جهاد أبو غبن
الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 15:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل من رئيس بعد الرئيس؟!
بقلم / جهاد أبو غبن
لا يخفى على أحد بأن الوضع الفلسطيني مأساوي بامتياز وأفق المصالحة كالسراب يظنه الظمآن ماء.. هذه حقيقة يجب أن نسلم بها.. فسيطرة كل من حركة فتح وحماس التنظيمان الأكبر على الشارع الفلسطيني يعنى عدم وجود بديل يُخرج الشعب الفلسطيني من جحيم الانقسام ويوحد الشعب الفلسطيني والقرار والمؤسسات الفلسطينية .. وفي ظل غياب الحلول الواقعية التى تنهي الانقسام المتجذر يومياً, نطرح تساؤلات عن المستقبل علها تعطي أصحاب القرار إشارات لما هو قادم قد يزيد الأمور تعقيداً ويرسخ الانقسام لعقود قادمة مما يعني ضياع القضية وتدمير الأمل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .. فعلى ماذا يختلف الطرفان؟ هل تختلف فتح وحماس على البرنامج السياسي ؟ أم تختلف الآن على تقاسم السلطة والنفوذ؟ وهنا فقط ومن باب التذكير من عبر التاريخ .
فهل نحن أفضل من سيدنا على كرم الله وجهه ومعاوية وقميص عثمان الشعار والمطلب فهل حُققت العدالة وأُقتص من قتلة سيدنا عثمان ؟! ماذا كنا سنخسر لو تنازل سيدنا علي لمعاوية أو العكس ! ألم نكن لنحقن دماء عشرات الآلاف من الضحايا!! وكنا حافظنا على وحدة المسلمين بدل الانقسامات. ألم يتنازل الحسن بن علي عن حقه في الحكم حقناً لدماء المسلمين الكثير من التساؤلات تحلق في عقولنا .
فالشعب الفلسطيني لديه الدافع والرغبة في إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة. فلسطين تستحق منا التعالي على الجراح والتنازل لبعضنا في سبيل رفع الظلم والحصار عن شعبنا فدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى تدعونا لتقف مع أنفسنا ونقول على ماذا نختلف؟
فالتجربة أثبتت أننا لا نعرف كيف نختلف مع بعضنا دون اقتتال وتخوين وتكفير؟! مع أننا نرى كيف تتعامل أحزاب عدونا الإسرائيلي فهم يتصارعون سياسياً من أجل أفكارهم في أحزاب مختلفة ولكنهم يتفقون للعمل من أجل خدمة شعبهم ودولتهم. أفلا تنظرون وتعتبرون من عدوكم!
أيها السادة . في نظري الانتخابات الفلسطينية لن تشكل مخرجاً للأزمة التى نعيش بل ستكون أكثر تعميقاً بنتائجها التى لا يتوقعها أحد ! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا , هل من الصعب على حركة فتح وحماس أن تتفقا على أن زراعة الثقة بينهما وتوقعا اتفاقاً على أن تشارك الحركتان في الحكومة القادمة والتي تليها لمدة زمنية محددة وواضحة حتى نبني ونهيئ للشراكة الحقيقية على قاعدة التمثيل النسبي وإشراك بقية الأحزاب والحركات حتى يطمئن الجميع أننا جميعاً في نفس المركب.
ولماذا لا يسبق الانتخابات الاتفاق بين حركتي فتح وحماس وجميع الفصائل على المرجعيات الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني جديد ولجنة تنفيذية جديدة تضم جميع الفصائل والحركات خاصة وأن الجهاد الإسلامي حتى الآن يرفض المشاركة بالانتخابات وأن تكون م.ت.ف هي المرجعية العليا بلجنتها التنفيذية للحكومة والمجلس التشريعي وصاحبة قرار السلم والحرب وترتيب البيت الفلسطيني والأجهزة الأمنية والمقاومة .
فقبل الذهاب إلى الانتخابات .لان نتيجة الانتخابات يجب أن تكون ملزمة للجميع ولا سلطة لأحد فوق سلطة المنظمة التى تمثل الكل الفلسطيني حينها ومن يخرج عن ذلك تتخذ بحقه كافة الإجراءات المناسبة فإذا لم نفعل ذلك ستكون النتيجة انتخابات بدون اتفاق هذا خيار سيئ جداً ومدمر .
وإذا ما استقال الرئيس أو غادر تحت أي ظرف وهي سنة الله في الكون فهل سيعين بديلاً عنه ؟. وهل رئيس دولة فلسطين هو رئيس السلطة الوطنية ؟ على سبيل المثال لو أجرينا انتخابات وفازت حماس بمنصب الرئيس وفازت فتح بأغلبية المجلس التشريعي فهل سنتبادل الأدوار في المناكفات. وهل سيصبح هناك رئيس للسلطة ورئيس لدولة فلسطين؟! تساؤلات أطرحها كي أنبه الجميع للخطر الداهم .. فنحن نريد رئيساً واحداً ينتخبه الشعب الفلسطيني يختصر كل هذه المسميات رئيس دولة فلسطين ورئيس السلطة الفلسطينية ورئيس م. ت . ف .. فالرئيس يجب أن يكون صاحب هذه المناصب الثلاث .
ونعود إذا ما استقال الرئيس أو أي ظرف حدث لا قدر الله ونحن نتمنى للرئيس الصحة والعمر المديد بإذن الله . هل سيكون رئيس المجلس التشريعي د عزيز دويك رئيساً لمدة ثلاثة شهور .. أم سنقوم في فتح بتعين رئيس فتحاوي خلفاً للرئيس .. فالسيناريو سيكون وقتها أن حماس لن تعترف برئيس فتحاوي .. وستقوم إسرائيل باعتقال د عزيز دويك لو كان مفرج عنه من سجونها وقتها .. وستعلن حماس تعين أحمد بحر بمنصب الرئيس الفلسطيني, وبذلك سنصبح برئيسين لدولتين دولة غزة ودولة الضفة ووقتها سيكون حال الجميع لا يعلم به إلا الله ووضع لا نحسد عليه.
لذلك أطرح أفكاري عليكم كمسئولين لتجيبوا عليها لأن إسرائيل اللاعب الأساسي الذي سيسعى لترسيخ الانقسام وانفصال شقي الوطن..
الأمانة وثقل المسؤولية تحتم عليكم التحرك سريعاً وترتيب أمورنا كي لا ندخل في دوامة ومتاهة سيدفع كل أبناء شعبنا ثمنها وسنكون جميعاً الخاسرين والاحتلال هو الرابح الوحيد .
وتذكروا قول رسولنا الكريم عن المسؤولية انه قال أنها الدنيا إمارة وفي الآخرة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.. وتذكروا قوله تعالى وقفوهم أنهم مسئولون ... فستسألون ووقتها سيكون فات الأوان .....
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟