أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن عامر خاطر - قصة قصيرة بعنوان ( القاتلة الحسناء )















المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان ( القاتلة الحسناء )


فاتن عامر خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


(القاتلة الحسناء )
المانشت الرئيسى لجميع الجرائد اليوم...
- اليوم النطق بالحكم فى قضية الحسناء الصغيرة
- الحسناء قاتلة نفسها تنتظر مصيرها اليوم
- خمس سنوات بين جدران السجن فهل تشاهد الحسناء الشارع اليوم؟
- الحسناء العارية هلى ترتدى ملابسها اليوم أم الثوب الأحمر؟
بدأ الزحام يزداد داخل قاعة المحكمة العليا، لسماع النطق بالحكم فى قضية الحسناء ذات الخمس وعشرين عاما، التى شنقت نفسها عارية تماما فى ميدان عام وأنقذها عسكرى المرور بأعجوبة، نفس العسكرى الذى حاول محاميها توجيه أصابع الإتهام إليه بألاعيب قانونية شتى.
ضجيج شديد وهمسات، الجميع فى حركة والكاميرات تستعد لإتخاذ أماكنها فى زوايا نادرة وربما غير مألوفة...الكل مترقب
رفع الحاجب يده اليسرى ناظرا فى ساعته المتهالكة وتمنى للحظات لو يستبدلها بساعة جديدة بإطار جلدى سميك لايهلك مع الأيام، أغلق الباب ودخلت الهيئة الموقرة بأكملها، وزجوا بالحسناء داخل القفص بعد دخول الهيئة الموقرة فى حادثة هى الأولى من نوعها،إرتفعت كل الفلاشات لم ترحم نحول جسدها ولا الخطوط السوداء التى ارتسمت أسفل جفونها، وزادت التعليقات :
خسارتها ف الخبل
قشطة والله .....معرفوش يربكوا
وزاد البصق من البعض وقذفها أخرون باللعنات والجحيم الذى ينتطرها
بدأت الفلاشات تتلاعب بعيونها، لم تتأثرتعبيرات وجهها الجامد بالتعليقات فقط أطرقت رأسها للحظات ثم رفعتها مرة أخرى وسوت شعرها المهمل المنسدل على كتفيها منذ خمس سنوات كاملة...
إبتسمت للجميع، ونظرت للكاميرا ورفعت أصابعها بعلامة النصر.
هدأت القاعة، وبدأالسيد وكيل النائب العام بشرح خطورة هذه القضية وكيف أنها كدرت الصفوالعام وخدشت الحياء، ووصف الفتاة بالوحشية التى حاولت بها إزهاق روحها و أنه جرم يعاقب عليه القانون، وكيف أثر هذا الحدث فى نفوس الصغار وخصوصا الذين كانوا فى الميدان وقتها وطالب بشنقها بنفس الميدان واختتم كلماته بالعدل وآيات من الكتاب.
الدفاع:
ما أن وقف محامى بعيون سوداء يرتدى نظارته السميكة وبملابسه الأنيقة نجح فى اقتنائها عبر سنوات من الوقوف ف ساحات المحاكم مدافعا عن أعتى المجرمين وببراعة شديدة، حتى أن الجمهور تعجب كثيرا من قبوله هذه القضية، لمعت ساعته وتلاعب ضيها بأعين الحاجب، رفعت الحسناء رأسها :
لا أريد محاميا
القاضى:
كيف؟
سأتكلم بنفسى عن قضيتى .
إحذرى..إنها جلسة النطق بالحكم ولدينا تقرير يؤكد عدم ...
أعلم ذلك جيدا ولا أعترف بالتقرير ولا أقبل هذا المحامى ولا غيره
لك هذا .
بدأت الحسناء:
أشكر هيئة المحكمة التى سمحت لى بالتحدث حول هذه القضية التى كتبت فيها أوراقا كثيرة وذاكرت لها مذاكرة مضنية طوال سنوات سجنى.
لن أقول أننى سأدافع عن نفسى ، لأنى أعترف لسيادتكم بأنى القاتل الذى قتل نفسه عمدا، وإن كنتم ترون أنى بذلك قد تسببت فى تكدير الصفو العام ...فلكم هذا
ضجيج فى القاعة..
هدوء .
كل ما أريد الحديث عنه هو ذلك المحامى النبيل الذى يقف أمامكم الأن فى محاولة مرفوضة للدفاع عنى.
هذا المحامى هومن دفعنى دفعا لهذه القضية الوهمية الخاسرة التى لا تعنيه ف الأساس سوى فى أنه القاتل الذى طعننى يوما ما، طعنة لازالت أثارها على جسدى هذا.
والآن يأتى مدافعا عنى، لأيام طويلة فكرت لماذا يدافع عنى؟
هل يعمل المحامى بلا أجر؟
هل هذا الرجل ترافع فى أى قضية متطوعا؟
أم إنه يطمع ف أجر أكبر من ذلك بكثير؟
ولماذا يدفعنى دفعا لخصما وهميا، بل ويدفع نفس الخصم إلى، راجع سيدى القاضى مذاكرات الدفاع وسترى بنفسك ذلك.
أخيرا إستسلمت لدفاعه وأكدت لنفسى أنه يفعل ذلك بدافع نبل دفين ربما محاولا إظهاره لى، وربما أيضا يرغب أن يوضح لى مدى وحشية ورعونة الخصم، وربما بدافع الحب...حب مهنته.
ولكن أخيرا بعد أن تشابكت بل وإكتملت خيوط القضية، تأكدت أن هذا المحامى الشهير النبيل هو من آثار هذه القضية من بدايتها، دفعنى إليها ورتبها بإحكام شديد وكتب مذاكرتها بتركيز علينا أن نصفق له..صرخت فى الحضور صفقوا جميعا
تصفيق طويل
طرق القاضى بمطرقته عدة مرات
نعم فعل ذلك ليظهر بمظهر المحب البرئ...لمهنته وللعدالة والإنسانية
ويتوارى خلف ذلك رغبة فى إظهارى أمام الجميع..مجنونة لا يعتد عليها وليظهر لى أنا أيضا تأثيره على الحاشية ، ووحشية الخصم المزعوم.
لأنه ببساطة إختلس منى شيئا ثمينا، وهو يعلم ذلك ..انظروا إليه ..انظرو لتوتره انظروا لرعشة عينيه..كان يعلم أنى لن أقف أمامه يوما ما ليس لسذاجة طفولية
أو رعبا من حاشية خرافية تحوطه، أواسما يعرفه الجميع فهناك دائما أشخاص قليلة تعرف ...وإنما لأننى بالفعل ساذجة تملك دليلا ناقصا..
نعم سيدى إختلس شئ أثمن مما يعتقد أنه إختلسه فى لحظات ثقة ومنح أجمل الخطرات والفكرات شئ أعظم بكثيرمن الكلمات والقصص والروايات والحكاوى
والمراجعات.
إختلس عمرى كله.
قضيتى أيها السيدات والسادة تخلو من خصوم، قضيتى مع هذا المحامى الواقف أمامكم بكل نبل وشرف.
أعترف بأننى قتلت نفسى وهذه ليست المرة الأولى..وأنا على إستعداد للجزاء
وإن كنت لا أعترف بكم أيها السادة القضاة فى ساحات عدل زائف.
ولن أدعى الجنون بل إننى أتمتع بكامل قواى العقلية التى جعلتنى على الأقل، أرى هذا المحامى جيدا.
فقط قبل النطق بالحكم تأملوا وجه هذا الرجل جيدا.
سكتت وتهاوت على المقعد.
ارتبكت قاعة المحكمة :
النطق بعد المدوالة
جحدها بنظرات وكان على وشك أن يقذفها بأقبح الكلمات ، لكنه تمالك نفسه أمام الناس.
بدأت الهمهمات تعلو, افترب منها شابا:
عايزة منى أى حاجة...تحبى أعملك أى حاجة
رفعت رأسها كان يحمل كاميرا:
متصورنيش
بس كده
بس كده
ناولها منديل بأعجوبة، مسحت عرقها المنصب:
عايز أعملك أى حاجة
نظرت إليه طويلا:
إعمل اللى شايفه هيرضيك...
عادت هيئة المحكمة مرة أخرى..
وبعد كلمات قانونية كثيرة تعصف بالجمل حائرة
أكدت:
حكمت المحكمة حضوريا على القاتلة الحسناء بالإعدام شنقا فى الميدان العمومى لإساءتها لأشراف المحامين.........ولهيئة المحكمة الموقرة.
بعد سنوات قليلة اكتملت أوراق وكلمات القاتلة بفضل الشاب الذى ناوله منديلا لايملك غيره ذات يوم، وبعد أن حفظتها الذاكرة الجمعية لأشخاص قلائل، طبعوا قصتها التى خطتها بقلمها الرصاص داخل جدرات السجن وقرأها أفراد وظلت رمزا لكل إمرأة حسناء رفضت أن يدافع عنها محاميها يوما ما.
وكانت الجملة الأولى فى قصتها:
" لو كنت أنتظر الكمال، ما فرغت من كتابى هذا أبدأ"
( فاتن خاطر )



#فاتن_عامر_خاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن عامر خاطر - قصة قصيرة بعنوان ( القاتلة الحسناء )