أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - قصتي مع الجن














المزيد.....

قصتي مع الجن


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 23:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ ما يزيد عن شهر، وأنا أكابد الأرق، بسبب صراخ أخت إحدى جاراتنا، يقال أنْ قد أصابها مس، وفي كل ليلة يستقدمون صارعي الجن.
"المسكونة" فتاة غير متزوجة، تجاوزت سن الثلاثة والثلاثين على ما يبدو، أخبرتنا أختها بأنها متزوجة بجني، ودليلهم على ذلك أن كل من يتقدم لخطبتها يموت في حادثة سير أو يفقد رجولته (الانتصاب)، والدليل الثاني، أن الجني اعترف لصارعه بأنه وقع في حبها ولن يغادرها أبدا، والغريب في أقوال أختها، أنها رافقت الضحية ذات مرة إلى جزار، وبدأت تصرخ وتطالبه أن يخرج تميمة كان يخبئها، ولم تكف عن صراخها إلى أن لبى طلبها، قالت أختها أن الجني يكره التمائم، لذلك يكشف عن وجودها كل مرة تصادف فيها أحدا يخفيها.
كِدت أؤمن بوجود الجن لولا تريثي قليلا، القصة أشد غرابة مما ذكرت، فقط أنا، على عكس أغلب الناس، أمقت المبالغة في الأمور.
أقوال المسكونة نفسها متضاربة، فمرة تقول أن الجني تزوجها ورفض تطليقها، ومرة أخرى تقول أن خطيبها الأول هو من سحر لها انتقاما من فسخها للخطوبة؛ أخبرها أحد الفقهاء بذلك، واعترف لها خطيبها الأول أيضا بذلك.
والقصة الحقيقية التي وصلت إليها بنفسي من خلال استنتاجات بنيتها اعتمادا على أقوالها، بعد مجالستها تقصيا للحقيقة، ورافضا كل الأحكام، هي أن الفتاة، يئست من العنوسة، ولأنها كانت جميلة إلى حد ما، فإنها بدأت تبحث لها عن مبررات تقنع بها نفسها، لكن ذلك لا يعني أبدا أنها اختلقت قصة الجن، بل لم يكن الجن إلا استنتاجا خاطئا آمنت به وتغلغل في لا وعيها، استنتجته من فشل أكثر من علاقة، صحيح أنها فسخت خطوبتها، لكن ترجيحها سحر الزوج الأول يوشي بندمها على ذلك الفسخ، خاصة أن الخطبة كانت في أول شبابها، حيث تتضخم شروط الفتيات، كما أن موت الصديق الثاني في حادثة سير، وفقدان رجولة معجب آخر، هو محض صدف، وصيغة (كل من...) التي استعملتها أختها، مبالغ فيها.
وسبب كون ذلك صدفا، هو أن علاقات الضحية لم تقتصر على هؤلاء الثلاثة، فبين الخطبة الأولى واليوم مسافة 16 سنة، أي أن هذه الفترة كافية لخوض تجارب أكثر مأسوية وغرابة، وربما أجد مبرر عزوفها عن الزواج في لباسها الأكثر تحضرا من البيئة المتخلفة التي تحيط بها، كما أن أميتها ومحدودية المجال الذي ترتاده، يمنعها من التعرف على شباب مثقفين غير محافظين.
أما قصتها مع الجزار، فقد كانت تميمته مفضوحة أصلا، أي كانت على علم بها قبل الحادث بأسابيع، بعد أن جاءهم زوج أختها بالخبر، وكان هذا الأخير صديقَ الجزار.
الجن هو حالة نفسية مرضية يشعرها الإنسان المؤمن به (وفقط) عند بلوغ أزمات نفسية يعجز عن حلها، أو عند وقوعه اعتباطا في أحد الأفعال المعروفة اجتماعيا وفرديا، بأنها تجلب الجن.



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا على ممارسة حقنا البيولوجي
- قصة قصيرة: البيداغوجيات الحديثة والتخلف الاجتماعي
- قصة قصيرة: أفول امرأة
- قصة قصيرة: رغبة مجهضة
- قصة قصيرة: من قاع المجتمع!
- اقتصاد السوق يدمر البيئة
- الدين والثورة


المزيد.....




- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - قصتي مع الجن