أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى شتا - الذكرى تمارس سلطه روحيه عنوانها الأرض كما هي في عيون طلبة جامعة بيرزيت الفلسطينية















المزيد.....

الذكرى تمارس سلطه روحيه عنوانها الأرض كما هي في عيون طلبة جامعة بيرزيت الفلسطينية


مصطفى شتا

الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 05:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


سكه الحديد التي تمر بمدينتي الرملة وتلك البئر التي يستقي منها السكان حتى ذاك اللباس المنتمي ‏للأرض ببساطته, أشياء ما زالت تدغدغ ذاكرتي المشتتة بين أحداث شتى, بهذه الكلمات بدأت حنان ‏سليمان الطالبة الجامعية من مخيم الامعري تسترجع ما حفظته من جدتها, وتضيف حنان أتخيل ‏الرملة قصورا وشوارع معبده وربما مصارف صحية نظيفة, لكني بعيده عنها, لا ارتاح بأن أراها ‏تقبع تحت ليل كالح من الظلم فهناك شئ روحاني يشدني على الدوام إليها, هي في الخريطة كل ما ‏أراه واحلم بالعودة إليه, أخاف من تلك الكوابيس السياسية أن تمتص حلمي وان لا تعيد إلى أمنياتي.

عندما ينقلب الرسم
أماني كرنز , طالبه سنه ثانيه , تقول, نكبتنا مستمرة وليست محصورة بيوم ذكراها عندما ترى انك ‏اليوم تعيش غربه محليه تشعر بالتناقض , لقد قررت أن ازور قريتي (الفالوجه) من لواء غزه المحتل ‏سنه 1948 , كنت قد رسمتها بألواني تخيلتها بيوتا وأناسا متحابين , وادمج في رسمتي صوره ‏الجيش المصري الذي حدثتني جدتي انه حوصر فيها , ربما انقلبت رسمتي رأسا على عقب عندما ‏رأيت مكان الفالوجه مستوطنه اسرائيليه , ما تعتقده أماني فبه عمق أكثر فهي تقول أن كل لاجئ ‏بداخله قطعه من الأرض , ليست فقط مفتاحا حمله ليعود به إلى باب بيته وإنما قطعه زرعت تكبر ‏كل يوم وتنمو ونأكل منها , وعلى جانبها نهر جار نشرب منه كما شرب أجدادنا لنبقى على تماس مع ‏الطبيعة , عندما كنت أتحدث عن ارضي المسلوبة أشعرها أمي البعيدة وهي غير أمي القريبة إلى ‏قلبي وعقلي وروحي لكن عندي الامور مازالت مختلطة , فعيد ميلاد أمي في 15-5 وهو يوم ذكرى ‏النكبة لا أستطيع إلا أن امزج المشاعر بين الحدثين وان اشعر دوما بالأسى...‏
في البداية تسألت عن سبب السؤال عن تاريخ 15-5 فهي لم تدرك ما يعنيه وما هو المرتبط بسكنها ‏وحياتها هي ميساء الخالدي من مخيم الجلزون, طالبه سنه أولى بكلية الآداب , عن النكبة تقول , أنا ‏أدرك أن هناك مأساة حصلت لكن لم يؤرقني متى حدثت إن كان ذلك في أيار أو حتى في تشرين , ‏الأكثر أهميه هو أننا هجرنا من ديارنا , في الحقيقة أنا أتمنى أن أرى بلدتي (عنابا) واعتقد أن لي ‏مكاني ولادة هنا , وذاك الذي في الماضي , المخيم اليوم يعني أننا مازلنا متمسكين بحقنا في العوده , ‏المنطق يقول أننا لن نرجع إلى (عنابا) لكن حلمن أن نعود وسنعود .

كاتب رسام اعتادت ريشته على التنقل بين لونين هم الأبيض والأسود, وأيضا كلماته لا تعرف ‏سواهما تناسق يبدو في ظاهره الحزن ولكن في جوهره التحدي, شريف محيسن من برير قضاء ‏مجدل عسقلان, الطالب في كليه الهند سه , يتحدث عما تسببه له ذكرى النكبة من اثر , حيث يقول , ‏عندما تذكر النكبة فأن ما يخطر على باله تلك العجوز بملامح وجهها وتجاعيد تتحدث عن ذاكره ‏حقيقية تتناول تاريخ بلادنا كيف تم تهجيرنا وطردنا من بيوتنا , لكن هناك حديثا أخر وراء هذا الوجه ‏هناك كلام لا يمكن حصره بكلمه أو بأخرى , لأننا نعرف ماذا تعني الأرض وماذا يعني لي الوطن ‏‏, خاصة إني تربيت في مخيم جباليا في قطاع غزه, فتعلمت أشياء كثيرة, فقد بدأ وعيي على أخ لي ‏في السجن وانتصف على أخ آخر شهيد, مهما حاولت أتهرب من هذا الموضوع أجده في داخلي كل ‏أعمالي وحديثي وهمومي , فأنا مهما بعدت في خيالي ارجع للنقطة نفسها, أتذكر قول غسان كنفاني, ‏لن ارتد حتى ازرع في الأرض جنتي, أو انتزع من السماء جنتها أو أموت أو نموت معا, ففي هذه ‏رسالة بأن لا احد في العالم كله يرضى أن يقبل تعويضا عن أرضه التي هي حياته.

ليست للبكاء
نانسي بوشه من اللد, طالبه في جامعه بيرزيت, في سنتها الرابعة و تعتبر يوم النكبة جزئيه أساسيه ‏من شخصيتها, فهي تتحدث عن تهجير أهلها وتقسيم أرضها, وتصف حديث الجدة بأنه الأكثر شجونا, ‏فهي تتحدث على الدوام عن ذاك الزمان, حيث حصلت أمور جميله, فهناك الترابط والتماسك وتقول ‏نانسي لم يكن الألم بافتقاد الأرض والأملاك فقط وإنما بإحساسك بفقدان الإحساس في بيتك, ورغم ‏ذلك الحادث, ألا انه ما زال يكتنف في قلب جدتي وجدي وربما والدي أيضا أمل في العودة إلى ما ‏كان, المؤسف إني ذهبت لزيارة بيت جدي في اللد ووجدت من يقطنه هذه الأيام من أولئك المحتلين, ‏الذين لابد أن يرحلوا, ولعل في اندلاع الانتفاضة ما يعيد لي بارقة أمل بتحقق حلم العودة, لكن الآن ‏بدأت اشعر بأن هذا الشعور في طريقه للفقدان لما يرافق قضيتنا من أحداث سياسية, في حين أن ‏الطالبة مرام عياش, ثالثه هندسة تعتبر أن 15-5 لا يعنيها كيوم فهي ترى انه لا داعي لتقديس هذا ‏اليوم لأن النكبة تحتاج لحل وليس التغني عن مآسيها, ويجب اعتبار ذكرى النكبة حافزا للأجيال ‏الأصغر, وان نتحدث عنها وعن الحق الذي ضاع, حدثتني والدتي وهي لاجئة من زكريا-يافا- عن ‏حرب الإشاعات التي أسفرت عن الهجرة أن الأمور التي حدثت في العام 1948 ارتهنت في هذه ‏الفترة بعدم وعي الشعب وهذا يسبب لي شعورا مأسويا وأتذكر هنا ما تناولته قصه عائد إلى حيفا, ‏التي اعتبرها تاريخا حقيقيا لحقيقة مره, كم أتمنى لو أن الزمن بيدي لأمنع الناس من أن يخرجوا من ‏بيوتهم, وتضيف مرام اعتقد أن الوطن الضائع عند الكبار هو الذكريات أما الوطن لنا فيشكل الحاضر ‏والمستقبل إن القضية في قلوبنا وعقولنا.

المسألة لم تنته
الدكتور شريف كناعنه وهو من ابرز المؤرخين الفلسطينيين, الذي تناول موضوع النكبة والتهجير في ‏العام 1948, يستعرض تلك الذاكرة القابعة في الوجدان قبل العقل, حيث يتناول الذاكرة قائلا, في ‏البداية النكبة ليست كل شئ وان صنفناها بأنها تعني كل شئ ربما تناسينا التاريخ الذي مضى والذي ‏لحق بتلك الذكرى والتي تعتبر الأكثر زخما في تاريخنا, وفي رأيي النكبة فصلت الأمور بشكل ‏أوضح وأعطت الفلسطيني أو أجبرته على اعتناق فلسطينيته وأبعدت عنه العنصر العربي الغائب ‏الكبير عن معادلته الحقيقية في هذه الفترة, من الخطأ التعامل مع النكبة وما ترويه هذه ألحادثه من ‏معان وكأنها جزء من فلكلور وأدب فنحن نقوم بذلك بعمليه انتقائية لما نود أن نعرفه, فنسمع ما نريد ‏ونتجاهل مالا نريده وبهذا انتقاص للحقيقة, إن إيمان المجتمع ككل بعدالة قضيته وبأهمية عودته ‏وبحقه بأرضه جاءت كنتيجة لمنطلقات, ربما هي سياسة أبقت على ذاكره متقدة, إن المسألة لم تنته ‏بانتهاء تاريخ النكبة وكأنه تاريخ مقدس, وإنما المعركة موجودة حتى ألان ومازال قتالنا مستمرا ‏لتحصيل حقوقنا, فذكرى النكبة وكأنها فقدان عزيز لم تنته فتره حداده بعد, من ثوره 1930 إلى ‏‏1936 وحتى 1948 وليس انتهاء باليوم عبارة عن معركة واحده بأجزاء متنوعة لها الهدف نفسه, ‏إسرائيل نفسها تسلك الطريقة التي بدأت في 48 لاعتقادهم الراسخ أن مشروعهم لم ينته وهي تذكرنا ‏أن المشروع لم يزل مستمرا, ولهذا علينا ألا نيأس وان نحمل الأمل بين أحلامنا (ما بيضيع حق ‏وراءه مطالب) إن المأساة لم تبدأ في 48 ولن تنتهي ب 48, المشكلة بدأت في وضع الخطة ‏الصهيونية في القرن التاسع عشر لما يسمى بعوده اليهود, فهي في الأصل بدأت مع أول قطعه ارض ‏بيعت ومن أول وطأه قدم لمهاجر صهيوني ومن بداية المفاوضات مع العثمانيين لأمتلاك هذه الأرض ‏فقبل 1948 كان هناك من 60- 70 قرية مفرغه من سكانها بيعت للوكالة الصهيونية من قبل بعض ‏الإقطاعيين العرب, وكانت تلك وسيله أما ومع بدء حرب 48 دمرت حوالي 450 مدينه وقريه وهذا ‏أسلوب أخر, المعادلة الاساسيه عند الصهاينة هي الأرض ومن ثم السكان ففي نظرهم امتلاك الأرض ‏هو الأساس.‏
هذه الذكرى لم تغب عن الأذهان وان بقيت راسخة معالمها تظهر في محيا كل فتاه وشاب, البحث ‏عن هذا الحق يطلبه علم حقيقي بما حصل فلأمل مشروع ولكن يجب العمل بالشكل الصحيح ‏لاستحقاق هذا الحق.‏



#مصطفى_شتا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرهاب والثقافة
- الهوية والأنتماء ... والقاعدة الثقافية الجامعة للشباب ‏الفلس ...


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى شتا - الذكرى تمارس سلطه روحيه عنوانها الأرض كما هي في عيون طلبة جامعة بيرزيت الفلسطينية