من يحمي نساء وطني ؟!!

محمد لعبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 18:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

كان ليوم 8 من مارس نكهة خاصة في المغرب، أثار تساؤلات متشابكة ومتعددة، لا يمكن أن نجيب عنها، انطلاقاً من الوعي، الذي أضحت تتشبع به نساء المغرب، وانما في طريقة استثماره، بما يخدم قضية المرأة المغربية بشكل عام.
قضية المرأة والمساواة والمناصفة، أبرز عناوين وشعارات مرأة العصر، وان نظرنا من زاوية حقوقية للموضوع، فان ذلك يدُل على تقدم، أحرزته المرأة المغربية في مشوارها النضالي الطويل ضداً على هيمنة العقلية الذكورية، ومدى خبثها في اقصاء الجنس النعيم، وحرمانه من العديد من حقوقه الكونية، بعضها جاءت به ديانات سماوية، وبعضها الآخر، فرضته اجتهادات العصر، ومدى تحرر المرأة الغربية، وتساؤلات العصر، التي تقض مضجع المفكرين والمثقفين، قبل المهتمين والحقوقيين.
لكن ما شهده الثامن من مارس 2015 بالمغرب، يدل على الشيء الكثير، وخصوصا في شقه المتعلق بنظرة الاحزاب للمرأة وقضايا المرأة ككل، فقد تعبات جميع أحزاب المعارضة، وخصصت كافة الوسائل المادية واللوجستية، من أجل تجييش المسيرة، من مختلف مناطق المغرب، لترقى الى مستوى المليونية، نعم شاركت الآلاف من المغربيات في مسيرة اليوم العالمي للمرأة، لكن السؤال الذي تبادر الى دهن العديد من المتتبعين مثلي، قضية المرأة في المغرب ومشروع نضالها من أجل مناصفة حقيقية، لا يختلف عليه عاقلان، لكن ما اختلف فيه العاقلون، واتفق عليه السفهاء، هو كون قضية المرأة، أضحت مطية، ركبتها أحزاب المعارضة المغربية، هذه الاحزاب، التي فشلت داخل قبة البرلمان، في انتاج تجربة مختلفة ومتميزة، لمعارضة ما بعد الربيع الديمقراطي، والدستور المغربي الجديد، الذي وسّع من هامش حقوق وامتيازات المعارضة في مواجهة الاغلبية، وذهب الجميع، الى استهجان ما قامت به المعارضة، اذ أن استغلت ملفاً حقوقيا في مواجهة الحكومة، وذلك باستعراض عضلاتها المزيفة، أمام كاميرات العالم على حساب قضية المرأة، وظهور أشهر زعماء المعارضة المغربية في مقدمة المسيرة، وآخرون في مؤخرتها، لا دليل واضح على أن المعارضة، تتجه نحو نقل معركتها ضد الحكومة الى شارع، ولكن بطريقة أبشع.
وكما لا بد أن نشير الى موقف الحكومة بأغلبيتها اتجاه قضية المرأة، حيث اكتفت هذه الاخيرة، بنشر صور وزهور حسناوات أحزابهم، وكان المرأة في المغرب، لا تحتاج سوى الى أزهارهم، كي يبتسم لها الحظ، ونسوا أو تناسوا تصريحات رئيس الحكومة السابقة، ومهاجمته لبعض الحقوقية، ووصل حد وصفهم بعمالة لجهات أجنبية، وما الى غير ذلك من سياسات الهروب الى الامام، وتاريخ سيجل كذلك أكبر تعسف مارسته الحكومة الحالية بقيادة الاسلاميين، حيث لم تعين في نسختها الاولى سوى وزيرة واحدة، ونسختها الثانية، التي ضمت ما يقارب 39 وزيرا ستة وزيرات، ونحن في بلاد تشير بعض إحصاءاتها، الى أن نسبة النساء تفوق بكثير نسبة الرجال.
اذن شئنا أم أبينا فملف المرأة وقضيتها، هي ضمن القضايا الشائكة، التي تحرج سياسيي البلاد، حاليا، ولا يد للحكومة ولا المعارضة فيها، ولكن لكل منهم طريقته الخاصة في توظيف هذا الملف لصالحه ضدا في خصمه، حسب مزاجية المشهد السياسي المغربي، الذي يتغير كما يتغير جلد الحرباء، ومنه يستحيل اقامة مقاربة تحليلية لقضية المرأة، الا اذ تم عزلها عما هو سياسي، ووضعناها في سياقها الحقيقي الحقوقي، وبه أهنئ نساء وطني بعيدهنّ، ودمتم لنا متميزات متألقاتْ، بكنّ نسمو نرتقي، لبناء وطن يتسع للجميع.

#محمد_لعبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات