من هو سلفا كير ميارديت ؟

توماس سنكارا دينق

الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 14:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

من هو سلفا كير ميارديت ؟

توماس سنكارا دينق
كثيرون لم يكن يعرفونه إلا بعد ان خلف الدكتور جون قرنق دي مبيور اثر اغتياله التراجيدي في حادثة مروحية في نيو سايت في مقاطعة كبويتا الشرقية في ولاية شرق الاستوائية . بدا تاريخ فشل سلفا في عدم قدرته على اكمال المرحلة الابتدائية و التحق بصفوف حركة تحرير جنوب السودان وبعد اتفاقية اديس ابابا ترقى من ضابط صف حتى رتبة نقيب في الجيش السوداني وفي عام 1983م التحق بصفوف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وتقلد منصب نائب رئيس هيئة الاركان للاستخبارات العسكرية ومن خلال عمله في استخبارات الحركة قام باغتيال عدد مقدر في صفوف الحركة بدم بارد مسيئا استخدام سلطته كقائد الاستخبارات .
قاد اول مهمة عسكرية لتحرير بيبور لكن فشل في تحرير المنطقة من قوات الحكومة السودانية ثم قاد معركة رمبيك في ثمانينيات وبأت المعركة بالفشل في تحرير مدينة رمبيك ومنذ ذلك الوقت اصبح سلفا كير ميارديت معروف في اوساط الجيش الشعبي بالقائد الفاشل . بعد انقلاب الدكتور لام اكول والدكتور ريك مشار في محاولة يائسة للإطاحة بالدكتور قرنق عام 1991م ، تمكن كل من كاربينو كوانين بول واروك طون اروك من الهرب من السجن وانضموا الى مجموعة ناصر وتلاه خروج وليم نيون بنج وانضمامه الى تيار المنشقين .
في هذا الفراغ في قيادة الحركة تم تعيين سلفا كير نائباً لدكتور جون قرنق ورئيسا لهيئة الاركان لجيش الشعبي لتحرير السودان من باب التوازن الاقليمي وهذا يعد خطأ تاريخي ارتكبه جون قرنق . في عام 1994م بدا سلفا كير يشكو في كيفية ادارة جون قرنق للحركة الشعبية وتطور هذا الشعور من مرحلة الشكوى الى مستوى تدبير الانقلاب ضد رئيس الحركة عام 2004م وتعبر محاولة سلفا كير لقلب رئيس الحركة المحاولة الرابعة بعد كاربينو كوانين بول واروك طون اروك وريك مشار ؛ وجمع ضباط كبار من ولايات بحر الغزال بصفة خاصة .
وعلى سبيل المثال جنرال فول ملونق اوان اني و قرنق مبيل وسلفا مطوك قينق واقاسيو اكول تونق ومن السياسيين اليو ايانج ، تيلار رينق ، دومنيك ديم دينق ولقد تم دعم الانقلاب خارجيا من قبل الحكومة السودانية وكان المنسق بين الخرطوم وسلفا كير السياسي القديم بونا ملوال وكان مركز عمله في لندن ويعاونه في العمل ايليا لومورو وفي نيروبي كان تيلار رينق هو حلقة الوصل بين لندن والخرطوم وياي ، تم نسج رواية محكمة لتنفيذ خطة الانقلاب و اطلق في شكل اشاعة بانه تم عقد اجتماع في نيروبي ومن مخرجات الاجتماع ان يتم القبض على سلفا كير وفصله من الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان .
ثم تعيين نيال دينق نيال مكانه ، انتشرت الاشاعة بسرعة الضوء وانتشار النار في الهشيم في المناطق المحررة والخرطوم والدول الافريقية و الاوربية نتيجة لتلك الخطة انقسم جناح توريت الى معسكرين معسكر ياي بقيادة الانقلابي كير ومعسكر نيو سايت بقيادة القائد العظيم الدكتور جون قرنق ، بعد وساطات اجاويد و اتصالات بغرض المصالحة لتفويت الفرصة على الخرطوم أبدى كير رغبته في الصلح وتم اجراء الاجتماع في رمبيك عام 2004م ، في الاجتماع قال سلفا كير الاتي " هناك ادعاء انني ضد السلام اؤكد لكم انني لست ضد السلام انا من اجل السلام لذا فان المجتمع الدولي يمكن ان ينقذ شعبنا من ألمعاناة ، شعب بحر الغزال عانى شديد من المجاعات المتكررة ومن المليشيات العربية لهذه الاسباب انا ادعوا للسلام من اجل تخليصهم من المعاناة ... اريد ان اقول شيء عن الفساد المستشري داخل الحركة ، الان بعض اعضاء الحركة سجلوا شركات خاصة واشتروا بيوت ولديهم حسابات ضخمة في بنوك الاجنبية استغرب اي نوع من النظام نؤسسه في جنوب السودان ... الذين حول الرئيس لا يبلغونه عن الرأي العام والرئيس هو كل شيء من ضابط مالي الى ادنى مستوى ... انذاري للرئيس هو ان نميري فقد شعبيته والجماهير بواسطة جهاز امنه ، الذين خلفك يضللوك ويرفعون تقارير امنية كاذبة عن الاخرين " .
دام الاجتماع لمدة يومين وتم اجراء المصالحة بينهما بعد انتهاء اجتماع الصلح قام تيلارا رينق بسرقة محضر وقرارات اجتماع رمبيك وتسليمه للسفارة السودانية في نيروبي بواسطة الملحق العسكري عبد العظيم بن عوف ضابط الاستخبارات السودانية . عندما سمع بونا ملوال نبأ الصلح سب ونعت سلفا كير بالجبان ونعوت اخرى لا جدوى لذكره هنا بعد اٍنتهاء اٍجتماع رمبيك التاريخي توجه الدكتور جون قرنق دي مبيور ووفده الى نيروبي ، لتكملة التفاوض مع الحكومة السودانية وفي تسعة من يناير من عام 2005م تم توقيع اٍتفاقية السلام الشامل بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والجبهة الاسلامية القومية الحاكمة في الخرطوم ، بدأ تنفيذ الاتفاقية بسته اشهر أي الفترة ما قبل الفترة الانتقالية وبعد اٍنتهاء ذلك الفترة .
تولى جون قرنق منصب نائب الاول لرئيس جمهورية السودان بعد اداء اليمين الدستوري هذا هو أول مرة في تاريخ السودان ان يتقلد مواطن سوداني من الهامش وخاصة في جنوب السودان ذلك المنصب ، وبعد اداءه القسم أصدر النائب الاول ورئيس حكومة جنوب السودان قرار رئاسي رقم(1) يقضي بتعيين مشرفين لولايات الجنوب العشرة وكلف واني أيقا مشرفاَ لولاية أعالي النيل ، دانيال أويت أكوت لولاية شرق الاستوائية ، رياك مشار تنج لولاية غرب الاستوائية ، فاقان أموم أوكيج لولاية البحيرات ، لأم أكول أجاوين لولاية غرب الاستوائة ، الدكتور تيفلوس أوشانق لولاية الوحدة ، دينق الور كوال لولاية جونقلي ، كلمنت واني كونقا لولاية الاستوائية الوسطى ، جون كونق نيون لولاية واراب .
وشمل القرار ايضاَ اٍحالة الى الاحتياط في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان لكل الضباط الذين لهم الاقدمية من أوياي دينق أجاك . بعد القرار زار رئيس حكومة جنوب السودان مدينة رمبيك قادماَ من الخرطوم وعند وصوله كان من المفترض عليه مخاطبة الحشد الجماهيري في ميدان الحرية اٍلا ان المخاطبة تم تعجيله لانتشار اشاعة وقوع الانقلاب من قبل سلفاكير لعدم رضائه بقرار الاحالة الى الاحتياط . لكن في اليوم التالي خاطب الدكتور جون قرنق الجماهير وقبل اٍلقاء كلمته قام سلفا بتقديمه وقال مقولته المشهورة بان في بيت واحد لا يصيح ديكين ويقصد جون قرنق وشخصه . هذا هو اخر لقاء جماهيري ختم الراحل مسيرته النضالية ، بعد اللقاء سافر الى نيو سايت حيث رئاسته في مقاطعة كبويتا الشرقية ومنه الى كمبالا وعند رجوعه بعد الاجتماع مع سفراء الدول الاوربية وسفير الولايات المتحدة الاميركية تحطم مروحيته قرب مقر رئاسته في نيو سايت .
وفي اليوم التالي سمعنا خبر تحطم المروحية وكنت في ذلك الوقت مع الرفيق فاقان أموم اوكيج في رمبيك في فندق أفكس الذي يجاور مطار رمبيك. أن اٍغتيال الدكتور جون قرنق دي مبيور تشبه اٍغتيال الرئيس رواندا عند انفجار طائرته في منطقة حدودية بين رواندا ويوغندا الذي فجرت صراع عرقي بين هوتو وتوتسي وارتكبت جرائم الابادة الجماعية في حق اقلية توتسي وكذلك تشبه ايضاَ اغتيال الرفيق سامورا ميشيسل رئيس الموزمبيق في حادثة طائرته في منطقة حدودية بين جنوب اٍفريقيا وموزمبيق . سيكشف التاريخ اسماء من خططوا لاغتيال الراحل المقيم الدكتور جون قرنق دي مبيور قريباَ ؛ بعد الرحيل المفاجئ والغير متوقع اٍجتمع القيادة العليا للحركة الشعبية لتحرير السودان في نيو سايت وفي الاجتماع اخرج كوال منيانق جووك وزير الدفاع الحالي مسدسه وأمر سلفا كير ميارديت بان يجلس في كرسي الدكتور جون قرنق و لم ينفذ سلفا الامر وتردد لأكثر من خمسة دقائق ، و كرر كوال منيانق حديثه بان يجلس في كرسي وجلس سلفا كير في كرسي . هكذا خلف كير ميارديت الراحل المقيم جون قرنق ونذكر هنا ان اٍدوارد لينو أبيي مسئول استخبارات سابق في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان هو الوحيد الذي قال كلمته القوية في ذلك الاجتماع ان كير ميارديت ليس رجل المرحلة ودفع ثمن صراحته با بعاده من السلطة ومراكز اتخاذ القرار منذ ذلك الوقت .

#توماس_سنكارا_دينق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات