أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رينا ميني - الدولة العليّة باقية














المزيد.....

الدولة العليّة باقية


رينا ميني

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 20:19
المحور: حقوق الانسان
    


إن كنتم تحسبون أننا تحررنا من الإستعمار، فأنتم على خطأ . وإن كنتم تظنون أن زمن السلطنة العثمانية بكل جبروته انتهى، فأنتم أيضاً مخطئون . فلتراجعوا التاريخ وتقارنوه بالواقع، حتى تتيقنوا أننا انتقلنا من ظلمٍ إلى ظلمٍ، ومن عبوديةٍ إلى عبودية، مع الفارق البسيط أن البطش والطغيان مغلّفان بأوراق هدايا جديدة .

إن كنتم تعتقدون أن أعمال "السخرة" زالت، فلتنظروا إلى أعمالكم المضنية، ولتتفقدوا أجوركم إن كانت تكفيكم مأكلاً وشراباً، التي تنتهي مع آخر فاتورة ملغومة، ولا تبدأ إلا بعد إستنزاف ما لم يصل من الراتب الآتي .
إن كنتم تقولون أن دفع "الجزية" للباب العالي ولّى، فلتتطلعوا على فنّ الضرائب الذي يأتيكم من حيث لا تدرون، باسم القانون، الذي يمتص أموالكم، من غرامات باهظة على سيرٍ في طرقات غير نظامية، من إيجاراتٍ ستستشف نقودكم لترميكم فيما بعد في الشارع بعد نفاذ آخر فلس، من نظام طبابةٍ يجبركم على سداد ما معكم وما ليس معكم في المستشفيات الخاص وإلا تموتون على عتباتها ، من ميراثكم الذي تنصب الدولة جزء منه لأنه مجاني .

إن كنتم تفكّرون أن "الأحكام العرفية" بادت ، فهيهات!! فلتعاينوا السلك القضائي، والقوانين التي تنبّت من لا مكان، كالحية تخرج من جحرها لترتشف آخر قطرة دمٍ في جسد ضحيتها . أنظروا إلى ذلك الراعي البسيط التي تجرأت ماشيته على التهام عشب أرض تابعة لمصرف الدولة، عقوبته كانت الحبس وغرامة بالملايين، ولو استطاعوا أن يحاسبوا الماشية، ما عدلوا . والقابع في السجن خمسة عشرة عاماً بجريمة قتل ، صاحبها معروف ، ضُبط وأُحضر وحوكم وأُعدم في بلدٍ ثانية . وفنانينا يعاقبون إن مسّوا بحقيقة السلطان وحاشيته .

إن كنتم تتخيلون أن "الأخذ عسكر" مضى بغير رجعة وأنكم وأولادكم في مأمن من حروب الآخرين، فيا ليتكم تتحدثون ولا تُحرجون عن الإنفجارات والحوادث المريبة والخطف والتنكيل بالآمنين، لأننا الكرة التي تتقاذفها الأحزاب المتنافرة علناً والمتضامنة خفيةً !!

أما زلتم تعتقدون أن شحّ القمح والأرز كان سائداً فقط في ظلّ أوامر الباب العالي؟ لا تتفقدوا الأسعار حتى لا تُصابوا بأزمةٍ قلبية قد تودي بحياتكم أو قد تفقدكم صوابكم ورشدكم .

ما زالت الدولة العليّة تحكمنا، وما زال الإنتداب يسيطر على أفكارنا ويسرق حتى أحلامنا، ما من شيء تغيّر، إلا بعض التسميات البسيطة ، التي تغضّ طرفنا عن ويلاتنا، وتجبرنا على الرضوخ حتى تستمر الحياة . ما تغيّر إلا إدراكنا لحقيقة الأمور، حتى استمرارية صمتنا باقية . ما زلنا نحتال على أنفسنا، وما زال خوفنا يملأ جوفنا، وما زالت لقمة العيش هي الهاجس الأكبر الذ يتحكم بمصائرنا، من أجلها نذعن حتى الزحف على البطون خشية أن تُسرق منّا .

ما من عهدٍ بائد، كل العهود المنصرمة ما زالت قائمة وإن تغيّرت الأسماء وإن تغيّر الأشخاص، وتبقى الضمائر نائمة ، لعلّها .. ربّما .. ميتة ..



#رينا_ميني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رنين الهوى
- ثمرٌ وزؤان
- من عمق الروح
- وداعاً ..
- زمن الفجور
- إلى روح سميح القاسم
- مسيحيو(ن)
- غزّة تحت الحصار
- قدرٌ أعمى
- تعال
- حبيبتي
- في ذكرى المجازر الأرمنية
- أحلام الصبا
- اللاجئين..بين الحقوق والتمرّد
- يا قلبي
- صوموا، تصحّوا..
- مرّ النوى
- ما ذنبنا؟
- موطن الهوى
- هروب


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رينا ميني - الدولة العليّة باقية