الحكمة الصماء في مواجهة سيد الوجود

يوسف المحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 20:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

الحكمة الصماء في مواجهة سيد الوجود لقد تم ترميم مقصلة الزمن البائد , فبعض ليل طويل , هادئ ,و موجع ,هبت على الدروب المكفهرة عاصفة رعدية , فسقط مطر احمر , تلطخ معه ليلنا بدماء حمراء , فبعد بكاء موسوم بهزل مؤلم , وبعد تعاقب الفصول الكئيبة تحت جنح الظلام الباهت , ضربتنا عاصفة سماوية هبت معها جحافل غربان فضائية عملاقة , فاستلمت الاخيرة مقاليد الحكم فتحول الظلام الباهت الى ظلام قاتم , تم قررت الغربان ان تسند وزارة الجمال الى غراب اعمى , ووزارة الحكمة والجدل اسندوها الى حكيم اصم , ووزارة المساواة اسندت الى صاحب شركة جواري , ووزارة الدفاع اسندت الى غراب دو منقار اكبر من سيف الحجاج بمائة مرة , واسند الحكم المطلق الى الفضاء الاصم , وسيق المهرطقون والزنادقة الى المقصلة, فرحلوا في صمت الى جحيم الزهرة , فاصبح الحزن رعبا اصما ’ ولما كان الشر المطلق لا يو اجه الا بالشر المطلق , ولما كان اللون الاسود الرجولي الممزوج باللون الابيض الانثوي يعطي دائما الغلبة للون الاسود’ فقد كان لزاما على البلدان الناطقة ان تحرق شرائع مونيتسكيو وفولتير.... , كان لزاما عليهم تعلم لغة الصم والبكم , ولما تعلموها اسندوا الحكم الى كوكب عتيق , فهبت من الاخير غربان كنا نظنها ماتت , فحكمت حفدة الشمس , وحمي الوطيس واعدم شرار الجانبين حتى انه لم يبقى منهم واحدا ,وافتضت مليار بكرة , فبكت شمس الصباح وهربت بعيدا الى ما وراء السماء الطيبة , فتصارعت الكواكب والفضاءات , وسمع القمر نعيق الغربان المزلزل, فزلزل ثم عاد ملهم الشعراء ومحير العلماء الى حضن العدم , فتوقف الوقت فقامت القيامة, ومات الجميع ,فتحول الكون الى عدم , فانتصر الفضاء الاصم , فتحقق ما تنبأ له ورقة ابن نوفل وسيده يسوع ...... ولما كان العدم اصلا مسالما فقد قام بقطع رحمه, لانها اخرجت الى الوجود كائنات لم تنتظر غضبا طبيعيا (كما فعلت الديناصورات) بل اتجهت الى الانقراض بارادتها . لقد انتحر العدم لانه عجز عن تحقيق عدالة عجز الوجود عن تحقيقها , لقد اخبرتني اناملي المدفونة تحت النبات الاخضر والمبللة بالعصائر المرة بهذه الواقعة , ولكوني عدو لاناملي فاني اقول ان كلامي هذا لا يعدو ان يكون هلوسة , ومع ذلك فانا اطرح السؤال المضحك , هل يمكن ان يتحقق النصر لروح طغاة التاريخ , هل يمكن لسخريتهم ونزواتهم ان تتحول الى جد , هل يتحقق النصر لهلوستي وهلوستهم ....

#يوسف_المحمدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات