إعتقال محمد الوحداني ..هو اعتقال للشرعية وانقلاب على الديمقراطية

ابراهيم أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 09:43
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

إعتقال محمد الوحداني ..هو اعتقال للشرعية وانقلاب على الديمقراطية


من المعلوم أن سياسة المخزن في مواجهة زحف الفكر النضالي مازالت على حالها ، مازالت تنبني على القمع والإرهاب ، وما اعتقال الوحداني إلا تجل واضح لهذا الإرهاب الفكري الذي تهدف من خلاله إلى كسر شوكة الانتفاضة البعمرانية واجتتات جميع رموزها .
كما يعلم الجميع ، فإن الرئيس محمد الوحداني أصبح بطلا قوميا لجميع القبائل البعمرانية مما جعل البعمرانيين ينتخبونه رئيسا شرعيا لهم ، وذلك وعيا منهم بأمانة هذا الرجل وتضحياته الجسيمة التي قدمها رفقة رفاق درب النضال ولعل أبرزهم إبراهيم سبع الليل ، خديجة زيان ، ابراهيم برا ، محمد عصام ، عبد المالك الادريسي ومحمد الوحداني .. ، هذا الأخير الذي كان إنسانا مبدئيا ومستقلا فكريا ومؤمنا بالتنوع الثقافي وملما بالتاريخ البعمراني المجيد ، بالإضافة إلى انه محبوب لدى الجماهير البعمرانية ، كل هذه الصفات التي تميز بها هذا الرجل جعلت منه أسدا يرهب المخزن خصوصا وأن شعبيته تزداد كل يوم بفضل مجهوداته من أجل النهوض بالمنطقة .
مما لا شك فيه ، أن الرئيس محمد الوحداني قد قدم للقضية البعمرانية الشيء الكثير ، ومما لا شك فيه أيضا ، أنه صرح بمواقف سياسية تخص قبائل أيت بعمران ، فمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به الرئيس المعزول هو الحل الوحيد للنهوض بالمنطقة ، بعدما فشلت جميع السبل ، فمنذ حصول قبائل أيت بعمران على الاستقلال وشيوخ القبائل يبادرون إلى الذهاب للسلطة المركزية بالرباط لكن دون أي جدوى ، ولعل أبرزها محاولة الشهيد البعمراني الدرهم الأب الذي حاول طرح ملف تنمية المنطقة على القصر لكن دون جدوى ، كما كان عبد الله برو بعده غير أنه استشهد هو الآخر بحادثة سير مشبوهة على الطريق الرابطة بين مدينة العيون و اكلميم .
إن القاسم المشترك بين محمد الوحداني وشهدائنا الأبرار هو النضال من أجل المنطقة ، ولعل السبب وراء التضييق على رئيس بلدية اكلميم هو التفاتته لمعانات منطقة ايت بعمران حيث طرح تحت قبة البرلمان معاناة الساكنة و انعدام ابسط شروط العيش الكريم في المنطقة .
وبهذا ، فإن اعتقال الرئيس محمد الوحداني ليس انتقاما من مناضل أزعج المخزن وأرهبها وجعله بلا منام ، بل هو انتقام من الشعب البعمراني وإرادته في التغيير ، كما أنه انقلاب عن الإرادة الشعبية وعن الشرعية ، وانتصار للدكتاتورية وأزلامها .

ابراهيم أمين

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات