أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عزيز عساف - قراءة نقدية من أروقة هيئة التنسيق الوطنية














المزيد.....

قراءة نقدية من أروقة هيئة التنسيق الوطنية


سامر عزيز عساف

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سامر عساف*
نشب خلاف بين رجالات ولا نقول تيارات هيئة التنسيق الوطنية على خلفية اجتماعين منفصلين لأعضائها. جرى الأول في القاهرة، بحضور هيثم مناع الرئيس السابق لفرع المهجر، مع بعض أعضاء الائتلاف الوطني ليس من بينهم أخوان مسلمون، إذ رفضت مصر حضورهم. والآخر في باريس شارك فيه خالد عسراوي وصفوان عكاش، وضمّ من جانب الائتلاف أعضاء من الأخوان المسلمين.
وصف أحد الصحفيين المقربين من هيثم مناع في جريدة السفير الحال بأنه صراع بين محورين: محور القاهرة ـ السعودية ومحور تركيا ـ فرنسا. هذه النظرية تفترض أن الهيئة تعيش، أو ستعيش، صراع محاور كما الائتلاف و سورية عموماً.
الحقيقة أن هيئة التنسيق الوطنية حافظت على مسافة مناسبة من المحاور والتدخلات الخارجية في العمل الوطني، فهي وإن أُخذ عليها استمرار التواصل مع الروس، إلا أن خياراتها بقيت مستقلة عن الأجندات الدولية والإقليمية.
هذه السياسة تدين إلى المحتوى النظري الذي يجمع مكونات الهيئة، من أحزاب وأفراد، استطاعت التمييز ما بين البرغماتية السياسية التي أظهرها الائتلاف والانتهازية، التي يفصلهما عن بعض شعرة فقط. هذه البرغماتية المزعومة كانت السبب في خيارات مدمرة للإئتلاف فأصبح رهن الإرادة الخارجية. ومعلومٌ كيف قررت هيلاري كلينتون أن المجلس الوطني "انتهت صلاحيته"، وأنشأت بالتعاون مع السعودية الائتلاف في صيغته الحالية.
لم يقتصر خطأ الائتلاف على شرعنة التدخل الخارجي بل كانت برغماتيته المزعومة سبباٌ مهما ًفي شرعنة السياسة العنفية وحمل السلاح في الصراع الوطني ملاقياً النظام في ذلك.
أغلب القوى السياسية التي تشكل الهيئة هي علمانية يسارية، وبالتالي لا تجد ضالتها لا في الامبراطوريات الدينية في المنطقة ولا في الحيتان الرأسمالية العالمية. كما إنها أدركت أن التسليح والإنخراط في سياسات المحاور سيؤول بالحال السوري إلى حرب طائفية بامتياز، لهذا أطلقت لاءاتها الشهيرة: لا للطائفية لا للعنف لا للتدخل الخارجي.
ولكن السؤال المهم الذي يجب طرحه في هذا السياق؛ ما هي الأخطار التي تهدد الهيئة ككيان سياسي؟ ما حقيقة التراشقات الإعلامية والإتهامات المتبادلة بين فرع المهجر والمكتب التنفيذي في دمشق؟
لا يوجد على الساحه السورية تنطيمات سياسية ذات "تنوع ديموغرافي" كما هو الحال في هيئة التنسيق، فهي تضم عناصر وتيارات تنتمي إلى جميع مكونات المجتمع السوري باستثناء الإخوان المسلمين. مع العلم أن بعض من هم ذوو خلفية إسلامية هم أعضاء في الهيئة، ولا تتعلق تركيبة هيئة التنسيق بجملة علاقات دولية متغيرة كحال الائتلاف، وخلافاً للائتلاف ليست الهيئة مرتبطة ماديا بأنظمة وحكومات.
إن أهم الأخطار التي تهدد هيئة التنسيق ناجم عن أنها لم تستطع طوال الوقت بناء آلية ديمقراطية مؤسساتية لصنع القرار الذي يعبّر عن مكوناتها ويلزمهم بها. على العكس من ذلك كان قادة الهيئة عاملاً حاسماً في تسرّب كثير من أعضائها. بعضهم انضمّ إلى المنبر الديمقراطي وغيره، فيما امتنع أكثرهم عن الدخول في تيارات سياسية أخرى، وكان بين نارين: نار الديكتاتور الصغير في الهيئة و نار تقاطعه مع الخط السياسي العام للهيئة والحسرة بسبب عدم القدرة على العمل فيها وتفعيل دورها. تفترض هنا أن العامل التنظيمي هو ما يهدد الهيئه ككيان، وهكذا تكون الكتل السياسية المتخلفة تنظيمياً، بغض النظر عن الخلفية النظرية، معاقة وتحتمل خطر السقوط.
الإنقسام في هيئة التنسيق حول اجتماع بعضهم مع أعضاء الإئتلاف والموقف من لقاء القاهرة ليس خلافاً سياسياً بحد ذاته، فليس من التقى الإخوان في باريس يشاطرهم مواقفهم، و لا من رفض هذا اللقاء هم "صقور" الهيئة، والقاطعين مع الإئتلاف أو الأخوان. الانقسام نابع بالدرجة الأولى من خلل تنظيمي في الهيئة، يعطي مساحات فردية لأشخاص قادتها خارج إطار عام يحكم سياستها.
لا توجد آلية ديمقراطية تمثيلية لاتخاذ القرار في الهيئة، ولم تستطع منذ إنشائها، بناء جسم سياسي مؤسساتي. وهي بذلك تتخلّف الى حد ما عن الائتلاف، وقد أدى ذلك إلى سيطرة بعض رجالها على مصيرها مادياً وسياسياً. ولتبقى ذراعهم هي الأعلى قزّم قادتها كل حراك ديمقراطي في بنيتها، وباتت الانتخابات التي تجري داخل الهيئة شكلية لا تستطيع تأطير طاقات جديدة.
أي سياسي يبحث في عمله السياسي عن الدور والمكان الذي يستطيع بهما إفراغ طاقاته هذه، وعلى المنظمة السياسية أن تؤمّن هذه الامكانية وإلا سيتسرّب عناصرها منها الواحد تلو الآخر. وهذا ما حصل في هيئة التنسيق عموماً وفرع المهجر خصوصاً. فبعد كل اجتماع ومؤتمر، وبعد كل انتخابات تنتهي وظيفة المشاركين بل وحتى أعضاء قياداتها الجدد، ويصبحون مجرّد متلقين لأخبار الهيئة من وسائل الإعلام.
عمل بعض رجال الهيئة على بناء كتل وتجمعات داخلها لتقوية مكانتهم، فأصبحت المصالح الحزبية والشخصية أهم من مصلحة الهيئة العليا، وفي كل انتخابات لفرع المهجر مثلاً، جرى استثناء الأعضاء القدامى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لتصبّ نتيجتها في حقول محدّدة سلفاً.
علينا هنا أن لا ننسى أن اعتقال عناصر مهمه في الهيئة كعبد العزيز الخير ورجاء الناصر وغيرهما أدّى بصوره مباشرة إلى الحد من فاعليتها، فقد ساهم غيابهم في تمركز السلطة في الهيئة (على سياستها) بأيدي عدد أقل من الأشخاص، حيث أن العناصر الجديدة لم تأخذ مواقعها إلا شكلياً، وراحت تدور في فلك "المحاربين القدامى".
تبدو الامور و كأن السيد هيثم مناع قد قرّر وحسم أمره بالانفصال عن الهيئة رسمياً. وما استقالته العام الماضي من فرع المهجر لصالح خلف داود (وهو من الاشخاص الذين التقوا أعضاء الائتلاف في باريس)، ثم تشكيل تياره الجديد "قمح"، إلا ثمرة عمل مع بعض رجال الهيئة للانفصال عن الجسم الأم. هكذا يمكن فهم التراشقات الاعلامية والاتهامات الأخيرة المتبادلة في صفوف الهيئة.
* كاتب سوري






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهويه و الطائفيه


المزيد.....




- مسلسل -Severance- يتصدر قائمة ترشيحات جوائز -إيمي- الـ77
- لبنان.. 12 قتيلاً بغارات إسرائيلية على مواقع لقوات النخبة في ...
- جيل المهارات الجديدة: الذكاء الاصطناعي في حياة الشباب العربي ...
- حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع
- قص شوارب وتحريض طائفي.. انتهاكات بحق أهالي السويداء رغم الت ...
- كيف تدخّلت الحكومة السورية لمحاصرة أزمة السويداء؟
- من القائل -قل للمليحة في الخمار الأسود-؟ وما قصته؟
- أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد
- مقررة أممية للجزيرة: إسرائيل وأميركا تحاولان إبادة الشعب الف ...
- برقيات تقنية.. -آيفون 17? بمعالج غير متوقع و-تيك توك- تقتحم ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عزيز عساف - قراءة نقدية من أروقة هيئة التنسيق الوطنية