محاولة في مقدمة الشغب الرياضي

بوشوار ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 01:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تعد مشاهدة الانشطة الرياضية و فعالياتها بوجه عام قوة جذب حادة تجذب اهتمام واسعا و مكانة مهمة داخل المنظومة العامة للمجتمع ؛الا ان هذا المكون الرياضي يعرف جملة من الانحرافات والتي تترجم عبر صور التعصب و العنف،الشغب وتمس بشكل كبير امن و سلامة المواطنين ، و لن نغالي اذا قلنا انها تضرب بالوضع الامني بوجه عام ،علاوة على تحوير المسار الاعتيادي للرياضة و استفراغها من مدلولاتها و خاصياتها المتمثلة في المتعة و الترويح عن النفس الى اعمال الدراماتيكية تحيل الى الموت و اغتصاب حق تمتع و الفرجة عبر تلك سلوكات هوجاء وغير مسؤولة
و للمضي قدما في تحليلنا لهذه المقدمة نقترح المقاربة السوسيوامنية كمقاربة منهجية ستمككنا من تناول هذه القضية من زوايا عدة ،
و على ضوء ما يعرفه المشهد الرياضي من اعمال شغب جذيرة بالدراسة و الفهم والتنقيب في الوقت الراهن باعتبار هذه الظاهرة ظاهرة كونية عابرة للحدود اذ تعاني منها معظم المجتمعات الغربية و العربية على حد السواء بدرجات متفاوتة الحدة
وتتضح معالم هذا الشغب الرياضي في تلك التجاوزات و الخرقات و السلوكات غير مقبولة و التي يسلكها بعض الافراد داخل اسوار الملاعب الرياضية وخارجها . و تبقى اشكال الشغب والعنف شكالا من اشكال الانفعال الذي يظهر على شكل هجمات بقصد الحاق الاذىء و الضرر بالاخر المنافس.
وتبقى الذاكرة الرياضية محفوفة بالعديد من الوقائع و الاحداث التي تتحف خزينة الشغب الرياضي و تتصدر كورة القدم سدة الرياضات المشهود لساحاتها بالشغب والعنف
وعلى هذا المنوال يحق لنا ان نتسال عن مسببات هذه الافة التي تضرب بامن المجتمع و سلامته. و في نفس الاتجاه يمكن تناول اهم هذه المسببات دون نية حصرها فيما سنذكر : الاستفزازات المتبادلة بين الجماهير و المتبارين ــ تراجع النتائج الفرق الرياضية ـــ الاحباط ــــ غياب بنيات تحتية تكيف الجوء الرياضي العام و المساعدة على العمل التنظيمي و الامني ـــ اخطاء تحكمية ـ تعاطي لكافة انواع المخدرات ــ غياب قانون زجري حاد ساري المفعول .....
من خلال ما سبق نجد ان السبل التي نجدها اجدى للحد من هذه الظاهرة هي تبنى المقاربة الامنية باعتبارها المسؤولة الاولى في تامين الفعاليات الرياضية عبر رصد و متابعة و التحري و ذلك من اجل بسط الامن العام لكن هذا لن يتاتى دون تظافر جهود كافة الاطرف المشكلة للمنظومة الرياضية و المتفاعلة معها من قبيل الاعلام و جمعيات المجتمع المدني و السلطات الامنية علاوة على جمعيات محبي الفرق ( الالتراس).
و ختاما يبقى العنف والشغب افة اجتماعية كلية تنخر المجتمع و تقف عقبة امام خلق تنمية شاملة امنية كانت او اقتصادية او سياحية اجتماعية و تبقى محاربة هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة بين جميع الفاعلين بداء بالاسرة مرورا بالهيئات المجتمع المدني و انتهاء بالاجهزة الامنية

#بوشوار_ياسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات