أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال لعفو - صراع الشرق والغرب : أي دور للفيلسوف في بناء المجتمع الإنساني المفتوح ؟















المزيد.....

صراع الشرق والغرب : أي دور للفيلسوف في بناء المجتمع الإنساني المفتوح ؟


جمال لعفو

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع الشرق والغرب :
أي دور للفيلسوف في بناء المجتمع الإنساني المفتوح ؟


لقد طرحت هذا السؤال في محاولة لفهم أسس الفلسفة وما تعرفه من ضبابية في الفهم وتشعب في المواضيع وتعدد في الدلالات والمعاني. وقد أردت أن أجيب على هذا التعدد والاختلاف الذي يعرفه الأصل الفلسفي سواء من المنظور الغربي المقزم والذي ينسب لنفسه كل الجميل أو من المنظور المشرقي الذي يؤصل لكل عصر على شاكلة أصالة مشرقا نية محاولا تبيان الخلفيات السياسية والإيديولوجيا القائمة وراء هذا التمركز le centralisation » »*.
إن هذه الإشكالية لعميقة في الأصل صعبة في الإدراك متشابكة في الفهم وما يهمنا فيها هو الموضوع لا الذات، المضمون لا الشكل والجوهر لا العرض.
فما الذي يقف وراء هذا التنازع على هذا الإرث الفلسفي ؟ وما خلفيات التمركز الإيديولوجي على المعرفة الفلسفية ؟وماذا يخدم هذا الشنآن القائم بين القطبين المشرقي والغربي ؟ وهل الفلسفة باعتبارها فكرا إنسانيا تقبل بهذا التمركز ؟

في البداية لا بد أن أوضح أن التقسيم" شرق - غرب ""Est-Ouest" لا يقوم على أسس علمية ومعرفية وإنما هو تقسيم يقوم على أسس إيديولوجية وسياسية يأخد باعتبارات الدين وينتصر لنوازع العرق لايقبلهما العلم والموضوعية وترفضهما الفلسفة كفكر شمولي رفضا باتا.
إن التأصيل لتاريخ التمركز في المجتمعات البشرية يعود إلى الأزمنة الغابرة ويتجذر في المجتمعات منذ عصور ما قبل التاريخ ,فظهور الملكية الخاصة _بعد انقضاء مجتمعات المشاعة البدائية _فرض على الإنسان أن يصير إنسانا يتملك الحاجات والوسائل كما يتملك الأفكار والمعارف وهذا التملك يتطور وفق ما تمليه حاجات الإنسان الذاتية.
لقد استطاعت أوروبا عبر تطورها التاريخي والفلسفي، أن تؤسس لفكرها وتؤصل لجذورها الفلسفية والفكرية، مما قادها إلى إفراز نسق ثقافي حضاري قررته المركزية الغربية تلك ، في قولها بالخصوصية المطلقة لتاريخ الغرب ، وحضارته التي أنضجتها عوامل خاصة وداخلية، و من ثم فعلى المجتمعات والشعوب التي تريد أن تبلغ درجة التقدم التي وصل إليه الغرب الأخذ بالأسباب التي أخد بها الغربيين، وذلك عبر التخلص من خصوصيتها الثقافية، باعتبارها هي المسؤولة عن تخلفها التاريخــي .
وبهذا فان المركزية الغربية لا تقدم فقط رؤية للعالم بل تتجاوزته إلى تقديم مشروعٍ سياسي على صعيد العالم، وهو مشروع تجانس الإنسانية المستقبلي من خلال تعميم النموذج الغربي . وكان من بين من قاد هذا الصراع هو الألماني "هيغل "وبعده الإنجليزي "برتراند راسل" حين أكدا على عظمة الغرب وحكمته التي لا تضاهيها أي حكمة .وهكذا فالمركزية الغربية سعت عبر تطورها التاريخي والفلسفي والفكري أن تؤصل لتمركزات عديدة، استطاعت أن تعكس المركزية الغربية بمفهومها الايديوجي الذي وصلت إليه اليوم، لتقرر في الأخيرة ما اصطلح عليه" فوكوياما" نهاية التاريخ، حيث وصلت البشرية حسب هذا الأخــير إلى قمة ما يمكن أن تصل إليه من التحضر والديمقراطية والمتمثلة في نهاية المطاف في المجتمع الليبرالي المعولـــم**.

في المقابل نجد من يتبنى مركزية الشرق ويؤصل لكل أصل فلسفي على شاكلة أصالة مشرقية وحضارية فيه صنعت العلوم والمعارف والتي احتضنت ميلاد وبداية الحكمـــة . حيث نجد مؤيدوا هذه النزعة لا يقتصرون على نسب الفلسفة إليهم فقط وإنما كافة العلوم والمعارف البشرية . ويكنون في المقابل عداءا شديدا لكل إنتاجات الغرب ويعتبرونها محاكاة وسرقة لكل إبداعات الشرق الأصيل .
وقد حاول الكثيرمن أصحاب هذه النزعة إرجاع الفكر اليوناني إلى فكر الحضارات القديمة من أجل العثور على أي نقاط يتشابه فيها الفكر اليوناني مع فكر الحضارة الفرعونية أو الصينية أو البابلية أو الهندية أو غيرها من حضارات الشرق القديمة ....وخلصوا الى النتيجة التي استهدفوها قبل الشروع في البحث هي الإبتهاج بالادعاء أن الفكر اليوناني لا يمثل قطيعة فكرية مع الفكر السائد في الحضارات القديمة ولا هو طفرة نوعية في المسائل والمناهج والاتجاهات والنتائج ،وإنما هو امتداد طبيعي لما سبقه من أفكار . وبذلك أعلنوا انهيار مقولة التفرد اليوناني غير أن الحقائق المتضافرة تدحض سعي هذا الإتجاه المغرض الذي أقام الفلسفة على نوازع العرق والدين.. وبذلك زاغ فكرهم وإدعاءاتهم عن عالمية الفكر الفلسفي.

وهكذا فالصراع حول الإرث الفلسفي ليس وليد الأزمنة الحديثة وإنما هو قديم قدم النظريات الفلسفة إلا أن الوعي بهذا الصراع لم ينكشف إلا في الفترة المعاصرة بعدما أحس العديد من النقاد والفلاسفة يضرورة حماية الفلسفة من هواجس الإيديولوجيات وهي تصارع بعضها البعض من أجل الفوزبلقب "حضارة الفلسفة ".


مما الصراع بين الشرق والغرب يتجلى في أوجه عدة تتمايز مجالته وتتنوع بين المعرفي والنفسي والسياسي والإقتصادي ..إلخ .ولذا لن أبالغ إن قلت أن الأصل في الفلسفة والجوهر هو واحد سواء كان منشئها الغرب اليوناني أو الشرق المصري أوالبابلي ,فالإنسان في آخر المطاف هو الذي يتفلسف وهو الذي يستحق أن تكون له هوية الفيلسوف وليس الجغرافيا هي التي تعطي له هذه الهوية وتسحبها منه متى شاءت بحسب درجة وقوة الحضارة التي يتبعها هذا الفيلسوف وذاك.

إن الإنتماء إلى الإنسانية وللتاريخ الإنساني المفتوح لهو أرقى الطرق لبلوغ الموضوعية ...وإذا سلمنا أن الحق في الإعتزاز بالخصوصية هو ضرورة عند كل البشر....فإن هذا الإعتزاز يجب أن يكون لصالح إنتماءنا الإنساني وتجمعنا البشري وليس على حساب الإنسانية الخالصة.

إحالات ومراجع:

_ *كلود ليفي ستروس، العرق والتاريخ، ترجمة سليم حداد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1982.
-**فرنسيس فوكوياما ، نهاية التاريخ وخاتم البشر، ترجمة العربية لحسين أمين،مركز الأهرام للترجمة والنشر ط1 ،1993.
_فخري لبيب، أوراق ومداخلات المؤتمر الدولي حول "صراع الحضارات أم حوار الثقافات"، القاهرة 10-12 مارس 1997، مطبوعات التضامن (173)، 1997.
_زكي الميلاد، المسألة الحضارية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب؛ بيروت، لبنان، 1999.



#جمال_لعفو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب يتطلع إلى التوصل لاتفاق بشأن غزة في هذا الموعد
- هل نقترب من انفراجة بشأن وقف إطلاق النار في غزة؟ إليكم ما نع ...
- الصين والولايات المتحدة: هل تحوّل التلميذ إلى أستاذ؟ - في ني ...
- رئيس الوزراء العراقي لبي بي سي : العراق لن يسمح بأن تكون سما ...
- -حريق حول العين- لهيام يارد: قصائد بالفرنسية تأخذنا إلى بيرو ...
- لماذا تستعد نيويورك لنشر منظومة اعتراض الطائرات المُسيرة؟
- أكثر من 14 مليون شخص ثلثهم من الأطفال مهددون بالموت جراء قرا ...
- نتنياهو يعتزم لقاء ترامب في واشنطن الأسبوع المقبل
- اتهام بريطانيا بالتواطؤ في إبادة غزة بعد حكم -العليا- بشأن س ...
- الشفافية تعريفها وتطورها التاريخي وأهدافها


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال لعفو - صراع الشرق والغرب : أي دور للفيلسوف في بناء المجتمع الإنساني المفتوح ؟