أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد الشوملي - صيدلية الأمير بعد غياب أميرنا














المزيد.....

صيدلية الأمير بعد غياب أميرنا


وليد الشوملي

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 00:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


في العاشر من شهر آذار من العام 2015، فجعت مدينة بيت ساحور بوفاة، أو بالأحرى باستشهاد، المحامي المناضل صاحب القيم والأخلاق الحميدة، والابتسامة الدائمة "أمير ميخائيل سعد"، وهو في قمة عطائه.
لقد كان لغيابه المفاجئ بالغ الأسى في قلوب أبناء بلدته، الذين رأوا فيه صاحب الكلمة الحرة والمواقف الصلبة، وأصدقائه ومحبيه وكل من عرفه، من قريب أو بعيد، لما كان يتمتع به من خلق رفيع ومسؤولية عالية اتجاه بلدته، ووطنه ومهنته ورسالته المجتمعية.
ليس غريبًا أن تكون هذه خصال أمير وسماته؛ فقد نشأ وترعرع في كنف والديه أبي سمير وأم سمير اللذين ربيا أبناءهما على المثل والقيم، وعلى التضحية من أجل المجتمع والوطن، وعلى حب الناس وخدمتهم، وقد نجحا في نقل رسالة الانتماء والإباء هذه إلى أبنائهما لتصبح سمة من سماتهم، فحمل أمير تلك الرسالة، وتلك الأمانة؛ بكل رحابة صدر وطاف بها في مجتمعه وفي أرجاء الوطن كافة. فكان مناضلا بصمت، يتحلى بالهدوء والرزانة والخلق الرفيع، محافظًا على ابتسامة دائمة على محياه، لا نجدها إلا عند المناضلين الحقيقيين؛ الذين لا ينتظرون مكافأة من أحد، بل يبذلون الغالي والنفيس في خدمة مجتمعهم ووطنهم.
لقد غادرنا أمير تاركًا خلفه معلمًا يذكرنا به صباح مساء، إنها الصيدلية التي أسماها والده من فرط محبته له بـ "صيدلية الأمير". وهي لا تبعد عن منزلي سوى عشرات الأمتار، فما أصعب الأيام القادمة عندما أمر، جيئة وذهابا، أمامها في ظل غياب أميرها، بل أميرنا!
آهٍ يا آذار، لقد أصبحت شهر النحس في بلدتنا؛ فقبل أن تغيّب أميرنا ابن فتح، غيّبتَ مناضلا آخر من حزب الشعب الفلسطيني، إنه الدكتور خليل أنطون رشماوي، الذي لم يأل جهدا في خدمة بلدته ووطنه، من خلال موقعه الأكاديمي، أو من خلال موقعه في اتحاد شركات الباصات الفلسطينية، أو من خلال موقعه النضالي؛ حيث قضى في سجون الاحتلال فترة طويلة من الزمن مدافعا عن قضيتنا الوطنية العادلة.
كما غيّبت، قبل نحو أربعة عقود، والدي المرحوم الشاعر أنطون يوسف الشوملي. فهل أصبحت يا آذار الشهر المغيِّب لرجالات بيت ساحور! كفاك اختطافا وتغييبا.. كفاك تعذيبا للواعج القلوب، وحرقة للأكباد، وتقريحًا للجفون وتفريقًا للخلان.. نناشدك أن تعود إلى سابق عهدك؛ شهرًا للربيع والزهور والأمل والمطر.
في هذا المصاب الجلل، نعزي أنفسنا بفقدان أمير، ونسأل الله أن يلهم والديه وزوجته وكريمته وأسرته وذويه وأحبته الصبر والسلوان، ويطيب لي أن استشهد ببيت الشعر الذي اخترته من نظم المرحوم والدي، إذ يقول:
ما كلُّ إنسانٍ يُعد بواحدٍ الألف أحيانا بلا حسبانِ
فنم هانئا يا أمير، يا ألف واحدٍ، بعطر سيرتك في الجنان، فقد كنت أميراً في حياتك، وأميراً في موتك. وستبقى أميراً في قلوبنا إلى الأبد.
د. وليد الشوملي
فلسطين، بيت ساحور (11 آذار، 2015)



#وليد_الشوملي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أول تعليق روسي على إعلان ترامب بيع أسلحة لأوكرانيا
- تحليل لـCNN: لماذا تشعر أوكرانيا بالأمل والإحباط معا تجاه إع ...
- إيران تضع -خطا أحمر- للمشاركة في المحادثات النووية مع أمريكا ...
- الجيش اللبناني يضبط أحد أضخم معامل الكبتاغون على حدوده مع سو ...
- مقتل 48 مدنيا بهجوم لقوات الدعم السريع وسط السودان ونزوح آلا ...
- المحكمة العليا تمنح ترامب الضوء الأخضر لتفكيك وزارة التعليم ...
- هآرتس: تصاعد معدلات الانتحار في صفوف الجنود الإسرائيليين
- البرلمان الجزائري يناقش تعديلات قانون مكافحة تبييض الأموال و ...
- إسبانيا - المغرب: توقيف 9 أشخاص بعد اشتباكات بين متطرفين يمي ...
- المفوضية الأوروبية تقول إنها ستعيد إرسال وفد أوروبي طُلب منه ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد الشوملي - صيدلية الأمير بعد غياب أميرنا