مجرد فكرة

د ايمان سمير

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 16:46
المحور: كتابات ساخرة
    

مجرد فكرة !

الفكره في مجتمعاتنا العربية لها رائحة نتنة تدعوك الى فتح النوافذ وتشغيل مروحة XXXX للتخلص منها. وكلمة فكرة في حد ذاتها مرادف لصورة رجل أصلع تضيء فوق "صلعته" لمبة بقوة 400 واط وتوضع اللمبه داخل مربع او مستطيل "أي شكل مربع" ويمنع استخدام الأشكال الاخرى مثل المثلث والشكل السداسي حفاظا على اصالة الفكرة!!!

ملاحظة: بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء أو حتى من اجل ترشيد استهلاك الطاقة يمكنكم استخدام الشمعه أو الفانوس بدلا من اللمبة.

والفكرة هي ناتج عن عمليتين لا ثالث لهما وهما التفكير والتكفير ؛ أما التفكير فهو متعب جدا ويستنزف خلايا الدماغ – ان وجد- ولا انصحكم بالقيام به وابتعدوا عنه بكل ماأوتيتم من قوة , أما الثانية " التكفير" فهي سهلة جدا لاتحتاج أصلا وجود دماغ أو حتى مخيخ فكل ماتحتاجه هو القاء الاتهامات على الآخرين بالكفر او الخيانة أو القتل او حتى الشهادة..

متطلبات إنتاج الأفكار : يمكنني تلخيصها وحسب الدراسات العلمية المتخصصة وغير المتخصصة في هذا المجال الى :

أولا : لابد ان يتوافر لديك دماغ وان كنت من ذوي الاحتياجات الخاصة لعدم وجود دماغ ما عليك الا ان تتوجه الى اقرب محل لبيع الانتيكة للحصول على دماغ مستعمل وتتوقف حالة الدماغ التي ستتشتريها على مقدار مايتوفر لديك من أفكار عفنة وبالية فهذه المحلات تحتوي ادمغة من عصور الجاهلية الى عصرنا الراهن أما الثمن فهو مجاني شامل رسوم الشحن والتوصيل..

بعد الحصول على الدماغ لابد من توفر مصدر للالهام ومصادر الالهام كثيرة بدءا من مواقع الانترنت التي لم تترك شيئا الا وكتبت عنه وانتهاءا بالقنوات الفضائية التي تدعم الافكار وتغذيها ببرامج كشاعر المليون أو حتى arab idol - واذا لم تكن احلام ملهمة للافكار فمن يا ترى سيكون ولا ننسى مقاطع النصائح الدينية في اليوتيوب و...

وحسب علم التشريح في الاحياء فان الفكرة تقع في مكان ما بين الفخذين وأعلى الرأس وتحاط بمجموعه كبيرة من العضلات الارادية وغير الارادية -وسأضع ثلاثة خطوط حمراء تحت كلمة اللارادية- فعند ازدياد الضغط على هذه العضلات أو وجود محفز خارجي فان الفكره ستخرج اما من بين الفخذين او من اعلى الرأس ....حسب العامل المحفز لخروج الفكرة

أم أنا فكل مالزمني للحصول على هذه الفكرة هو فيديو كليب لشعبان عبدالرحيم ولا يمكنني وصف كمية الأفكار التي ازدحم بها رأسي بمجرد مشاهدة طلتة البهية على الشاشة ...أنصحكم ان تجربوا.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل