أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى شتا - الهوية والأنتماء ... والقاعدة الثقافية الجامعة للشباب ‏الفلسطيني















المزيد.....

الهوية والأنتماء ... والقاعدة الثقافية الجامعة للشباب ‏الفلسطيني


مصطفى شتا

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 08:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


‏"جسد واحد ... حلم لا ينتهي .... في وطن للجميع"‏
على مر مراحل انطلاقة الحركة الثقافية في فلسطين شهدت هذه الحركة مد وجزر وان ‏اتسمت بعموميتها بالقدرة العالية على التجاوب مع الوضع الفلسطيني ذو الخصوصية، حيث ‏اتسم هذا الجانب بأنه كان أكثر ميلاً الى رفض الاحتلال والايمان بحتمية النصر للشعب ‏المقاوم رغم ظروف القهر التي خلقتها ممارسات الاحتلال على الارض.‏
ولكن من الملاحظ التراجع الهائل الحاصل على المستوى الثقافي وعدم الاهتمام بتنمية ‏الابداعات ذات الميول الثقافية الوطنية حيث اصيب شبابنا اليوم في مقتل من حيث غياب ‏الوعي بقضايا الوطن واهتماماته واحتياجاته وعدم الاطلاع على ما يجري داخل الاورقة في ‏كافة الاتجاهات سواء كانت تلك السياسية او الاجتماعية او غيرها من الامور والاحتياجات ‏التي تعني الشعب الفلسطيني هذا الامر حقيقة يتطلب اعادة النظر في شكل التهيئة الثقافية ‏والنشأة الاجتماعية لتكوين جيل الغد اساس وطن المستقبل.‏
كل هذه الامور اتضحت من خلال دراسات بحثية اعدتها مؤسسات فلسطينية كانت تعنى ‏بشؤون الشباب او الاهتمام بقياس التفاعل الاجتماعي مع هموم وطنية اساسية وكل هذه ‏المؤسسات وضعت يدها على الجرح ولكن لم تعالجه، فمما لا شك به بأن المرحلة هي التي ‏تولد المستجدات ونحن نعتبر ان ما تمر به هويتنا الثقافية هو اساس هذه المرحلة وهي ‏المستجد والهاجس الذي يسيطر علينا فعلينا الانطلاق من النظريات والارفام لنكون اداة عملية ‏تستطيع تجاوز هذه المعضلة، فان البحث عن التغيير المنشود او الذي يهدف له المجتمع من ‏خلال رؤية عربية فلسطينية شاملة يشكل بوصلتنا الاساسية في العمل داخل هذه المؤسسة التي ‏نسعى لتكون مؤسسة ثقافية ذات بعد اجتماعي.‏
ان المطلوب بحق لتجاوز كل المعايير التقليدية هو الاستناد الى تلك اللبنة الاساسية في ‏المجتمع الاسرة، والانطلاق من خلالها لتحقيق المنجزات المجتمعية ولاشك بأن مجتمعنا ‏الفلسطيني لديه قاعدة التغيير ويستند في هذه القاعدة لاحتوائه ذاكرة مشتركة تحمل في طياتها ‏تاريخ واحد مر به هذا الشعب تخلله تغيرات عدة سواء في التركيبة الاجتماعية او في التطور ‏والتقدم في مجال العلم او ما قد وقع به ابناء هذه الرقعة من احتلال بقي الوحيد في العالم ‏ويتظر له بأنه من مخلفات انسانية سيئة من جراء الحروب والنكسات او من جراء عدم ‏الاطلاع على ما تقرره الشعب لتحديد ماهيتها، اذن فالقضية الاساس هي الهوية، والتي تقود ‏الى معاني الانتماء للارض ومن ثم للانسان المشارك في تكوين الحياة على هذه الارض، ‏وبالتالي التركيز على تلك الصفات المشتركة بين الانسان والانسان والعلاقة مع الارض كونها ‏الجامع للتفاعل البشري وهو ما يعني كشف الثقافة، ان ما تقدم اعلاه يعني وبشكل كبير لتسليط ‏الضوء على ما تعني ثقافة الشعب في ترسيخ وجوده وان شعب بلا ثقافة حضرية لا وجود له.‏
كل تلك الامور مجتمعة جعلت من هم الانطلاق نحو مستوى ثقافي اعلى والخوف من ذاك ‏الرصيد الهائل من اللاوعي والذي يعاني منه جيل الشباب المقبلين في العمر يضعنا في بوتقة ‏تعاون مشترك تهدف الى خلق اجواء جديدة قادرة وساعية لتحطيم ما قد يعيق في بلورة ‏مجموعة من الافكار والاهداف والتي تسعى الى جمع الكل افراد ومجتمع في وضع صورة ‏لغد واضح وصياغة المستقبل برؤية جماعية تحقق المصلحة للجميع وتضمن التكافل ‏الاجتماعي المرجو وكل هذا يأتي عن طريق وعي ثقافي.‏
لذا فإن العنوان الرئيس لهذه المرحلة هو حماية الثقافة الوطنية الفلسطينية من الطمس وتسليط ‏الضوء على ابرازها في وعي الاجيال ولذا يجب ان تكون الرؤى ذات ابعاد وطنية ثقافية؛‏
‏-‏ إستحضار الذاكرة الفلسطينية لكل ما هو فلسطيني، بغض النظر عن منطلقاته ‏ومعتقداته، لأن هذه الذاكرة ملك للجميع.‏
‏-‏ اعادة الارتباط بالجذور الاجتماعية والثقافية والقومية والتي لا يمكن تجاهلها او ‏نكرانها، وذلك بتركيز الضوء على الهم الوطني ضمن رؤيتنا لهذه الابعاد.‏
‏-‏ تكثيف مفاهيم متعلقة بحب الوطن اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ‏والانترنت، بمعنى جعله مشوقاً ومحبباً خاصة في اوساط الاجيال الصاعدة.‏
‏-‏ خلق طموحات وافكار تعلو بشأن المجتمع وترتقي به، من خلال تثقيف ممنهج ‏وبأسلوب علمي يهدف الى اتاحة الفرص لكل من يستحقها.‏
‏-‏ تقوية اواصر التفاعل والارتباط بين مجموعات الشباب الناشطين في مواقعهم.‏
‏-‏ العمل على صياغة سياسة متماسكة طويلة الامد قادرة على ادامة العمل في هذا ‏الجانب بشكل مقبول في الهيئات الرسمية الشبابية والمؤسسات الاخرى.‏
‏-‏ زيادة وعي الشباب في اماكن تجمعهم من خلال نشر الافكار ذات العلاقة في ‏اوساطهم والعمل على تجنيدهم لصالح خدمة الاهداف والانطلاق من خلال رؤية جادة ‏نحو تحقيق الذات في الاطار الجماعي العام.‏
‏-‏ متابعة تفاعلات المؤسسة مع المجتمع المحيط والعمل على تكثيف الانشطة الجماعية ‏في هذا الصعيد.‏
‏-‏ فتح جميع الافاق الممكنة والمساحات التي من شأنها أن تكون متنفساً للإبداع.‏
‏-‏ تدعيم عملية البناء الذاتي في الاطار الثقافي للفرد القائمة على اساس الانتماء والعلاقة ‏الترابطية بين الارض – الوطن- والانسان – المواطن-، وعن طريق توعية شاملة ‏وتثقيف مركز.‏
‏-‏ المساهمة في بلورة المفاهيم والرؤى المشتركة في المجتمع الفلسطيني، ويكون ذلك ‏بخلق اليات عمل تؤدي الى الانسجام بيننا وبين المؤسسات العاملة في قطاعات ‏التوعية والمدافعة عن قضايا الوطن، وايضاً الاجتهاد للاسهام في وضع اسس ودعم ‏السبل الكفيلة بتطوير الفعل الفلسطيني بالتركيز على تاريخ شعب يعني من عذابات ‏الاحتلال منذ اكثر من نصف قرن، وهو ما قد يلزمه اقامة علاقات تشبيك مع ‏مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وكذلك التجمعات الوطنية المدنية في العالم ‏العربي، كل ذلك ياتي مرتكزاً على زيادة وعي بالقضية الفلسطينية ومكانها في ‏الوجدان الابداعي والثقافي ليس فقط للفلسطيني وانما ايضاً في دواخل الانسان الحر ‏في العالم الاسير.‏


وبهذا فإن كل ما سبق هو نقطة في الطموح والاحلام، ولذا يجب تشكيل مجموعات عمل ‏كخلية تقوم على تحقيق اهدافها بآلية العمل التالية:‏
‏-‏ ضرورة البدء بالتأسيس على مراحل متتالية متواصلة، وتكون عملية متراكمة لبعضها ‏البعض من الانجاز، بمعنى ان يكون هناك مراحل متابعة وتقييم بعد المضي قدماً كل ‏مرحلة بمرحلتها.‏
‏-‏ بناء موقع الكتروني يعمل على نشر ابدعات الشباب.‏
‏-‏ الاعداد لتنظيم محاضرات واقامة ورش العمل تهدف الى تعزيز الدور الثقافي بالاطار ‏العصري حتى يصل الى الجميع.‏
‏-‏ عقد لقاءات مع المجتمع المحلي من المؤسسات والهيئات العاملة حتى نضمن تشجيعاً ‏مستمراً من قبلهم.‏
‏-‏ العمل على صياغة نشرة خاصة تصدر فصلياً (كل 6 شهور مرة) على مستوى ‏الوطن.‏
‏-‏ الاهتمام بالفعاليات والانشطة المتعلقة باحياء التراث، والاحداث الوطنية الهامة.‏
‏-‏ اقامة لقاءات تشاركية مثل المخيمات الصيفية او الشتوية.‏
‏-‏ خلق الحافز للابداع والتميز عن طريق نشاطات فنية وادبية وعلمية متميزة وهادفة مع ‏ضرورة نشر هذه الابداعات ودعم الجميع وتشجيعهم للمشاركة.‏
‏-‏ اجراء تقييم وتحليل شامل للمستوى الثقافي في فلسطين ودراسة اسباب تراجع الوعي ‏الوطني عموماً.‏
‏-‏ التشبيك مع الجاليات الفلسطينية في المنافي واللجوء ومؤسسات المجتمع المدني على ‏كل المستويات، وتفعيل المخيمات الثقافية الوطنية في البلاد العربية، وايضاً محاولة ‏التواصل مع المؤسسات التعليمية العربية والاوروبية للحصول على منح دراسية ‏تعليمية او الاستفادة من الدورات التدريبية لتطوير عمل المؤسسة.‏
‏-‏ تنظيم حملات اعلامية لزيادة الوعي بالقضايا الوطنية والثقافية وكذلك الحياتية.‏
وربما نستطيع تحديد اهمية‎ ‎القطاع الشبابي ببيان حجم الفئة التي نعنيها واستيضاح ماهية ‏طاقاتهم الهائلة التي‎ ‎يحملها هذا القطاع عن غيره، والتي من الممكن ان تعمل على استحقاق ‏حقوقها وتغيير‎ ‎المجتمع بما يلبي الطموحات ويعمل على صياغة لواقع يقره الشباب كون ‏المجتمع‎ ‎الفلسطيني مجتمع فتّي شاب‎.
يعاني الشباب بشكل عام من هموم شتى متعددة باختلاف‎ ‎المواقع التي يحتلها شبابنا هذه الايام؛ ‏فعلى الرغم من الاشارة الواضحة والجامعة‎ ‎لمعاناة الشباب تقع تحت عنوان واحد وهو ‏التهميش الغير منظم في واقع الامر لدور مهم‎ ‎وحيوي في الحياة السياسية والمدنية والتي ‏تترافق مع قلة الاهتمام بما يمثله الشباب‎ ‎من دور طليعي، ولهذا تتجسد الرؤية من ضرورة ‏اشراك القطاع الشبابي في كافة‎ ‎المجالات وعلى اختلاف انواعها‎. ‎
فإنه يجب العمل على‎ ‎تعزيز دور الشباب والمضي قدماً في بيان دورهم في ظروف الطوارئ والظروف ‏الطبيعية‎ ‎وكيفية تعايشهم مع الوضع الحالي الراهن‎. ‎
والعناية بمجموعات الشباب بالكشف عن‎ ‎مواهبهم وهواياتهم والاطلاع بشكل علمي ومدروس على ما ‏يعانيه الشباب في قطاعاتهم‎ ‎المختلفة فمن هموم العطالة الى المواهب المقتولة بهدف التوصل من خلالهم ‏الى ذات‎ ‎شبابية قادرة على التعبير عن نفسها وصياغة بديلها الحقيقي‎. ‎
وصولاً‎ ‎لاهدافها عن طريق تنظيم ندوات وإصدار نشرات وعقد مؤتمرات وورشات عمل هادفة‏‎. ‎
على ان نتبنى جميع ما يصب في مصلحة الشباب بعيداً عن رأي‎ ‎متعصب انطلاقاً من حرية التعبير عن ‏الرأي والمشاركة في اتخاذ القرار وصياغة البديل‎ ‎لواقع جديد متجدد قوامه مجتمع الشباب؛ وإمتلاك ‏وجهة نظر ناقدة لما قد يضر بقطاع‎ ‎الشباب من تراكم غير مسؤول على مستوى الوزارات الحكومية ‏المسؤولة او من خلال مؤسسات‎ ‎المجتمع المدني والتي تتغنى على اساس خدمة المجتمع للوصول به ‏الى مدنية حقيقية خدمة لشبابنا ولوطننا الغالي‎.‎



#مصطفى_شتا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى شتا - الهوية والأنتماء ... والقاعدة الثقافية الجامعة للشباب ‏الفلسطيني