أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالمنعم عبدالعظبم - الصوفية والتصوف















المزيد.....



الصوفية والتصوف


عبدالمنعم عبدالعظبم

الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 17:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصوفية والتصوف
رحلة فى طريق الحب
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
يعتبر التصوف علامة بارزة فى الفكر الإسلامي حيث ازدهر فى معظم البلاد الاسلامية واصبح للطرق الصوفية كيان ومريدين وتنظيمات واتسعت من بلاد الريف فى المغرب الى سهول الهند والفلبين والملايو وفى قلب افريقيا والجزائر
فالتصوف الإسلامي لا يخلق مجتمعا مغلقا بل نجح فى خلق علاقه بالناس قوامها الدعوة الى الله والسعى الى الرزق
وقد تمكن التصوف من الانتشار فى العالم الإسلامي ونافس فقهائه شيوخ الدين الرسميين ذلك ان غاية التصوف صفاء النفس وهداية الضالين واعادتهم الى الحضرة الالهية التى تتسع لكل شىء
واتخذ الصوفية من القص السهل البسيط اسلوبا لجذب الاتباع ومن حلقات الذكر التى تجمع الذاكرون لتلاوة القران ثم يرددون اسم الله منغما ولسماع للموسيقى الروحية ودخل الغناء فى قلب التصوف وقد كانت رابعة العدوية مغنية وفى قصائدها رنة الغناء العربى
ومع الغناء والموسيقى يشطح الصوفيين حين يطربهم السماع فيتمايلون ويتراقصون وجدا وابتكروا ما يعرف بالرقص الصوفى الذى يهز اوتار قلوبهم وينسيهم متاعب الحياة
ان التصوف فى جوهره حال او تجربة روحية خاصة يقول الامام الغزالى ان العلم وحده لا يجعل من العالم صوفيا ولكى يتذوق مذاق القوم لابد ان بسلك طريق القوم ويجاهد مجاهداتهم
وكون التصوف تجربة روحية اته شيء مختلف كل الاختلاف عن العلم الدينى والفلسفة الاسلامية فهو وليد العمل والمجاهدة النفسية والسلوك المرسوم
تعريف التصوف
الصوفية والتصوف من الكلمات المستحدثة فى الديانة الإسلامية وان البغداديون هم الذين استحدثوها ولم يكن لقب الصوفى معروفا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لقبوا بالصحابة ثم التابعين وكان الزهد طابعا تطبعوا به وصفة اتصفوا بها
وظهرت الفرق الاسلامية وادعى اصحاب كل فرقة انهم على حق
يقول ماسينون فى دائرة المعارف الاسلامية ان التلقب بالصوفى ظهر مفردا فى النصف الثانى من الهجرة وسمى به جابر بن حيان صاحب الكيمياء وابو هاشم الكوفى اما كلمة صوفية فظهرت سنة 199 ه 814 م ظهرت فى الكوفة وكان عبدك الصوفى اخر أئمته
تضاربت الاقوال فى الاصل اللغوى لكلمة تصوف فقيل ان الكلمة من الصوف لياس الزهاد والانبياء او صفو من الصفاء او الى صفة المسجد فى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والى رجل اسمه صوفة والى صوفيا اليونانية التى تعنى محبة الحكمة والراجح انه نسية الى الصوف
ويعرف ابوالحسن الشاذلى قطب الصوفية الكبير التصوف بانه تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية ومن صفات الصوفى عتده التخلق بأخلاق الله والمجاورة لأوامره وترك الانتصار للتفس وملازمة البساط بصدق البقاء مع الله
يمثِّل التصوُّف نزعة إنسانية، تعاقَب ظهورُها في حضاراتٍ مختلفة، بصور متفاوتة في التعبير عن شوق الرُّوح للتطهُّر والزُّهد فيما يتسابَق عليه الناس من خضرة ونضرة الدنيا، ورغبة في التعالي عن شهوات المادة، ونَبْذ حُطام اللذات؛ بُغية الارتقاء في سُلَّم الصفاء الرُّوحي، والتسامي في مراتب الكمال الخُلقي.
ولَم يكن المسلمون بِدْعًا في نزوع طائفة منهم - فُرادى وزَرافات - لنَبْذ زُخرف الدنيا، والسعي نحو زخرف الرُّوح، بيد أنَّ لكلٍّ خصائصَ تُميِّزه عنْ غيره مِن اختلاف وسائل، ومفارقة في الغايات، فيصير لكلِّ حضارة هُويَّتها في إبراز تلك النزعة الإنسانيَّة، بأن تَصبغَها بلغة ومُفردات وعقائد، تُناسِبُ نَسقها العام الديني والحضاري.
والتصوُّف حركة دينية انتشَرت في عهد الخلافة العباسية في القرن الثالث الهجري، كنزعات فردية تدعو إلى الزُّهد، وإن كان لها إرهاصاتٌ سابقة.
وبلغ عصر بني العباس مبلغُ الفتوة للحضارة الإسلاميَّة، وفيه بلَغت العلومُ شأوًا عظيمًا، وفُتحت أبوابُ الدنيا على المسلمين، ومن سنن الحضارات إن بَلَغت الترفَ المادي والعلمي أن تُولدَ الفلسفةُ في العلوم، وتُفقصَ الغرائب والطرائف في الفنون، فإذا فجَرَ العلماء، وفسَق القُرَّاء، وسفَك السلطانُ الدِّماء، وأخَذ على الحكم والحاجة الرِّشا، وافتَخَرت العامَّة بكسْب الحرام، ولَم يُغيِّر الخاصَّةُ مُنكرًا - صار المؤمن بين فارٍّ وصامتٍ، ومُتمنٍّ للموت أن يُدركَه قبل أن يُفتَن في دينه، وهذا الاتجاه يَنزع للزهد وكثرة العبادة، كردِّ فعلٍ مُضادٍّ للانغماس في الترف الحضاري، وأصحابه قد يكون بعضُهم ممن غرَف من الدنيا حدَّ التَّخَم، فعافها بعد أن كان لها سيِّدًا؛ كالملوك والأمراء، وكبار التجَّار والأثرياء، وآخرين سحَقتهم السنون حتى انقطعَ رجاؤهم من الدنيا، فأمَّلوا نصيبًا لهم في الدار الآخرة، وهذه طائفة عاملة ناصبة، لا تَألوا جهدًا في كد التعبُّد، وطول التهجُّد، ولا تَنوء بنكدِ العيش، ولا تملُّ قليلاً يقيم الصُّلبَ ليهبَّ.
وبواكير التصوُّف: التخوف وكثرة التعبُّد والتقشُّف، وزُهد في الدنيا ووَرَع في المباح، غير أنَّ ليس كلُّ زاهدٍ متصوِّفًا، ولا كل فقيرٍ يُسمى صوفيًّا.
وبدايات ظاهرة التصوُّف تكون فردية، ثم يتحلَّق من حولها الناس؛ لتنموَ كمًّا وكيفًا، إحصاءً وتحصيلاً، وهذه سِمة كلِّ العلوم، تكون عمليَّة، ثم تصيرُ علميَّة، فيُنَظَّر لِما يتعارف عليه، ويُفصَّل المنهج، ثم تتطوَّر لتُصبح طُرقًا مميزةً معروفة باسم الصُّوفيَّة، ويتوخَّى المتصوفةُ تربيةَ النفس والسمو بها؛ بُغية الوصول إلى معرفة الله تعالى.
والمؤثِّر الرئيس الأول في بزوغ بذرة التصوُّف، هو الحياة الاجتماعية للفرد، فلازَم بروز نزعة التصوُّف الشعور بتغيُّر الأحوال وسَيْرها من سيِّئ إلى أسوَأ، والاستدلال بفساد الظاهر على فساد الباطن، والنكير على طلاق العلم للعمل، فكان الزُّهد والنسك والتعبُّد - وهي من أساسيات مفهوم التصوُّف - في واقعها ثورةً نفسية على سوءِ سعي الناس في الدنيا، وانصرافهم عن الآخرة، وأخذ زُمرة العلماء والفقهاء صدارة المجالس للتفكُّه بالعلوم.
وأهلُ التحقيق مُتفقون على أنَّ التصوُّف نشَأ وترعْرَع في العراق بالبصرة؛ حيث برَزت أسماء كبرى أسهمَت في تأسيسه؛ منها: إبراهيم بن أدهم، وداود بن نصير الطائي، رابعة العدويَّة، معروف الكرخي، السري السقطي، الجنيد البغدادي، وبشر بن الحارث الحافي، أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبدالصمد النوري، وأبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز،وابن عطاء البغدادي، وابن عثمان المكي، وغيرهم خَلق عظيم.
فأوَّل "ما ظهرت الصُّوفية من البصرة، وأولُ مَن بنى دويرة الصُّوفية بعضُ أصحاب عبدالواحد بن زي، وعبدالواحد من أصحاب الحسن، وكان في البصرة من المبالغة في الزُّهد والعبادة والخوف ونحو ذلك، ما لَم يكن في سائر أهل الأمصار؛ ولهذا كان يُقال: فقه كوفي، وعبادة بصريَّة.
وقد ظهَر على المتصوفة البصريين ما لَم يُحْكَ عن سواهم من الموت، أو الإغماء عند سماع القرآن، فقد رُوِي أنَّ زرارة بن أوفى -قاضي البصرة -قرَأ في صلاةِ الفجر سورة ﴿-;- فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ﴾-;- [المدثر:]، فخرَّ ميتًا وآخرون كانوا يَخِرُّون صعقًا من آيات العذاب.
وأوَّل من نقَل التكلُّم بلفظ "التصوُّف" في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري - فقد تكلَّم به غيرُ واحدٍ من الأئمَّة والشيوخ - كأحمد (ت241هـ)، وأبي سليمان الداراني (ت215هـ)، وسفيان الثوري، والحسن البصري.
وأوَّلُ مَن عُرِف باسم صوفي في المجتمع الإسلامي: أبو هاشم الصوفي (150هـ وكان ممن يُجيدُ الكلام قبل منتصف القرن الثاني الهجري، وأمَّا صيغة الجمع (الصُّوفية)، فقيلَ: ظَهَرت عام 199هـ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "في أواخر عصر التابعين حدَث ثلاثة أشياء: (الرأي، والكلام، والتصوُّف)، فكان جمهورُ الرأي في الكوفة، وكان جمهورُ الكلام والتصوُّف في البصرة، فإنه بعد موت الحسن وابن سيرين، ظهرَ عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء، وظهَر أحمد بن علي الهجيمي (200هـ)، تلميذ عبدالواحد بن زيد، تلميذ الحسن البصري، وكان له كلامٌ في القدر، وبنى دويرةً للصُّوفية، وهي أول ما بُني في الإسلامِ غير المساجد؛ للالتقاء على الذِّكر والسماع، وصار لهم حالٌ من السَّماع والصوت، وكان أهلُ المدينة أقربَ من هؤلاء في القولِ والعمل، وأمَّا الشاميون، فكان غالبهم مُجاهدين".
يرى البعضُ أنَّ بدايةَ تطوُّر الفكر الصوفي كانت طبيعية، فقد ظهَر أولاً كتيَّارٍ يحاولُ مواجهةَ إقبال الناس على الدنيا بعد زمنِ الفتوحات الكبرى، وانشغال كثيرٍ من المسلمين عمَّا كان عليه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه، فبدأ تيارٌ ينادي بالزُّهد، وظهَرتْ جماعاتٌ يُسمون الفقراء، وأخرى تسمَّى البكَّائين، وثالثة تسمَّى المُحبين، ثم ظهَر أقوامٌ من الصُّوفية أكثروا الكلامَ عن الجوعِ والفقر، والوساوس والخَطرات.
يقول ابنُ الجوزي: "كانت النسبة في زمنِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى الإيمان والإسلام، فيُقال: مسلمٌ ومؤمن، ثم حدَث اسمُ زاهد وعابد، ثم نشَأ أقوامٌ تعلَّقوا بالزُّهد والتعبُّد، فتخلَّوا عن الدنيا، وانقَطَعوا إلى العبادة، واتَّخذوا في ذلك طريقةً تفرَّدوا بها، وأخلاقًا تخلَّقوا بها، ورَأَوا أنَّ أول مَن انفرَد بخدمة الله تعالى عند بيته الحرام، رجلٌ يُقال له: "صوفة"، واسمُه: الغوث بن مر، فانتَسَبوا إليه لمشابهتِهم إيَّاه في الانقطاع إلى الله، فسُمُّوا بالصوفيَّة".
فأمر التصوُّف كأصلٍ له أبعاد وجذورٌ تاريخية وعقَدية، أمَّا كظاهرةٍ بيِّنة للعِيان، تتميَّزُ عن غيرِها، ويمتاز أهلها بها، فهو أمر حادث في علوم ومِلَّة المسلمين، يقول ابنُ خلدون في كلامِه عن التصوُّف: "هذا العلمُ من العلومِ الشرعيَّة الحادثة في المِلَّة، وأصلُه أنَّ طريقَ هؤلاء القوم لَم تَزَل عند سلفِ الأمَّة وكبارها من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم، طريقة الحقِّ والهداية، وأصلُها العكوف على العبادةِ والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زُخرف الدنيا وزينتها، والزُّهد فيما يُقبلُ عليه الجمهور من لذَّةٍ ومال وجاهٍ، والانفراد عن الخَلْقِ في الخَلوة للعبادة، وكان ذلك عامًّا في الصحابة والسلف، فلمَّا فشَا الإقبالُ على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجَنَح الناسُ إلى مخالطة الدنيا، اخْتُصَّ المُقبلون على العبادة باسم الصوفيَّة والمتصوِّفة".
وقد انتسَب إليهم طوائفُ من أهلِ البدع والزندقة، ولكن عند المُحققين من أهل التصوُّف ليسوا منهم، كالحلاَّج مثلاً، فإنَّ أكثرَ مشايخ الطريق أنكَروه، وأخرَجوه عن الطريق؛ مثل الجُنيد بن محمد سيِّد الطائفة وغيره، كما ذكَر ذلك الشيخُ أبو عبدالرحمن السلمي في طبقاتِ الصُّوفية وذكرَه الحافظُ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد.
و"إنَّ الذين هاجَموا التصوُّف والطرق الصُّوفية، نظَروا إلى القشور، وترَكوا اللبَّ، نظَروا إلى ما يفعلُه بعضُ الجهلة من المُريدين والمُكتسبين ممن انتسَب للطُّرق، من أمورٍ لا يَرضى عنها الإسلام، ولا يَضرُّ التصوُّف والصُّوفية ظهورُ هذه الفئة من المتواكلين والدَّجالين، والمُشعوذين والبُلهاء، الذين يتكسَّبون من وراء لُبْس الخِرَق والهلاليل"
يقول Trimingham: "التصوُّف أمر طبيعي، ظهَر ونَما ضمن الإسلام نفسه، ولا يَدينُ إلا بالقليل لمُعطيات الثقافات الأجنبيَّة، وعلى الرَّغم من خضوع التصوُّف لإشعاعاتٍ فكرية صادرة عن الحياة الزُّهدية الصُّوفية المسيحيَّة الشرقية - فإنَّ النتاجَ كان نسيجًا إسلاميًّا، يتَّبع طرازًا إسلاميًّا متمايزًا، ومن ثَمَّ فإنَّ نظامًا صوفيًّا مُتقنًا، نشَأ وتَبَلور بصورةٍ ذاتية داخل الإسلام، ومهما كان الأثر الذي ترَكته الأفلاطونية المُحدثة، أو المذاهب الغنوصية، أو التصوُّف المسيحي، أو غير ذلك من الثقافات الأجنبية، فإنَّنا وبحقٍّ نعتبرُ التصوُّفَ - كما اعتَبره أهلُه - العقيدةَ الرُّوحية للإسلام، والسرَّ الجوهري الحقيقي للقرآن
يقول أبو زهرة بيانًا منه عن ينابيع التصوُّف الأُوَل: "نشَأ التصوُّف من ينبوعين مختلفَين تلاقَيا:
الينبوع الأول: هو انصرافُ بعض العُبَّاد المسلمين إلى الزُّهد في الدنيا، والانقطاع للعبادة، وقد ابتدَأ ذلك في عصرِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكان من الصحابة مَن اعتزَم أن يقومَ الليلَ مجتهدًا ولا يَنام، ومنهم مَن يصومُ ولا يُفطر، ومنهم مَن ينقطعُ عن النساء.
فلمَّا بلَغ أمرُهم النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما بالُ أقوام يقولون كذا وكذا، لكني أصومُ وأُفطر، وأصلي وأنام، وأتزوَّجُ النساء، فمَن رَغِب عن سُنَّتي، فليس مني).
ولقد نَهى القرآنُ عن بدعةِ الرَّهْبنة، فقال تعالى: ﴿-;- وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ﴾-;- [الحديد :
ولكن بعد أن انتقَل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى الرَّفيق الأعلى، ودخَل الإسلام ناسٌ كثيرٌ من أهل الدِّيانات السابقة، كَثُر الزُّهاد الذين غالَوْا في الزُّهد في الدنيا ونعيمها، وفي وسطِ تلك النفوس وجَد التصوُّف مكانَه، ووجَد أرضًا خِصبة"
فالثابت مِن كُتُب كثيرٍ ممن عاصَر الصُّوفية وغيرهم: أنَّ أوَّل مَن أسَّس التصوُّف هم الشيعة، ومَرجعُ النَّشأة لرجلين منهم، هما:"عبدك"(ت 210هـ) مختصر عبدالكريم، وهو على رأس طائفة شيعيَّة، وأبو هاشم الكوفي الشيعي الصوفي (ت150هـ)[
فالتصوُّف وليد التشيُّع، وبادي أمر حركة التصوُّف الفرس، الذين يُمثِّلون عصبَ التشيُّع ودمَه الفوَّار، وكبار المتصوفة والمُنظِّرون له فرسٌ؛ كالبسطامي، والحلاَّج، ومعروف البلخي، وابن خضرويه البلخي، ويَحيى بن معاذ الرازي، وللتشيُّع أمشاجٌ فارسية متعدِّدة الثقافات والعقائد، وشيعةُ العراق زُمرة فِراقٍ، وشرذمة شِقاقٍ، دَأْبهم تشقيقُ الكلام، والتلفيق بين الأديان، وهذه سِيرتهم قبل الإسلام، وصنيعهم مع جمهرة الأديان التي حلَّت أرضَهم.
فهم يصبغون أيَّ دينٍ يردُّ عليهم بلبوسهم، ويُذيبونه في ثقافتهم وعقائدهم، فيَصطلحون على ما سلَف من أمرِهم بلغة ما ورَد على ديانتِهم الجديدة، فإن تبصَّر الواعي أمرَهم، درَى أنَّ كِسرى صار يُسمَّى إمامًا، والمرجع الشيعي صار يسمَّى شيخَ الطريقة، والأئمة الاثنا عشر هم الأقطاب والغوث، ومراتبُ دعاة الباطنيَّة الإسماعيلية، هم الأوتادُ والأتقياء والنُّجباء، والمريدون عند الصُّوفيَّة.
و"ليس من قبيل المصادفات أن تَنشأَ الحركة الصُّوفية المتطورة في البصرة - وهي بيئة شبه فارسية - والواقعُ أنَّ الدَّارس لا بدَّ أن يتوقَّفَ عند هذا العدد الهائل من الصُّوفية التي أصولُهم إيران، والذين تَرِد ترجماتهم في كتب التصوُّف العربيَّة، وأن يَستوقفَه أيضًا أنَّ هؤلاء جميعًا كانوا من أصحاب جوامع الكَلِم، وأنَّ بدايةَ التعمُّق الصوفي والإغراق في الرمز، أو ما عُرِف باسم الشَّطح، كان على يد أبي يزيد البسطامي، وهو من أصلٍ فارسي"
والطُّرق الصُّوفية تُشبه في نشْأتِها فكرةَ الحوزات الشيعيَّة، والمرجع الشيعي، ورُوَّاد الحوزة، فأصلُ الفكرة فارسي، وأصلُ كلمة "الخانقاه" فارسي تُطلقُ على المباني التي تُقام لإيواء الصُّوفية..
بيلاسوفا؛ أي: محبُّ الحِكمة، ولَمَّا ذهَب في الإسلام قومٌ إلى قريبٍ من رأيهم، سُمُّوا باسمهم، ولَم يَعرف اللقبَ بعضُهم؛ فنَسبهم للتوكُّل إلى الصفَّة، وأنَّهم أصحابها في عصر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثمَّ صُحِّفَ بعد ذلك"]، والقشيري ذكَر أنه "ليس لهذا الاسم أصلٌ في اللغة العربية"
و"كان تأثير النِّحَل الهندية في التصوُّف الفارسي عميقًا، ليس من حيث مطابقة بعض سِيَر الصُّوفية - وأشهرهم إبراهيم بن أدهم - لسيرة بوذا فحسب، بل في كثيرٍ من تفصيلات أفكاره، فالوصولُ إلى الله أو الحق، أو المطلق عند الجوكيين الهنود، يمرُّ بمرحلتين: "السمبراكناثا"؛ أي: تركيز الخاطر في نقطةٍ واحدة، "الإسمبركناثا"؛ أي: التجاوز عن صور الذَّات، والغوص في فكر الذات العليا، والمرحلة الأولى عند المتصوفة المسلمين تُسمَّى بمرحلة جَمْع الخاطر، أمَّا المرحلة الأخرى، فتسمَّى بالمُراقبة"

ويؤيِّدُ هذا القول المستشرقُ الألماني فون هامر، وعبدالعزيز إسلامبولي، ومحمد لطفي جمعة
ويُرجع ديورانت التصوُّف الإسلامي إلى أصولٍ كثيرة؛ منها: نزعة الزُّهد عند فقراء الهندوس، وغنوصيَّة مصر والشام، وبحوث الأفلاطونية الجديدة عند اليونان المتأخِّرين، وتأثير الرُّهبان المسيحيين الزَّاهدين المنتشرين في جميع بلاد المسلمين
ومَنبتُ التصوُّف البصرة، وهي موطنٌ لرُهبان النصارى؛ لذا شاع إنكار تشبُّه الصُّوفية في رَهبنتِهم بالنصارى، ومن ذاك نَقْدُ حمَّاد بن سلمة (157هـ)[ فَرْقدًا السَّبخي البصري (131هـ) ، حينما رآه مُرتديًا ثيابَ صوفٍ، فقال له: "ضعْ عنك نصرانيَّتَك هذه"
ويصفُ بعضُ الباحثين أنَّ "هذه الديانة المسيحية بتعاليمِها وتعاليم مُعتنقيها، قد أثَّرتْ في نشأة التصوُّف الإسلامي وتأثَّر بها"
ويرى البعضُ أنَّ المصادر الداخلية والخارجية كلها ينابيع استَقى منها التصوُّف، بصفته ظاهرة إنسانية عابرة للحضارات والأديان، تسعى للبحث عن الحقيقة في الصَّفاء الرُّوحي، وكثيرٌ من المتصوفة كانوا نصارى قبل إسلامِهم، أو من بيئةٍ نصرانية؛ كمعروف الكرخي.
و"هناك فئةٌ من أكابر المستشرقين؛ أمثال: وينفيلد، جوزيف فون هامر، ثولك، فون كريمر، كار هينرخ بيكر، هانز هينريخ شيدر، وكولد تسيهر، ونيكلسون - في أبحاثه الأولى - ربَطوا الحركةَ بتأثيراتٍ أجنبية؛ مسيحية وهندية، وفارسية ويونانية، فيرى بعضُهم أنَّ الزُّهدَ في الإسلام تقليدٌ لرَهبنة النُّساك من النصارى

والذي يظهرُ من بين هذه الاختلافات، أنَّ التصوُّف ظهَر بعد الإسلام في شكل زُهدٍ ورغبة في الدار الآخرة، وكَبْح جِماح النفس عن حبِّ الدُّنيا مَهْمَا أمكَن، ومدار التصوُّف زيادة في التعبُّد وسَعْي للتقشُّف، فافتَرق الناسُ في أمرِ هؤلاء الذين زادوا في أحوال الزُّهد والوَرَع والعبادة، على ما عُرِف من حال الصَّحابة، فقوم يذمُّونهم ويَنتقصونهم، ويَرمونهم بالبدعة، وقوم يجعلون هذا الطريقَ من أكمل الطُّرق وأعلاها، والتحقيق أنهم في هذه العبادات والأحوال مجتهدون، منهم الصالحون، ومنهم القاسطون، وبين أولئك عوام قد يَنسِبون لأئمَّتِهم من الأقوال والفِعال ما لا يصحُّ سندًا ولا أصلاً في التصوُّف..
على أنَّ أقطابَ التصوُّف وهم يَبنون هذا المسلك، صَعُب عليهم الابتعاد عن تيارات وأفكارٍ شتَّى مخالفة للإسلام، والتأثُّرُ بها، خاصة من الأتباع وبعض الفرس، وظهورها واضح جَلِي في معتقداتِهم وسائر سلوكهم، على المستوى الفردي أو الجماعي، بعد أن تنوَّعَ الأساس الذي قام عليه المذهب بادي الأمر.
نشأة الطرق الصُّوفيَّة:
يَروي المقريزي في الخطط عن أول دارٍ في الإسلام جَمَعت الصُّوفية، فيقول: "أوَّل مَن اتَّخذ بيتًا للعبَّاد والزُّهَّاد، زيدُ بن صوحان بن صبرة؛ وذلك أنَّه عَمَد إلى رجالٍ من أهل البصرة تفرَّغوا للعبادة، وليس لهم تجارة ولا غلال، فبنى لهم دُورًا وأسكَنهم فيها، وجعَل لهم ما يقوم بمصالحِهم؛ من مطعمٍ ومشرب، وملبسٍ وغيره، وكان ذلك في عهد أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه".
وأمَّا عن أوَّل دارٍ للصوفيَّة بُنيت في مصر، فقد عُرِفت باسم (الخانقاه)؛ يقول المقريزى: "دار سعيد السعداء، دويرة الصُّوفية، هذه الخانكاه بخط رحبة باب العيد من القاهرة، كانت أولاً دارًا تُعرف في الدولة الفاطمية بدارِ سعيد السعداء، ويُقال: عنبر، وذكر ابن ميسر أنَّ اسمه: "بيان"، ولقبه سعيد السعداء، أحد الأساتذة المُحنَّكين، خدام القصر، عتيق الخليفة المستنصر، فلمَّا استبدَّ الناصرُ صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي بِمُلْك مصر بعد موت الخليفة العاضد، وغيَّر رسوم الدولة الفاطميَّة، ووضَع من قصر الخلافة، وأسكَن فيه أمراءَ دولته الأكراد، عَمِل هذه الدار برسم الفقراء الصُّوفية الواردين من البلاد الشاسعة، ووقَفها عليهم في سنة تسع وستين وخمسمائة، وولَّى عليهم شيخًا، ووقَف عليهم بستان الحبانية بجوار بركة الفيل خارج القاهرة، وقيسارية الشَّراب بالقاهرة، وناحية دهمر، ومرر البهنساوية، وشرط أنَّ من مات من الصُّوفية وترَك عشرين دينارًا ما دونها، كانت للفقراء، ولا يتعرَّضُ لها الديوان السلطاني، ومَن أرادَ منهم السفرَ، يُعطى تسفيرة، ورتَّب للصوفية في كلِّ يوم طعامًا ولحمًا وخبزًا، وبنى لهم حمَّامًا بجوارهم، فكانت أوَّل خانكاه عُمِلت بديارِ مصر، وعُرِفت بدويرة الصُّوفية، ونُعِت شيخُها بشيخ الشيوخ".
والطرق والربط، والخانقاه والزوايا، كانت منهجيَّة إستراتيجية لصلاح الدين الأيوبي؛ لحفظ الأمن القومي، ومقاومة الترسُّبات الباطنية للدولة العُبيدية، والتسرُّبات النَّصرانية من حروب الإفرنج، وبَسْط سلطان الإسلام والعربية على البقاع الإسلاميَّة كافَّة،
أنَّ عبدالقادر الجيلاني - صاحبَ الطريقة القادرية (ت 561هـ) - هو أوَّل مَن نادى بالطُّرق الصُّوفية وأسَّسها، وكانت الرفاعية هي ثاني طريقة، وتَلَت هذه الطريقةُ المولوية المنسوبة إلى الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي
أ- أنَّ أوَّلَ مَن عُرِف بالصوفي، هو أبو هاشم الشيعي الكوفي (ت150هـ)، وكان معاصرًا لسفيان الثوري (ت 155هـ)، ولجعفر الصادق، ويُنسَب إلى الشِّيعة الأوائل، ويُسَمِّيه الشيعة مُخترعَ الصوفية، وهو الذي بنى زاويةً في مدينة الرملة بفلسطين، وكان أبو هاشم حُلوليًّا دَهريًّا، يقولُ بالاتحاد
ب- يذكر بعضُ المؤرِّخين أنَّ عبدك (مختصر عبدالكريم)، أو محمد (ت 210هـ)، هو أوَّل مَن تسمَّى بالصوفي، ويَذكر عنه الحارثُ المحاسبي أنه كان من طائفةٍ نصف شيعيَّة، تسمِّي نفسَها صوفية، تأسَّست بالكوفة، و"عبدك" كان رأسَ فِرقةٍ من الزنادقة، الذين زَعَموا أنَّ الدنيا كلها حرامٌ، لا يَحِلُّ لأحدٍ منها إلاَّ القوت؛ حيث ذهَب أئمَّةُ الهدى، ولا تَحِل الدنيا إلا بإمامٍ عادل، وإلاَّ فهي حرام، ومعاملة أهلها حرامٌ.
ج- يذهب ابنُ النديم في الفهرست إلى أنَّ جابر بن حيَّان (ت200هـ)[ - تلميذ جعفر الصَّادق (ت 208هـ) - أوَّل مَن تسمَّى بالصوفي، والشيعة تعتبرُه من أكابرهم، والفلاسفة ينسبونه إليهم
ويُطلقُ اسم التصوُّف في أوائلِ ظهوره "على جميع الصُّوفية في العراق في مقابل "الملامتية"، وهم الصُّوفية في خراسان، ثم أخَذ هذا الاسم يطلقُ بعد ذلك بقرنين على جميع أهل الباطن من المسلمين
وأوَّل مَن حدَّد نظريات التصوُّف وشرَحها، ذو النون المصريوأوَّل من بوَّبها ونشرَها: الجنيد البغدادي، وأوَّل مَن تكلَّم في علم الفناء والبقاء: أحمد بن عيسى أبو سعيد الخزاز شيخ الصُّوفية.
لأطوار التي مرَّ بها التصوُّف:
إذ "بدَأ التصوُّفُ باستنباطِ حياةٍ زُهديَّة من القرآنِ والسُّنة؛ سنة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسُنة الصحابة، ثمَّ كان تصوُّفًا، ثمَّ أصبح التصوُّف علمًا يقابلُه قواعد عمليَّة، وقد احتضَن الأشاعرة - منذ أبي حامد الغزالي - التصوُّفَ، وأصبح جزءًا من حياة الخلف
يقولُ ابن خلدون في كلامه عن علم التصوُّف: "هذا العلمُ من العلوم الشرعيَّة الحادثة في المِلَّة، وأصلُه أنَّ طريقَ هؤلاء القوم لَم تَزَل عند سلفِ الأمَّة وكبارها من الصحابةِ والتابعين، ومَن بعدهم - طريقة الحقِّ والهداية، وأصلها العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زُخرف الدنيا وزِينتها، والزُّهد فيما يُقبلُ عليه الجمهور من لذَّة ومالٍ وجاهٍ، والانفراد عن الخَلق في الخَلوة للعبادة، وكان ذلك عامًّا في الصحابة والسَّلف، فلمَّا فشَا الإقبالُ على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنَح الناسُ إلى مخالطة الدنيا، اختُصَّ المُقبلون على العبادة باسم الصُّوفية والمتصوِّفة"
فكان هدي الصحابة هو الأساس الذي نظَر إليه أئمَّة الصُّوفية والفقراء في تأصيلِ مناهج الزُّهد والنسك، وتطهير الرُّوح مما لَحِقَها من ترف الحضارة، حين فُتِحت الدنيا على المسلمين، وبعدت طوائفُ منهم عن نسكِ مَن سلَف، وغَلَبت رِقةُ الدِّين على الأفراد، وكَثُر الشِّبَع، وفشا الكسلُ والتَّواكُل، وانغمَسَت الناسُ في مَلَذَّات الدنيا، وكان بادئ هذا الأمر النصف الثاني من القرن الثاني الهجري.
يبدأ في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، وامتازَ هذا الطورُ بالحرص على الاتِّباع دون الابتداع، وعلى رأس هذا الطَّور ظهَر إبراهيمُ بن أدهم (ت 161 هـ)، وهو يغزو في بلاد الروم، وأبو سليمان داود بن نصر الطائي (ت 165هـ)، وقد انشغلَ بالعلم والفقه، واشْتَهرَ بالخَلوة والعبادة، ورابعة بنت إسماعيل العدوية البصريَّة، أمُّ الخير المشهورة بالزُّهد والصلاح (ت 185هـ)، والفُضيل بن عياض (ت 187هـ) في مكة، وشقيق البلخي (ت 194هـ)، وأبو حفص عمر بن مسلمة الحدَّاد (ت 260هـ)، كان أحدَ أئمَّة الصُّوفية،
يقول ابنُ القيم: "واجتمَعت كلمةُ الناطقين في هذا العلم أنَّ التصوُّف هو الخلق، وهذا العلم مَبني على الإرادة، فهي أساسه ومَجمع بنائه، وهو يشتملُ على تفاصيل أحكام الإرادة، وهي حركة القلب؛ ولهذا سُمِّي علمَ الباطن، كما أنَّ علم الفقه يشتملُ على تفاصيل أحكام الجوارح؛ ولهذا سُمِّي علمَ الظاهر"[
وكان شغل أئمَّة الصُّوفية إحياء السُّنن، والعَود على بَدْءٍ، ووَعْظ الناس بأنَّ ما في أيديهم قد يؤخَذُ منهم بمعاصيهم وانصرافهم عن السبيل المستقيم،
فامتازَ منهجُ المتقدِّمين في الجملة بالتعويل على الكتاب والسنة، واعتبارهما مصدري التلقي والاستدلال، ويُروى عنهم نصوصٌ كثيرة في ذلك وقال أبو عمر بن نجيد (ت366هـ)[ : "كلُّ وَجْدٍ لا يشهد له الكتاب والسُّنة، فهو باطل".
وفي ذا الطور كان التصوُّف قائمًا على أُسسٍ "قد بُني عليها، وهي:
الأساس الأول: معرفة عقائد الإيمان.
الأساس الثاني: معرفة الأحكام الفقهيَّة.
الأساس الثالث: العمل بمقتضى العلم.
الأساس الرابع: الإخلاص في العمل
الإرادة.
نرى أنَّ التصوُّفَ "بدأ زُهدًا، فتصوُّفًا، ففلسفة، أو بمعنى أدقَّ: بدأ التصوُّف في مرحلتِه الأولى يتخذُ تصوُّراتِه وحقائقَه من القرآن والسُّنة، ثم انتقَل إلى مرحلةِ التصوُّف، فبينما كانت المرحلةُ الأولى مرحلةً عملية، كانت المرحلةُ الثانية مرحلةَ عملٍ ونظرٍ، فتكلم الصُّوفية عن الأذواقِ والمواجد، وخطراتِ القلب، ومراحلِ الطَّريق الصوفي، وأخذوا يُحدِّدون تفسيرات مقابلة لتفسيراتِ الفقهاء والمتكلِّمين للمعاني الدِّينية.
ومَضى التصوُّفُ في السير، فانقَلَب أخلاقًا عند أهل السُّنة والجماعة، وفلسفة عند طائفة، مزَجوه بعلومِ اليونان وبحِكمة المشارقة الأقدمين، والفيدا الهندي واليوجا، وتراث الهند جميعه، مزَجوا هذا كلَّه في فلسفة ظاهرُها إسلامي، وباطنُها غير إسلامي".



#عبدالمنعم_عبدالعظبم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الام مصرى
- قراءة فى تراث الغناء العربى


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالمنعم عبدالعظبم - الصوفية والتصوف