أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - ما أبعد يوم الأسد عن أمسه وكم يختلف عن غده!














المزيد.....

ما أبعد يوم الأسد عن أمسه وكم يختلف عن غده!


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس هناك أدنى شك أن كل من شاهد "وزيرة" النظام السوري بثينة شعبان أمس الأول من خلال قناة الجزيرة الفضائية وهي تقول بالعريض أن سبب إلغاء رحلة بشار الأسد لنيويورك هوانشغاله وأن لديه "عمل ومهام مرتبطة ... بعملية الإصلاح ..." قد ضحك ملء شدقيه، ليس بالتحديد بسبب الكلام عن انشغال الأسد بـ"الإصلاح" المزعوم بل لأن "الوزيرة" توضح للمشاهدين بشكل مباشر سبب تسميتها "بثينة الصحّاف" (نسبة إلى محمد سعيد الصحاف، وزير صدام الذي كان يُمتع الصحافيين بحدوداته عن حرب دائرة رحاها ـ ربما على المريخ!ـ حيث كان يُقطّع أوصال العلوج بمعارك طبيعتها unconventional بينما كان الواقع يقول أن "العلوج" قد أصبحوا فقط على بعد أمتار منه..). وإذ تحكي "الوزيرة" عن كثرة أعمال بشار الأسد التي منعته من رحلة نيويورك فكيف تستطيع أن تفسر لمشاهديها أن ذات هذا المشغول بالإصلاح وجد لديه فائضاً من الوقت حين أراد مؤخراً الذهاب مع أسرته للاستجمام في تركيا لولا أن السلطات التركية نفسها اعتذرت عن ذلك لإدراكها أنها ليست بموقع تغضب فيه الإدارة الأميريكية منها!؟

في الحقيقة، لا يخفى على أحد أن بشار الأسد يفرفش لوجود فعالية يقف بموجبها في دائرة الضوء محلياً وعالمياً، فهو من يدخل "مجلس الشعب" رافعاً يديه، وهو من يمشى مع بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولص الثاني وهومن يذهب إلى جنازة الأخير ليستطيع الظهور بين الشخصيات العالمية ويتمكن من مصافحة الزعماء، وهو من يخصص أوقاتاً لصحفيين أمريكيين ليتكلم عبر الصحافة الأمريكية وهو من ينتعش عندما يتمكن من الكلام عبر مجلة "دير شبيغل" الألمانية، فهو الذي يعتقد أنه ماهر في كل شيء وأنه يصنع السياسة وضالع في الثقافة، وهو من يُعلّم الصحافيين معنى "الاشتراكية" و"الثقافة" و"الربيع" وما هي "مؤسسات المجتمع المدني" (و..و..حتى غدت الصحافة تكتب عن مصطلحاته وتعابيره ومفاهيمه ...)، فكيف له أن يضيع "حباً وطواعية" فرصة رحلة كتلك إلى نيويورك حيث بإمكانه ـ كما يعتقدـ تعليم زعماء العالم وإعطائهم الدروس!؟ ألم يكن قد أعد برنامجاً مع طاقمه العالمي الذي فاق الخمسين شخصاً بعدده لرحلة نيويورك قبل أن ينشغل بالإصلاح؟ ألم يعلن إعلامه أنه رتب لقاءات إذاعية وتلفزيونية وغيرها؟ لعل الأسد يردد الآن إما في سره (أو في حضور وزيرته بثينه الصحاف): "لو كان الإصلاح رجلاً لقتلته" لأن الإصلاح فوت عليه رحلة نيويورك والهيصة الإعلامية والأضواء والكاميرات العالمية.

باختصار شديد، ما معنى أن يلغي بشار الأسد رحلته إلى نيويورك ويتراجع في اللحظة الأخيرة وهو الذي يبحث عن الأضواء والمصافحات ويعيش على الدعاية وكل تشكيلته إعلامية ويعيش على التخريجات؟ لن نتفاصح هنا بالكلام عن الأسباب الفعلية لإلغاء رحلة نيويورك لأن الجميع يعرفها، ولن نتكلم بما هو تحصيل حاصل بخصوص العلاقة ما بين إلغاء الرحلة وما يجري الآن من تحقيقات بشأن جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الحكومة اللبناني الأسبق إلخ... لكن ما نستطيع أن نتذكره سوية هنا هو أن الأسد ربما بات يدرك بشكل جدي مدى العزلة التي يعيشها عالمياً وعربياً ومحلياً. وفي الواقع لم يعد هناك من صديق له ولنظامه، فقد قاطعه كل العرب بما فيهم أهل الخليج والجميع لهم مواقف منه بل وحتى حسني مبارك نفسه بات مقتنعاً أن لا جدوى من التعامل معه، فقد دوّخ الأسد ليس فقط السوريين وإنما العرب والأجانب! وكلما تكلم كلما ازدادت حيرة المستمع إليه عن طبيعة هذا الشخص ومن هو! هذا النظام لن يستمر بعزلة داخلية، عربية وعالمية. وهذا الوضع هو من صنع الأسد نفسه (و لم يرث الأسد الأزمة السياسية من والده بل مهد له مورثه الطريق وجميع القوى مدت يدها إليه ولكنه لم يتفاعل مع الواقع)، وكذلك لا علاقة للعالم بذلك لأن العالم لم يمانع في توريثه.. مختصر الكلام أن هذا الشخص كان طيلة الوقت طائشاً ويبيع بضاعة كاسدة وأيديولوجيا بائدة وهو يقود الشعب إلى الهاوية نتيجة لذلك.

أن يكون الأسد معزولاً فهذا أمر طبيعي وأن لا يجد من يستقبله فهذا أمر متوقع نتيجة لسياسته، ولكن أن يحاول دفع الشعب السوري معه فهذه هي الكارثة.





#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة السورية وفانتازيا الحلول
- -الخط الأعوج من الثور الكبير- في سوريا الأسد
- هموم السوري: بين الاحتلال الداخلي والاحتلال الخارجي
- رد أكرم شلغين على الصحف السورية والمواقع الالكترونية
- الهاوية لك يا فراس طلاس وصعود القمم لنا
- من أجل سوريا وليس أمريكا، وصدقاً مع أنفسنا
- الأسد والانقلابات البيضاء: التصحيح والعودة إلى المربع الأول، ...
- أتمطر سماء النظام السوري سكاكيناً؟ أم أن الكذب هو فلسفته الم ...
- الفرصة الأفضل للتحرك في سوريا
- لن تسجل ضد مجهول
- تكررت الرسائل والمضمون واحد: دمشق مستعدة للمفاوضات بدون شروط
- النظام السوري والضغوط الأمريكية
- !الخوف من الغرب وثقافته
- لماذا لا توجد حركة سلام في سورية؟
- النظام السوري وكذبة الوطنية والصمود والثوابت
- لا مبرر لمؤسسة أكاديمية كي تثمن زوجة بشار الأسد
- إلى العصابة التي تحكم سورية: من العار عليكم أن تبقوا في الحك ...
- تحديد المسؤولية في أزمة اليسار السوري
- كي لا نتستر على الجريمة: لنتضامن مع عارف دليلة
- رداً على ما أراده الأمن السوري نقول ازداد تضامننا مع المناضل ...


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - ما أبعد يوم الأسد عن أمسه وكم يختلف عن غده!