أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي زلماط - القدس ..ليست هي مدينة النبي داود -أورشليم-.















المزيد.....

القدس ..ليست هي مدينة النبي داود -أورشليم-.


علي زلماط

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مباشرة بعد هزيمة العرب سنة1967 واحتلال سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة والجزء الشرقي من القدس من قبل إسرائيل، شرع هذا الكيان في تنفيد ما سماه بمرحلة تحرير وتهويد ما تبقى من الأرض، أي أرض الميعاد التوراتية، مع التركيز على مدينة القدس بوصفها مدينة الآباء والأجداد اليهودية حيث هيكل سليمان المزعوم.
منواله نتائج الدراسات التوراتية التقليدية التي تعتبر "مملكة إسرائيل القديمة"، على أرض فلسطين، حقيقة تاريخية لا جدال فيها، ومن تم التأكيد على وجود استمرارية تاريخية ما بين مملكة إسرائيل القديمة و(دولة إسرائيل الحديثة).
فقد كان تزييف التاريخ القديم شرطا أساسيا لاحتلال فلسطين لدى قادة الحركة الصهيونية، ومن هذا المنطلق عكفوا على قراءة التاريخ القديم وإعادة صياغته،صياغة جديدة، مغيرين الحقائق والوقائع التاريخية، بهدف احتلال القدس وجعلها عاصمة (للدولة العبرية). ولتحقيق هذا الهدف أمطروا جامعات العالم ومراكز البحث العلمي بالدراسات يدعون بأنها نتائج أركيولوجية التي أجريت في بيت المقدس.
إحساس بالماضي العريق دفع بحكومة الكيان الصهيوني إلى تبني سياسة تهويد مدينة القدس عبر سلسلة من الاجراءات والاعتداءات ضد الأهل والأماكن المقدسة. فلم يبقى حي أو زاوية إلا وتعرضت لهذه الحفريات بحجةالبح عن التاريخ اليهودي وهيكل سليمان..لكن الهدف الحقيقي هو تصديع بنايات الأماكن المقدسة والأماكن الدينية، والسبب في انهارها طمس معالمها العربية والإسلامية، وتهويدها.
في هذا المقال سنبين للقارئ الكريم بأن القدس ليست هي أورشليم عاصمة مملكة إسرائيل القديمة، وذلك من خلال الكتابات التاريخية القديمة، والنص التوراتي اليهودي،نفسه، وأخيرا نتائج الحفريات التي أجريت في بيت المقدس.
وقبل الشروع في العمل لابد من الإشارة إلى أن ما يعرف الآن بالتوراة لدي اليهود تم تدوينها بعد موسى عليه السلام بحوالي عشرة قرون على الأقل، في بلاط الدولة الأخمينية الفارسية (إيران). هذا وينبغي أن نميز دوما بين بني إسرائيل التي بعث إليها موسى عليه السلام وبين اليهود، ذلك أن اسم يهود ظهر على مسرح التاريخ إبان الحكم الإخميني الفارسي لفلسطين. ونضيف كذلك أن يهود العالم اليوم أغلبهم من أصل خزري (قبائل آسيا الوسطى).
هذا وأن الكتابات التاريخية القديمة تؤكد فلسطينية القدس، فقد ذكر المؤرخ اليوناني "هيرودوت" (483- 425 ق.م) في تاريخه مدينة "القدس" تحس اسم "كاديتيس"، وأوضح أنها كانت بلدة سورية كبيرة على مقربة من "مجدولوس" أي "تل المتسلم". وهذا يوحي بأنها كانت تعرف بهذا الاسم منذ القدم وإنها مدينة فلسطينة، ذلك أن الجزء الجنوبي من سورية الممتد جنوبا إلى مصر كله كان يعرف باسم فلسطين.
وحينما تحدث هيردوت عن التقسيمات الإدارية للإمبراطورية الإخمينية الفارسية (إيران) بيَّن أن المنطقة الساحلية التي امتدت من سورية حتى مصر شكلت مقاطعة إدارية ضمت كل فينيقية، وذلك الجزء من سورية الذي يعرف باسم فلسطين وقبرص. إشارة وتأكيد على أن في المائة الخامسة قبل الميلاد لم تكن مقاطعة اليهود قد ظهرت إلى الوجود بعد.
وهو الشيء الذي يؤكده حتى النص التوراتي اليهودي، فالقارئ لنصوص التوراة قراءة جغرافية التي تتحدث عن "أورشليم التوراتية" عاصمة النبي داود علي السلام، حسب زعم التوراة، والتي تحولت بفعل تزوير الصهيوني إلى أكبر كذبة في التاريخ، سيجد وبلا شك أنها لا تمت بأي صلة إلى مدينة القدس في فلسطين.
فالنصوص التي تشير إلى أورشليم في :"سفر يهوديت 7: 8و 4: 5 ــ 7، سفر المكابيون الأول: 6: 62، ونبوءة حزقيال 47: 1 ــ 13و 14: 8". كلها تحدد موقع "أورشليم" على رأس جبل منيع وحصين جدا، يجاور ويطل الصحراء الكبرى، وينبع منه النهر الكبير، نصف ينحدر شرقا نحو البرية والنهر الشرقي، وآخر غربا نحو النهر الغربي.
وقد حدد بعض الباحثين المختصين موقع "أورشليم" بجبال غامد، حيث منابع الفرات ورنيا، بشبه جزيرة العرب.
أما علم الأركيولوجي فقد أثبتت الحفريات بأن أقدم أسماء فلسطين هي أرض كنعان، كما هو مكتشف في حفريات تل العمارنة التي يرجع عصرها إلى خمسة عشر قرنا قبل الميلاد، والإسم الذي تذكره هذه الحفريات هو كيناهي أو كيناهنا kinahi ,kinahna وأصله كنعان kana an، حيث أشارت هذه الحفريات بهذا الاسم إلى البلاد الواقعة غربي نهر الأردن ومنها سورية ،كما أن هذا الاسم "كنعان" هو الاسم الذي تذكر به التوراة هذه البلاد. ومن تم يستطيع القارئ الكريم أن يستوضح من ذلك الكتاب المقدس لليهود التوراة يعترف بأن فلسطين ليست بلادهم.
وكذلك حسب النصوص المكتشفة لملك "نبوخذ نصر" تبين أنه لم يستول على القدس، ولم يدخل فلسطين، ويقينا لم يكن هناك سبي لليهود من القدس إلى بابل، على يد "نبوخذنصر" كما تدعي التوراة، لأن اليهود لم يكونوا قد ظهروا على مسرح التاريخ آنذاك.
وفي سنة 1997 عقد في مدينة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية اجتماعا لعلماء الآثار، حيث قال البروفيسور الإسرائيلي "دافيد أوسيشكين" من جامعة تل أبيب، والذي شارك قبل 46 عاما في كشف أحد قصور الملك سليمان، أنه غير رأيه، وهو الآن يتفق مع تفسير فنكلشتاين الباحث الإسرائيلي وعالم الآثار من جامعة تل أبيب ، والذي أكد هو بدوره أن المكتشفات الأثرية التي أرجعت لفترة داوود وسليمان عليهما السلام في القرن العاشر قبل الميلا، بنيت على ما يبدو بعد ذلك بمائة سنة. ويشكك كذلك في وجود أي صلة لليهود بالقدس جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة "جيروزاليم ريبورت" عدد شهر غشت 2000.
وحسب دراسات أركيولوجية أخرى في الأراضي الفلسطينية في منتصف القرن العشرين أثبتت بأن "يشوع بن نون" تلميذ وفتى موسى عليه السلام لم يقد بني إسرائيل في عملية الاستيلاء على أريحا وغيرها من المدن الكنعانية، وإنما استولى بنو إسرائيل على هذه المدن بعد يشوع بن نون بوقت طويل بواسطة ما سمي بـ"التسلل السلمي".
وفي سنة 1930 أصدرت لجنة دولية مكونة من وزير خارجية سويدي سابق وعضوية سويسري وآخر هولندي تقريرا ـــــــــ إثر الاعتداء الصهاينة على حائط البراق ــــــ يقول:" إن للمسلمين وحدهم ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزء لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة لكونه موقوفا حسب أحكام الشريعة الإسلامية".
هذا وأن كثيرا من الكتابات العربية مع الأسف الشديد هي إعادة صياغة للقصص والأخبار مثل الإسرائيليات والنصرانيات المدسوسة في الفكر الإسلامي على مر القرون، وهي كذلك نسخ بامتياز للكتابات الغربية التي لم تتحرر من أساطير العهد القديم من الكتاب المقدس.
مع العلم؛ أن القرآن الكريم، والتاريخ، وعلم الحفريات، يفرقون بين بني إسرائيل، كقبيلة من قبائل شبه الجزيرة العربية، لحقها ما لحق القبائل الأخرى من الاندثار، وبين اليهود كمذهب ديني قومي يجمع بين بقايا التعاليم الموسوية والوثنيات، ظهر على مسرح التاريخ أثناء الحكم الإخميني الفارسي (إيران) لفلسطين.



#علي_زلماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي زلماط - القدس ..ليست هي مدينة النبي داود -أورشليم-.