أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟














المزيد.....

الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟


ماجد مغامس
مهندس مهتم بالدراسات الإنسانية والدينية

(Maged Moghames)


الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 18:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟
جاءني احد الاصدقاء منذ ايام يبكي حال ابنته ذات العشرة اعوام التي بات نهارها مليئا بالبكاء وليلها تغطيه الكوابيس. بعد طول سؤال للطفله البريئه عن سبب سوء حالها ما كان منها الا ان خاطبت اباها قائله:
" بابا, صحيح انا يوم القيامه مش حعرفك انت وماما؟"
الاب: مين قلك هيك؟
الطفله: استاذ التربيه الاسلاميه"
الاب: شو قال الاستاذ يا بابا؟
الطفله: قال انه يوم القيامه ما في حد بعرف الثاني والكل بكونو خايفين وانه انت وماما ما رح تسألو عني ورح تهتمو بس بحالكو."
طبعا سياق كلام المدرس ماخوذ من قوله تعالى" يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها"
مشاعر مختلطه انتابتني عند سماع القصه. مشاعر الشفقة على حال الطفله وابيها.. ومشاعر غضب من " استاذ التربيه الاسلاميه" الذي اسس اسلوبه التدريسي بناء على منهجية الكثير من الخطباء في اتخاذ التخويف والترهيب كوسيله للدعوه ورد الناس الي دينهم ( على حد قولهم(.
الى متى ستبقى ظاهرة نشر التخويف والترهيب كوسيله للدعوه الى الله مميزه لخطابنا ودعوتنا الى الله؟ في اواخر القرن الماضي تعرض المفكر العربي الكبير نصر حامد ابو زيد الى هجوم عنيف لانتقاده ثقافة الترهيب في الخطاب الديني من خلال كتابه ( نقد الخطاب الديني) واتهم بالكفر وغيره واستبيح دمه وهاجر ( كغيره من الكثير من العقول العربيه) خوفا من القتل.
ربما يقول قائل ان العقاب والعذاب الرباني ثابتان لمن يستحق. نقول لا خلاف على ذلك لكن: اولا لا يجوز ان يبقى الخطاب الديني منكبا على هذه الناحيه دون غيرها. فديننا ليس فقط محصورا في هادم اللذات والحياه البرزخيه وعذاب القبر وجحيم النار. ثانيا: ان كان من الضروري في بعض السياقات التذكير بالعقاب الالهي فانه من الخطأ المنطقي والتربوي والنفسي والانساني لا بل والاخلاقي ان يتم زرع ذلك في فكر الاطفال. لا يخفى على متعلم وغير متعلم خطر ذلك على النمو النفسي والمعرفي للطفل.. فكيف لهذا الاستاذ ( الذي يعتبر عينه من ظاهره كبيره) ان يعتدي على اطفالنا بهذه الطريقه؟
نعم انه اعتداء... فاولياء الامور ليسو مسؤولين عن جهل هذا الاستاذ وغيره.. ليسو مسؤولين عن تشويه صورة الاسلام كما يقدمه مثل هؤلاء... وليس ذنبهم ان يقعو ويقع ابنائهم ضحية السوداويه التي يعيش فيها الكثيرون من امثال هذا الذي لا يستحق لقب معلم. لا ندري لمن نوجه اللوم بالتحديد.... للمعلم الجاهل ام لوزارة التربيه والتعليم التي اقرت منهاجا يركز على هذه النواحي فقط بلا تقدير.. ام لكلا الجهتين.
قابلت الطفله وتحدثت معها... لا ابالغ ان قلت انها بدأت بالبكاء بحرقه مع اول كلمه قالتها. حال الطفله يحتاج لمتابعه عن كثب من مختصين في علم النفس والتربيه لتغيير الفكره التشاؤميه عن الحياه والدين والاخره التي تكونت لديها ولا بد من التنويه لادارة المدرسه بالحادثه لمنع وقوع المزيد من الضحايا لهذا الاعتداء على براءة الطفوله.
الى متى سيستمر مسلسل التخويف والترهيب؟؟ الى متى ستبقى ظاهرة الملحمه الدينيه بارزه؟ هذا نداء استغاثه الى جميع المعنييين: ارجوكم انقذو ديننا ممن هم حجة عليه وليسو حجة له.. ارجوكم انقذو اطفالنا ولا تجعلوهم ضحية للجاهلين والمتنطعين.



#ماجد_مغامس (هاشتاغ)       Maged_Moghames#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تركيا: توقيف أربعة من موظفي مجلة -ليمان- على خلفية رسم كاريك ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي المميز 2025 لأروع الأغاني وأ ...
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- TOYOUR EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل س ...
- الإخوان المسلمون.. سيرة مئة عام من الفشل
- فرنسا: مدرسة -نوتردام دو بيتارام- الكاثوليكية.. ممارسات وحشي ...
- الاحتلال يهدم منازل وصوبات زراعية ويقطع أشجار الزيتون في طول ...
- “لا تفوتوا المتعة” تردد طيور الجنة بيبي 2025 الجديد جاهز لضب ...
- أغاني إسلامية تعليم المبادئ والأخلاق لطفلك “تردد قناة طيور ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟