أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - المحامي عقيل الكلكاوي - احفاد جبر














المزيد.....

احفاد جبر


المحامي عقيل الكلكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 15:40
المحور: كتابات ساخرة
    


احفاد جبر

في غرفتي الضيقة والمطرزة باللوحات التراجيدية للعناكب حيث اطالع كتبي المتهرئة تحت سلطة انارة حزينة لا تكشف عن توهجها بسبب ضعف التيار الكهربائي للمولد ، يطرق الباب بقوة وحزم وهرعت الى الشارع فأذا به جاري العزيز (عليوي) فسلم ببرود وهو يدعوني الى مأدبة عشاء في بيته لعودته من الديار المقدسة معتمرا ، فلبيت دعوته بالحال وتوجهت الى ملابسي المخزونة بالصناديق ولبست اجمل قمصاني الخشنة ، ووسط حشود الجيران اشق طريقي الى موائد الطعام الدسمة لاكل الذ ماطاب ، وقررت حينها ان اسأل جاري عن عمله وتحصيله الدراسي فصاحب هذا البيت الفخم المزدان بالمرمر والحجر الثمين والثريات العملاقة وسبالت الكنتوري الضخمة والمولدة الكبيرة وسيارته الفارهة ، وشاءت الصدف والتقي به وسالته بخجل عن تحصيله الدراسي فاجاب مبتسما انه لم ينه شهادته الابتدائية ، تحيرت اكثر فسالته عن عمله فاجاب بتكبر انه شرطي في مكتب الرئيس في الخضراء واردف ان له قرابة مع الرئيس من جهة والدته فعين هناك ، فعدت الى حضيرتي عفوا بيتي وانا العن كل جداتي من سابع ظهر لأنهن لم ينجبن رئيس ولا حاكم بل انجبن (حجي جبر) صاحب نظرية ( من رحم امه الى القبر) الذي استشهدوا اولاده في كل معركة يخوضها العراق ضد الحق والباطل ومنهم المنتفضون ضد الدكتاتورية واصحاب المقابر الجماعية والنزلاء الدائمين في سجن الرضوانية والشعبة الخامسة للامن ، واليوم كبروا احفاد حجي جبر ليستشهدوا ايضا في الانفجارات ويقاتلون داعش ويحررون الاراضي المغتصبة ، كأنها الجينات الوراثية المنتقلة من جداتي الى جبر واولاده واحفاده ليستشهدوا وتشرب الارض من دمائهم ، وجاري الكريم ليس من احفاد جبر طبعا فهو من السلالة الحاكمة التي اعتادت النوم على كرسي الحكم ، انهيت طعامي الدسم وتوجهت الى حمامات البيت فأذا بها قصور مطعمة بالكرانيت اعتذر يا جاري عن استخدام مرحاض بيتك فأنها اكبر من تخيلي فجبر واولاده واحفاده سكنوا بيوت الطين منذ الاف السنين حتى صار طين العراق يجري في دمائهم ولم يزفوا بحياتهم الى للمقابر ، صافحت يده الناعمة وجريت اذيالي الخائبة فقمصي الخشن كشف النقاب عن هويتي (الجبرية) فقاط جاري الايطالي لم اشاهده حتى بالتلفاز وحذائه التركي الفاخر الذي يساوي كل كتب مكتبتي وشهادتي ، واليوم عليوي يتعمر ويحج ويدخل الجنة ايضا .
بعد ايام ذهبت مع جميع الجيران لمعايدة عليوي اثر حادث تعرض له ، وبعد تناولنا الطعام اللحمي بالمناسف وحمدنا الله على سلامته لجراحه في المعارك الضارية في الجبهات القتالية فانفجر بالضحك وقال ان صديقه شد على يده الناعمة في معركة لعبة الشطرنج اثناء الواجب فانفسخت ، تاسفنا كثيرا على ذلك الفسخ ، وبكيت في سري على احفاد جبر الذين يسقطون كل يوم مثقلين بجراحهم في سوح القتال ويفترشون الارض ويلتحفوا السماء بلا راتب ولا مخصصات ومنهم من يستشهد ولا تعود جثته ، وجاري في اثناء واجبه يخوض اشرس معارك الشطرنج وهو يحمي القصور المحمية اصلا براتبه الضخم ومخصصاته الخيالية ، وعوائل احفاد جبر تدفع فواتير الخراب لهذا البلد وسط انقطاع الكهرباء مطالبيهم بزيادة فاتورة الكهرباء والضرائب واذا لم يدفعوا تطبق كل قوانين الكون بحقهم .
فهنيئا لك يا جبر وسلام عليك انت واولادك واحفادك وانت تروي عطش العراق بدماء زكية .



#المحامي_عقيل_الكلكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الواحدة صباحا


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - المحامي عقيل الكلكاوي - احفاد جبر