم لم يدعوا الى اي من أي من مؤتمراتهم في الفنادق ذات الخمسة نجوم، وأنهم لم يحصلوا على رواتب أو هدايا رمزية أو وظائف عامة، أو حتى بعضا من كوبونات النفط الذائعة الصيت اليوم.
ووجدوا أن الأمر يستحق اكثر من ذلك، فهم اولى بهذا الاتحاد من الأدباء العرب انفسهم، وذلك لأنه لولا وجودهم في وادي عبقر، ولولا ايحائهم لشعراء الجاهلية والاسلام، لما كان اليوم أحد من الشعراء والكتاب، وخاصة أن المترجمين السريان لم ينقلوا شيئا من الشعر اليوناني الى العربية، يوم نقلت الفلسفة اليونانية والمنطق الآرسطي والأرقام الهندية الى العربية، وعلى الرغم من ان النظرية الأدبية اليوم لاتقيم وزنا كبيرا للجن ولشياطين الشعر، ــ وانا لا أشك مطلقا في ان قصيدة " قبلاي خان " المنسوبة لأحد الشعراء الانجليز المسمى " كولردج " هي لأحد اصحابنا الشعراء من الجن المتصوفين ــ والاعتراض للراوي الجني. وانما تعطي الأهمية الكبرى للأديب نفسه بوصفه فاعلا للنص، عن وعي وتصميم مسبق، او تعطي الأهمية للنص بوصفه أثرا موجودا بطريقة ما بعد أن مات المؤلف، او غير ذلك من النظريات التي ترجمها الأخوان المصريون، أو الأدباء الشوام، وثبتوها في بعض كتبهم الكثيرة.
الا أن السادة الحكام العرب، عفوا السادة الأدباء الحكام العرب، ما زالوا يؤمنون بنظرية الالهام الأدبي فيما يكتبون ، وبنظرية الالهام الالهي فيما يحكمون، فالسيد القائد شعب العراق الى محارق الحروب الخاسرة، هو اديب ملهم، كتب روايات عدة، حولت بعضها الى مسرحيات لاقت نجاحا باهرا، وكتب عن عبقريتها نقاد كبار، بعضهم اليوم اعضاء في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وبعضهم في اتحاد الأدباء والكتاب العرب في دمشق، وانا أرفض شخصيا أن يكون احدهم عضوا في اتحاد الأدباء الجان،ــ والرفض من الراوي طبعا ــ . وللقائد العظيم والبطل القومي جمال عبد الناصر قائد حرب التحرير في حزيران، كتاب خطير وعظيم الشأن اسمه " فلسفة الثورة " قامت بتوزيعه في الخارج جهتان رئيستان، هما سفارات مصر الاشتراكية، وسفارات اسرائيل، مع اختلاف النوايا، كما روى لنا ذلك الأستاذ توفيق الحكيم في " عودة الوعي ", والكتاب ملهم عرض فيه الكولونيل القومي المهزوم، اسرار الدولة، ونواياه التوسعية في حكم المنطقة العربية، والدعوة الى الحرب ضد اسرائيل لأزالتها من الوجود، وقد لاقى الكتاب والقائد الملهم مديحا واسعا من شعراء القضية الفلسطينية، ومن شعراء عراقيين تسلقوا سلم الشهرة والمجد بالحلال والحرام ، كما يقل استاذنا مدني صالح.
وللعقيد الأديب، والفيلسوف الجماهيري العظيم ألأستاذ معمر القذافي، كتابا لايقل شأنا عن كتب رفاقه السابقين، هو " الكتاب الأخضر " ولم يعطنا الراوي رايه الخاص بالكتاب لأنه لم يترجم بعد الى لغة الجان كما ترجم لبقية اللغات العالمية، ويقال ان للأخ العقيد روايات اوقصص لم نطلع عليها نحن بعد، لأن الانتحاريين لم يجلبوها معهم، لكن الذي يهمنا الآن من امر العقيد هو أن المؤتمر الأخير لأتحاد الأدباء العرب الذي علق عضوية الاتحاد العراقي، قد انعقد في مدينة سرت في ليبيا، الخالية من السلاح النووي بعد أن سلمه الأخ العقيد الى امريكا، تقربا اليها او دفعا لشرها، والله أعلم،...
وحين اخبرت الراوي أن هذه المعلومات يعرفها عامة ادباء الداخل والخارج، وعامة الأدباء الذين أكلوا من ثريد الكتاتور، أو الذين بقوا جائعين، أو غير ذلك من اصناف الأدباء اليوم، مثل الحزبيين او المستقلين، وان لافائدة من اذاعتها مرة اخرى، أجابني الراوي الكريم، ان في الأمر نكتة لطيفة، كما يقول اهل العرفان، لأن هؤلاء الأدباء الحكام العظام لم يتقدموا بطلب انتماء الى اتحاد الأدباء العرب، ولاندري هل نسميهم ادباء أم لا؟ وفي الوقت الذي تقدمت فيه مجموعة من الجان بمثل هذا الطلب ولما يتأسس اتحاد الأدباء الجان بعد، مدعية ان هذه الكتب والروايات هي من تأليفها و أنها قد اوحت بها الى غير هؤلاء الحكام! وأضاف الراوي الذي نثق بحديثه، أن اولئك النفر من الجن المتأدبين قرروا ارسال احدهم الى اتحاد الأدباء العرب، ليطلع على تجربتهم الديمقراطية عن كثب، وان لايشعر به احدا، ثم يعود ويقدم تقريرا فنيا حول صلاحيات الرئيس، والأمين العام والقانون التنظيمي للأتحاد، الخ .. فتولى هذه المهمة اديب جني، له المام بالسياسة والثقافة والقانون، كان قد اشترك في التحقيق في قضية مقتل الصحابي سعد بن عبادة، الذي قتلته مجموعة من الجن، واعترفوا بمسؤليتهم تلك في ابيات مشهورة، رواها بعض اهل العروض.
وكان هذا الجني قد صحب الشيخ الجليل " ابن القارح " حينا، واقام مع " ابن شهيد " حين كتب " التوابع والزوابع " وكان احد المحامين في المحكمة الشهيرة التي اقيمت في جزيرة " صاغون " للفصل في جملة من الخصومات بين الأنس والجن، وبين البهائم وبني البشر، وبين اجناس شتى من الأمم، ولم تنته المحكمة الى شيء حتى اليوم، كما هو معرف من المحاكم التي تقام اليوم للفصل في الخصومات بين القاتل والرعية.
وقال الراوي الذي نثق بحديثه، ان الجني الأديب قد قدم التقرير، وأن الهيأة المؤسسة للأتحاد، تناقش التقرير ومقترحات وطلبات مجموعة من المتأدبين والمتشاعرين، من الأنس والجن، في الانتماء الى الاتحاد او تعليق عضوية البعض الآخر، وربما يرفعون القضية الى محكمة " صاغون " الشهيرة !،
فصحت به ، بربك الاّ تفعلوا ذلك والا فان القضية الأدبية لن تحل كما هي اليوم القضية الفلسطينة !،
فقال متعجبا، كيف تحل القضية الأدبية، ونحن معشر الجن، قد علمنا الشعراء ان يتغزلوا بنساء مثل هريرة او سعاد او فاطم او فوز، او ان يصفوا الطبيعة وما فيها من جمال وطمأنينة، فاذا هم يتكسبون في شعرهم، ويقفون اذلاء على اعتاب الحكام العقداء وغير العقداء، ويقبلون جزمهم العسكرية، ويلثمون ايديهم الملطخة بدماء الشعوب؟
وكيف ان الاتحاد العام للأدباء العرب، قد علق عضوية مصر، عندما زار حاكمها العقيد، اسرائيل لبحث قضية سيناء، ثم عاد ليرجعها بعد ان توطدت علاقة مصر مع اسرائيل لتصل درجة السفارة؟
ثم يعلق عضوية العراق لأنه بلد محتل! ولايعلق عضوية الدول العربية التي سمحت باحتلال العراق من قواعد امريكية في اراضيها؟
والاتحاد يقيم مؤتمره في بلد يحتله العقيد القذافي منذ 36 عاما من دون ان ينتخبه احد او يعترض عليه احد في الداخل؟
وكان مقر الاتحاد في دمشق التي يحتلها عقيد آخر منذ اكثر من ثلاثة عقود ثم اورثها الى ابنه !
ثم قال،
قد علمنا نحن معشر الجن وعن طريق الأنس لاغير أن العراق قد أسس اتحاد الأدباء العرب واستضاف مؤتمراته قبل ان يتعلم ابو العرس ــ يقصد علي عقلة عرسان ــ القراءة والكتابة وقبل ان يعتلي سيده العرش في سوريا! فليستحي!
ثم قال لي اشياء اخرى رجاني ان لاادونها، لأن التقرير لما ينشر بعد.



#صادق_الطريحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع عشرة نفسا في تابوت احمر /الكائن 1845
- سبع عشرة نفسا في تابوت احمر/الكائن1845
- الدستور العراقي والجامعة العربية وعمرو ...
- قصيدة-السمك في العيد-
- من خطاب أوديب عند أبواب طيبة
- وطن التمر الى/ الشهيد أحمد يحي بربن


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الطريحي - مشروع اتحاد الأدباء الجان