أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حسين رشيد - بعد أن تناقصت أعدادها ..عذراً عمتنا النخلة أن نستورد تمرَ فسائلكِ المهرَّبة ؟!















المزيد.....

بعد أن تناقصت أعدادها ..عذراً عمتنا النخلة أن نستورد تمرَ فسائلكِ المهرَّبة ؟!


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 01:02
المحور: الصناعة والزراعة
    


بعد أن تناقصت أعدادها ..عذراً عمتنا النخلة أن نستورد تمرَ فسائلكِ المهرَّبة ؟!
حسين رشيد
في مثل هكذا ايام او بعدها بأيام قليلة من اعوام سابقة كانت تباشير النخيل تعلن عن نضوج التمر، اذ كانت البصرة سباقة بجني اول تلك الثمار التي طالما تفاخر الناس وتباهى بشرائها. ونحن على مقربة من تلك الايام المنتظرة لكرم عمتنا النخلة التي طالما أغدقتنا بكرمها، لكنها اليوم تشكو حالها الذي لا يختلف عن حال العراق بشيء.
وبحسب تقرير لمنظمة الامم المتحدة للتغذية والزراعة (فاو) فإن العراق كان قبل الحظر الاقتصادي عام 1990 المنتج الاول للتمر إذ يبلغ انتاجه السنوي 550 الف طن وكان يصدر منها 100 الف طن اي ما يساوي 80 في المائة من السوق العالمي وتدر هذه الصادرات سنويا على العراق 25 مليون دولار. اما اليوم فالحديث عن اندثار بساتين النخيل مؤلم وموجع اذ بلغت أعداد أشجار النخيل (9) ملايين نخلة عام 2013 بعد ان كان عددها (33) مليون نخلة في خمسينيات القرن العشرين.
حروب وآفـات
آلاف من اشجار النخيل ماتت بسبب الأوبئة والامراض امام عجز حكومي عن مكافحة حشرة «الدوباس» التي تنخر جذع النخلة حتى تميتها وهي واقفة بالاضافة الى احتراق آلاف أخرى بسبب الحروب: حرب الخليج الاولى مع ايران وما فعلته المدفعية الايرانية ببساتين نخيل البصرة التي احترقت وهي واقفة. وطائرات التحالف الدولي التي تدخلت في حرب الخليج الثانية بعد دخول الكويت والتي لم تقل أذى ودمارا عن مدفعية ايران ليكتمل بذلك الثالوث المدمر. المفارقة الموجعة في الامر ان جميع التشريعات والقوانين التي عرفها العراقيون القدامى تضمنت نصوصا لحماية النخيل ومعاقبة من يتجاوز على النخلة بينما تتعرض بساتين النخيل اليوم إلى ابادة جماعية من غير ان تجد قانونا يحميها او حكومة تذود عنها. وهذا ما نشاهده اليوم في العديد من مناطق بغداد بشكل غريب والتي يروم اصحابها تحويل جنس العقار من زراعي الى سكني او تجاري بسبب ازمة السكن الخانقة والتجارة بالعقارات والبناء وما تجنيها من ارباح كبيرة.
تحويل جنس
الى ذلك كشفت عضو لجنة الزرعة والمياه والأهوار النيابية شروق العبايجي عن وجود ظاهرة لتجريف البساتين والنخيل من اجل تغيير جنس الاراضي. وقالت في مؤتمر صحفي: إن هناك ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة في عدد من مناطق العاصمة بغداد وهي تجريف البساتين وقلع الاشجار والنخيل في محاولة لتغيير جنس تلك الأراضي الزراعية بدعوى انتفاء الصفة الزراعية عنها واعتمادها كأراضٍ سكنية، مؤكدة : ان هذه مخالفة للقانون وتجاوز واضح على التشريعات والتصاميم الاساسية للمدن وعمرانها.
ودعت العبايجي الجهات التنفيذية ورئيس مجلس الوزراء وامانة بغداد والجهات الاخرى ذات العلاقة الى الاهتمام المباشر والتدخل السريع لإيقاف هذه الظاهرة وتطبيق القوانين وعدم السماح لأصحاب هذه البساتين من ضعاف النفوس بالعبث في المساحات الخضراء وجمالية المدن.
وزارة الزراعة العراقية (تتباهى) بارتفاع انتاج التمور المستلمة من الفلاحين التي تجاوزت الـ200 الف طن، فيما كان العراق ينتج خلال فترة التسعينيات (881) الف طن سنويا وهي فترة كان العراق يرزح فيها تحت عقوبات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية.
وقالت الوزارة في بيان: ان كميات التمور المستلمة من أصحاب البساتين ارتفعت إلى أكثر من (207799) مائتين وسبعة آلاف وسبعمائة وتسعة وتسعين طنا من التمور خلال الآونة الأخيرة، بينما كان العراق حتى نهاية عقد السبعينيات يحتل المرتبة الاولى بين دول العالم قاطبة من حيث كميات التمور المصدرة.
تهريب النخيل
لم يتوقف الأمر على سوء الادارة لقطاع انتاج وتسويق التمور والحروب وتقصير الدولة والجهات المعنية بالأمر إذ دخل التهريب في تدمير ثروة العراق من النخيل، فقد لعبت السياسة والتناحرات الاقليمية دورا خطيرا في قتل النخلة العراقية وتهريبها إلى دول الخليج وايران وخاصة فسائل الانواع النادرة التي يشتهر بها العراق وبشكل خاص نخلة البرحي.
وبهذا الشان يذكر حاوي التميمي صاحب بستان في محافظة ديالى: في تسعينيات القرن الماضي توافدت علينا مجموعة من التجار او الوسطاء لشراء فسائل النخيل وخاصة الاصناف النادرة، مضيفا انهم عرضوا مبالغ كبيرة وخيالية لشراء تلك الفسائل التي ذهبت اغلبها الى دولة الامارات، مستغربا ان الامارات اعادة لنا التمر العراقي البرحي معلباً.
وأوضح حاوي ان التقصير الحالي من الدولة والجهات المعنية بالزراعة ربما يصل بالعراق الى مرحلة تختفي فيها البساتين والمساحات الخضراء التي كانت تطغى على ارضه حتى اسموه بارض السواد، داعيا وزارة الزراعة الى ضرورة تكثيف الجهود والاعتماد على الخبرات الوطنية في المحافظة على ما تبقى من نخيل والعمل على زيادة أعداده.
خروقات في الاستيراد
وكيل وزارة الزراعة الفني الدكتور مهدي ضمد القيسي ذكر في تصريح صحفي ان النخيل هوية العراق لكنه ابتلى بآفة الدوباس،التي تكافح الان بالرش الارضي والجوي في الربيع فقط ، مبينا: قبل ثلاث سنوات بدأت البحوث التجريبية في انتاج مستخلصات نباتية صديقة للبيئة كافحنا بها الحشرة في موسمي الربيع والخريف وسوف نقضي على هذه الحشرة قريبا. وفي ما يخص استيراد العراق من التمور ذكر القيسي: اود ان اوضح ان دخول التمور الاماراتية والسعودية هو جزء من الخروقات اذ يتم الأمر من دون اجازة استيراد.
من جانبه يقول المزراع كاظم نبهان: في العام الماضي انتجت النخلة نحو 30 كيلوغراما، بعد ان كانت تنتج ما يتراوح بين 130 و175 كيلوغراما ، متأملا أن تنتج كل شجرة 90 كيلوغراما خلال الموسم الحالي بعد ان نفذت وزارة الزراعة حملة لمكافحة بساتين النخيل.
ان شجرة النخيل، كما يقول مزارع عراقي، تشبه الجنس البشري يلزمها 15 سنة لتكبر وتعيش 70 سنة وعندما تقطع رأسها تموت! ويردف ان بستانه فيه اكثر من 3000 نخلة ولكنها ليست على ما يرام ويوجد في عدد من الأشجار أوراق سعف بنية اللون أو فطريات بيضاء تشبه خيوط العنكبوت ناهيك عن الدوباس وما فعله ببساتسن النخيل، مبدياً اسفه الى الحال الذي وصل اليه حال النخيل في العراق وانتشار التمور السعودية والاماراتية في الاسواق العراقية.
خسائر كبيرة
الذي يبدو ان وزارة الزراعة العراقية لا تمتلك المخازن الجيدة والكافية والحديثة والملائمة للظروف الجوية العراقية الخاصة بخزن التمور بكميات كبيرة، مع توقف معامل تصنيع التمور وتعليبها مثلما كان معمولا به سابقا، ناهيك عن غياب ستراتيجية واضحة لتسويق وتصدير التمور العراقية الى الاسواق العالمية والاعتماد على البيع لوسطاء عبر سوق الحمرية بدبي والخاضع لسيطرة الهنود الذين يتحكمون بتجارة التمور واسعارها في الاسواق العالمية!
إن غياب الستراتيجية لدى وزارة الزراعة العراقية ادى الى الحاق اضرار كبيرة بتجارة وتسويق التمور العراقية وصناعته اذ يقول الخبير الزراعي عادل المختار ان العراق يخسر سنويا 120 مليار دينار نتيجة تلف التمور وان هذه الخسارة ناجمة عن عملية تسويق التمور من قبل وزارة الزراعة بعد استلامها من الفلاحين.
فارزة
في ظل انهيار أسعار النفط والازمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم والعراق، اما آن الأوان ان تهتم الدولة بقطاع الصنعة والزراعة واعادة الهيبة للانتاج العراقي كي يكون رافدا ثابتا لواردات الموزنة العراقية التي اخذت تتخلل منذ العام الماضي الامر الذي حمل المواطن في الثلث الاول من العام مسؤولية السياسيات المالية الخاطئة لحكومات متعاقبة انتشر الفساد في مؤسساتها كافة حتى تلك التي تعنى بالشأن الديني واملاك الأوقاف.
في سنوات سابقة كانت تجارة التمور تدر للخزينة الدولة قرابة ملياري دولار من تسويق وانتاج وتعبئة التمور التي كانت تتصدر السوق العالمية، وسط مهزلة استيراد التمور والفسائل.. ألم يحن الوقت لتبني ستراتيجية زراعية تعنى بالشأن الزراعي عامة والنخيل خاصة وتعيد الهيبة له ولإيراداته التي وصلت الى أكثر من ملياري دولار سنويا.
في البدء لا بد من معرفة معوقات انتعاش الزراعة وزراعة النخيل بشكل خاص. ومنها ارتفاع نسبة الملوحة في التربة الى (40%) من مجمل الاراضي الزراعية، خصوصاً في وسط وجنوب العراق، مع اتساع رقعة التصحر ما بين (40%) و (50%) مما كان يشكل اراضي زراعية في السبعينيات، بسبب سوء التخطيط الاداري والزراعي وازمة السكن التي طغت في السنين الاخيرة وجشع بعض اصحاب الاراضي الزراعية بتحويلها الى سكنية وتجارية مع قلة الدعم والاستثمار الحكومي الزراعي، الذي من شأنه ان يخفف من وطأة الغلاء في ما يخص البذور والسماد الكيمياوي والتلقيح ومكافحة الآفات الزراعية الذي يعد عنصراً مهماً وحيوياً في زيادة الانتاج الزراعي وبشكل خاص زراعة وانتاج التمور. ولأجل بناء اقتصاد وطني متنوع الايرادات لابد من اعتماد خطة اقتصادية وبرامج مالية تضعها أطر علمية وفنية متخصصة تقوم برصد الاموال لإصلاح الاراضي واعادة بناء البنية التحتية الزراعية وادخال المكننة الحديثة واعتماد التجارب العالمية المتطورة في الزراعة ومكافحة الآفات الزراعية بالاضافة الى زيادة رأسمال المصرف الزراعي، وتمويل المشاريع الزراعية ودعم الفلاح بكل مستلزمات الزراعة الناجحة، مع توفير ضمانات وتامينات مالية مستقبلية لمشاريع زراعية تعنى بالنخيل زراعة وانتاجاً وصناعة وتسويقاً.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب تحت غطاء شرعي .. زواج القاصرات انتهاك صارخ للإنسانية
- المناهج الدراسية بين التغيير والتريّث والإلغاء وضياع الطلاب ...
- المناهج الدراسية بين التغيير والتريّث والإلغاء وضياع الطلاب1 ...
- عمر الشيعي وعلي السني ... وما بينهما
- العبيدي.. مقاولون يحتكرون المشاريع و- فساد-يعطل رفع النفايات
- المشتل.. بين فوضى الكراجات وعشوائيّات الأحياء
- أحياء متباعدة يربطها الخراب والتجاوز
- أحياء بغداد وتشابه حكايات الخراب
- بغداد يغطّي وجهك الضنك والخراب
- شارع النضال وبارك السعدون واسطوانة أمانة العاصمة
- شارع الرشيد شاهد بغداد يقتل بصمت
- أزمة السكن تشطر بيوت بغداد
- أطباءنا رفقا بنا
- تراث معماري مهمل
- معماريتها تعاني التشويه والتخريب وغياب الذوق
- نازحات تعصف بهنّ ظروف الحياة القاسية
- نجم والي: عماريا ... لا اعرف ماذا اكتب
- رسالة الى السيد حيدر العبادي من عائلة عراقية
- الوزير الجديد والمربد المقبل
- السيطرات والتفجيرات .... ؟!


المزيد.....




- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حسين رشيد - بعد أن تناقصت أعدادها ..عذراً عمتنا النخلة أن نستورد تمرَ فسائلكِ المهرَّبة ؟!