كي لا يتكرر انسحاب الصيف الماضي

صادق الأزرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 23:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

من المعلوم ان الضبط العسكري، يعني في احد جوانبه الأساسية، اطاعة الأوامر والتنفيذ الفوري لها، أو التصرف ازاءها بحسب ما يمليه التدريب العسكري في حالة عدم ورود الأوامر لسبب ما؛ لذلك فان الانباء التي تداولها الناس بشأن ما حدث في شهر حزيران من الصيف الماضي، وما سمعوه عن الأوامر التي صدرت للقطعات العسكرية بالانسحاب من مناطق شاسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، سرعان ما صدقها الجميع، اذ ليس بمقدور الناس ان يتصوروا ان وحدة عسكرية تصرفت بحسب اجتهادها الخاص، وتركت ارضها وسلاحها المتطور الى اعدائها من دون اطلاق ولو رصاصة واحدة، بغير أوامر عسكرية بالتراجع.
وحتى فيما يتعلق بمنتسبي قاعدة "سبايكر"، فان وجهة النظر الأصح هي ان أوامر صدرت اليهم بالتصرف على النحو الذي تصرفوا به وعدم المقاومة؛ وبالنتيجة فانهم فقدوا حياتهم او أسروا بفعل ذلك.
مربط الفرس في كلامنا، ما طرحه السيد رئيس الوزراء في الاجتماع التنسيقي للمحافظات غير المنتظمة بإقليم، الذي عقد في كربلاء يوم الاثنين، الذي نقلت وسائل الاعلام، قوله تعليقاً على ما حدث في منطقة الثرثار والتهويل الإعلامي بشأن ما حصل وعدد الضحايا من الجنود، أن "بعض القطعات العسكرية انسحبت من بعض مناطق الانبار نتيجة تعرض المقاتلين للتهويل وشائعات قوية من خلال مكبرات الصوت والشائعات في الشارع ومواقع الانترنت".
ومثل هذا الامر إذا حدث فعلاً فانه في منتهى الخطورة، اذ ان قطعات الجيش، لاسيما في مرحلة اشتداد المعارك وفي وقت حساس، مثل الذي يعيشه الجنود وعموم المجتمع العراقي؛ ملزمة بتلقي الأوامر من مرجعياتها العسكرية، المتمثلة بالقائد العام للقوات المسلحة، وهو رئيس الوزراء نفسه، وكذلك القادة الميدانيين في ارض المعركة وفي "الخلفيات"، وان أي تصرف بخلاف ذلك او عدم اطاعة الأوامر، والانسحاب؛ يمثل عصياناً في العرف العسكري يستوجب المحاكمة، وبهذا تلتزم جميع الجيوش حتى في اكثر الأنظمة ديمقراطية.
وبصرف النظر عن اعداد الضحايا من الجنود، فسواء من استشهد وجرح من الجنود والمراتب في ناظم الثرثار 28 شخصاً بحسب رئيس الوزراء، ونحو ذلك بحسب وزير الدفاع، او اكثر من 140 مثلما روجت له وسائل الاعلام، فان المسألة تبقى تخص الجانب العسكري الذي يجب ان يؤدي دوره المناط به على الوجه الأكمل؛ ومن المعلوم ان الجيوش تفعل أكثر مما تتحدث، وان فعلها يجب ان يكون متكاملاً، فحتى الجندي الفرد، لو تعرض الى هجمة او حصار، لتوجب علينا ان ندعمه، بما يعزز امنه وغطاءه الذي تتكفل به القوة الجوية، التي اصبح لها في العصر الحالي دور حاسم في المعارك، اذ انها وحدها الكفيلة بمعالجة تجمعات الأعداء بصورة جذرية، وليس جنود المشاة الذين غدا دورهم في العصر الحديث معقباً وسانداً للقوة الجوية، مثلما هو عليه وضع العراق الذي يتطلب الحسم الفوري كي لا تمتد المعارك الى سنوات، وكي لا تتكرر امثولة الانسحاب الكبير في الصيف الماضي وكي نشرع في البناء منذ الآن.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل